أبو العزم
14-09-2006, 02:19 AM
قرأت لكم هذا الموضوع في الملحق الثقافي لجريدة الثورة السورية عدد الثلاثاء 12/9/2006وهو بقلم د/ أحمد جاسم الحسين وأرجو أن تبدوا آراءكم حول القضية
الهبــــــش و ثقافـــــــة الحراميــــــة
11/9/2006
د. أحمد جاسم الحسين
حين أعجب الفرزدق ببيت للشاعر (الشمردل ) أقسم عليه : ( واللّه لتدعنّه أو لتدعنّ عرضك ) ،والشمردل ليس غبياً ليسلم عرضه للسان شاعر قال في زوجته - وفقاً للرواة - : ماأطيبك بالحرام وماأكرهك بالحلال و(ذو الرمة )
هو الآخر أخذ أكثر الطرق اختصاراً واستجاب لطلب الفرزدق يوم أعجب ببيتين له : ( إياك أن يسمعها أحد منك ، فأنا أحق بهما منك !) . هاتان المرويتان تلخصان أخلاق عصر مضى ، وتعطيان تفكرة عمّا آلت إليه أحوال (الحرامية ) في عصرنا الحديث! يوم مارسنا سرقة أشعار نزار قباني لنقنع بها حبيباتنا بلواعجنا وشوقنا فإننا كنا نمارس سرقة نبيلة ، لأن كثيراً من النساء يعشقن بأذانهن ، ونزار قباني بارع في هذا الباب ، هذه سرقات بريئة تشبه الكذب الأبيض وتشبه سرقة الجائع ليملأ بطنه وهي سرقة مجازة شرعاً، وهذا يحيلنا إلى أن السرقة مرتبطة بظروفها قديماً. كانت السرقات الأدبية محط اهتمام حركة نقدية شكلت أحد الأفرع الرئيسية لحركة النقد العربي القديم ، وتبارى البلاغيون في تحديد أنواعها ومصطلحاتها وقدموا أكثر من عشرين مصطلحاً نشير إلى بعضها: الإغارة :أن يصنع الشاعر بيتاً فيتناوله من هو أعظم منه ذكراً فيروى له وينسى صاحبه. الاسترفاد: أن يأخذ بيتاً شعرياً من زميل له هبةً. الانتحال : أن يدعي شعراً لغيره. الاصطراف: أن يعجب ببيت فيصرفه لنفسه ، وكذلك من المصطلحات : الالتقاط والعقد والحل والاهتدام والاجتلاب والإلمام والادعاء والغصب والاختلاس ووقع الحافر على الحافر والمواردة والتلفيق والسلخ والمسخ والنسخ والمرافدة وقد ألف البلاغيون والنقاد مجموعة من الكتب، خاصة حول تجارب مهمة مثل تجربة أبي تمام والمتنبي ، والمتأمل الموضوعي في مفهوم السرقات قديماً يجد أن كثيراً من أنواعها يدخل في التناص ، وقد أسهم في توسيعها قديماً مفاهيم اللفظ والمعنى والرواة ومحاولة الإساءة للتجارب المهمة ، ولم يسلم من تهمة السرقة كتاب كبار مثل هيرودوتس وأرستوفان وسوفكليس ما دفع كاتباً مثل فلوبير لتوجيه صرخة مدوية: ( المهم في العمل الفني صناعة الفنان ومهارته لاالمضمون ، إذ يستطيع أن يتناول أشد الموضوعات تفاهة ، دون أن يخشى على تقدير عمله مادامت يده حاذقة). ومعلوم أن ا لابتكار ليس اختراع شيء من الهواء بل وجود مادة تتفاعل مع موهبة قوية لتمثل خلقاً جديداً . *** كثر الحرامية - حرامية الفن والأدب والثقافة - في عصرنا الحديث لتحقيق مكاسب كثيرة لعل أهمها المكسب المادي ، لأنه لم يعد يوجد (غبي) في عصرنا يعنى كثيراً أو قليلاً بالكاتب ، وفي عصر نجومية الصورة غدا من المخجل أن يعرف أحد أنك تشتغل في كار الكتابة ، ولعل أبرز السرقات تتم بين مؤلفي الدراما ومؤلفي الأغنيات ولايكاد ويمضي شهر إلا نسمع عن حادثة من هذا النوع ، وكم من