المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : وَسـْـــمُ الرِّفـاق



محمد الجهالين
14-12-2006, 10:09 AM
القصيدة تتحدث عن مرحلة مضت من حياتي




وَسْـمُ الرِّفاق
.
لُـمْـنـي فَـلَـسْـتُ يـا رفيقــي لائِـمــا
زِدْني وضوحًــا أَسْـتَـزِدْ طلاسِـمـــــا
.
هذي طريقــي لا تَسَـلْنــي غيرَهـــا
زادي تـَوَهُّـــمي فـذرنــي واهِـمـــا
.
إنـّي نَـزيـفُ الظُّـلْــمِ من طُـفـولـــةٍ
فـيـا كُـهـولَــةُ اثْـعُـبـي مَـظـالِـمـا
.( النزيف: النازف، الـثَّعْب: جَـرْيُ الماء أو الدم شديدا)

غَـصُّ اغْـتِـرابٍ واغْـتِــرابُ غَـصَّــةٍ
يـا صَـبْـرُ كَـيْـفَ لَـمْ نَـكُـنْ تَـوائِـمـا
.
فَمَـرْحَـبًـا خُؤولَــتــــي خَنـاجِــرًا
ومَـرْحَـبًـا عُمومَـتـــي صَوارِمـــــا
.( الصوارم : السيوف )
( الأبيات التالية تحاكي بعض أبطال ملحمة إلإلياذة الأسطورية لهوميروس:
هيلين : ملكة اسبارطة الإغريقية التي هربت مع الطرواديين، وكانت سبب الحرب.
هتكور : كبير محاربي طروادة قتله إخليوس كبير محاربي الإغريق بعد قتال ملحمي، وقام إخليوس بجر جثته على عربته أمام عيون أبيه بريام وزوجته وأطفاله وشعبه)


إِخـالُـنـــي سَـرَقْـتُ مِـنْ إِسْـبَـرْطَـةٍ
هـيـلـيـنَـهـا مَـأْثــومَــةًَ وآثِـمـــا
.
وَأَنَّـنــي اشْــتَـرَيْــتُ مِـنْ طَــرْوادَةٍ
أَسْـوارَهــا وابْـتَـعْـتُـهـا مَـلاحِـمــا
.
شـاركْْـتُُ هِـكْـتـورَ الشُّـمـوخَ جُـرَّنـي
خِـلْـيــوسُ مهزومًـا يُؤاخــي هازمـــا
.
لَـيْـسَ يـرى بِـرْيـــامُ جُـرَّنــي غَــداً
إِنَّ العُــيــونَ لا تَــرى سَــواجِــمــا.

( الـسَّجْم : سيلان الدمع أو المطر )

بِـرْيـامُ لَـيْـسَ راغِـبـاً فــي جُـثَّـتــي
فَـحَــوْلَـهُ صـغـــارُهُ جَـمــاجِـمــا
.
بِـرْيــامُ فــي أَيّــامِــهِ مُـشـاِئــــمٌ
أَعْــــراسَـــهُ مُـفــائلٌ مَـآتِــمـــا
.
بِــرْيــامُ يَـحْـتَــكُّ الجِـــدارَ حـالُـهُ
فـي حــالِــهِ مُـدَحْـرَجــاً وعـائِـمــا
.
تَـسَــوَّقَ الجِـبــالَ فــي سِـــلالِـــهِ
حـازَ المُـحــالَ شــاحِـمًـا ولاحِــمــا
.
هِـكْـتـورُ لا تَـعْـذُلْ ذَويــكَ فـالفَـتــى
لا يَنتـضــي الـعِـتــابَ والعَـذائِــمــا
. ( العذم : اللوم)



هِـكْـتــورُ وَيْـكَ لا تَـتُـبْ بُـطولَـــةً
يا واشِـمَ الأبْـطــالِ دُمْــتَ واشِــمـــا
.
هِـكْـتورُ لَـمْ تُـذِقْ إِخَـلْـيــوسَ الكَـرى
يَـعُــضُّ فـي تَـذْكـارِكَ الأبـاهِــمــا
. ( الكرى: النوم ، الأباهيم : جمع إبهام حذفت الياء ضرورة )


سَــرْمَـدْتَ فـي إِغْــريـقِـهِ انْـحِـنـاءَةً
للـمَـجْـدِ مَـحْـطـوماً يَـسـودُ الحاطِـمـا
.( السرمد : الديمومة)

داسَ الرِّفـاقُ رايَـتـي ، قُـلْـتُ اصْـعَـدوا
جَــوانِـحــي إِلـى العُـلا سَــلالِـمــا
.
وضَـرِّجـــوا وَتـيـرَتــي أَزُفُّـهـــا
لَـكُـمْ ولا تُـضَـرِّجـــوا الـمَـحـارِمـا
. ( الوتيرة : الحاجز بين منخري الأنف)

واقْـتَـسِموا الأمْـجـادَ جُـبْـتُ مُـهْـلَهــا
أُضَـمِّـدُ الأنجــــادَ والتهائِـمــــــا
.( المُهْـل: النحاس المذاب)

إنْ تَـسِـمـونــي بِـخَـمـيـسِ نُـصْـرَةٍ
فَأَحْـسِنـوا وَسْـمـي وأَوْصـوا الـواسِـمـا
.( الوسم : علامة الكي ، الخميس:الجيش العظيم)

كَـأَنَّـنـي صـادمْــتُ عَــنْ نَـوافِــذي
ولَـمْ أَكُـنْ عَــنْ بـابِـكُـمْ مُـصـادِمــا
.
كَـأَنَّـنـي رَقَـيْــتُ أَوْطــاري عـلــى
أَوْطـارِكُــمْ أَحْـتـالُـهــا تَـمـائِـمــا
.( الوطر : الحاجة مع همة ، التميمة : قلادة من خرز للتعوذ)

كَـأَنَّ لـي بَـيــادِراً مِــنْ قَـمْـحِـكُــم
أَحْـتَـكِـرُ الفُـصـــولَ والـمَـواسِـمــا
.
لا تَـنْـسِـلوا أَصـيـلَـكُـمْ عــبــــاءةً
لا تَـرقَـعـوا هَـجـيـنَـكُـمْ عَـمائِـمــا
.
أَطَـعْـتُــمُ اعْـوِجـاجَـكُـمْ مَـغـارِمـــا
عَـصَـيْـتُـمُ اسْـتِـقـامَـتـي مَـغانِـمــا
.
شكائــــمُ الأسيــادِ أخطــــأتْ فمــي
لسـتُ الذي يَسْـتَعْسِـــلُ الشكــائِمــــا
.(الشكيمة ليست هنا العزيمة وإنما الحديدة في اللجام)

رُوَيْــدَكُـــمْ مَـشــانِـقــاً مَـنِ الـذي
يَـخُـونُـكُــمْ رُوَيْــدَكُــمْ مَـحـاكِـمـا
.
نَـذَرْتُــكُــمْ نَـزاهَـــةً لا أَبْـتَـغــي
كُـرْسِـيَّـهــا جــاهــاً ولا دَراهِـمــا
.
لَـمْ تَـثِـقـوا أَنَّ الكَـريـمَ يَـنْـتَـهـــي
سَـمـاحَـــةً ويَـبْـتَـدي مَـكـارِمـــا
.
أَنْـزلَـنـي اللهُ ذُرى قَــنــاعَــــــةٍ
لَـمْ أَبْـكِ وِدْيــانَ الـغِـنـى رَمـائِـمــا
.( الرمائم: من الرمة ، العظام البالية )


