د. جمال مرسي
10-08-2004, 01:05 AM
في المقهى
شعر د. جمال مرسي
في مقعدٍ هادئٍ في الركنِ مُسْتَتِرِ=نَأَىَ بعيداً عن الفوضى ، عنِ النَّظَرِ
عيناهُ في مدخلِ المقهى تُراقبُهُ = هذا يروحُ ، وذا يرتادُ في خَفَرِ
وذا يميلُ مع الألحانِ في طَرَبٍ = وذاك يَغرِقُ في بحرٍ من الفِكَرِ
طوْراًَ يُحَمْلِقُ في الجُدرانِ يرسُمُها = وتارةً راكزاً عينيه في السُّتُرِ
يكادُ تفضِحُهُ عينُ الهوى ‘ و فَمٌ = يُتَمْتِمُ اْسمَ التي أَعْيَتْهُ بالسَّهَرِ
والوقتُ يمضي بطيئاًً مثلَ مُذنبةٍ = سِيقَتْ إلى غُرفةِ الإِعدامِ في خَوَرِ
في كُلِّ ثانيةٍٍ يرنو لساعتِهِ = كأنَّما عقربُ السَّاعاتِ في سَفَرِ
يا أيُّها النادلُ السَّاعِي لخِدمَتِنا = هلاَّ أَتَيْتَ بِفنجانٍ من الصَّبَرِ
فقد شربتُ كؤوسَ الإنتظارِ ‘ وما = هلَََََّت حبيبةُ قلبي ، مُهجتى ،عُمُري
أرى المكانَ وقد غابتْ مُعَلِّلَتِي = أمسى كمثلِ الدُّجَى في غَيْبَةِ القَمَرِ
فلا جَمَالٌ ، و لا نُورٌ أُحِسُّ بِهِ = ولا أَشُمُّ أَرِيجَ العِطرِ في الزَّهَرِ
و لَسْتُ أسمَعُ من أنغامِ صادحةٍ=هُناكَ غيرَ صدى الآلامِ و الضَّجَرِ
يا أيُّها النادِلُ الساقي قُهَيْوَتَهُ =زِدْنِي ، فإنِّي أرى مُكْثي إلى السَّحَرِ
مالي أراكَ و لم تبرحْ تُحَدِّقُ في=مُتَيَّمٍ بلهيبِ العشقِ مُسْتَعِرِ
أَمُشْفِقٌ أنتَ ، أمْ أبْصَرْتَ مُعجزةً=كما يُرى اْلماءُ في عينٍ من الحَجرِ
لو كنتَ أبصَرتَها ، ما كُنتَ تعذلني=و لا وَصَفْتَ الهوى بالحُمقِ و الهَذَرِ
شَعْرٌ تَدَلَّى على أكتافِها مَرِحاً=يزهو بِسُمْرَتِهِ ، يزدانُ بالدُّرَرِ
كأنَّهُ موجةٌ تجري ، و تتبعُها=أخرى ، فتهربُ للشُطآنِ و الجُزُرِ
و الوجهُ واحةُ فُلٍّ في تأنُّقِهِ =و الخَدُّ روْضةُ كَرْزٍ باسِمٍ نَضِرِ
و الثَّغرُ ياقوتةٌ حمراءُ ، راقَصَها=ضوءُ النَّهارِ على ترنيمةِ الوَتَرِ
يا لائمي في الهوى ،إنَّ الهوى قَدَرٌ=إنْ كنتَ تؤمنُ يا "جرسونُ" بالقَدَرِ
فاْذهَبْ و دَعْنِي وحيداً في تَرَقُّبِها=حانَ اللقاءُ ، لقاء الأرضِ بالمَطَرِ
مع أطيب تمنياتي
و دمتم
شعر د. جمال مرسي
في مقعدٍ هادئٍ في الركنِ مُسْتَتِرِ=نَأَىَ بعيداً عن الفوضى ، عنِ النَّظَرِ
عيناهُ في مدخلِ المقهى تُراقبُهُ = هذا يروحُ ، وذا يرتادُ في خَفَرِ
وذا يميلُ مع الألحانِ في طَرَبٍ = وذاك يَغرِقُ في بحرٍ من الفِكَرِ
طوْراًَ يُحَمْلِقُ في الجُدرانِ يرسُمُها = وتارةً راكزاً عينيه في السُّتُرِ
يكادُ تفضِحُهُ عينُ الهوى ‘ و فَمٌ = يُتَمْتِمُ اْسمَ التي أَعْيَتْهُ بالسَّهَرِ
والوقتُ يمضي بطيئاًً مثلَ مُذنبةٍ = سِيقَتْ إلى غُرفةِ الإِعدامِ في خَوَرِ
في كُلِّ ثانيةٍٍ يرنو لساعتِهِ = كأنَّما عقربُ السَّاعاتِ في سَفَرِ
يا أيُّها النادلُ السَّاعِي لخِدمَتِنا = هلاَّ أَتَيْتَ بِفنجانٍ من الصَّبَرِ
فقد شربتُ كؤوسَ الإنتظارِ ‘ وما = هلَََََّت حبيبةُ قلبي ، مُهجتى ،عُمُري
أرى المكانَ وقد غابتْ مُعَلِّلَتِي = أمسى كمثلِ الدُّجَى في غَيْبَةِ القَمَرِ
فلا جَمَالٌ ، و لا نُورٌ أُحِسُّ بِهِ = ولا أَشُمُّ أَرِيجَ العِطرِ في الزَّهَرِ
و لَسْتُ أسمَعُ من أنغامِ صادحةٍ=هُناكَ غيرَ صدى الآلامِ و الضَّجَرِ
يا أيُّها النادِلُ الساقي قُهَيْوَتَهُ =زِدْنِي ، فإنِّي أرى مُكْثي إلى السَّحَرِ
مالي أراكَ و لم تبرحْ تُحَدِّقُ في=مُتَيَّمٍ بلهيبِ العشقِ مُسْتَعِرِ
أَمُشْفِقٌ أنتَ ، أمْ أبْصَرْتَ مُعجزةً=كما يُرى اْلماءُ في عينٍ من الحَجرِ
لو كنتَ أبصَرتَها ، ما كُنتَ تعذلني=و لا وَصَفْتَ الهوى بالحُمقِ و الهَذَرِ
شَعْرٌ تَدَلَّى على أكتافِها مَرِحاً=يزهو بِسُمْرَتِهِ ، يزدانُ بالدُّرَرِ
كأنَّهُ موجةٌ تجري ، و تتبعُها=أخرى ، فتهربُ للشُطآنِ و الجُزُرِ
و الوجهُ واحةُ فُلٍّ في تأنُّقِهِ =و الخَدُّ روْضةُ كَرْزٍ باسِمٍ نَضِرِ
و الثَّغرُ ياقوتةٌ حمراءُ ، راقَصَها=ضوءُ النَّهارِ على ترنيمةِ الوَتَرِ
يا لائمي في الهوى ،إنَّ الهوى قَدَرٌ=إنْ كنتَ تؤمنُ يا "جرسونُ" بالقَدَرِ
فاْذهَبْ و دَعْنِي وحيداً في تَرَقُّبِها=حانَ اللقاءُ ، لقاء الأرضِ بالمَطَرِ
مع أطيب تمنياتي
و دمتم