المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : رِسَالَةٌ إِلى المُفْطِرِينَ في رَمَضَان ( قَصِيدَةٌ عَمُودِيَّة )



ياسر الحمداني
06-09-2006, 12:01 AM
رِسَالَةٌ إِلى المُفْطِرِينَ في رَمَضَان

رَمَضَانُ أَقْبَلَ وَالجَمِيعُ اسْتَبْشَرُواْ * بِقُدُومِ شَهْرِ الصَّوْمِ إِلاَّ المُفْطِرُ

النَّاسُ فِيهِ عَلَى المَسَاجِدِ أَقْبَلُواْ * وَهُوَ الْوَحِيدُ عَنِ المَسَاجِدِ مُدْبِرُ


فَتَرَاهُ في رَمَضَانَ يُفْطِرُ عَامِدًا * وَكَأَنَّهُ بِالْفِطْرِ فِيهِ يُؤْجَرُ

وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنَّهُ يَشْكُو إِذَا * ذُكِرَتْ مَشَقَّاتُ الصِّيَامِ وَيُكْثِرُ

يُبْدِي الظَّمَا لِلنَّاظِرِينَ وَإِن خَلا * في بَيْتِهِ الْتَقَفَ المِيَاهَ يُجَرْجِرُ

وَيَزُجُّ بَيْنَ الصَّائِمِينَ بِنَفْسِهِ * عَنْ مَوْعِدِ الإِفْطَارِ لا يَتَأَخَّرُ

مَهْمَا نَظَرْتَ مُوَبِّخًا لِصَنِيعِهِ * لا يَسْتَحِي وَكَأَنَّهُ لا يُبْصِرُ


يَدْرِي كَرَاهِيَةَ الْعُيُونِ لِفِعْلِهِ * وَبِأَنَّ كُلَّ النَّاسِ مِنهُ يَسْخَرُ


وَإِذَا انْتَهَى رَمَضَانُ هَنَّأَ نَفْسَهُ * بِصِيَامِ شَهْرٍ لَمْ يَصُمْهُ وَيَفْخَرُ

لَمْ يَسْتَطِعْ شَهْرًا يُهَذِّبُ نَفْسَهُ * الْفُجْرًُ مِن أَكْمَامِهِ يَتَفَجَّرُ

مَنْ لَيْسَ يَصْبِرُ أَنْ يُغَالِبَ جُوعَهُ * فَعَلَى عَذَابِ اللهِ كَيْفَ سَيَصْبِرُ

يَكْفِي بِأَنَّ الصَّائِمِينَ إِذَا دَنَا * إِفْطَارُهُمْ فَرِحُواْ بِهِ وَاسْتَبْشَرُواْ

وَالمُفْطِرُونَ إِذَا رَأَيْتَ وُجُوهَهُمْ * لَعَلِمْتَ كَيْفَ قُلُوبُهُمْ تَتَحَسَّرُ

فَوُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ مِن خِزْيِهَا * لَكِنَّ وَجْهَ الصَّائِمِينَ مُنَوِّرُ

إِنْ كَانَ أَغْلَبُنَا أَضَاعَ صَلاتَهُ * وَصِيَامَهُ بِاللهِ كَيْفَ سَنُنْصَرُ

الجَوُّ في رَمَضَانَ حُلْوٌ بَاسِمٌ * لَكِنــــَّـــــهُ بِالمُفْطِرِينَ يُكَدَّرُ

شَهْرٌ يَجُودُ بِهِ الْكِرَامُ بِمَالِهِمْ * لِيُصِيببَ مِنهُ المُعْدِمُونَ وَيَشْكُرُواْ

مَا كَانَ أَحْرَى المُذْنِبِينَ إِذَا أَتَى * رَمَضَانُ لَوْ فِيهِ اتَّقَواْ وَتَطَهَّرُواْ

أَشْعَارِي ( يَاسِر الحَمَدَاني )


أَرْجُو مِمَّنْ يَقْرَأُ الْقَصِيدَةَ أَنْ يَنْشُرَهَا قَدْرَ الإِمْكَان ، بَينَ أَهْلِ الأَمَانَةِ وَالإِيمَان ؛ عَسَى أَنْ يُذَكِّرُواْ بِهَا مَنِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَان ؛ فَأَضْمَرُواْ أَنْ يُفْطِرُواْ في رَمَضَان ؛ " فَالدَّالُّ عَلَى الخَيرِ كَفَاعِلِه " ، " وَمَنْ دَعَا إِلى هُدَىً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ مَن عَمِلَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة " ، وَ " مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ وَلا يُعَلِّمُه ؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الْكَنْزَ وَلا يُنْفِقُ مِنهُ " ( الْعِبَارَاتُ الثَّلاثَةُ : أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ عَنِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ) 0

معالي
06-09-2006, 03:37 PM
أهلا بك أستاذ ياسر

موضوعك يفصح عن همّك الإيماني العميق، وذاك يُحمد لك، فجزاك الله خيرا.
أما النص فموضوعه غير مطروق بشكل مستقل على حد علمي القاصر، وهذه _في حدود ما بلغني، وما بلغني قليل_ سابقة لك.