أَخــافُ خـالِـقـي فـمـا مَـخـافَـتــي
خَـلائـِقـــاً تَــآمَـــروا نَـواقِـمــا
.
هــا إنّـنـي نَـزَلْـتُُ عَـنْ أُنـوفِـهِـــمْ
فَـلْـيَـنْـشُـقـوا الإقْــدامَ والـعَـزائِـمـا
.
عُـدْتُ إِلــى تَـــوَحُّــدي مُـصَـــفَّـداً
بالصَّـمْــتِ أَسْـتَـطـيـبُــهُ قَـمـاقِـمـا
.
مِـطْـرَقَـتــي اسْـتَـجارَنــي سِنْـدانُـهـا
ألا أُجـيـــرُ أَضـلُـعـــي جَــواثِـمــا
.
إرادَتـــي الصُّـــــوانُ إلا أَنَّـنــــي
آلَـيْـتُ رَيْـحـانَ الحَـشــا مُـتـاخِـمــا
.
أَنـا النَّـدى المَـكْـلـومُ مِـنْ أشْــواكِــهِ
لا أرعَـوي طَــّلاً أَسُــرُّ الكــالِــمــا
.( المكلوم والكالم : المجروح والجارح ، الطَّـلُّ : الندى)

قَـسَّـمْـتُ ظِـلَّ الـزِّنْــدِ بَـيْـنَ حُـسَّـدي
فَـلَـمْ يُـقَـلْ يـا زِنْـدُ كُـنْ مُـقـاسِـمــا
.
إِنِ اشْـتَـكى الأحبابُ حِلْمـــي عـابِـسـاً
قَـَدِ اشْـتَــكى الأعـداءُ حِـلْـمي بـاسِمـا
.
غَـيْــري غزيــرُ حِـكْـمَـةٍ فَـأَبْـحِـروا
فــي سَـيْـلِــهِ ، حَـصافَـةً خُـضـارِمـا
.( ماء خُضارم: ماء كثير)

لَـكَ احْـتِـرامـي يـا غَـزيـرُ واضِـعــاً
فـي جَـيْـبِــكَ الأعْـرابَ والأعـاجِـمــا
.
راحَ الـغَـزيـرُ واغْـتَـدى الـغَـزيـرُ هـا
هُـوَ الـغَـزيـرُ فاسْـجُــدوا تَـراجِـمــا
.
هُـنـا أخــو هــاروتَ هَـرْوِلـــوا ولا
تُـجـادِلـوا فـي سِـحْــرِهِ شَــراذِمــا
.
تَـنـاحَـروا فـي هَـيْــكَـلٍ تَـحاكَـمـوا
هــذا سُـلَـيْـمـانُ أَتـاكُــمْ حـاكِـمــا
.
للـبَـيْــتِ شُــبّــاكٌ وبــابٌ رُبَّـمــا
بالـبـابِ نَـكْـتَـفــي نَـخـافُ القـادِمـا
.
ولْـنَـدْرُسِ الـبــابَ عـلـى بَـصـيــرَةٍ
لَـعَــلَّ فــي الأمْــسِ يَـكــونُ لازِمـا
.
عَـقْـــلانِ فـي رَأْسٍ فَـأَيّـهـا الهُــدى
كَـفى وَسـاوِســاً كَـفـى هَـمـاهِـمـــا
.(الهمهمة : ترديد الصوت في الصدر)

غَــداً تَــرى خَــرْدلَـنــا وخَـلَّـنـا
يَـخْـتــالُ فـي عَــوالِــمٍ مُـزاحِـمــا
.
عَـقْـــلانِ لا ضَــلالَـــةٌ يـا رَأْسَـنـا
مَـتـى أََضَــلَّّ فـــاحــمٌ فَـواحِـمــا
.
خُـرطومُـنـا فَـوقَ السَّـحـابِ إنْ يُـقَــلْ
تَـحْـتَ السَّـحـابِ نَجْــدَعِ الـخَـراطِـمـا
.( جدع الخراطم : قطع الأنوف)

لَـنـا الخَـوافـي لَمْ تَـهِـضْ لِـقَـشْـعَــمٍ
بُـغـاثُـنــا تَـقَـشْـعَـمَـتْ قَـوادِمـــا
.( الخوافي: أواخر ريش الجوارح، والقوادم أوائله، الهَيْض:الكسر، القشعم: الصقر، البغاث: ضعاف الطير)

طَـيْــرُ الـغريـبِ طـوبَـهُ فَـراسِــنــاً
طَـيْــرُ البِــلادِ طـوبَـهُ مَـنـاسِـمـــا
.( الفرسن : خُـف البعير، والمناسم جمع سنام البعير قمة الظهر العالية)


ضِـفْ غَـيْـرَنــا يا ابْـنَ الكفاحِ نـارُنـا
خَـبَــتْ ولَـنْ تُـعيــدَ طَـيءٌ حـاتِـمــا
.
ومِـنَ مُـحيـطِـنـا إلـى خَـليــجِـنـــا
بُـشْــراكَ لَـسْــنــا لأخٍ عَـواصِـمـــا
.
تِـلْـكَ بلادُكَ الخِـيــامُ فـاضَّــرِمْ
صَـقـيـعَـها واسْـتَصْـقِــعِ الضَّـوارِمــا
.
مـاذا تُـريـدُ مِــنْ رِيـــاحِ لُـؤْمِـنــا
لَـمْ نُـبْـقِ زَوْبَـعـــاً ولا سَـمـائِـمــا
.( الزوبعة : من رؤساء الجن وكذلك الإعصار ، السمائم : جمع السموم وهي الريح الحارة)


ومـا الــذي تُـحِـبُّ مِــنْ قَــواصِــمٍ
نَـراكَ لَـسْــتَ تَـكْــرَهُ الـقـواصِـمـا
.
نُـهْـديــكَ مِـنْ رُوَيْـبِـضٍ رِســالَــةً
أَنِــخْ مُـحـاربـاً أّصِــــخْْ مُسـالِـمـا
.(جاء في الحديث الشريف عن الرويبضة : من علامات الساعة أن ينطق الرجل التافه الحقير في أمر العامة، أصخ : انصت)


يَـدي عـلـى السَّـيْـفِ إذا تَـعَـسْـبَـرَتْ
حَـوْلـي الضِّـبـاعُ زُرْتُـهـا غَـلاصِـمـا
.( العسبار : ولد الضبع من الذئب ، الغلاصم :جمع غلصمة : رأس الحلقوم)

يَـخْـزُمُ نـائـلــي شِـفــاهَ عـاذِلِــي
يـا عــاذِلــي إنّـي أَرانــي خـازِمــا
.( الخَزْم : الثَّـقْـب ، النائل : العطاء)

مِـنْ بَـدَوِيَّــةٍ طَـلَـعْــتُ مُـتْـخَـمــاً
صَـرامَـةً فَـحــاذِرونــي صـارِمـــا
.
ويا نَـدامــى البَـدْوِ هـاتــوا شـيـحَـكُمْ
لا تَـحْـسـبـونــي غَـيْـرَكُـمْ مُـنادِمــا
.( الشيح : نبات بري طيب الريح)

تَـشُـدُّنــي الأسْـعــانُ مِـنْ تَـرائِـبــي
أرْوي بِـهــا عَـطْـشى الرُّعـاةِ حـائِــمـا
.( الأسعان : جمع سعن:القربة تتخذ من جلد الشاة ، الترائب : عظام الصدر)