أغنية تسابق على لحنها مطربة أو أكثر وكم من مسلسل تنصل منه مؤلفه ، وهاهنا يبرز معدو البرامج في الواجهة....! في ميدان الأدب تسمع حكايا يقف لها شعر الرقبة لغرابتها، وسأذكر بعض الحالات والمواقف التي حدثت في مجال السرقة مما عايشت في العقد الأخير وكثير منها يدعو للتساؤل عما آلت إليه أحوالنا: - قاص ومترجم يعرض مجموعته القصصية للبيع ، ولما تقدمت إحدى القاصات لشرائها طلب ثمناً (باهظاً) ، فما كان منها إلا أن استهترت بموهبته القصصية وأحبت صديقه الصحفي الذي لايكتب القصة القصيرة! - باحثة جميلة الملامح اشتركت مع باحثين جادين في الإعداد لكتاب حول شعراء الغزل وشعراء ماتوا عشقاً ، وجد الباحثان بعد فترة أن الكتاب في الأسواق وقد صدر عن دار نشر لبنانية ( دار رياض الريس) وقدم الباحثان شكوى لوزارة الإعلام وللدار ولم يحصلا سوى على الهواء الطلق! - صفحات (تفريخ) الأدباء الشباب في سورية من المواضع الهامة للحرامية ، وخلال تعليقي على صفحة (دروب الإبداع) في جريدة البعث 1994-1996م اكتشفت أكثر من عشر سرقات ، وأغرب مامر معي يومها أن عدداً من الأدباء (المهملين) - يسمون أنفسهم مظلومين- يرسلون نصوصهم بأسماء مستعارة ليتذكرهم القراء يوم يكشف زملاؤهم عن السرقات ! - الرسائل الجامعية المرتع الأكبر للسرقات ، وكم من رسالة وجد فيها المناقشون عشرات الصفحات مسروقة بالحرف ، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء بل تم منح السارق الدرجة العلمية ، وأذكر ممن كشف بعض هذه السرقات د.نعيم اليافي رحمه اللّه ود.سمرروحي الفيصل ، ولعل السبب الرئيسي في ذلك يعود إما لقناعة الطالب أن أستاذه لايقرأ بحثه ، أو لظنه أن أستاذه لو قرأ فلن يكتشف سرقته لأنه لايطلع على مايصدر وكلا السببين مصيبة عظيمة ! وأن لايتم قمع مثل هذه الظواهر في الجامعات أمر مثير للخزي .... وكم من رسالة اكتشفت أنها مشغولة في بلد آخر. - باحث معروف ( مصاب بداء العظمة وفقدان الأخلاق) جمع أعمال أحد القاصين السوريين وسرق حقوق المؤلف ، ولما وضع على المحك اعترف بأنه زور التنازل الذي قدمه للجهة الناشرة وتم حل الموضوع (بالتراضي) طبعاً ! - مترجمون عديدون يكتبون الإبداع تشتمّ من روائح نصوصهم أنها ليست لهم ، ومشكلات الترجمة عديدة ، فثمة كتب كثيرة تعاد ترجمتها دون تغيير وأحياناً تصدر في السنة نفسها أكثر من ترجمة ، والمترجم اللاحق يضع في مقدمته أن الهدف من إعادة الترجمة هو (تجاوز أخطاء الترجمات السابقة) لكن ؟؟!! - كاتب عربي اسمه د. «ناول عبد الهادي» يمطر المجلات بالمقالات المؤلفة والمترجمة لكن تم اكتشاف أمره في معظم هذه الدوريات التي حرمته من النشر فيها! - معظم كتاب القصة القصيرة جداً هباشون محترفون نظراً لاعتماد كثير من نصوصهم على المفارقة والنكتة والهموم اليومية ....!! - اتحاد الكتاب العرب سبق أن أشار في العقد الأخير إلى مجموعة من السرقات وصلت بأكثر من مؤلف إلى سرقة كتاب كامل وتقديمه للاتحاد ونشره ، وكذلك مجموعة من المقالات التي اكتشف أمرها وقد اتخذت الإجراءات اللازمة بحق (الحرامية ) وأقفل المحضر ولم يسجل ضد مجهول . - الإنترنت سهل السرقة وجعلها تتحقق بأقل الأتعاب ، وهذا يزيد عبء المختصين بملاحقة هذه السرقات ( من هم المختصون ولمن يتبعون) !؟ - ثمة سرقات مسكوت عليها أو عنها تشبه العنف الذي تتعرض له الزوجة من زوجها مثل أن يكتب شاعر لصديق عمره كي ينتسب لاتحاد الكتاب ، أو أن يكتب قاص مجموعة لصديق له كي يدخل دائرة المدعومين....!! لابد من الإشارة إلى تغير مفهوم السرقة بدخول الفلسفات الحديثة ومانقصده هي السرقات الصريحة . والسارق اليوم إما أن يكون غبياً أو مخبولاً أو مستهتراً أو ....لأن خسارة الكرامة لاتعادلها خسارة! *** ما من عبارة تستفزني مثل عبارة (حقوق المؤلف محفوظة) لذا فقد كتبت على إحدى مجموعاتي القصصية حقوق المؤلف مهدورة ! وهذا التقليد أي حقوق المؤلف محفوظة (الأحمق) وماتبعه من تحذير من أي نسخ بأي وسيلة كانت ، يصلح في أي مكان إلا عندنا ،والسبب بسيط أنه لاتوجد جهة تتابع حقوق المؤلف أو تدافع عنها ، ولعلكم تذكرون مرايا( ياسر العظمة) مما ألف وأعد وقرأ ، وكيف ثبت أنه أخذ أكثرمن قصة حرفياً ( إحدى قصص تاج الدين الموسى) ، وكذلك مافعلته الإغارة بقصص حسيب كيالي وعزيز نيسين وغيرهم . ومن باب العلم بالشيء ، فإن بلدانا ً مثل السعودية أو الأردن ثمة مفتشون في وزارة الإعلام وفروعها يتجولون على المكتبات ومحال الكاسيت والـ( C.d ) وغيرها يراقبون النسخ الأصلية ولعلنا نسمع بين فترة وأخرى عن إعدام آلاف منها في أرجاء من العالم ، ولايجرؤ أحد في السعودية أن يصور كتاباً ( علناً) . في سورية حدد قانون العقوبات مايدخل في الملكية الفكرية و مالايدخل وأحال عدداً من الحالات إلى قانون المطبوعات ، وقد شكلت عشرات اللجان لسن تشريع متكامل لحماية حقوق المؤلف حيث أنيط بوزارة الثقافة هذا الأمر إلى أن صدرالقانون رقم 21 لعام 2001الذي لم يفعّل إلى يومنا هذا !! أخيراً نشير إلى أن دار المجد السعودية بالرياض كانت قد همَّت بإصدار موسوعة حول السرقات الأدبية في العصر الحديث، وأعلنت عن مسابقة ، ومكافآت أسهم فيها نفر كبير من أدباء سورية.... ولابد من مناقشة وجهة نظر باتت تنتشر مؤخراً بدواع إنسانية وأكاديمية حول أن لاجدوى من متابعة السارقين ، وأن هذه ليست من مهمات الناقد أو الباحث .... نقول : إنها من أشرف مايقوم به الباحث لأن تفشيها تلوث في الفكر ،وإساءة للحركة الثقافية، ويجب ألا تأخذنا الرأفة بسارق يصرح لمن يلتقيه بالقول (بدنا نعيش) ! فإن كان يريد العيش الكريم فالطرق كثيرة وإن كان يريد العيش الحرام فإن هناك أبواباً غير باب الأدب أسرع له وأنجع، ومثله جدير بأن يستضاف في برنامج تلفزيوني يقول فيه المتهمون للمذيع بكل محبة (حاضر سيدي). وتقتضي الأمانة العلمية الإشارة إلى أنه في العقد الأخير قد صدر في سورية عدد من الكتب تتحدث عن حماية حقوق المؤلف والملكية الفكرية، وبدأ الناس يدركون هذا الجانب ، لكن السؤال المرعب هو: كيف نتحدث عن حقوق مؤلف و....و.... وكثير من الحقوق الأخرى مهدورة..؟؟!! أو مغيبة أو مسكوت عنها !!
