المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : الثوريُّ المَريد



محمد الجهالين
31-01-2006, 04:12 PM
الثـوريُّ المَـريـدُ
حيـنَ كـانَ العيدُ عيـــدا لَـمْ أَقُـلْ: عــيـداً سَعيــدا
فَدَعــونــي فـي حِـدادٍ أَحْـتَـسي المَـنْـفى وَحـيــدا
عِمْـتُـمُ الأعْيـادَ شَـمْـلاً وأنـا عِـمْـتُ شَـريــــدا
أَصْطَـلي الـغُــرْبَــةَ صَـلْصــالَ حِـصــارٍ وجَـلـيــدا
آهِ لَيْـسَ الظَّـهْــرُ فـــولاذاً ولا الصَّـــدْرُ حَـديـــــدا
ُكلَّمـا اشْتَــقـْتُ بِـلادي زَجَّـنــي الشَّـوْقُ بَـعيــدا
طـالَ في التّيــهِ رَحيلـي فَـتَـــوَطَّـنْـتُ القَصـيــدا
شِخْـتُ أَسْـتَـلُّ هُتـافــاً مَـوْطِنـي عِشْـتَ مَـجيـــدا
مَوْطِنـي صَخْـرُ عِـنــادٍ خـابَ مَـنْ يَغْـزو عـنـيـدا
مَوْطِنـي إِنّـي خجـــولٌ لَـمْ أُجِـدْ إِلا النَّـشـيـــدا
وخَجـولٌ مِـنْ حَـنيـنـي كادَ يُـرْدينـي كََـمـيــــدا
وخَجـولٌ أَنَّـنــي الصـائِــدُ أســتـجـدي مَـصـيــــدا
وخَجـولٌ أَنَّـكَ المَـصْـفـــودُ أُشْـجـيـــكَ بَـريــــدا
بَيْـنَـنـا النَّهْـرُ وقَــوْسٌ مِـنْ خُـطـىً تَـنْداحُ بيـــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ يُسْـبى كَتِـفــاً يُـقْـتـادُ جـيــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ يُـقْـتَـــدُّ سَـمـــاءً و صَـعـيـــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ وَيْحـي كَيْـفَ أَفْـديــهِ قَـعيـــدا
خَيْـلُ أَعْــمامي تَهــادَتْ فَـوْقَ أَضْـلاعـي وَئـيــدا
وثَـعـابيـــنُ أَشِـقّائـــي تَســـاقَـتْــنــي رَقـيـــدا
صِـحْـتُ إخــوانــي فَـتَـــلّونــي جبيـنــاً و لَديـــدا
وَيْـكَـأَنّـي صَيْـدُ صُبْـحٍ فَـأَحـاطــوني طَـريـــدا
يا سَـكاكيـــنُ خُذينــي سَـيِّـــدا عَـزَّ وَريـــــدا
مـا الَّـذي جِـئْـتُ قَـديماً مـا الَّـذي جِـئْـتُ جَـديــدا
لَـمْ أَكُـنْ مَجْـنونَ غيــدٍ نِعْمَــتِ الأوْطـــانُ غيــدا
لَـمْ أَكُـنْ تِمْـثــالَ قـوتٍ في المَيـاديــنِ كَـسـيـــدا
لَـمْ أَكُـنْ خِـدْنَ رَغـيـفٍ ساقَـهُ الجـــوعُ بَـليــــدا
لَـمْ أَكُـنْ راقـِصَ ذَيْــلٍ يَسْـحَـرُ الأنْــذالَ صِـيـــدا
لَـمْ أَكُـنْ ظِـّلاً يُـناجـي ســادةً كــانوا عَـبـــيـدا
عِـفْـتُ مِذْيـاعَ صُـمـودٍ هَــزَمَ الـعـــادي هَــديـدا
ضِـقْـتُ بِالمَيّـادِ عَـزْمـاً يَـتَحَـــدّى أَنْ يَـمـيــــدا
هــا أنـا الخــارِجُ عَـــنْ أزْمِـنَـةِ الصُّـلْــحِ صَـلـيــدا
مـا تَـوَسَّـلْـتُ يَــدَ السَّــلْــــمِ ولَـمْ أَسْـجُـدْ وَديـــدا
يَـثْخُـنُ الجُـرْحُ فَأَعْـلـو لا أُداريــــهِ صَـديــــدا
شَـظِـفـاً لا أُرْخِـــصُ الأَرْضَ وأُغْـلـيــهــا رَغيـــدا
صَـدَقَـتْ دُنْـيـــايَ إيلامــــاً ولَـمْ تَـكْــذُب وَعيـــدا
أَيْـنَـمـا صَـوَّبْـتُ أَهْـلاً أَوْصَـدوا دونـي الوَصيـــــدا
لَـيْـلُ بَيْــروتَ سَــجــى والغَـدْرُ سَـجّــانـي هـمـيـدا
لَـمْ أَمُـتْ يـا قــاتِــلي فَاربُـضْ على قَـبْــري سَـهـيــدا
رايَـتي البَـيْضاءُ لَـمْ أَرفَــعْ ولَـمْ أَسْـمَـــعْ عَـضـيــــدا
فـي جِـنـيــنَ اللهُ حَـيّـانـــي فَـحَـيَّـيْـتُ شَــهـيــدا
هـا أَنــا الخــالِــدُ فـي سِـفْـرِ البُـطــولاتِ فَــريــدا
هَـبَّـتِ الـنـارُ فَـيـا نـابُـلْـسُ هُـبّـيــنـي شَـديــــدا
رَدِّدي طَــــلَّ سِـلاحـي مـــا أُحَـيْـــلاهُ رَديـــدا
عُـدْتُ شَـعْـباً يا عَــدُوّي عُـدَّ مـا اسْـطَـعْـتَ عَـديـدا
مِــنْ فِلَسْـطيـنَ جُـدودي مَـنْ يُـجــاريني حَـفـيــدا
وَأَبــي مِـنْ بَـــدْوِ كَنْعـــانَ انْـتَـضـى السَّـيْـفَ وَليــدا
واصْطـفانـي جَـمَـلَ الأَحْـمــــالِ ثَـوْريـــاً مَـــريـدا
قامَـتي أَسْوارُ عَــــكّا لا تَــرى الـبَحْــرَ نَـديــدا
وَجَبينــي الكَـرْمِــلُ الصَّـلْــدُ جَـلـيـلِـيّـاً وَطـيــــدا
عائِــدٌ يـا قُــدْسُ مَـتْبــولاً بِـلُـقْـيــاكِِ عَـميــــدا
نَهُـدَتْ أَحْـصِـنَـةُ الـثَّــأْرِ فَـمَــرْحـــاهُ نَـهـيــــدا
وَطَـني أَنْـجَــدَكَ الأطْـفــــالُ بُـشْـــراكَ نَجـيــــدا
وَطَـنـي يْـنْـتَـفِــضُ الزَّيْـتـــونُ دُرِّيـــاً وقيـــــدا
وتُغيـــرُ الكَـرْمَــةُ الثَّـكْلــى كَـمـا الصِّــلِّ رَصـيــدا
ويَـثـورُ السُّـنْـبُـلُ المَــخْنـــوقُ يَـنْـقَــضُّ حَـصيـدا
أَحْـمَــدُ اليـاسـيـنُ مـا غــابَ فـوا شَـيْـخي فـقيــــدا
لَـيْـتَـنـي أَخْـمَـصُـكَ الـدّامــــي مَـعَ الفَــجْـرِ قَـديـدا
لَـيْـتَـنـي مِـفْـرَقُــكَ السّــاري إلـى الـخُـلــدِ سَــديـدا
عَـــرَجَ الكُــرْسِــيُّ يَرْثـيـــكَ مُـخْـضَــبّاً نَـضــيدا
واهِ يـا عَـبْــدَ عَـــزيزٍ ياابْـنَ رَنْـتـيـسَ العَـهـيــدا
قُـلْـتَ : أُغْـتـالُ أَرى الصـــاروخَ يَـقْـفـونــي رَشـيــدا
شــادَكَ الإقــدامُ وَدَّعْـنـــاكَ مِـقْـدامــاً مُــشـيــــدا
ياابْـنَ رَنْـتـيـسَ لَنـا كُـنْـتَ ومَـا زِلْـــتَ العَـقـيــــدا
يا أَخــي المولودُ نَـكْـباً وانْتِـكـاســــاً وبَـديــــدا
تَـنْهَـضُ الشَّـمْـسُ إِلـى بـيـســـانَ : لا تَـرقُــدْ مَـديـدا
غَـرَّدَ الشُّـنّـارُ فــي اللـــدِّ : أَفِــقْ واخْـفِــقْ غَـريــدا
صَــرَخَـتْ كُــلُّ فِـلَسْـطيـنَ أَجِـبْــها مُـسْـتـبــيــدا
قَسَـمـــاً عَـنْـكِ فِـلَسْـطيــنُ طَـريقــاً لَـنْ أَحـيـــدا
تَخْـرُسُ الأعْـيـــادُ والأقْــصـى يُـنـادي: وا مُـعـيـــدا

