عاجل للأهمية: أين أجد "لسان العرب"، طبعة بولاق؟

[محمد بن يوسف]

إخواني الفصلاء -بارك الله فيهم-
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل تعلمون أحدًا من الناشرين صور طبعة بولاق لـ «لسان العرب»؟ وهل هي متوفرة في الأسواق؟ وجزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[أرقب الماضي انتظارا]

أتمنى أن أفيدك ولكن ؟

لكنني أريد أن أستفيد منك بخصوص هذه الطبعة ما مميزاتها ؟

[محمد بن يوسف]

لقد نالت هذه الطبعة إعجاب العلماء، حتى قال عنها العلامة (محمود الطناحي) -رحمه الله تعالى- ما معناه: "لم يحظَ كتاب من العناية والضبط والتحقيق مثلما حظي به «لسان العرب»، طبعة بولاق"، أو كما قال. ويكفيك أن تعلم -حفظك الله- أن القائمين على تصحيح طبعات بولاق كانوا علماء، بل مِن حُذَّاق العلماء، لا كمثل مصححي زماننا!

[أيمن ذوالغنى]

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محمد بن يوسف السلام عليكم ورحمة الله
شكر الله لك حرصك على تتبع الطبعات الجيدة من كتب تراثنا الثر، والمعروف أن طبعة بولاق طبعة نادرة نفدت منذ زمن بعيد، وكان صدور طبعتها الأولى سنة 1300 هـ أي من نحو 125 سنة، ولما عزَّت هذه الطبعة أصدرت الكتابَ دار صادر ببيروت - بالاعتماد على طبعة بولاق - عام 1955 – 1956 م ، وطبعة دار صادر هي المعتمدة اليوم، وأفيدك أن طبعة بولاق - على ما عُرف من إتقان مصحِّحيها - مليئةٌ بالأخطاء والتصحيف والتحريف، وقد أشار إلى ذلك العلامة الطناحي رحمه الله في مقال له نشره بمجلة الهلال شهر مايو 1995 م بعنوان: المعاجم اللغوية والهجوم الذي لا ينتهي [ وهو مثبت في كتاب: مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي 1 / 365 ].
و في طبعة دار صادر صحِّحت بعض أخطاء طبعة بولاق وزيد عليها أخطاءٌ جديدة، وقد تصدَّى عدد من الباحثين قديمًا وحديثًا لتصحيح أخطاء اللسان الواردة في طبعة بولاق، منهم:1 - العلامة الشيخ أحمد تيمور باشا نشر رسالتين بعنوان: تصحيح لسان العرب، 2 - الشيخ إبراهيم اليازجي نشر مقالة في مجلة الضياء، 3 - شيخ المحققين الأستاذ عبد السلام هارون نشر مجلدًا بعنوان: تحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب، 4 – الأستاذ داود قربان نشر مجموعة مقالات بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، 5 – الأستاذ عبد الستار فراج نشر مجموعة مقالات بمجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، 6 – الأستاذ محمد يحيى زين الدين نشر مجموعة مقالات بمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق.
وقد يظن ظانٌّ أن التصحيحات المذكورة مجتمعةً قد أتت على جميع أخطاء اللسان، وليس الأمر كذلك بل قد فاتهم جميعًا قدرٌ غيرُ يسير من الأخطاء، وقد تصدَّى لتصحيح اللسان وتصويبه العالم اللغوي الأستاذ المربي مطيع ببيلي وهو من ثقات أصحاب علامة الشام أحمد راتب النفاخ، وهو عاكفٌ على هذا العمل منقطعٌ له من زهاء 17 عامًا، وقد شرع بتبييضه، نسأل الله سبحانه أن يبارك في عمره وهمته وأن يتقبل منه عمله وجهده.