أَسْـتَـذْكِـرُ الأَوْطـانَ مَـلْـثــومـاً أَســىً
وأَخْـتَـلـي خَــدَّ الحَـنـيــنِ لاثِــمـــا
.
أمـــا اعْـتَــرَفْتُ أَنَّ لــي غَـمـامَـــةً
في صَـيْـفِ غَـفْـلَـةٍ سَـقَــتْ بَـراعِـمــا
.
وأَنَّ عِـنْــدي ســاعَـــةً مِـنْ سَــفَــهٍ
أُغــاضِـــبُ الظِّـبــاءَ والحَـمـائِـمــا
.
تَـعَـنْجَــهَـتْ بَـداوتـــي فَـلَـمْ أَقُـــمْ
أنـاقَــــــةً أُراقِـــصُ النَّـسـائِـمـــا
.
واسْـتَـخْــشَـنَـتْ ناصِـيَــتي سَـلـيـقَـةً
بَـيْـضـــاءَ لا لِــثــامَ لا كَـمـائِـمــا
.
يا هــذه الحيـــــاةُ لـــي بَـلِـيَّـتــي
تَـضـاحَـكِـي وأَضْـحِـكـــي اللـواطِِـمـا
.
بَــلِـيَّـــتـــي أنَّ حِـيـــادي آثِــــمٌ
حَـسْـمــاً وأَنــــي لا أًتــوبُ حـاسِـمـا
.
إِمّـــا هُـنــــا إِمّــا هُـنـاكَ أَنْـثَـنـي
فــي غَـيْـرِ ذي زَرْعٍ فَـوا إِبْــراهِــمــا
.( إبراهِـم : لغة في إبراهيم )

وأرتجـــي هـذا المَـــدى غَـمـائمًــــا
هــذا المَــدى لَـمْ يَـعْــرِفِ الغَـمـائِـما
.
هــذا الـمَـدى مُـهـاجِـــرٌ حَـمـامُــهُ
ويـائِــسٌ مُـــدَمْــدَمٌ هَـضــائِـمــا
.( مُدَمْدَم : هالك ، الهضائم : المظالم)

مَــنْ يُنْــقِــذُ البُـنـــاةَ مِـــنْ زَلازِلٍ
أَكــــادُ لا أَلـومُــهــا هَـــوادِمـــا
.
هـذا المَـــدى أَرْكَـضْـتُ فـي رَمْـضـائِـهِ
مبـــــادئــي أَدْمَـيْـتُـهــا صَـلادِمــا
.( الرمضاء : شدة وقع الشمس على الرمل ، الصلادم : الحافر الصلب)

ضَـلَـلْــتُ أَحْــداقَ الصِّـبـا فَـمَـنْ رَأى
سَــواعِــدي ومَـن رَأى المَـعـاصِـمـــا
.
أَلـمْ أَكُـــنْ مُـدَجَّــجــاً فَـطـــانَــةً
فَـأَهْـتَـدي غَـيْـرَ هُـنــا دَمــائِـمــــا
.( دمائم : قبائح)

تِـلْـكَ عَـــصـا التِّـرْحـالِ حـانَ شَـدُّهـا
راوَدَنـــــي الغِـيـــابُ لَـنْ أُقـاوِمـــا
.
قَـيْـلـولَـــةُ الصُّـقــورِ لَـــمْ أُراعِـهـا
أَطَـلْــتُ فــــي خَــرائِـبٍ مَـجـاثِـمـا
.
أُلَـمْـلِــمُ البــاقــي مِـنِ الـوُدِّ انْـتَـحـى
بَـقِـيَّــةً لَـمْ يَـسْـقُـطـــــوا ذَمـائِـمـا
.
بَـقِـيَّــــةً تــاللهِ قَـدْ أَحْـبَـبْـتُــهـــا
فـــي اللهِ مــا قــايَـضْــتُــها الغنائِمــا
.
بَـقِـيَّـــةً مُـحِــبَّـــةً أَمْـثـالَـهـــا
مَـنْ لا يُـحِــبُّ مِـثْـلَـــهُ عَــلائِـمــا
.( علائم : علامات)

بَـقِـيَّـةً عَــضَّـــتْ عَـلـى نَـقــائِـهـا
بِـنـاجِــذٍ واسْـتَـعْـفَـفَـــتْ لَـهــاذِمـا
.(الناجذ : الضرس القاسي ، اللهاذم : الألسن)

بَـقِـيَّـةً فـي خَـنْـدَقـــي تَـصـونُـنـي
مِـن مـارِقٍ يُـريـشُـنـــي مَـزاعِـمـــا
.( يريش السهم : يضع عليه الريش الحاد )

بَـقِـيَّــةً شَـريـفَـــةً لا تُـحْـتَـشـــى
شَـوائِـعــاً لا تُـمْـتَـطــى نَـعـائِـمــا
.(شوائع : جمع شائعة ، نعائم : جمع نعامة)

أَنْـزَلْـــتُ أَعْـلامــــي بِـلا صَـوادِحٍ
تُـجـامِـــلُ الغَـريـــمَ والمُـغـارِمــا
.
فَـجَذِّفــوا سُحْـتَ المَـآقـي صـاخِـبــاً
وَلْـتَـمْـخُــروا رِجْـسَ التَّـراقـي عارمِـا
.( السحت : الحرام ، المآقي : مؤخر أو مقدم العيون ، التراقي : جمع ترقوة عظمة الكتف)

لَـيْــــسَ هُـنــا عَـنْـتَرَةٌ تَـحاضَـنوا
خَــواصــراً تَـلاحـنـوا بَــراطِـمـــا
.
عَـنْـتَــرَةٌ لا يَـرْتَـجـيـكُـمْ عَـبْـلَـــةً
عــافَ الهَـوى وغـــــادر الرَّدائِـمـــا
.
فَـلْـتَـفْـرَحوا هُـنَـيْـهَــــةً وحــاذِروا
أنْ تَـنْـدَمـوا غَــداةَ لَـسْـــتُ نـادِمــا
.
عَـنْـتَـرَةُ اسْـتَـراحَ مِـــنْ أَوْجـاعِـكُـمْ
تَـوَجَّـعـوا مِـنْ دونِـــهِ سَـــوائِـمــا
.( السوائم : الإبل التي ترعى حيث تشاء)

واسْـتَـرْجِـعـــوا مـا قَـبْـلَـهُ مِنْ شَظَـفٍ
عَـنْـتَــــرُ لَـيْـسَ يَـعْـدِلُ القَـسـائِـمـا
.
وأَفْـهِـمـــوهُ الحَـرْبَ وافْـتِـنـانَـهـــا
عَـنْـتَـــرَةُ الخَـــؤونُ لَـيْْـسَ فـاهِـمـا
.
عَـنْـتَــرَةُ اسْـتَـلْـطَـفَ فــي تَـســاوُمٍ
ألا اجْـلِـــدوا المُـلاطِـفَ المُـســـاوِمـا
.
إيّــاكُــمو يَــدَيْــــهِ إِذْ يَـمُـدُّهــــا
وصـافِـحــوا شُـرْيـــانَـهُ نَـمـائِـمــا
.
تَـتَــلْـمَـــذوا رُجــولَــةً لَـعَـلَّـكُـمْ
تَـخْـتَــصِــرونَ العِـطْـرَ والهَـنـادِمــا
.
وأَعْــتِـقــــوا الأفْـواهَ لا تَـلَـغَّـمـــوا
فَـالـزَّعْـفَـــرانُ تَـبَّـكُـمْ مَـلاغِــمــا.
( الملاغم: جمع ملغم وهي ما يطاله اللسان حول الفم، تبالغ في تطيبها النساء، تَبَّ : هلك )