عماد كتوت
25-02-2006, 04:46 PM
أخي جهالين:
لا أخفيك انني كنت أنوي التعليق على القصيدة مذ قرأتها ، ولكن ما منعني هو الداء الذي ابتلينا به جميعا وهو تحميل الكلام ما لايحتمل ، ففي بعض الأحيان أعلق على قصيدة هنا أو هناك وأجد رد الفعل سلبيا من صاحب القصيدة فالبعض يحمل الكلام على المحمل الشخصي ولا يفرق بين النقد والانتقاد، والأدهى أن بعض المتفلفسفين يدخلون على الخط لنصرة صاحب القصيدة وكأننا في معركة دون الالتفات لأوجه النقد التي نراعيها عند الكلام عن أي قصيدة، مع العلم أن نقدنا في مجمله هو نقد انطباعي، لذلك ستكون لي عودة للتعليق على القصيدة إن اتفقنا على تحمل النقد، وتحمل بعضنا.

محمد الجهالين
26-02-2006, 12:18 AM
أخي الشاعر

عندما ينشر الشاعر قصيدته ؛ فهو يعرض بضاعته ، تكسد ُ أو تروجُ ، تفتضح العيوب ، أو تتبرج المحاسن ، القضية أن تهدي إليَّ عيوبي ، وأن تقول لي هنا أجدت ، هناك لم تـُجـِد ، هنا جيد ، هناك رديء ، هنا أسففتَ ، هناك أبدعتَ ، وهكذا بعيدا عن عيون الرضا ، وبعيدا عن عيون السخط.

أنت لا تعرف شخصي ، وأنا لا أعرف شخصك ، كلانا يتطلب الجمال الفني الحقيقي ، ليس بيينا مصالح الرياء ، وليس بيننا شحناء العداء.

فانقد دون هوادة ، فإن تتحسس من النقد أحد فتمثل مع الشاعر:

متاركة السفيه بلا جوابٍ
أشد على السفيه من الجوابِ

لقد دعوتني في مشاركة سابقة إلى إطلالة على قصائدك ، وقد فعلتُ ، غير أنني لم أعلق عليها ، لأن النقد مثلما الشعر لا تعلم متى ينفلت شيطانه من عقاله.
أيها الشاعر المتمكن فصاحة وبيانا ، المفعم عاطفة وإحساسا !
لقد أسعدتني بأنك قرأتَ القصيدة ، أليس جرى بفيك شعري فحسبي.