الهبــــــش و ثقافـــــــة الحراميــــــة
11/9/2006
د. أحمد جاسم الحسين
حين أعجب الفرزدق ببيت للشاعر (الشمردل ) أقسم عليه : ( واللّه لتدعنّه أو لتدعنّ عرضك ) ،والشمردل ليس غبياً ليسلم عرضه للسان شاعر قال في زوجته - وفقاً للرواة - : ماأطيبك بالحرام وماأكرهك بالحلال و(ذو الرمة )
هو الآخر أخذ أكثر الطرق اختصاراً واستجاب لطلب الفرزدق يوم أعجب ببيتين له : ( إياك أن يسمعها أحد منك ، فأنا أحق بهما منك !) . هاتان المرويتان تلخصان أخلاق عصر مضى ، وتعطيان تفكرة عمّا آلت إليه أحوال (الحرامية ) في عصرنا الحديث! يوم مارسنا سرقة أشعار نزار قباني لنقنع بها حبيباتنا بلواعجنا وشوقنا فإننا كنا نمارس سرقة نبيلة ، لأن كثيراً من النساء يعشقن بأذانهن ، ونزار قباني بارع في هذا الباب ، هذه سرقات بريئة تشبه الكذب الأبيض وتشبه سرقة الجائع ليملأ بطنه وهي سرقة مجازة شرعاً، وهذا يحيلنا إلى أن السرقة مرتبطة بظروفها قديماً. كانت السرقات الأدبية محط اهتمام حركة نقدية شكلت أحد الأفرع الرئيسية لحركة النقد العربي القديم ، وتبارى البلاغيون في تحديد أنواعها ومصطلحاتها وقدموا أكثر من عشرين مصطلحاً نشير إلى بعضها: الإغارة :أن يصنع الشاعر بيتاً فيتناوله من هو أعظم منه ذكراً فيروى له وينسى صاحبه. الاسترفاد: أن يأخذ بيتاً شعرياً من زميل له هبةً. الانتحال : أن يدعي شعراً لغيره. الاصطراف: أن يعجب ببيت فيصرفه لنفسه ، وكذلك من المصطلحات : الالتقاط والعقد والحل والاهتدام والاجتلاب والإلمام والادعاء والغصب والاختلاس ووقع الحافر على الحافر والمواردة والتلفيق والسلخ والمسخ والنسخ والمرافدة وقد ألف البلاغيون والنقاد مجموعة من الكتب، خاصة حول تجارب مهمة مثل تجربة أبي تمام والمتنبي ، والمتأمل الموضوعي في مفهوم السرقات قديماً يجد أن كثيراً من أنواعها يدخل في التناص ، وقد أسهم في توسيعها قديماً مفاهيم اللفظ والمعنى والرواة ومحاولة الإساءة للتجارب المهمة ، ولم يسلم من تهمة السرقة كتاب كبار مثل هيرودوتس وأرستوفان وسوفكليس ما دفع كاتباً مثل فلوبير لتوجيه صرخة مدوية: ( المهم في العمل الفني صناعة الفنان ومهارته لاالمضمون ، إذ يستطيع أن يتناول أشد الموضوعات تفاهة ، دون أن يخشى على تقدير عمله مادامت يده حاذقة). ومعلوم أن ا لابتكار ليس اختراع شيء من الهواء بل وجود مادة تتفاعل مع موهبة قوية لتمثل خلقاً جديداً . *** كثر الحرامية - حرامية الفن والأدب والثقافة - في عصرنا الحديث لتحقيق مكاسب كثيرة لعل أهمها المكسب المادي ، لأنه لم يعد يوجد (غبي) في عصرنا يعنى كثيراً أو قليلاً بالكاتب ، وفي عصر نجومية الصورة غدا من المخجل أن يعرف أحد أنك تشتغل في كار الكتابة ، ولعل أبرز السرقات تتم بين مؤلفي الدراما ومؤلفي الأغنيات ولايكاد ويمضي شهر إلا نسمع عن حادثة من هذا النوع ، وكم من أغنية تسابق على لحنها مطربة أو أكثر وكم من مسلسل تنصل منه مؤلفه ، وهاهنا يبرز معدو البرامج في الواجهة....! في ميدان