أما فنية النص فتلك قصة أخرى:
رَمَضَانُ أَقْبَلَ وَالجَمِيعُ اسْتَبْشَرُواْ * بِقُدُومِ شَهْرِ الصَّوْمِ إِلاَّ المُفْطِرُ
أليستْ: المفطرا ؟
وإن أخطئتُ فقوّمني.

مَهْمَا نَظَرْتَ مُوَبِّخًا لِصَنِيعِهِ * لا يَسْتَحِي وَكَأَنَّهُ لا يُبْصِرُ
يَدْرِي كَرَاهِيَةَ الْعُيُونِ لِفِعْلِهِ * وَبِأَنَّ كُلَّ النَّاسِ مِنهُ يَسْخَرُ
كيف وقد كان يفعل ذلك خفية؟!

إجمالا:
لغة النص على سلامتها إلا أنه يعوزها جانب راق من التحليق والخيال.
صحيح أن النص في مقام الإرشاد والوعظ، إلا أن أدب الوعظ _ليصيب هدفه ويبلغ غايته_ بحاجة ماسة إلى فنية عالية ولغة راقية.
قارن إن أحببت بين:
اعتزل ذكر الأغاني والغزلْ *** وقل الجد وجانبْ من هزلْ
واهجر الخمرة إن كنـت فتـى *** كيف يسعى في جنون من عقلْ ؟!
وبين:
خانك الطرف الطموحْ ***أيها القلب الجموحْ
لدواعي الخير والشر *** دنو ونزوحْ
هل لمطلوب بذنب *** توبة منه نصوحْ
كيف إصلاح قلوب *** إنما هن قروحْ
أحسن الله بنا أن *** الخطايا لا تفوحْ
فإذا المستور منا *** بين ثوبيه فضوحْ

أستاذ ياسر:
أجدك في جانب النثر أقوى حضورًا وأكثر رُقيًا.
ماذا عن فن المقامة؟ أو القصة؟

بانتظارك، حياك الله.

خالد بن حميد
06-09-2006, 04:45 PM
كثيراً ما أمر على قصائدك المتميزة, وموضوعاتك الشريفة الراقية , فتجدني أقرأ وأبتسم , لأن هذه الكلمات تنبئ عن حال صاحبها , وقد قيل حدثني أقل لك من أنت , وقد أفصحت فبوركت.
أما عن موضوعات الوعظ والإرشاد وما تفتقر إليه من جمال , فلا عطر بعد عروس ويكفي ما قيل .
بورك فيك أستاذ ياسر , وفي جميل وعظك وإرشادك

بوحمد
06-09-2006, 08:49 PM
لا عطر بعد عروس

والله إني لمعجب بالحمداني وبإصراره...
إستمر أخي الكريم بالكتابة وبالإصغاء لكل نقد مهما كان مؤلم... بل لاتلتفت للمفرح منه...
وستصل... أعدك بذلك... ستصل وبإذن الله، لما تصبو إليه..
ولكن ما قصة هذا المثل يا أبا طارق؟ فقد دغدغتَ خيالي ببيت تعوَّذت شيباتي منه..

خالد بن حميد
06-09-2006, 09:08 PM
لك ذلك والدنا العزيز
وإليك مناسبة المثل

رابطة أدباء الشام (http://www.odabasham.net/show.php?sid=4735)

بوحمد
06-09-2006, 09:40 PM
جميل هذا الموقع..(أدباء الشام)
جزاك الله خيراً أبا طارق

خالد بن حميد
06-09-2006, 09:50 PM
جميل هذا الموقع..(أدباء الشام)
جزاك الله خيراً أبا طارق


سلمك الله وعافاك

ياسر الحمداني
07-09-2006, 12:16 AM
تَعْدِيل ؛ لِتَفَادِي الضَّرُورَةِ النَّحْوِيَّة :
رَمَضَانُ أَقْبَلَ وَالجَمِيعُ اسْتَبْشَرُواْ * بِقُدُومِهِ إِلاَّ أَرَاذِلُ أَفْطَرُواْ

عبدالرحمن السليمان
07-09-2006, 12:33 AM
أي والله جميل موقع "رابطة أدباء الشام" يا أستاذ بوحمد ويا أستاذ أبا طارق. وفرج الله كربة هؤلاء الأدباء وردهم إلى بلادهم سالمين غانمين إن شاء الله.

ولكن ما هو البيت الذي تعوّذت الشيبات منه يا أستاذ بوحمد؟! والله شوقتني لسماعه!
سلمكما الله.

عبدالرحمن السليمان.

بوحمد
07-09-2006, 11:52 AM
هو حلم في أبيات...ولكن قد استعاذت فلا سبيل...