عماد كتوت
07-03-2006, 08:05 PM
poem font="Simplified Arabic,7,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 ali
أخي جهالين أرجو أن تعذرني بداية لتأخري عن إنجاز وعدي بإلقاء الضوء على القصيدة، وذلك لظروف مرت بي، وأرجو ألا تقول بعد قراءة رأيي( ليت تلك الظروف استمرت).
حيـنَ كـانَ العيدُ عيـــدا لَـمْ أَقُـلْ: عــيـداً سَعيــدا
برأيك أخي جهالين هل هذا البيت مناسب ليكون مطلع قصيدة؟ أنا أجيب بالنفي وكان يجب عليك أن تعتني بالمطلع أكثر من ذلك ، لأن مطلع القصيدة هو مفتاحها وعنوانها، لذلك حرص الشعراء قديما وحديثا على الإعتناء به لأنه يهيء نفس السامع لما يستقبل من الكلام.
فَدَعــونــي فـي حِـدادٍ أَحْـتَـسي المَـنْـفى وَحـيــدا
إن المبالغة امر مألوف عند الشعراء، ولكن المبالغة الشديدة، في كثير من الأحيان تضر البيت ولا تنفعه، وهذا ما حصل في هذا البيت،( أحتسي المنفى) مبالغة مذمومة، وخاصة في كلمة( أحتسي).
آهِ لَيْـسَ الظَّـهْــرُ فـــولاذاً ولا الصَّـــدْرُ حَـديـــــدا
ُكلَّمـا اشْتَــقـْتُ بِـلادي زَجَّـنــي الشَّـوْقُ بَـعيــدا
طـالَ في التّيــهِ رَحيلـي فَـتَـــوَطَّـنْـتُ القَصـيــدا
انظر هنا في هذه الأبيات إلى الفرق بينها وبين ما سبقها، فهنا قوة في السبك وروعة في الصورة على بساطتها، وانسيابها واضح والتكلف بعيد عنها، وانظر كذلك إلى حسن اختيارك لكلمة( التيه) وكيف لمست بها عدة جروح بكف واحدة.
شِخْـتُ أَسْـتَـلُّ هُتـافــاً مَـوْطِنـي عِشْـتَ مَـجيـــدا
مَوْطِنـي صَخْـرُ عِـنــادٍ خـابَ مَـنْ يَغْـزو عـنـيـدا
مَوْطِنـي إِنّـي خجـــولٌ لَـمْ أُجِـدْ إِلا النَّـشـيـــدا
وخَجـولٌ مِـنْ حَـنيـنـي كادَ يُـرْدينـي كََـمـيــــدا
وخَجـولٌ أَنَّـنــي الصـائِــدُ أســتـجـدي مَـصـيــــدا
وخَجـولٌ أَنَّـكَ المَـصْـفـــودُ أُشْـجـيـــكَ بَـريــــدا
بَيْـنَـنـا النَّهْـرُ وقَــوْسٌ مِـنْ خُـطـىً تَـنْداحُ بيـــدا
إلى هنا طغت المباشرة على الرمز والصورة ، وكان في الأبيات تذبذب شديد بين الارتفاع والهبوط، مع أن المتلقي عندما يتهيأ لسماع الأبيات التي تلي ( شخت أستل هتافا) يتوقع شيئا آخر أكثر عمقا وسخطا وحرارة.
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ يُسْـبى كَتِـفــاً يُـقْـتـادُ جـيــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ يُـقْـتَـــدُّ سَـمـــاءً و صَـعـيـــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ وَيْحـي كَيْـفَ أَفْـديــهِ قَـعيـــدا
خَيْـلُ أَعْــمامي تَهــادَتْ فَـوْقَ أَضْـلاعـي وَئـيــدا
وثَـعـابيـــنُ أَشِـقّائـــي تَســـاقَـتْــنــي رَقـيـــدا
صِـحْـتُ إخــوانــي فَـتَـــلّونــي جبيـنــاً و لَديـــدا
ما معنى ( تساقتني رقيدا)؟ و( قتلوني جبينا ولديدا)؟ أنا بصراحة لم أفهم شيئا.
وَيْـكَـأَنّـي صَيْـدُ صُبْـحٍ فَـأَحـاطــوني طَـريـــدا
يا سَـكاكيـــنُ خُذينــي سَـيِّـــدا عَـزَّ وَريـــــدا
فعلا إن أمرك عجيب أخي جهالين فمن يقرأ هذين البيتين يحس أنهما من قصيدة أخرى لجمالهما ، ( ياسكاكين خذيني) لقد كنت موفقا باستخدام كلمة( خذيني) بدل ( اقتليني) لأن الأخذ حمال أوجه ، ويسمح للمتلقي أن يطلق عنان خياله في الصورة، فالبيتان فيهما عاطفة متقدة ومرارة.
وأرجو أن تعذرني يا أخي لعدم الإطالة ولكنها محطات أحببت أن أقف وإياك عندها.
[/poem][/QUOTE]

محمد الجهالين
08-03-2006, 09:29 PM
أخي الشاعر

أجل ثم أجل ، فمطلع القصيدة لا يرتقي إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه المطالع ، فقد كان مباشرا إلى حد النثر العادي ، غير أني استسلمت لأول خاطر ، فقد كانت القصيدة ردا على رسائل التهنئة بالعيد عيدا سعيدا.

والمبالغة في احتساء المنفى ، فإن كان البيت قد أظهرها على صورة مذمومة ، فمرارة المنفى حقيقة أعيشها ، لعلي أوفق في وصفها يوما ما .

أما تساقتني رقيدا فمن الواضح أنني لم أوفق في الصورة ، فالثعابين لا تستقي دم النائم ، ولا تستقي دم المستيقظ ، لا عدا مما بدا ، فقد كانت صرخة ساذجة.

أما (قتلوني) فهي (فـــتـلـّـوني ) من تل الجبين ، واللديد هو العنق.

ولقد خشيت في البداية من أن القصيدة لم تعجبك البتة ، عندما قلتَ في مشاركتك الأولى : أرجو أن تتحملني ، وزادت خشيتي عندما قلتَ في مشاركتك هذه :
وأرجو ألا تقول بعد قراءة رأيي( ليت تلك الظروف استمرت).

فها أنا ذا قرير العين بإضاءاتك الخاطفة تذوقا واستحسانا ، فقد آنستُ نيران إرشادك محتفلا بقبس من الوعد ، ومغتبطا بمجثم حمامة النقد .