الأدب تسمع حكايا يقف لها شعر الرقبة لغرابتها، وسأذكر بعض الحالات والمواقف التي حدثت في مجال السرقة مما عايشت في العقد الأخير وكثير منها يدعو للتساؤل عما آلت إليه أحوالنا: - قاص ومترجم يعرض مجموعته القصصية للبيع ، ولما تقدمت إحدى القاصات لشرائها طلب ثمناً (باهظاً) ، فما كان منها إلا أن استهترت بموهبته القصصية وأحبت صديقه الصحفي الذي لايكتب القصة القصيرة! - باحثة جميلة الملامح اشتركت مع باحثين جادين في الإعداد لكتاب حول شعراء الغزل وشعراء ماتوا عشقاً ، وجد الباحثان بعد فترة أن الكتاب في الأسواق وقد صدر عن دار نشر لبنانية ( دار رياض الريس) وقدم الباحثان شكوى لوزارة الإعلام وللدار ولم يحصلا سوى على الهواء الطلق! - صفحات (تفريخ) الأدباء الشباب في سورية من المواضع الهامة للحرامية ، وخلال تعليقي على صفحة (دروب الإبداع) في جريدة البعث 1994-1996م اكتشفت أكثر من عشر سرقات ، وأغرب مامر معي يومها أن عدداً من الأدباء (المهملين) - يسمون أنفسهم مظلومين- يرسلون نصوصهم بأسماء مستعارة ليتذكرهم القراء يوم يكشف زملاؤهم عن السرقات ! - الرسائل الجامعية المرتع الأكبر للسرقات ، وكم من رسالة وجد فيها المناقشون عشرات الصفحات مسروقة بالحرف ، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء بل تم منح السارق الدرجة العلمية ، وأذكر ممن كشف بعض هذه السرقات د.نعيم اليافي رحمه اللّه ود.سمرروحي الفيصل ، ولعل السبب الرئيسي في ذلك يعود إما لقناعة الطالب أن أستاذه لايقرأ بحثه ، أو لظنه أن أستاذه لو قرأ فلن يكتشف سرقته لأنه لايطلع على مايصدر وكلا السببين مصيبة عظيمة ! وأن لايتم قمع مثل هذه الظواهر في الجامعات أمر مثير للخزي .... وكم من رسالة اكتشفت أنها مشغولة في بلد آخر. - باحث معروف ( مصاب بداء العظمة وفقدان الأخلاق) جمع أعمال أحد القاصين السوريين وسرق حقوق المؤلف ، ولما وضع على المحك اعترف بأنه زور التنازل الذي قدمه للجهة الناشرة وتم حل الموضوع (بالتراضي) طبعاً ! - مترجمون عديدون يكتبون الإبداع تشتمّ من روائح نصوصهم أنها ليست لهم ، ومشكلات الترجمة عديدة ، فثمة كتب كثيرة تعاد ترجمتها دون تغيير وأحياناً تصدر في السنة نفسها أكثر من ترجمة ، والمترجم اللاحق يضع في مقدمته أن الهدف من إعادة الترجمة هو (تجاوز أخطاء الترجمات السابقة) لكن ؟؟!! - كاتب عربي اسمه د. «ناول عبد الهادي» يمطر المجلات بالمقالات المؤلفة والمترجمة لكن تم اكتشاف أمره في معظم هذه الدوريات التي حرمته من النشر فيها! - معظم كتاب القصة القصيرة جداً هباشون محترفون نظراً لاعتماد كثير من نصوصهم على المفارقة والنكتة والهموم اليومية ....!! - اتحاد الكتاب العرب سبق أن أشار في العقد الأخير إلى مجموعة من السرقات وصلت بأكثر من مؤلف إلى سرقة كتاب كامل وتقديمه للاتحاد ونشره ، وكذلك مجموعة من المقالات التي اكتشف أمرها وقد اتخذت الإجراءات اللازمة بحق (الحرامية ) وأقفل المحضر ولم يسجل ضد مجهول . - الإنترنت سهل السرقة وجعلها تتحقق بأقل الأتعاب ، وهذا يزيد عبء المختصين بملاحقة هذه السرقات ( من هم المختصون ولمن يتبعون) !؟ - ثمة سرقات مسكوت عليها أو عنها تشبه العنف الذي تتعرض له الزوجة من زوجها مثل أن يكتب شاعر لصديق عمره كي ينتسب لاتحاد الكتاب ، أو أن يكتب قاص مجموعة لصديق له كي يدخل دائرة المدعومين....!! لابد من الإشارة إلى تغير مفهوم السرقة بدخول الفلسفات الحديثة ومانقصده هي السرقات الصريحة . والسارق اليوم إما أن يكون غبياً أو مخبولاً أو مستهتراً أو ....لأن خسارة الكرامة لاتعادلها خسارة! *** ما من عبارة تستفزني مثل عبارة (حقوق المؤلف محفوظة) لذا فقد كتبت على إحدى مجموعاتي القصصية حقوق المؤلف مهدورة ! وهذا التقليد أي حقوق المؤلف محفوظة (الأحمق) وماتبعه من تحذير من أي نسخ بأي وسيلة كانت ، يصلح في أي مكان إلا عندنا ،والسبب بسيط أنه لاتوجد جهة تتابع حقوق المؤلف أو تدافع عنها ، ولعلكم تذكرون مرايا( ياسر العظمة) مما ألف وأعد وقرأ ، وكيف ثبت أنه أخذ أكثرمن قصة حرفياً ( إحدى قصص تاج الدين الموسى) ، وكذلك مافعلته الإغارة بقصص حسيب كيالي وعزيز نيسين وغيرهم . ومن باب العلم بالشيء ، فإن بلدانا ً مثل السعودية أو الأردن ثمة مفتشون في وزارة الإعلام وفروعها يتجولون على المكتبات ومحال الكاسيت والـ( C.d ) وغيرها يراقبون النسخ الأصلية ولعلنا نسمع بين فترة وأخرى عن إعدام آلاف منها في أرجاء من العالم ، ولايجرؤ أحد في السعودية أن يصور كتاباً ( علناً) . في سورية حدد قانون العقوبات مايدخل في الملكية الفكرية و مالايدخل وأحال عدداً من الحالات إلى قانون المطبوعات ، وقد شكلت عشرات اللجان لسن تشريع متكامل لحماية حقوق المؤلف حيث أنيط بوزارة الثقافة هذا الأمر إلى أن صدرالقانون رقم 21 لعام 2001الذي لم يفعّل إلى يومنا هذا !! أخيراً نشير إلى أن دار المجد السعودية بالرياض كانت قد همَّت بإصدار موسوعة حول السرقات الأدبية في العصر الحديث، وأعلنت عن مسابقة ، ومكافآت أسهم فيها نفر كبير من أدباء سورية.... ولابد من مناقشة وجهة نظر باتت تنتشر مؤخراً بدواع إنسانية وأكاديمية حول أن لاجدوى من متابعة السارقين ، وأن هذه ليست من مهمات الناقد أو الباحث .... نقول : إنها من أشرف مايقوم به الباحث لأن تفشيها تلوث في الفكر ،وإساءة للحركة الثقافية، ويجب ألا تأخذنا الرأفة بسارق يصرح لمن يلتقيه بالقول (بدنا نعيش) ! فإن كان يريد العيش الكريم فالطرق كثيرة وإن كان يريد العيش الحرام فإن هناك أبواباً غير باب الأدب أسرع له وأنجع، ومثله جدير بأن يستضاف في برنامج تلفزيوني يقول فيه المتهمون للمذيع بكل محبة (حاضر سيدي). وتقتضي الأمانة العلمية الإشارة إلى أنه في العقد الأخير قد صدر في سورية عدد من الكتب تتحدث عن حماية حقوق المؤلف والملكية الفكرية، وبدأ الناس يدركون هذا الجانب ، لكن السؤال المرعب هو: كيف نتحدث عن حقوق مؤلف و....و.... وكثير من الحقوق الأخرى مهدورة..؟؟!! أو مغيبة أو مسكوت عنها !!