أَطَــلْــتَ يـا عَـنْـتَـرَةُ اسْـتِـمــاتَــةً
عَـبْــــسٌ أَعَـدَّتْ قَـبْــرَكَ المُـلائِــمـا
.
صُـبَّ عَـلــى الإِبْـهــامِ جــامَ طـاعَـةٍ
مـا كُــلُّ إِبْـهــــامٍ يَـخِـرُّ بـاصِـمــا
.( جام : قدح)

وانْــخُـــرْ بَـراجِـمَ الـيَـدَيْـنِ فُـْرقَــةً
وابْـتُـــرْ يَــداً تَـجَـمَّـعَـتْ بَـراجِـمــا
.( البراجم عقد الأصابع)

أُلاءِ أَجْـيــــالُ الحَــريــرِ لا تَـسَـــلْ
عَـنِ الحَـصـيـــرِ واسْـأَلِ المَـعـاجِـمــا
.
لَـمْ يَـبْـرِمـــوا خَـيْـط الكِـفـاحِ مَــرَّةً
تَـجـاذَمـــوا أَنْ يَـلْـمِـسـوا المَـبــارِمـا
.(الجذام : مرض تجرح الأصابع ، المبارم : المغازل)

تَـرَغَّــــدوا قَـزَّ الـرَّخــــاءِ عَــنْ أَبٍ
لَـمْ يَـرِثــوا الخُـطـوبَ والدَّيــاهِــمـــا
.(الدياهم : المصائب)

فَـلْـيَـــرْفُـلوا نَـوْمَ الهَــنــاءِ عــاسِــلاً
لا تُـقْـلِـقـــوا أَعْــنــابَـهُ حَـصــارِمــا
.
لا تَـقْــشُــروا ظَـهْـرَ سُـلَـحْـفــاةِ بـنـي
مَـهْـــلٍ تَـرَفَّـقــــوا بِـهِــمْ قَـوائِــمـا
.
إِنْ يَـصْـفَـحـوا جَـريـمَـتــــــي مُـسَـوِّدا
وجوهَهُــــمْ فـإِنَّ لــــــي جَـــرائِـمــا
.
نَـصَـبْـتُ قـامــــاتِ المُـنـى مُـدنـدِنـــاً
أَيَّـتُـهـا المُـنـــــى سَــلـيـنـي قـائِـمـا
.
تُـفّـاحَـتــــي عـلـى رصـيــفِ جَـنَّــةٍ
أُريـــــدُ عـودَهـا طَـلـيـقــاً هــائِـمـا
.
يَـلُـفُّـنـــي خَـيْـشــي الزَّهـيـدُ عُـسْـرَةً
فَـأَغْـتَـنــي خَـزَّ الـتَّـراضــي كـاظِـمـا
.( الخز : ثياب فاخرة ، الكظم : حبس الغيظ)

يَـنْــأى النَّـصيـبُ كُـلَّـما دَنــا فـمـــي
فَـلْــيَـهْـنَـــأِ الـذي يَـدُعُّ الـصـائِـمــا
.
سَـخيمَـتي النَّـكْـراءُ هــــامُ مَــوقِـــفٍ
يـا هـامَـتـي لا تَـنْــدمـي سَـخــائِـمـا
.( السخيمة : الضغينة والحقد)

أَسْهبـــتُُ في قَـصــيــدَتـي شراسةً
أشاجِــــــــرُ القتـــــادَ والأراقمـــــا
.( القتاد : شجر شوكي ، الأراقم : الحَيّات الرُّقش)

لا تَـقْـرأوا قَـصيــدَتـــي فَـهْـيَ دمــي
أُريـقُـهُ فَــوقَ السُّـطــــــورِ فـاعِـمـا
.
وَهْــيَ دمــــي أَرْسُــمُـــهُ مُـوَدِّعـــا
رَسْـمــاً تَـناســـى لَـوْنَـــهُ والـرّاسِـمـا
.
لا تَـقْـرَأوا قَـصيــدَتــي إِنَّ دمــــــي
حَرْفـي ولَسْـــتُ مِنْ حُـــروفي سـالِـمــا
.
أَنــا امْـــرُؤُ الـثِّـقــــالِ فـــي أَوازِمٍ
لَـسْـــتُ الـذي يَـثّـــاقَــلُ الأَوازِمـــا
.( الأوازم : سنين القحط)

بـاقٍ عَــلـى مَـبـادِئـي تَـســــوءُنــي
صَـغــائِــراً أَسُــرُّهـــا عَـظـائِـمــا

ملاحظة: وضعت الحواشي التوضيحية بتاريخ 16/12/2006 ، الساعة 02:59 AM

الصراط
14-12-2006, 03:56 PM
قرأتها فذهلت ..

لا شك أن لي عودة وشيكة ..

لأستزيد

وأترجم الفهم ...

دمت ...

رهـ الحس ـيف
14-12-2006, 04:17 PM
أما أنا فقرأت
فأصبت بالرهبة أن أكتب شعراً بعد هذا
الجهالين يكتب في منتدى الابداع وأنا أيضاً أكتب ... هل يستويان ؟!!!

أبو-أحمد
14-12-2006, 10:40 PM
أستاذنا الرائع محمد الجهالين ، حفظك الله ورعاك ،
عانينا حرمانا طويلا من مثل هذا الإبداع والتألق ، وها نحن ننعم من جديد .
أستاذنا : القدر الذي نستفيده من نقدك الدقيق السليم هو نفسه ما نستمتع به من إبداعك الذي ليس له سابق.
بوركت مبدعا رائعا متالقا.

نعيم الحداوي
14-12-2006, 11:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظك الله يا أستاذنا الفاضل الا تقطر علينا الشعر قطرات حتى لا نغرق
فإن لم نغرق فمثلي سيشرق
اما ان نهرك عذب منه نرقى ونشرب

علمتني كثرة جهلي بهذه الجميله

جمعنا الله بكم على المحبة فيه

ضاد
15-12-2006, 12:42 AM
لي عودة وفي يدي قاموس...

التواقه،،
15-12-2006, 04:28 AM
أستاذي
كنت أحسب أن قصائدي شيء
ولكنها مع إبداعك لاتستوي
بالفعل أنا عاجزة عن جمع عبارات الإعجاب
ولكن ما أستطيع قوله
أن إبداعك محيط لا ساحل له
ونحن مصيرنا الإبحار بلا توقف
بارك الله فيك وزادك علما مع علم

خالد بن حميد
15-12-2006, 09:44 AM
لي عودة وفي يدي قاموس...

:)
أعان الله النقاد , وأعان الله القارئين مثلي

أبوالأسود
15-12-2006, 10:40 AM
لاأملك أستاذنا أبو الحسن إلا أن أقف مندهشا
من هذاالعمل الرائع الذي إن دل على شيء فقد
دل على: (ثقافة سيبوية ,ومشاعرمتنبئية,وجزالة لفظية,وبيئة بدوية
وخبرة في اللغة العربية )هنيئا لك هذا الإبداع وهنيئا للفصيح
هذا الشاعر الفحل والناقد الحاذق .
أتمثل بقولك:
طرْ في سماك الشعر واطوِ خوافيا = يهتاضُها تحليقُ عفوِ الخاطرِ

حذيفة
15-12-2006, 11:13 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما أنا يا أخا الضاد و الدين فقد وعدت نفسي أن أعود و في يدي قواميس و موسوعات في التاريخ اليوناني لعلي أن أفهم شيئا، غفر الله لنا ولأخينا الجهالين .