[محمد بن يوسف]

الأخ المفضال (أيمن) -حفظه الله-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا -أخي- على ما أتحفتمونا به من دُرَر.
ولكن أشكل عليَّ نقلكم عن العلامة (الطناحي)، فهل تتكرمون علينا بنقل مَوضِع الشاهد من كلامه؛ للفائدة؟
وأحب أن أعرف رأيكم في طبعة دار المعارف بمصر؟ أعني: من ناحية التصحيح والضبط، بغض النظر عن إعادة ترتيب المعجم على الحرف الأول.
وبالنسبة لطبعة دار صادر التي صدرت عام 1955 - 1956م: هل هي نفسها المنتشرة اليوم والمطبوعة في 18 مجلدًا (بالفهارس)، وضُمَّت في 9 مجلدات (بالفهارس)، وما يُشكل أنه كُتِبَ عليها: الطبعة الأولى سنة 2000م (على ما أذكر). فهل هي نفسها الطبعة الصادرة عام 1955؟
أرجو الإفادة. وجزاكم الله خيرًا.

[محمد بن يوسف]

وللفائدة:
طبعة بولاق صورتها الدار المصرية للترجمة والتأليف والنشر، ضمن سلسلة "تراثنا". وهي نفس الدار التي طبعت «تهذيب اللغة»/ للإمام (الأزهري) -رحمه الله تعالى-.

[أيمن ذوالغنى]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المكرم محمد بن يوسف إليك عبارة العلامة الطناحي رحمه الله : (( .. وقد طبع أول مرة [ أي اللسان ] بمطبعة بولاق سنة 1300 هـ، فقد مضى على طبعه 115 سنة [ هذا سنة 1995 م تاريخ نشر المقال ] ، وقد آن الأوان لكي نظهره في طبعة تليق به، وتيسر سبيل الانتفاع به، باستخدام التطور الطباعي الحديث كما ذكرت، ثم تخليصه من شوائب التصحيف والتحريف التي مني بها، وذلك بجمع كل ما كتبه أهل العلم في ذلك .. )) ثم ذكر منهم : أحمد تيمور باشا، وعبد السلام هارون، ثم قال : وقد استدرك غيرهما شيئًا من ذلك على اللسان، فيُجمع ذلك كلُّه، وينزل على منازله من المواد اللغوية ...
وأظن الذي أشكل عليك هو ثناء العلامة الطناحي على طبعة بولاق من اللسان في مواضعَ أخرى من مقالاته، منها مثلاً: مقال له نشره بمجلة الهلال شهر مارس 1992 م بعنوان: لسان العرب لابن منظور [ وهو مثبت في كتاب: مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي 1 / 177 ].
ولكن الأمر على ما أشار إليه في مقالته المتأخرة، ولو رجعتَ إلى ما ذكرتُه لك من مقالات وأبحاث في تصحيح اللسان لرأيتَ ما يهول كثرة وخطورة.
[ كنت أود أن أحيلك على تلك المقالات إحالة دقيقة، ولكن للأسف هي في مكتبتي بدمشق، وأنا الآن بالرياض، و قد ذكرتُ لك ما استحضرته ذاكرتي الضعيفة، فإلى الله المشتكى ] .
أما طبعة دار صادر التي نشرت سنة 1955 م فقد خرجت أولاً في 65 جزءًا صغيرًا، ثم جعلت بعد ذلك في 15 مجلدًا، بلا فهارس، وهي مازالت متداولة إلى يومنا هذا ب15 مجلدًا، وبلا تغيير في طباعتها.. ولم أطلع على الطبعة التي ذكرتَ أنها في 9 مجلدات مع الفهارس، وأخشى أن تكون صُفَّت صفًّا جديدًا؛ فتكون مظنة وقوع أخطاء جديدة، ما لم يقم على تصحيحها علماء أثبات يتقون الله في عملهم، وقليل هم.
وأما طبعة دار المعارف فلم أنعم النظر فيها، وقد صدَّني عنها تغيير ترتيبها، ورأيت أساتذتي وأشياخي لا يحفلون بها ولا يعتدون، فأسقطتها من نفسي وأهملتها البتة، وقد ذكرها العلامة الطناحي في مقالته عن اللسان، ولم يتعرض لضبطها وصحتها، ولكن شنع على مخرجيها تغييرهم ترتيبها، واعتدَّ ذلك عملاً غير صالح .
وأخيرًا أشكر لك إعلامي بتصوير طبعة بولاق ضمن سلسلة " تراثنا "، ولا أخفيك أنني لست حريصًا على اقتنائها، فأنا أنتظر بشوق ولهفة طبعة أستاذنا الكبير مطيع ببيلي، يسَّر الله له إخراجها في أقرب وقت.
والسلام عليكم.