ولكن

ألا تلاحظ معي أن القصيدة هربت ، أو لعلها حذفت ، فلم أجد بيتا واحدا منها في مشاركتي الأولى التي أرسلت فيها القصيدة.

أرجو أن لا يكون في القصيدة ما يوجب حذفها ، وإن كان فيها ما يوجب الحذف ، فأنا أشد على يد حاذفها شكرا واعتذارا.

عماد كتوت
09-03-2006, 11:53 AM
أخي جهالين:
لقد أدهشني حقيقة إنصافك وعدلك ، فهناك من هم دون مستواك بكثير ومع ذلك يعتبرون أنفسهم قد أتوا بما لم تستطعه الأوائل، وينقضون على من ينقدهم كأن بينهم وبينه ثأر لا يزول إلا بالدم، فليتهم يتعلمون منك التواضع وحسن الرد.
وفيما يتعلق بقصيدك فقد تفاجأت حقيقة بعدم وجودها وظننت أن هناك خللا في جهازي أو في الشبكة لأنني حاولت إظهارها مرارا ولم أفلح ، وأعتقد أن خللا ما حصل في الفصيح أدى إلى عدم ظهورها، وأكاد أجزم أنها لم تحذف، وأرجو من المشرفين متابعة الموضوع.
أخوك شاعر.

محمد الجهالين
09-03-2006, 06:48 PM
أخي الشاعر

يقول المثل : نـَـفـَسُ الرجال يُحيي الرجال ، وصديقك الذي يصدقك ، فلك الفضل امتنانا وعرفانا .

لقد اتضح لي أن احتجاب القصيدة راجع لخلل كما توقعتَ في عرض القصائد المنسقة بواسطة منسق القصيدة ، إذ استقرأت ذلك في مشاركات غيري ، وقد أرسلت مشاركة للمتخصصين في إدارة الفصيح لحل المشكلة.

مع الود والتقدير

عماد كتوت
09-03-2006, 08:17 PM
الحمد لله على كل حال، وأود أن اصحح خطأ نحويا وقعتُ فيه وهو في عبارة(كأن بينهم وبينه ثأر لا يزول) والواضح انها ثأرًا، ولكن الكمال لله وحده .

خالد بن حميد
04-07-2006, 11:25 PM
هذه إحدى روائع أبي الحسن , رفعتها حتى يشاهدها أبو خالد الذي تمنى أن يرى إبداعكم . فمزيداً يا أبا الحسن , فالقليل لا يكفيني :)

محمد الجبلي
05-07-2006, 04:28 AM
شكرا لك يا ابا طارق
ولم اكن مخطئا عندما اعتقدت ان ابا الحسن شاعر مبدع فمثله ناقدا لا يكون الا شاعرا ولينتظرني ابو الحسن في قراءة نقدية لقصيدته واعتقد ان هذا ما سيحثه على نشر الأكثر ليشبع ابو طارق وابو خالد من ابداع الجهالين
شكرا مرة اخرى ابا طارق ودمت محرضا على الاشياء الجميلة :rolleyes:
مع محبتي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