لي عودة وفي يدي قاموس...

لؤلؤة البحر
15-12-2006, 02:54 PM
الله أكبر
أزعم أني لمحت المغزى ولكن لا أزعم أني فقهت التفاصيل
و حقا كل إناء بما فيه ينضح
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
بارك الله فيك وأبقاك ذخرا وزادك علما وقدرا فقد تبوأت منا مكانة الأستاذ الذي لا يدانى

نعيم الحداوي
15-12-2006, 07:35 PM
لي عودة وفي يدي قاموس...


اعذروني على العودة لكني رغبت أن اكفيكم عناء البحث عن القواميس فقد نفذت من الاسواق

ضاد
15-12-2006, 08:11 PM
اعذروني على العودة لكني رغبت أن اكفيكم عناء البحث عن القواميس فقد نفذت من الاسواق


طبعت القصيدة كي أقرأها على مهل وأتبين معانيها وأستوضح صورها, ومما أعيبه, وبكل حب وود, على شاعرنا الكبير أنه وضع قصيدته دون حواش توضيحية مراعاة لاختلاف مستويات القراء وتبيينا لهم.
لي عودة وتوضيح ونقد, بعد إذن الشاعر الكبير.

محمد الجهالين
16-12-2006, 12:51 AM
السلام عليكم
شاعرنا ضاد على حق سأضع الحواشي

محمد الجهالين
16-12-2006, 02:13 AM
السلام عليكم

الأعزاء

الصراط ، رهيف الحس ، أبو أحمد ، نعيم الحداوي ، ضاد ، التواقة ، أبو طارق ، الربيع الأول ، أبو الأسود ، حذيفة ، لؤلؤة البحر

شكرا على مروركم بالأحرف الأولى مدادا ، منتظرا عودتكم بالسطور نقدا وإرشادا.

القناص
16-12-2006, 02:17 PM
هِكْتورُ لا تَعْذُلْ ذَويكَ فالفَتى
لا يَنتضي العِتابَ والعَذائِما
*
*
*
هِكْتورُ وَيْكَ لا تَتُـبْ بُطولَـةً
يا واشِمَ الأبْطالِ دُمْتَ واشِمـا
.
هِكْتورُ لَمْ تُذِقْ إِخَلْيوسَ الكَرى
يَعُضُّ في تَذْكـارِكَ الأباهِمـا
*
*
*
كَأَنَّ لي بَيادِراً مِنْ قَمْحِكُـم
أَحْتَكِرُ الفُصولَ والمَواسِمـا
*
*
*
بَلِيَّتـي أنَّ حِـيـادي آثِــمٌ
حَسْماً وأَني لا أًتوبُ حاسِمـا
*
*
*
لَنا الخَوافي لَمْ تَهِضْ لِقَشْعَمٍ
بُغاثُنا تَقَشْعَمَـتْ (قَوادِمـا ) !
*
*
*
أَسْتَذْكِرُ الأَوْطانَ مَلْثوماً أَسىً
وأَخْتَلي خَـدَّ الحَنيـنِ لاثِمـا

أما اعْتَرَفْتُ أَنَّ لـي غَمامَـةً
في صَيْفِ غَفْلَةٍ سَقَتْ بَراعِما

وأَنَّ عِنْدي ساعَةً مِـنْ سَفَـهٍ
أُغاضِبُ الظِّبـاءَ والحَمائِمـا

تَعَنْجَهَتْ بَداوتـي فَلَـمْ أَقُـمْ
أناقَـةً أُراقِـصُ النَّسائِـمـا
*
*
*
*
*
*
ومِنَ مُحيطِنـا إلـى خَليجِنـا
بُشْراكَ لَسْنـا لأخٍ (عَواصِمـا ) !!!
*
*
*
*
*
أَنا امْـرُؤُ الثِّقـالِ فـي أَوازِمٍ
لَسْتُ الـذي يَثّاقَـلُ الأَوازِمـا
كفو ،،،
أنا اشهد انك شاعر لا تشبه سوى نفسك.

قصيدة مأساة مُجَنـََّحة، ولغة مُصَفـَّحة، أعدت بها الحياة إلى كثير من الكلمات، خلت وأنا أقرأها أني أقرأ إحدى رسائل المعري (المعري "الحركي" إذا سمحت لي)

*
*
*
وزن راااااائع ومروِّع


سؤال ...
فَمَرْحَبًـا خُؤولَتـي خَناجِـرًا
ومَرْحَبًا عُمومَتـي صَوارِمـا ؟؟؟
هل هذا مفتاح هذه الملحمة الجهالينية؟


دمت شاعراً

خالد بن حميد
16-12-2006, 05:54 PM
سأضع الحواشي
وضعت فأكثرت , فتكاسلنا . وليتك تركت لنا فرصة البحث والتنقيب فسنصل ولو كان في ذلك مشقة .
أبا الحسن : ما كنت أقول نقدًا على كل ما تقدم , ولكني كنت محرضًا ومشجعًا . ولكن هنا ماذا سأقول هل أحرضك وأنت الجهالين ؟ أم أشجعك ؟ فأنت لا تريد هذا ولا ذاك . ولكنك تريد ناقدًا . ومن العيب أن تتناول القصائد نقدًا وتهذيبًا وندخل على قصيدتك للتصفيق ونقول كلمة انبهار فقط .
حسبك بمن وعدك :) وزيادة . فمنتدى الإبداع غني بهم
فأين أنت يا رؤبة ؟ وأين ذات المعالي مشرفتنا الفاضلة ؟ وأين أبو وسن ( أبو خالد )
وقفت مندهشًا أما هذه الرائعة . فأعجبني جودة السبك , وحسن التوظيف .
وعدت نفسي بتكرار القراءة علِّي أقول كلمة بعد ذلك

دمت لنا شاعرًا وموجهًا وناقدًا

خالد بن حميد
16-12-2006, 06:02 PM
وزن راااااائع ومروِّع

رائع جميلة . ومروع وأنت الشاعر وأنا السائل ليس إلا : هل هي في مكانها ؟

(( راااااائع )) لعلي كنت أكثر من يحارب تكرار الحروف هنا :) . لأنها غير فصيحة . ولكن في هذا الموضع لم أستطع التغيير :rolleyes:

وأوصيكم إخوتي أن التكرار من الأساليب غير المستحبة في الكتابة باللغة الفصيحة المجلوبة من لغة الشات .
أعتذر لك أستاذنا القناص فلم أقصد إلا التوضيح فقط .
دمت طيبًا