لأهل الفصيح المخلصين، وكلهم كرام، ولشوقك إن بقى، قلت له، قد أفصح دعبل الخزاعي عن نهاية الحلم بقوله:

لاتعجبي ياسلمى من رجلٍ=ضحك المشيبُ برأسه فبكى
ورحم الله صاحب العرصات وغفر له إن شاء الله...
بوحمد

عبدالرحمن السليمان
07-09-2006, 12:03 PM
سلمك الله أستاذي الفاضل بوحمد،

ويدخل في هذا الباب:

عيَّرتني بالشيب وهو مصيرُها ***** وإني وإياها إلى غايةٍ نجري!

وأجمل وصف للشيب سمعته في حياتي قول امرأة معمرة (تجاوزت التسعين) في بلاد المغرب، قالت لي: "الشيب رسالة فصيحة من عند الله".

حياك الله وأمتع بك.

عبدالرحمن السليمان.

بوحمد
07-09-2006, 12:23 PM
صدقت معمّرة المغرب والله...

يقول ابن المعتز:

يا خاضب الشيب بالحنّاءِ يسترهُ=سَلْ الالهَ لهُ ستراً من النارِ
لن يرحل الشيبُ عن دارٍ يحلُّ بها=حتى يُرَحِّل عنها صاحِبَ الدارِ

ودرت في فلك هذا المعنى وقلت (قبل سنوات كُثُر!):

يا خَاضِبَ الشَيْبِ قدْ أغْراكَ إنْذارُ=سُود ُالذنُوبِ وَ مَحْو البِيْض ِإقْرارُ
إن غُيِّبَ الشَيْبُ مِنْكَ المَوتُ نَاظِرَهُ=لا الجَهْرُ يُدْنِ وما يُقـْصِيهِ إسْرارُ
إن غَابَ بِاللَـْون ِمَا غَابَتْ دَلائِـَهُ=وَمَا بِلَون ٍرَسُولُ المَوتِ سَيَّارُ
وَللِنُفُوس ِ أوان لا يُضَيُّعُهَا=مَا البيضُ عُذْرٌ وَلا لِلسّودِ أعْذارُ
فاطْمِسْ بِكُلِّ عَلامَاتٍ لَهَا حُفَرٌ=وألهو كَمَا شِئْتَ والحَفـَّارُ حَفـَّارُ
***
يزور مَنْ هَمّهُ بالعيشِ مُنذِرهُ=ألا وقد فاتَ مَنْ لَمْ يَأتهِ نُذرُ
وَما أرى مِثلَهُ ضَيفاً وفادَتُهُ=تَسُرُ قَلبيْ ثَقيلاً دونَهُ القَبْرُ
وسلمك...
بوحمد

بوحمد
07-09-2006, 01:08 PM
لم أُثقل على الحمداني بكثرة الإستطراد وأنا في ضيافته؟
أعذرني أخي الكريم...فقد أسأتُ الأدب..
وفقك الله...
بوحمد

عبدالرحمن السليمان
07-09-2006, 03:15 PM
بل أنا من يعتذر لأنني كنت السبب في الاستطراد.
ولقد طربت لأبياتك الجميلة ذات الألفاظ الجزلة والمعاني الشريفة.
وعودة إلى ضيافة أخينا الحمداني.
سلمكم الله جميعا.
عبدالرحمن.

معالي
09-09-2006, 04:44 PM
وعودة إلى ضيافة أخينا الحمداني.
قبل أن تعودوا: :)
أفرد البحتري في حماسته (إن لم تخني الذاكرة، وما أكثر ما تفعل!) أبوابا عديدة للشيب وأهله.

بوحمد
09-09-2006, 10:30 PM
قبل أن تعودوا: :)
أفرد البحتري في حماسته (إن لم تخني الذاكرة، وما أكثر ما تفعل!) أبوابا عديدة للشيب وأهله.
وإن خانتكِ فقد نصحتِ أهله:)

درّ المعاليَ في أمثالهِ نصحت=من بحتريّ الهوى يأتيكما الخبرُ
"في الشيب زجرٌ له لو كان ينزجرُ=وواعظٌ منهُ لولا أنهُ حجرُ"
لله درّكِ من أديبة...

محمد الجبلي
09-09-2006, 10:49 PM
وإن خانتكِ فقد نصحتِ أهله:)

درّ المعاليَ في أمثالهِ نصحت=من بحتريّ الهوى يأتيكما الخبرُ
"في الشيب زجرٌ له لو كان ينزجرُ=وواعظٌ منهُ لولا أنهُ حجرُ"
لله درّكِ من أديبة...

قل للعيون التي أردت أبا حمد = وصيرت قلبه بالهم يعتصر
ماذا تريدين من شيخ ألم به = وقع الزمان دعيه سوف ينزجر

بوحمد
10-09-2006, 01:47 AM
ألا أبا خالد: إرجعْ، تُصابُ بهِ=فليس من سمعوا فيهِ كمن نظروا
أما تراهُ بليلِ الأمسِ يزجرني=حتى غدى لونهُ من لونهِ القمرُ