نسيبة
05-07-2006, 01:20 PM
الثـوريُّ المَـريـدُ
حيـنَ كـانَ العيدُ عيـــدا لَـمْ أَقُـلْ: عــيـداً سَعيــدا
فَدَعــونــي فـي حِـدادٍ أَحْـتَـسي المَـنْـفى وَحـيــدا
عِمْـتُـمُ الأعْيـادَ شَـمْـلاً وأنـا عِـمْـتُ شَـريــــدا
أَصْطَـلي الـغُــرْبَــةَ صَـلْصــالَ حِـصــارٍ وجَـلـيــدا
آهِ لَيْـسَ الظَّـهْــرُ فـــولاذاً ولا الصَّـــدْرُ حَـديـــــدا
ُكلَّمـا اشْتَــقـْتُ بِـلادي زَجَّـنــي الشَّـوْقُ بَـعيــدا
طـالَ في التّيــهِ رَحيلـي فَـتَـــوَطَّـنْـتُ القَصـيــدا
شِخْـتُ أَسْـتَـلُّ هُتـافــاً مَـوْطِنـي عِشْـتَ مَـجيـــدا
مَوْطِنـي صَخْـرُ عِـنــادٍ خـابَ مَـنْ يَغْـزو عـنـيـدا
مَوْطِنـي إِنّـي خجـــولٌ لَـمْ أُجِـدْ إِلا النَّـشـيـــدا
وخَجـولٌ مِـنْ حَـنيـنـي كادَ يُـرْدينـي كََـمـيــــدا
وخَجـولٌ أَنَّـنــي الصـائِــدُ أســتـجـدي مَـصـيــــدا
وخَجـولٌ أَنَّـكَ المَـصْـفـــودُ أُشْـجـيـــكَ بَـريــــدا
بَيْـنَـنـا النَّهْـرُ وقَــوْسٌ مِـنْ خُـطـىً تَـنْداحُ بيـــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ يُسْـبى كَتِـفــاً يُـقْـتـادُ جـيــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ يُـقْـتَـــدُّ سَـمـــاءً و صَـعـيـــدا
ذاكَ سَـفْـحُ القُـدْسِ وَيْحـي كَيْـفَ أَفْـديــهِ قَـعيـــدا
خَيْـلُ أَعْــمامي تَهــادَتْ فَـوْقَ أَضْـلاعـي وَئـيــدا
وثَـعـابيـــنُ أَشِـقّائـــي تَســـاقَـتْــنــي رَقـيـــدا
صِـحْـتُ إخــوانــي فَـتَـــلّونــي جبيـنــاً و لَديـــدا
وَيْـكَـأَنّـي صَيْـدُ صُبْـحٍ فَـأَحـاطــوني طَـريـــدا
يا سَـكاكيـــنُ خُذينــي سَـيِّـــدا عَـزَّ وَريـــــدا
مـا الَّـذي جِـئْـتُ قَـديماً مـا الَّـذي جِـئْـتُ جَـديــدا
لَـمْ أَكُـنْ مَجْـنونَ غيــدٍ نِعْمَــتِ الأوْطـــانُ غيــدا
لَـمْ أَكُـنْ تِمْـثــالَ قـوتٍ في المَيـاديــنِ كَـسـيـــدا
لَـمْ أَكُـنْ خِـدْنَ رَغـيـفٍ ساقَـهُ الجـــوعُ بَـليــــدا
لَـمْ أَكُـنْ راقـِصَ ذَيْــلٍ يَسْـحَـرُ الأنْــذالَ صِـيـــدا
لَـمْ أَكُـنْ ظِـّلاً يُـناجـي ســادةً كــانوا عَـبـــيـدا
عِـفْـتُ مِذْيـاعَ صُـمـودٍ هَــزَمَ الـعـــادي هَــديـدا
ضِـقْـتُ بِالمَيّـادِ عَـزْمـاً يَـتَحَـــدّى أَنْ يَـمـيــــدا
هــا أنـا الخــارِجُ عَـــنْ أزْمِـنَـةِ الصُّـلْــحِ صَـلـيــدا
مـا تَـوَسَّـلْـتُ يَــدَ السَّــلْــــمِ ولَـمْ أَسْـجُـدْ وَديـــدا
يَـثْخُـنُ الجُـرْحُ فَأَعْـلـو لا أُداريــــهِ صَـديــــدا
شَـظِـفـاً لا أُرْخِـــصُ الأَرْضَ وأُغْـلـيــهــا رَغيـــدا
صَـدَقَـتْ دُنْـيـــايَ إيلامــــاً ولَـمْ تَـكْــذُب وَعيـــدا
أَيْـنَـمـا صَـوَّبْـتُ أَهْـلاً أَوْصَـدوا دونـي الوَصيـــــدا
لَـيْـلُ بَيْــروتَ سَــجــى والغَـدْرُ سَـجّــانـي هـمـيـدا
لَـمْ أَمُـتْ يـا قــاتِــلي فَاربُـضْ على قَـبْــري سَـهـيــدا
رايَـتي البَـيْضاءُ لَـمْ أَرفَــعْ ولَـمْ أَسْـمَـــعْ عَـضـيــــدا
فـي جِـنـيــنَ اللهُ حَـيّـانـــي فَـحَـيَّـيْـتُ شَــهـيــدا
هـا أَنــا الخــالِــدُ فـي سِـفْـرِ البُـطــولاتِ فَــريــدا
هَـبَّـتِ الـنـارُ فَـيـا نـابُـلْـسُ هُـبّـيــنـي شَـديــــدا
رَدِّدي طَــــلَّ سِـلاحـي مـــا أُحَـيْـــلاهُ رَديـــدا
عُـدْتُ شَـعْـباً يا عَــدُوّي عُـدَّ مـا اسْـطَـعْـتَ عَـديـدا
مِــنْ فِلَسْـطيـنَ جُـدودي مَـنْ يُـجــاريني حَـفـيــدا
وَأَبــي مِـنْ بَـــدْوِ كَنْعـــانَ انْـتَـضـى السَّـيْـفَ وَليــدا
واصْطـفانـي جَـمَـلَ الأَحْـمــــالِ ثَـوْريـــاً مَـــريـدا
قامَـتي أَسْوارُ عَــــكّا لا تَــرى الـبَحْــرَ نَـديــدا
وَجَبينــي الكَـرْمِــلُ الصَّـلْــدُ جَـلـيـلِـيّـاً وَطـيــــدا
عائِــدٌ يـا قُــدْسُ مَـتْبــولاً بِـلُـقْـيــاكِِ عَـميــــدا
نَهُـدَتْ أَحْـصِـنَـةُ الـثَّــأْرِ فَـمَــرْحـــاهُ نَـهـيــــدا
وَطَـني أَنْـجَــدَكَ الأطْـفــــالُ بُـشْـــراكَ نَجـيــــدا
وَطَـنـي يْـنْـتَـفِــضُ الزَّيْـتـــونُ دُرِّيـــاً وقيـــــدا
وتُغيـــرُ الكَـرْمَــةُ الثَّـكْلــى كَـمـا الصِّــلِّ رَصـيــدا
ويَـثـورُ السُّـنْـبُـلُ المَــخْنـــوقُ يَـنْـقَــضُّ حَـصيـدا
أَحْـمَــدُ اليـاسـيـنُ مـا غــابَ فـوا شَـيْـخي فـقيــــدا
لَـيْـتَـنـي أَخْـمَـصُـكَ الـدّامــــي مَـعَ الفَــجْـرِ قَـديـدا
لَـيْـتَـنـي مِـفْـرَقُــكَ السّــاري إلـى الـخُـلــدِ سَــديـدا
عَـــرَجَ الكُــرْسِــيُّ يَرْثـيـــكَ مُـخْـضَــبّاً نَـضــيدا
واهِ يـا عَـبْــدَ عَـــزيزٍ ياابْـنَ رَنْـتـيـسَ العَـهـيــدا
قُـلْـتَ : أُغْـتـالُ أَرى الصـــاروخَ يَـقْـفـونــي رَشـيــدا
شــادَكَ الإقــدامُ وَدَّعْـنـــاكَ مِـقْـدامــاً مُــشـيــــدا
ياابْـنَ رَنْـتـيـسَ لَنـا كُـنْـتَ ومَـا زِلْـــتَ العَـقـيــــدا
يا أَخــي المولودُ نَـكْـباً وانْتِـكـاســــاً وبَـديــــدا
تَـنْهَـضُ الشَّـمْـسُ إِلـى بـيـســـانَ : لا تَـرقُــدْ مَـديـدا
غَـرَّدَ الشُّـنّـارُ فــي اللـــدِّ : أَفِــقْ واخْـفِــقْ غَـريــدا
صَــرَخَـتْ كُــلُّ فِـلَسْـطيـنَ أَجِـبْــها مُـسْـتـبــيــدا
قَسَـمـــاً عَـنْـكِ فِـلَسْـطيــنُ طَـريقــاً لَـنْ أَحـيـــدا
تَخْـرُسُ الأعْـيـــادُ والأقْــصـى يُـنـادي: وا مُـعـيـــدا

الشعر و النقد
ملَكتان قلّ ما تجتمعان في شخص واحد
وتكونان بتلك الروعة
نسأل الله أن يحفظها عليك نعمة
بوركت كلماتك النارية

سراج 22
13-07-2006, 12:59 PM
عجيب أمركم يا أهل الفصيح، فالشاعر كتب قصيد نقدها له شخص آخر وقال له إن مستواها متواضع وفيها من الهنات الكثير والشاعر اعترف بالمستوى المتواضع لقصيدته، وأقر بما فيها من أخطاء، ثم تأتون بعدها وتقولون له: الله، ما هذا الإبداع، قصيدة رائعة، اين كنت مختبئا؟ فعلا أمر عجيب.