أبو-أحمد
16-12-2006, 06:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أستاذنا الجهالين ،
إن براعة الشاعر في إظهار الهم العام لهي اسمى بكثير من البوح بالهم الخاص ، فكيف إذا كان هم الشاعر الخاص هو نفسه الهم العام؟. إن قصيدتك العملاقة امتازت ، فيما امتازت به ، عن الكثير من القصائد في هذا الاتجاه فحمدا لك كثيرا على كتابتها ونشرها . إن ما سوف اقوله تاليا أقصد منه شرح ما استطعت فهمه من القصيدة ، وبشكل مختصر ولا يتناسب مع طول القصيدة ، مائة وعشرين بيتا تقريبا ، وسمو فكرتها ومعانيها .
ومع أني لا احسن النقد ، سلبيا كان أو إيجابيا ، كما يحسنه الخبراء به ، فإن دعوتك لنا إليه جعلتني أتشجع على خوض غماره ، قدر ما تسعفني به البديهة . وما نقدي إلا رغبة في الاستزادة من علم ، عدا عن إبداء إعجابي بما قدمته لنا من كنز شعري كان ، بالنسبة لي، صعب المنال ، وربما كنت بحاجة إلى التعاويذ والطلسمات حتى اتمكن من العثور عليه . وبما انني ما زلت لا أحسن استخدام الحاسوب كما يجب ، وخط الشبكة عندنا على خط الهاتف الذي لا اقدر على تعطيله كثيرا، فإنني أعتذر عن طريقة الكتابة ، وخلوها من اصول الاقتباس وتلوين الخطوط ، وما شابه ذلك مما يستخدمه الإخوة الفصحاء .
أبدأ بوزن القصيدة فأقول : قل أن تجد من الشعراء من أحسن استخدامه كما استخدمته أنت ، وبذلك يتضح تماما أن الجودة تحكمها الفكرة ، وان المعنى يجليه اللفظ الجزل الدقيق الذي يوضع في مكانه المناسب . وقد لاحظت أن ألفاظك على جزالتها وبعدها عن سهولة الفهم التي ينشدها ، عادة ، من قل إلمامهم بمطالعتها في كتب الأدب والشعر ، لاحظتها ، بعد توضيحك إياها ، أنها لم تكن متكلفة تكلفا ، وبدا لي كأنها ما زالت تترد عند البدو الفصحاء إلى اليوم ، أو على الأقل ما يشبها ، وإلا كيف عثرت عليها؟
زادك هو وهمك ، ولو لم يكن هذا الوهم أملا ساميا ، ولو بعيدا ، لما اتخذته زاداً ، وإصرارك يتجلى في قولك زدني وضوحا استزد طلاسما .
ماذا اقول عن جمال التعبير وروعته ؟! أنت نزيف الظلم ناشئا وكهلا . يا سيدي ، سلمت تلك الحراب التي ادمت الظلم حتى نزفك فنهلناك بدويا مرا بينا واضحا لا ملثما أو معميا ، ولكن بالنسبة لمضارع ثعَبَ أجده في المعاجم التي بين يدي : يثعَبُ أو يثعِبُ ، ولكن يبدو ان يَثعُبُ واردة ايضا في معاجم أخرى .
التوأمة مع الصبر تعبير بليغ ، وأظن أن ما تقصده بتساؤلك هو أن ما يُمضك لا يجوز الصبر عليه ، فإذا كان ذلك كذلك ، فأنعم بها من صورة فائقة الحسن في التعبير ..
وصفت الأخوال بالخناجر والأعمام بالسيوف البتارة ، فإذا كانت السيوف أقدر على الفعل من الخناجر فقد ظلمت أخوالك الكرام مع أنك تقول ، في ثنايا قصيدتك ، انك طلعت من بدوية كريمة أرضعتك شهامة وصرامة ، وتعلم ان المراة تكاد ان تلد أباها أو أخاها ، وأن ( ثلثين الولد لأخواله )، فما رأيك لو عكست الوصف ، وأعمامك يغفرون ، هذا ، وقد خطر لي، الآن ، أن الأعمام والأخوال ربما يكونون من عشيرة واحدة عندها يصبح ما قلته أنا هباء منثورا .
بالنسبة لاستعارتك قصص الأغارقة وملاحمهم فإنه أمر مستحب ما دامت قصة هيكتور وإخليوس وهلين بهذا المعنى . لقد كنت موفقا إلى حد بعيد في توضيحك لشخصيتك وما تعانيه ، وشخصية والدك ، أو آبائك ، أو بالأحرى ، قومك ، وبينت ما وقع عليهم ، متخذا من قصص اليونان القدماء مثالا ، كما انك وجدت في عنترة وبني عبس مثالا أكثر وضوحا لوصف حال الأمة . البيت التالي استوقفني معناه كثيرا :
هكتور لا تعذل ذويك فالفتى = لا ينتضي العتاب والعذائما
ما اكثر العاتبين واللائمين وهم عن الفعل غافلون ، وكأنهم في إلقائهم اللوم على الغير تستريح ضمائرهم ، ويهدأ بالهم . ومن كانت فيه الشهامة والفتوة فلن يلجا إلى العذم واللوم ، ثم تشجع ذلك الفتى على الصمود وأن يبقى مستمرا على بطولته حتى النهاية ، وأن الصمد والبطولة تقض مضجع الظالم المتجبر ، أما الخنوع فإنه يبهجه ويشجعه على ظلمه .
ما فهمته أيضا انك تعتب على رفاق لك يبدو انهم اتخذوا طريقا مغايرا ، ولكنهم اتخذوا مما قمت به وادعوه لأنفسهم او من هذا القبيل ، وأنك لم ولن تقبل بما قبلوا به في قولك :
شكائم الأسياد أخطأت فمي = لستُ الذي يستعسل الشكائما
وتتجلى عظمة النفس المؤمنة في قولك :
أنزلني الله ذرى قناعة = لم أبك وديان الغنى رمائما
وقبلها :
نذرتكم نزاهة لا أبتغي = كرسيها جاها ولا دراهما
أخاف خالقي فما مخافتي = خلائقا تآمروا نواقما
ثم إن التنحيَ لم يكن من تخاذل أو تراجع ، ولكن سببه عدم الرغبة بالاسئثار بالقيام بالمهمات ما دام هناك من يعترض ويرى في النهج المغاير سبيلا أفضل كما يدعي ، لهذا، وما دمت أعتبر أنني العقبة الكأداء التي تسد عليهم الأنفاس فليسمعوا :
ها إنني نزلت عن أنوفهم = فلينشقوا الإقدام والعزائما
ثم إن هذا التنحي والتوحد المقيد بالصمت يستطاب مؤقتا لأنه في قمقم ، والقمقم لا بد وان يُفتح يوما .
وهاكم روعة التعبير التي تنم عن عواطف بينة الصدق وقدرة لغوية وبلاغة في التعبير يبدو ان الشاعر استقاها من ثقافة أدبية وعامة واسعة مترامية الأطراف، ومجمل قصيدته يوحي بذلك :
مطرقتي استجارني سندانها = ألا أجير أضلعي جواثما
إرادتي الصوان إلا أنني = آليت ريحان الحشا متاخما
أنا الندى المكلوم من أشواكه = لا أرعوي طلا أسُرّ الكالما
الأبيات تدل على شدة المعاناة ، وما دام السندان يستجير فما أثقل وأعنف المطرقة ، ورحمة ً لتلك الضلوع تئن من ثقل الكوابيس . الإرادة صلبة كالصوان بل هي الصوان بذاته ، ولكن للمُعاني الحق براحة ولو قليلة فهو ليس من دم ولحم فحسب بل إنه من عواطف جياشة تتوق للرقة والحنان اكثر من الغير. قالوا قديما : ويل للشجي من الخلي ، وهؤلاء الخليون هم الغير ، وتتضح الرقة اكثر فأكثر عندما يُجرّح الرقيق من أشواك الندى التي هي في الحقيقة اشواك ناعمة الملمس كالحرير ، وهو بالتالي لا يردع الندى عن ملامسة الجروح حتى لا يُسر الجارح.
قسمت ظل الزند ما بين حسّدي = فلم يُقل يا زند كن مقاسما
ربما المقصود بظل الزند الجهد المبذول في الخير ، ولم يلاق الباذل من يقاسمه أي مغنم. هنا يبدو الإيثار وعزة النفس واضحين .
إن اشتكى الأحباب حلمي عابسا = قد اشتكى الأعداء حلمي باسما
يحلم على أحبابه عابسا من شدة المعاناة وهو يعلم أن أحبابه يعذرونه ، أما الأعداء فلن يزيدهم عبوسه إلا شفاء غليل فيبسم امامهم ، وليس لهم ، حتى يغيظهم ، وهذا درس تقتفى فوائده .
أما الغزير ذو المناصب والجاه المزيف والذي انضوى تحت لواءه كل انتهازي فله كل الاحترام والإعجاب لأنه استطاع ان يجد من ينضوي تحت لواءه ، ولكنه يجد ايضا من لا يأبه به او يمنحه أية قيمة ويتصدى له باقتدار :
خرطومنا فوق السحاب إن يُقل = تحت السحاب نجدع الخراطما
وأنا أقرا هذا البيت سرت في بدني هزة الفخر والاعتداد بالنفس التي تسير في سبيل الحق لا تخشى احدا إلا الله ، ثم إن التعبير بشم العرانين وغيره من التعابير المستهلكة قديما تتضاءل امام التعبير السابق من وجهة نظري على الأقل ، والبيات التي تلت رائعة في نفس المعنى .
ينتقل الشاعر الآن إلى تبيان الهم العام بوضوح :
ضف غيرنا يا ابن الكفاح نارنا = خبت ولن تعيد طيء حاتما
والأبيات التي تليه حتى :
نهديك من رويبض رسالة = أنخ محاربا انخ مسالما
وصف بليغ لحال سيئة واقعة ، ولكننا نتشجع وترتفع معنوياتنا عندما يهل علينا :
يدي على السيف إذا تعسبرت = حولي الضباع زرتها غلاصما
أكتفي بهذا القدر وذلك لطول القصيدة وما تحتاجه من جهد لاستجلاء بعض من روعتها ، ولعل غيري من هو أطول من باعا فيكمل او يبدأ من جديد إن شاء ، ولكن يبقى علي أن أقول : أن القصيدة تعتبر عندي من عيون القصائد في موضوعها ، والفاظها وعباراتها ، وفي قدرة الشاعر الفائقة في التأثير على القاريء. أرجو ان اكون قد وُفقت بعض التوفيق في عرضي الموجز هذا ، وأعتذر من كل خطا غير مقصود .
دمت يا استاذنا في رعاية الله وحفظه ، وأدعو الله العلي القدير ان يحقق أمانيك وامانينا معك ، وان يكون امثالك كثر في وطننا الغالي .

