أنــوار الأمــل
26-08-2002, 01:37 AM
عرفنا في حديثنا عن مكمن الإعجاز أن الإعجاز المتحدى به هو إعجاز القرآن من حيث لغته وأسلوبه وبلاغته
والآن بقي أن نطلع على هذا النوع من الإعجاز بتفصيل أكبر ، مع متابعة جهود العلماء فيه
ـ توجه العلماء إلى بيان أساليب العرب في الكلام في شعرهم وخطبهم وكلامهم المنثور ، ودراسة بعض النماذج دراسة بلاغية ، ثم مقارنتها بما ورد في القرآن الكريم ؛ لإثبات أنه نوع فريد متميز يفوق كل ما عداه
ـ وقاموا أيضا بدراسة نماذج من الآيات الكريمة وبيان طريقة نظم الالفاظ واختيار الكلمات للدلالة على المعاني الجليلة
وفيما يلي تتبع تاريخي لمسيرة الإعجاز
كان أول من دون في بلاغة القرآن الفراء وأبوعبيدة في كتابيهما معاني القرآن ومجاز القرآن
القرن الثالث الهجري :
ألف الجاحظ كتاب نظم القرآن وهو مفقود ، ولكن وصلنا منه نقل كثير
كما ظهر كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة الذي تناول فيه بعض القضايا البلاغية وأشار إلى أن لغة العرب أكثرها مجاز
القرن الرابع الهجري
ظهر كتاب بيان إعجاز القرآن
للخطابي وركز فيه على الجانب البياني من القرآن ، و أشار إلى ما يتميز به القرآن من الفخامة والعذوبة ، كما حدد وجها جديدا يتصل بالعامل النفسي الوجداني ، فحين يطرق الأسماع يصل إلى القلوب فتأنس بما له من لذة وحلاوة ، ومن هنا كان إسلام عدد من كبار قريش أو عامة الناس
وظهر أيضا كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني وتحدث فيه عن الإيجاز
القرن الخامس الهجري
ظهر في مطلعه كتاب إعجاز القرآن
للباقلاني الذي ناقش الآراء المخالفة ورد عليها ، وأكد على أهمية البحث في إعجاز القرآن لأن نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم مبنية على دلالة معجزة القرآن
وحدد إعجاز القرآن بما فيه من البديع ، وهو ليس البديع بالمصطلح المستعمل حاليا ـ
وقد أجمل وجوه إعجاز القرآن في ثلاثة هي
الإخبار عن الغيوب
الإنباء عن قصص الأولين
براعة النظم والتأليف والرصف = البديع
وفي هذا القرن أيضا كان الإمام عبدالقاهر الجرجاني صاحب الكتابين الشهيرين : دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة
قال إن سر إعجاز القرآن كامن في نظمه ، وأن النظم هو توخي معاني النحو ، فركز على المعنى ، وبذل جهدا كبيرا في كتابيه لتبيين هذه النظرية ، ورد آراء القائلين أن الإعجاز في الغيبيات أو خفة الحروف أو اللفظ وحده أو المعنى أو الإيقاع
ويمكن القول إن النظم هو : تنسيق دلالة الألفاظ وتلاقي معانيها بما تقوم عليه من معاني النحو المتخيرة والموضوعة في أماكنها على الوجه الذي يقتضيه العقل
القرن السادس الهجري
ظهر كتاب الكشاف عن غوامض آي التنزيل
للزمخشري وهو في التفسير البياني للقرآن ، ووضح فيه تطبيقا أمثلة لما سماه عبدالقاهر بالنظم
بعد هذه الفترة بدأ عصر الجمود ، حيث صارت البلاغة علما جامدا، وانتقلت من كونها فنا خالصا ذا علاقة بالذوق والحس إلى علم تجريدي منطقي
[/COLOR]
والآن بقي أن نطلع على هذا النوع من الإعجاز بتفصيل أكبر ، مع متابعة جهود العلماء فيه
ـ توجه العلماء إلى بيان أساليب العرب في الكلام في شعرهم وخطبهم وكلامهم المنثور ، ودراسة بعض النماذج دراسة بلاغية ، ثم مقارنتها بما ورد في القرآن الكريم ؛ لإثبات أنه نوع فريد متميز يفوق كل ما عداه
ـ وقاموا أيضا بدراسة نماذج من الآيات الكريمة وبيان طريقة نظم الالفاظ واختيار الكلمات للدلالة على المعاني الجليلة
وفيما يلي تتبع تاريخي لمسيرة الإعجاز
كان أول من دون في بلاغة القرآن الفراء وأبوعبيدة في كتابيهما معاني القرآن ومجاز القرآن
القرن الثالث الهجري :
ألف الجاحظ كتاب نظم القرآن وهو مفقود ، ولكن وصلنا منه نقل كثير
كما ظهر كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة الذي تناول فيه بعض القضايا البلاغية وأشار إلى أن لغة العرب أكثرها مجاز
القرن الرابع الهجري
ظهر كتاب بيان إعجاز القرآن
للخطابي وركز فيه على الجانب البياني من القرآن ، و أشار إلى ما يتميز به القرآن من الفخامة والعذوبة ، كما حدد وجها جديدا يتصل بالعامل النفسي الوجداني ، فحين يطرق الأسماع يصل إلى القلوب فتأنس بما له من لذة وحلاوة ، ومن هنا كان إسلام عدد من كبار قريش أو عامة الناس
وظهر أيضا كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني وتحدث فيه عن الإيجاز
القرن الخامس الهجري
ظهر في مطلعه كتاب إعجاز القرآن
للباقلاني الذي ناقش الآراء المخالفة ورد عليها ، وأكد على أهمية البحث في إعجاز القرآن لأن نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم مبنية على دلالة معجزة القرآن
وحدد إعجاز القرآن بما فيه من البديع ، وهو ليس البديع بالمصطلح المستعمل حاليا ـ
وقد أجمل وجوه إعجاز القرآن في ثلاثة هي
الإخبار عن الغيوب
الإنباء عن قصص الأولين
براعة النظم والتأليف والرصف = البديع
وفي هذا القرن أيضا كان الإمام عبدالقاهر الجرجاني صاحب الكتابين الشهيرين : دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة
قال إن سر إعجاز القرآن كامن في نظمه ، وأن النظم هو توخي معاني النحو ، فركز على المعنى ، وبذل جهدا كبيرا في كتابيه لتبيين هذه النظرية ، ورد آراء القائلين أن الإعجاز في الغيبيات أو خفة الحروف أو اللفظ وحده أو المعنى أو الإيقاع
ويمكن القول إن النظم هو : تنسيق دلالة الألفاظ وتلاقي معانيها بما تقوم عليه من معاني النحو المتخيرة والموضوعة في أماكنها على الوجه الذي يقتضيه العقل
القرن السادس الهجري
ظهر كتاب الكشاف عن غوامض آي التنزيل
للزمخشري وهو في التفسير البياني للقرآن ، ووضح فيه تطبيقا أمثلة لما سماه عبدالقاهر بالنظم
بعد هذه الفترة بدأ عصر الجمود ، حيث صارت البلاغة علما جامدا، وانتقلت من كونها فنا خالصا ذا علاقة بالذوق والحس إلى علم تجريدي منطقي
[/COLOR]