محمد الجهالين
13-07-2006, 02:37 PM
عجيب أمرهم حقا

أولا: عدم العناية الكافية بالمطلع
قال الناقد :

حيـنَ كـانَ العيدُ عيـــدا لَـمْ أَقُـلْ: عــيـداً سَعيــدا
برأيك أخي جهالين هل هذا البيت مناسب ليكون مطلع قصيدة؟ أنا أجيب بالنفي وكان يجب عليك أن تعتني بالمطلع أكثر من ذلك.
فقال صاحب القصيدة :

أجل ثم أجل ، فمطلع القصيدة لا يرتقي إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه المطالع ، فقد كان مباشرا إلى حد النثر العادي ، غير أني استسلمت لأول خاطر ، فقد كانت القصيدة ردا على رسائل التهنئة بالعيد عيدا سعيدا.
يعترف صاحب القصيدة بنثرية المطلع

ثانيا :المبالغة شديدة في بيت من القصيدة

قال الناقد :

فَدَعــونــي فـي حِـدادٍ أَحْـتَـسي المَـنْـفى وَحـيــدا
إن المبالغة امر مألوف عند الشعراء، ولكن المبالغة الشديدة، في كثير من الأحيان تضر البيت ولا تنفعه، وهذا ما حصل في هذا البيت،( أحتسي المنفى) مبالغة مذمومة، وخاصة في كلمة( أحتسي).
قال صاحب القصيدة:

والمبالغة في احتساء المنفى ، فإن كان البيت قد أظهرها على صورة مذمومة ، فمرارة المنفى حقيقة أعيشها ، لعلي أوفق في وصفها يوما ما .
يرى صاحب القصيدة أنه لو وافق على أن المبالغة مذمومة ناقد ثان وثالث ، فعليه أن يدرك أنه لم يوفق في الصورة.

ثالثا:تساؤل الناقد عن معنى عبارتين
قال الناقد:

ما معنى ( تساقتني رقيدا)؟ و( قتلوني جبينا ولديدا)؟ أنا بصراحة لم أفهم شيئا.
فقال صاحب القصيدة:

أما تساقتني رقيدا فمن الواضح أنني لم أوفق في الصورة ، فالثعابين لا تستقي دم النائم ، ولا تستقي دم المستيقظ ، لا عدا مما بدا ، فقد كانت صرخة ساذجة.
أما (قتلوني) فهي (فـــتـلـّـوني ) من تل الجبين ، واللديد هو العنق.

يعترف صاحب القصيدة بأن " تساقتني رقيدا " صرخة ساذجة ، ويبين للناقد أن القاف التي ظنها في " قتلوني " هي فاء .


أإذا ما اعترف صاحب قصيدة بعدم التوفيق في بيتين أو ثلاثة من قصيدة تقارب السبعين بيتا ، فهل ينسحب عدم التوفيق على كل القصيدة؟

وإذا ما انتقد ناقد أبياتا من القصيدة أو كل القصيدة ، فهل يعني ذلك أن رأيه ينسحب على جميع ناقدي القصيدة ؟

قد لا تعجب القصيدة ، وقد تعجب ، والأهم من الإعجاب أن أعرف كثير الهنات ، وتواضع المستوى.

نسيبة
13-07-2006, 04:10 PM
عجيب أمركم يا أهل الفصيح، فالشاعر كتب قصيد نقدها له شخص آخر وقال له إن مستواها متواضع وفيها من الهنات الكثير والشاعر اعترف بالمستوى المتواضع لقصيدته، وأقر بما فيها من أخطاء، ثم تأتون بعدها وتقولون له: الله، ما هذا الإبداع، قصيدة رائعة، اين كنت مختبئا؟ فعلا أمر عجيب.

-------
لولا اختلاف الأذواق لبارت سوق النقد
-------
للناس في ما يعشقون مذاهب
-------
اعتراف الأستاذ الشاعر ببعض هنّات قصيدته التي ذكرها الأستاذ الناقد لم ينقص من قيمة القصيدة بقدرما علّمنا كيف يكون النقد وتطارح الأفكار برقيّ.
النقد الذي يختلف عن إبداء (الرأي الشخصي) المتحرر من قيود (لماذا).
---------
هناك القراءة
هناك النقد وله أهله و مدارسه
هناك الدراسة ولها أهلها و أدواتها
لكن ما كتبتُه في حق القصيدة الجميلة، لا يعدو كونه انطباع تلميذ عن قصيدة أستاذ.
جزاكم الله خيرا.

خالد بن حميد
13-07-2006, 04:46 PM
بارك الله فيك أستاذ سراج . وقديماً أعجب الكثير بقول القائل :

وانّي لَتَعْروني لذِكراكِ فَتْرةٌ = كَما انْتَفَضَ العُصفورُ بَلّلهُ القَطْر
حتى جاء بعد ذلك من ضعف هذا المعنى وقال : ما كان عليه أن ينساها ليتذكرها .
وقد قلت :

وفيها من الهنات
ووجود الهنات في قصيدة ما لا يعني سخافتها , وخلوها من الجمال والإبداع .
وإن كنتُ مخطئاً فوجهني هداك الله .
دمت لنا موجهاً ومعلماً .