محمد الجبلي
16-12-2006, 10:47 PM
لم أعلم أن ابتعادي عن الفصيح سيثمر رائعة لك
سأحاول تقليص مشاغلي لأعود

القناص
17-12-2006, 09:16 AM
ونائحةٌ صوتها رائـــعٌ = بعثت إذا ارتفع المرزمُ
تنوح وتسبر قلاّسـةً = وقـد غابت الكفُّ والمعصمُ
على رجُلٍ مائلٍ رأسهُ = تفوح الكلومُ بهِ والدمُ

رائع منه كما قال ابن جؤية أعلاه، ومروِّع لنا فنحن المتلقين، الترويع مجاز له ما يبرره في هذه الملحمة.

شكرا أبا طارق على التوجيه

دمت بخير

شويعر مصرى
17-12-2006, 03:36 PM
الاوديسا والالياذه

عبدالله بن سالم العطاس
18-12-2006, 07:27 PM
قرأت تعليق أستاذنا الكريم العميق نقداً "أبي أحمد" قبل أن أتمّ القصيدة !

سأعود _بإذن الله_ لأقرأ وأقرأ وأقرأ ، ليس إلا !



أستاذنا الكبير
"محمد الجهالين"

دمتَ سامقاً ، بل سامقاً جدا !

اليوم أدركتُ جيّدا ضآلة شيء يخصني !

رعاك الله وحفظك !

محمد الجبلي
26-12-2006, 09:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أستاذنا الجهالين ،
إن براعة الشاعر في إظهار الهم العام لهي اسمى بكثير من البوح بالهم الخاص ، فكيف إذا كان هم الشاعر الخاص هو نفسه الهم العام؟. إن قصيدتك العملاقة امتازت ، فيما امتازت به ، عن الكثير من القصائد في هذا الاتجاه فحمدا لك كثيرا على كتابتها ونشرها . إن ما سوف اقوله تاليا أقصد منه شرح ما استطعت فهمه من القصيدة ، وبشكل مختصر ولا يتناسب مع طول القصيدة ، مائة وعشرين بيتا تقريبا ، وسمو فكرتها ومعانيها .
ومع أني لا احسن النقد ، سلبيا كان أو إيجابيا ، كما يحسنه الخبراء به ، فإن دعوتك لنا إليه جعلتني أتشجع على خوض غماره ، قدر ما تسعفني به البديهة . وما نقدي إلا رغبة في الاستزادة من علم ، عدا عن إبداء إعجابي بما قدمته لنا من كنز شعري كان ، بالنسبة لي، صعب المنال ، وربما كنت بحاجة إلى التعاويذ والطلسمات حتى اتمكن من العثور عليه . وبما انني ما زلت لا أحسن استخدام الحاسوب كما يجب ، وخط الشبكة عندنا على خط الهاتف الذي لا اقدر على تعطيله كثيرا، فإنني أعتذر عن طريقة الكتابة ، وخلوها من اصول الاقتباس وتلوين الخطوط ، وما شابه ذلك مما يستخدمه الإخوة الفصحاء .
أبدأ بوزن القصيدة فأقول : قل أن تجد من الشعراء من أحسن استخدامه كما استخدمته أنت ، وبذلك يتضح تماما أن الجودة تحكمها الفكرة ، وان المعنى يجليه اللفظ الجزل الدقيق الذي يوضع في مكانه المناسب . وقد لاحظت أن ألفاظك على جزالتها وبعدها عن سهولة الفهم التي ينشدها ، عادة ، من قل إلمامهم بمطالعتها في كتب الأدب والشعر ، لاحظتها ، بعد توضيحك إياها ، أنها لم تكن متكلفة تكلفا ، وبدا لي كأنها ما زالت تترد عند البدو الفصحاء إلى اليوم ، أو على الأقل ما يشبها ، وإلا كيف عثرت عليها؟
زادك هو وهمك ، ولو لم يكن هذا الوهم أملا ساميا ، ولو بعيدا ، لما اتخذته زاداً ، وإصرارك يتجلى في قولك زدني وضوحا استزد طلاسما .
ماذا اقول عن جمال التعبير وروعته ؟! أنت نزيف الظلم ناشئا وكهلا . يا سيدي ، سلمت تلك الحراب التي ادمت الظلم حتى نزفك فنهلناك بدويا مرا بينا واضحا لا ملثما أو معميا ، ولكن بالنسبة لمضارع ثعَبَ أجده في المعاجم التي بين يدي : يثعَبُ أو يثعِبُ ، ولكن يبدو ان يَثعُبُ واردة ايضا في معاجم أخرى .
التوأمة مع الصبر تعبير بليغ ، وأظن أن ما تقصده بتساؤلك هو أن ما يُمضك لا يجوز الصبر عليه ، فإذا كان ذلك كذلك ، فأنعم بها من صورة فائقة الحسن في التعبير ..
وصفت الأخوال بالخناجر والأعمام بالسيوف البتارة ، فإذا كانت السيوف أقدر على الفعل من الخناجر فقد ظلمت أخوالك الكرام مع أنك تقول ، في ثنايا قصيدتك ، انك طلعت من بدوية كريمة أرضعتك شهامة وصرامة ، وتعلم ان المراة تكاد ان تلد أباها أو أخاها ، وأن ( ثلثين الولد لأخواله )، فما رأيك لو عكست الوصف ، وأعمامك يغفرون ، هذا ، وقد خطر لي، الآن ، أن الأعمام والأخوال ربما يكونون من عشيرة واحدة عندها يصبح ما قلته أنا هباء منثورا .
بالنسبة لاستعارتك قصص الأغارقة وملاحمهم فإنه أمر مستحب ما دامت قصة هيكتور وإخليوس وهلين بهذا المعنى . لقد كنت موفقا إلى حد بعيد في توضيحك لشخصيتك وما تعانيه ، وشخصية والدك ، أو آبائك ، أو بالأحرى ، قومك ، وبينت ما وقع عليهم ، متخذا من قصص اليونان القدماء مثالا ، كما انك وجدت في عنترة وبني عبس مثالا أكثر وضوحا لوصف حال الأمة . البيت التالي استوقفني معناه كثيرا :
هكتور لا تعذل ذويك فالفتى = لا ينتضي العتاب والعذائما
ما اكثر العاتبين واللائمين وهم عن الفعل غافلون ، وكأنهم في إلقائهم اللوم على الغير تستريح ضمائرهم ، ويهدأ بالهم . ومن كانت فيه الشهامة والفتوة فلن يلجا إلى العذم واللوم ، ثم تشجع ذلك الفتى على الصمود وأن يبقى مستمرا على بطولته حتى النهاية ، وأن الصمد والبطولة تقض مضجع الظالم المتجبر ، أما الخنوع فإنه يبهجه ويشجعه على ظلمه .
ما فهمته أيضا انك تعتب على رفاق لك يبدو انهم اتخذوا طريقا مغايرا ، ولكنهم اتخذوا مما قمت به وادعوه لأنفسهم او من هذا القبيل ، وأنك لم ولن تقبل بما قبلوا به في قولك :
شكائم الأسياد أخطأت فمي = لستُ الذي يستعسل الشكائما
وتتجلى عظمة النفس المؤمنة في قولك :
أنزلني الله ذرى قناعة = لم أبك وديان الغنى رمائما
وقبلها :
نذرتكم نزاهة لا أبتغي = كرسيها جاها ولا دراهما
أخاف خالقي فما مخافتي = خلائقا تآمروا نواقما
ثم إن التنحيَ لم يكن من تخاذل أو تراجع ، ولكن سببه عدم الرغبة بالاسئثار بالقيام بالمهمات ما دام هناك من يعترض ويرى في النهج المغاير سبيلا أفضل كما يدعي ، لهذا، وما دمت أعتبر أنني العقبة الكأداء التي تسد عليهم الأنفاس فليسمعوا :
ها إنني نزلت عن أنوفهم = فلينشقوا الإقدام والعزائما
ثم إن هذا التنحي والتوحد المقيد بالصمت يستطاب مؤقتا لأنه في قمقم ، والقمقم لا بد وان يُفتح يوما .
وهاكم روعة التعبير التي تنم عن عواطف بينة الصدق وقدرة لغوية وبلاغة في التعبير يبدو ان الشاعر استقاها من ثقافة أدبية وعامة واسعة مترامية الأطراف، ومجمل قصيدته يوحي بذلك :
مطرقتي استجارني سندانها = ألا أجير أضلعي جواثما
إرادتي الصوان إلا أنني = آليت ريحان الحشا متاخما
أنا الندى المكلوم من أشواكه = لا أرعوي طلا أسُرّ الكالما
الأبيات تدل على شدة المعاناة ، وما دام السندان يستجير فما أثقل وأعنف المطرقة ، ورحمة ً لتلك الضلوع تئن من ثقل الكوابيس . الإرادة صلبة كالصوان بل هي الصوان بذاته ، ولكن للمُعاني الحق براحة ولو قليلة فهو ليس من دم ولحم فحسب بل إنه من عواطف جياشة تتوق للرقة والحنان اكثر من الغير. قالوا قديما : ويل للشجي من الخلي ، وهؤلاء الخليون هم الغير ، وتتضح الرقة اكثر فأكثر عندما يُجرّح الرقيق من أشواك الندى التي هي في الحقيقة اشواك ناعمة الملمس كالحرير ، وهو بالتالي لا يردع الندى عن ملامسة الجروح حتى لا يُسر الجارح.
قسمت ظل الزند ما بين حسّدي = فلم يُقل يا زند كن مقاسما
ربما المقصود بظل الزند الجهد المبذول في الخير ، ولم يلاق الباذل من يقاسمه أي مغنم. هنا يبدو الإيثار وعزة النفس واضحين .
إن اشتكى الأحباب حلمي عابسا = قد اشتكى الأعداء حلمي باسما
يحلم على أحبابه عابسا من شدة المعاناة وهو يعلم أن أحبابه يعذرونه ، أما الأعداء فلن يزيدهم عبوسه إلا شفاء غليل فيبسم امامهم ، وليس لهم ، حتى يغيظهم ، وهذا درس تقتفى فوائده .
أما الغزير ذو المناصب والجاه المزيف والذي انضوى تحت لواءه كل انتهازي فله كل الاحترام والإعجاب لأنه استطاع ان يجد من ينضوي تحت لواءه ، ولكنه يجد ايضا من لا يأبه به او يمنحه أية قيمة ويتصدى له باقتدار :
خرطومنا فوق السحاب إن يُقل = تحت السحاب نجدع الخراطما
وأنا أقرا هذا البيت سرت في بدني هزة الفخر والاعتداد بالنفس التي تسير في سبيل الحق لا تخشى احدا إلا الله ، ثم إن التعبير بشم العرانين وغيره من التعابير المستهلكة قديما تتضاءل امام التعبير السابق من وجهة نظري على الأقل ، والبيات التي تلت رائعة في نفس المعنى .
ينتقل الشاعر الآن إلى تبيان الهم العام بوضوح :
ضف غيرنا يا ابن الكفاح نارنا = خبت ولن تعيد طيء حاتما
والأبيات التي تليه حتى :
نهديك من رويبض رسالة = أنخ محاربا انخ مسالما
وصف بليغ لحال سيئة واقعة ، ولكننا نتشجع وترتفع معنوياتنا عندما يهل علينا :
يدي على السيف إذا تعسبرت = حولي الضباع زرتها غلاصما
أكتفي بهذا القدر وذلك لطول القصيدة وما تحتاجه من جهد لاستجلاء بعض من روعتها ، ولعل غيري من هو أطول من باعا فيكمل او يبدأ من جديد إن شاء ، ولكن يبقى علي أن أقول : أن القصيدة تعتبر عندي من عيون القصائد في موضوعها ، والفاظها وعباراتها ، وفي قدرة الشاعر الفائقة في التأثير على القاريء. أرجو ان اكون قد وُفقت بعض التوفيق في عرضي الموجز هذا ، وأعتذر من كل خطا غير مقصود .
دمت يا استاذنا في رعاية الله وحفظه ، وأدعو الله العلي القدير ان يحقق أمانيك وامانينا معك ، وان يكون امثالك كثر في وطننا الغالي .
عرفنا أبا أحمد الشاعر فكشف لنا اليوم عنه ناقدا بارعا

أبو-أحمد
27-12-2006, 12:50 PM
لطف جميل من أخي الأستاذ أبي خالد ، وأين انا منك ناقدا بارعا يا أستاذنا!
دمت بخير من الله وتوفيق .

يوسف المراكشي
04-10-2007, 07:15 PM
بارك الله فيك أخي خالد

لله درك صاحبي

ولك تحياتي