محمد الجهالين
14-07-2006, 01:15 PM
شكرا لنسيبة ، هذا التذوق العالي ، وهذا التطرق الفاصل لخيارات متلقي الإبداع قارئا ناقدا دراسا.

شكرا لأبي طارق ، هذا الربط الذي لا أستحقه ، فأين صاحب القصيدة من أبي صخر الهذلي.

عودة إلى المطلع

حينَ كانَ العيدُ عيدا = لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيـدا

فقد كان عاديا في رأي الأستاذ شاعر ، أخي الحبيب الغائب ، وقد وافقته على ذلك من حيث الصناعة الشعرية ، فهذا المطلع العفوي العاجل ، كان سبب القصيدة التي لم تكن إلا مقطوعة مرتجلة ، ردا على رسالة تهنئة بالعيد ، تكونت من البيت الأول والثاني والثالث من القصيدة هكذا:

حينَ كانَ العيدُ عيدا = لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيـدا
فَدَعوني في حِدادٍ = أَحْتَسي المَنْفى وَحيـدا
عِمْتُمُ الأعْيادَ شَمْلاً = وأنـا عِمْـتُ شَريـدا
أما من حيث عادية المطلع ، والمبالغة التي رآها الأستاذ شاعر من وجهة نظره في البيت الثاني ، فقد كان احتفالي بتلك المقطوعة غنائي الترديد ، بكائي الترويد.

كيف لا وصاحب القصيدة ابن النكسة والنزوح ، ما زال منذ أربعين عاما مبالغا في الحداد الوطني ، ما زال يردد:
عيدنا يوم عودتنا

يرددها المنفيون ويرددون في كل عيد عبارة التهنة : كل عام وأنتم بخير ، عيد سعيد .
غير أن صاحب القصيدة لم يقل يوما تلك العبارة ، لم يجب يوما على تلك العبارة ، كان يصل رحمه ويردد:
عيدنا يوم عودتنا

كان يستمع إلى منشد الثورة أبي عرب في صباح كل عيد باللغة المحكية الفلسطينية :
يما لو جاني العيد
ما في عيد بيسعدني
ونا عن دياري بعيد


يأتي العيد فيلبس المنفيون الجديد ، غي أن صاحب القصيدة لم يلبس في عيد لباسا جديدا ، لم يقدم حلوى العيد في بيته رغم انتقاد ضيوفه ، لم يتناول حلوى العيد عند أحد رغم انتقاد مضيفيه.

وما زال صاحب القصيدة يردد:


حينَ كانَ العيدُ عيدا = لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيـدا
فَدَعوني في حِدادٍ = أَحْتَسي المَنْفى وَحيـدا
عِمْتُمُ الأعْيادَ شَمْلاً = وأنـا عِمْـتُ شَريـدا

أبوالأسود
14-07-2006, 04:34 PM
:::
أولا: أود أن أهنيء شاعرنا أباالحسن الجهالين على هذه القصيدة الرائعة
ثانيا: أتقدم بالشكر الجزيل لناقدنا الشاعر على ماأتحفنا به من نقد جميل وبناء
خارجا عن إطار العصبية ,والتجريح حسب الذوق والمزاج.
ثالثا:من وجهة نظري الشخصية والمتواضعة أقول :ليس كل مايمكن نقده
يكون غير جميل ,بل على العكس النص الشعري الذي يطرح للنقد والتحليل
يدل على قوته وجماله ,ولولم يكن كذلك لما تناوله ناقد حاذق ,وأبدى رأيه
فيه ,ومع جل احترامنا لهذا الرأي أقول :هذه وجهة نظرقد تصيب وقد تخطيء
وليس هناك كلام لايمكن نقده سوى كلام الله عزوجل,ثم كلام نبيه.
وليس هناك من شاعر ,أو كاتب لم ينتقد لاقديما ولاحديثا.
رابعا:العجيب قولك ياأخي سراج ,راجع كتب النقد وسترى (الهوايل)سترى
نقدالشعراءعقم الدهر أن يأتي بمثلهم كأبي الطيب ,وأبو العتاهية وغيرهم,ومع ذلك
ماسلموا من أقلام النقاد,وهذا أمرطبيعي.
ولم يمنع ذلك النقد الناس من أن يتذوقوا شعرهم ويستعذبوه.




أخوكم أبوالأسود

خالد بن حميد
14-07-2006, 04:37 PM
أحسنت يا أبا الأسود

سراج 22
17-07-2006, 12:15 PM
السلام عليكم: أعتذر لتأخري بالرد، وأحب أن أوضح انني لم أقصد الانتقاص من أحد ولكن قصدي أننا يجب أن لا نبالغ في مدحنا ونعطي الشيء أكثر مما يستحق، خاصة في مجال الأدب لأن هذا الأمر يضر ولا ينفع، والدليل على كلامي أن جهالين احتفى ويحتفي وسيظل يحتفي بنقد الأستاذ شاعر أكثر من احتفائه بمن يقولون له عبارات المدح والثناء رغم قساوة نقد شاعر، والشيء الآخر أن نقد القصيدة لا يدل على نجاحها كما قال الأخ أبو الأسود.

محمد الجهالين
17-07-2006, 01:39 PM
جهالين احتفى ويحتفي وسيظل يحتفي بنقد الأستاذ شاعر أكثر من احتفائه بمن يقولون له عبارات المدح والثناء رغم قساوة نقد شاعر

إن احتفائي بالأستاذ شاعر لا يوجب احتفائي بنقده ، وإن كنت تقبلت ُ ذلك النقد كوجهة نظر من متخصص ، وانطباع من متذوق ، ولم أجد في نقده القساوة المشار إليها فالأستاذ شاعر يقول مادحا :


فهنا قوة في السبك وروعة في الصورة علـى بساطتهـا، وانسيابهـا واضـح والتكلـف بعيـد عنهـا.
ثم قال الأستاذ شاعر مادحا مرة أخرى:

فعلا إن أمرك عجيب أخي جهالين فمن يقرأ هذين البيتين يحس أنهما من قصيدة أخرى لجمالهما ، ( ياسكاكين خذيني) لقد كنت موفقا باستخدام كلمة( خذيني) بدل ( اقتليني) لأن الأخذ حمال أوجه ، ويسمح للمتلقي أن يطلق عنان خياله في الصورة، فالبيتان فيهما عاطفة متقدة ومرارة.
ثم قال الأستاذ شاعر مبالغا :

لقد أدهشني حقيقة إنصافك وعدلك ، فهناك من هم دون مستواك بكثير ومع ذلك يعتبرون أنفسهم قد أتوا بما لم تستطعه الأوائل

فالأستاذ شاعر يرى أن هناك كثيرا من المبدعين الذين يعتبرون أنفسهم قد أتوا بما لم تستطعه الأوائل ، هم أقل مستوى فنيا من مستوى فنيات صاحب القصيدة

أما احتفائي بمن قالوا الثناء ، فلا يقل عن احتفائي بالأستاذ شاعر ، وكان بودي أن يقول سراج " أكثر من احتفائه بما يقولون.. " لا أن يقول " .. بمن يقولون "

بأبي الأسود وبأبي طارق وبنسيبة أروع احتفاء في انتظار هطول وعد أبي خالد .
لسراج رأيه المراقب ، ولأهل الفصيح ما لهم من عجائب

عسلوج
17-07-2006, 02:47 PM
الــسلام والــرحمــه للــجمــيع والــنَّـصر لــحزب الله !!!!!

بعـد أن قـال الـبعض كلـمـتـهم بــودي أن ألــقي لـمحــة كـمـتـطفــل عـلى الــشعـر ونـــقـده.
عـنـدمـا أقــرأ لــجهـاليــن شـعـرا أو نــقـدا أنــفـث الــقـلم مـن يــدي لـما يـمتـلكه هـذا الــرجل مـن قــدرة أدبــيه ويــصبــح الـناقـد كــمن يـتـسلـق الــزجاج تـحت سـماء مُــمـطره , لـيتـه يـطـلق الـعنان لــقـلـمه فـيـخـط شـيئا يـحرك بـه نــخــوة الــمـعـتــصم ! أعــاده الله مـن مـنــفاه ورزقــه طعــم الـحـياة فـي بـلده الأم.

@الأستاذ شــاعـر
"لقد أدهشني حقيقة إنصافك وعدلك ، فهناك من هم دون مستواك بكثير ومع ذلك يعتبرون أنفسهم قد أتوا بما لم تستطعه الأوائل"

كـتبت هـذا وأنـت تـقـصد مـن تـقـصد, لا تـعـلو الــعـين عـلى حاجبهـا يـا سـيّـدي , لـكن الــغرور تـارة يـلعـب دور الـمصباح فـي حـياة الـمتـحذلـق , أنـت شــاعر فـحل والــطيور تـطمـح دائـما مــقام الـنــسـور لـكن للــطبــيعـة قـواعـدهــا وللــشعـر أيــضا ! فــأرجــوا أن تــواكــب مــغـادرتــي عــودتـك للــمنــتــدى ,,, تــلمــيذكـم

أبــوصـابر الــهُــبَــيري

محمد الجهالين
17-07-2006, 03:34 PM
أخي عسلوج

كان أن أغضبتني عندما هاجمتَ سامحا وخالد الشبل ، وكان أن أغضبتك مقتحما موضوعك بحق المشرفين.

وكان أن أغضبتنا جميعا في بعض ألفاظك التي لم توفق من الناحية الشرعية ، معترفا أنها تحمل الغيرة الوطنية الصادقة ، التي قد لا نحملها بمقدار ما يحملها عسلوج.

لم أقصدك عندما سقتُ كلام الأستاذ شاعر ، فإن استنسرتُ تحذلقا ، أو تأرجح مصباحي غرورا ، فإنني لا أبرىء نفسي .

أما الجنوب ، وأما غزة فأقول :

حسبُ أقاويلِ شاعرٍ زبدا
أنَّ الأقاويلَ دون أفعالِ

وأنَّ في خطِّ نارهِ جُمَلاً
تشدقتْ بالرخيصِ والغالي

ألفاظُهُ تستزيدهُ خَوَرًا
وإن تَقَفّى خيالَ رئبالِ

خالد بن حميد
17-07-2006, 04:20 PM
الأستاذ الكريم سراج : نحن نعلم أنك لا تريد انتقاص الشاعر بل ونجزم بذلك , ولكن أمثالي ممن لا يجيدون فن النقد , وحين تستهويهم الكلمات الجميلة , والتعابير الخلابة , لا يجدون سبيلاً لهم إلا حسن الثناء على قائليها لعلمهم أن هناك من أهم أجدر بالنقد والتحليل وبيان كمائن القوة والضعف . لذلك نلجأ إلى الثناء والمدح للشاعر المبدع برأيي , وليس لأي كلمات نقرأها , ولعلي قلت يوماً في أبيات في الفصيح أنها غير جيدة , ولا ترقى للمستوى الإبداعي . فإنما هي وجهة نظر نسوقها بأمانة من غير تزييف , ولا تطرية زائدة عن حدها . وعندما أقول لكلمات مثل كلمات أبي الحسن جهالين أنها جيدة , فكلامي ليس مبالغا فيه , بل أجزم أنها لم توفه حقه .
ولعلك قلت :

والشيء الآخر أن نقد القصيدة لا يدل على نجاحها كما قال الأخ أبو الأسود.
فأبو الأسود يقول :

النص الشعري الذي يطرح للنقد والتحليل يدل على قوته وجماله
ولعله خطأ منك .
دمت بخير أستاذ سراج , ولا حرمنا الله توجيهاتك .

خالد بن حميد
17-07-2006, 04:21 PM
عـنـدمـا أقــرأ لــجهـاليــن شـعـرا أو نــقـدا أنــفـث الــقـلم مـن يــدي لـما يـمتـلكه هـذا الــرجل مـن قــدرة أدبــيه ويــصبــح الـناقـد كــمن يـتـسلـق الــزجاج تـحت سـماء مُــمـطره ,


أحسنت لا فُضَّ فوك