د.بهاء الدين عبد الرحمن
16-10-2008, 03:21 AM
الأصل في الاسم أن يكون ساكن الآخر إذا لم يكن في سياق كلام مفيد، وإنما يكون الرفع والنصب والجر بعامل.
ومن العسير أن نجد أسماء في النصوص اللغوية التي وصلت إلينا من عصر الاحتجاج خارج سياق الكلام المفيد، وليس بإمكاننا أن نأتي بعربي فصيح ونطلب منه أن يلفظ بعض الأسماء بدون أن يوردها في جملة مفيدة، كأن نضع أمامه بعض الأشياء، ثم نطلب منه أن يذكر أسماء هذه الأشياء بلا توقف على أواخرها.
لكني وجدت في الأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن خير دليل على أن الاسم إذا كان خارج الجملة كان ساكن الآخر، فهذه الحروف، ليست جزءا من جملة، ومن جعلها جزءا من جملة أقر أنها مأخوذة على حكايتها خارج الجملة، وأسماء هذه الحروف هي التي تقرأ، ففي (ألم) اسم الحرف الأول: ألف، واسم الحرف الثاني: لام، واسم الحرف الثالث: ميم، كما لو كان عندك ثلاثة أشخاص اسم الأول:زيد، واسم الثاني: عبيد، واسم الثالث:حميد، ونحن نقرأ أسماء الحروف دون أن نقف على آخرها فنقرأ: ألفْ لامْ ميمْ، فنسكن آخر كل اسم من أسماء هذه الحروف في الوصل لا في الوقف، وكذلك إذا طلب منا أن نقرأ أسماء أولئك الأشخاص فإنا نقرأ قياسا على أسماء هذه الحروف في الوصل: زيدْ عبيدْ حُميدْ، فنسكن أواخر الأسماء في الوصل لأنها خارج سياق الجملة المفيدة، لذلك نقول ونحن مطمئنون: إن الأصل في الاسم إذا كان خارج سياق كلام مفيد أن يكون ساكن الآخر، فإذا دخل جملة مفيدة أعرب فيرفع بعوامل الرفع وينصب بعوامل النصب ويجر بعوامل الجر، ويقاس على الاسم الفعل المضارع، يكون ساكن الآخر خارج التركيب المفيد، فإذا صار في التركيب المفيد رفع لوقوعه موقع الاسم وهو عامل الرفع فيه، ونصب بعوامل النصب، وجزم بعوامل الجزم، لأن المضارع لم يعرب إلا لمشابهته الاسم فهو تابع له.
والأصل في الاسم الابتداء، أي أن يكون مبتدأ فهو أول أحوال الاسم، والعامل فيه الابتداء، وهو أن تذكر الاسم لتخبر عنه، والخبر مرفوع بالمبتدأ لأن المبتدأ يطلبه، فإذا دخلت على المبتدأ عوامل أخرى زال عنه حكم الابتداء، فقد يرفع بفعل وقد ينصب بفعل أو حرف، وقد يجر، فنقول: زيد منطلق، بالرفع فيهما، فتدخل كان فترفع الأول وتنصب الثاني، فتقول: كان زيد منطلقا، وتدخل (ظن) فتنصب الأول والثاني، فتقول: ظننت زيدا منطلقا، ويدخل الفعل التام نحو (ذهب) فتقول: ذهب زيد منطلقا، ويدخل حرف الجر على المبتدأ فتقول: مررت بزيد منطلقا.
فالنحويون جميعا على أن الرفع والنصب والجر لا يكون إلا بعامل، والاسم خارج التركيب المفيد ساكن الآخر قابل للإعراب، وليس مرفوعا ولا منصوبا ولا مجرورا.
هذا هو الصواب، ومن ادعى غير ذلك فليس بمصيب وإن أوتي من الشهرة أوفر نصيب:).
مع التحية الطيبة.
إضافة:
ويزيد الأمر وضوحا أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أدخل هذه الأسماء في سياق جملة مفيدة أعربها فقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ.
مع التحية الطيبة.
ومن العسير أن نجد أسماء في النصوص اللغوية التي وصلت إلينا من عصر الاحتجاج خارج سياق الكلام المفيد، وليس بإمكاننا أن نأتي بعربي فصيح ونطلب منه أن يلفظ بعض الأسماء بدون أن يوردها في جملة مفيدة، كأن نضع أمامه بعض الأشياء، ثم نطلب منه أن يذكر أسماء هذه الأشياء بلا توقف على أواخرها.
لكني وجدت في الأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن خير دليل على أن الاسم إذا كان خارج الجملة كان ساكن الآخر، فهذه الحروف، ليست جزءا من جملة، ومن جعلها جزءا من جملة أقر أنها مأخوذة على حكايتها خارج الجملة، وأسماء هذه الحروف هي التي تقرأ، ففي (ألم) اسم الحرف الأول: ألف، واسم الحرف الثاني: لام، واسم الحرف الثالث: ميم، كما لو كان عندك ثلاثة أشخاص اسم الأول:زيد، واسم الثاني: عبيد، واسم الثالث:حميد، ونحن نقرأ أسماء الحروف دون أن نقف على آخرها فنقرأ: ألفْ لامْ ميمْ، فنسكن آخر كل اسم من أسماء هذه الحروف في الوصل لا في الوقف، وكذلك إذا طلب منا أن نقرأ أسماء أولئك الأشخاص فإنا نقرأ قياسا على أسماء هذه الحروف في الوصل: زيدْ عبيدْ حُميدْ، فنسكن أواخر الأسماء في الوصل لأنها خارج سياق الجملة المفيدة، لذلك نقول ونحن مطمئنون: إن الأصل في الاسم إذا كان خارج سياق كلام مفيد أن يكون ساكن الآخر، فإذا دخل جملة مفيدة أعرب فيرفع بعوامل الرفع وينصب بعوامل النصب ويجر بعوامل الجر، ويقاس على الاسم الفعل المضارع، يكون ساكن الآخر خارج التركيب المفيد، فإذا صار في التركيب المفيد رفع لوقوعه موقع الاسم وهو عامل الرفع فيه، ونصب بعوامل النصب، وجزم بعوامل الجزم، لأن المضارع لم يعرب إلا لمشابهته الاسم فهو تابع له.
والأصل في الاسم الابتداء، أي أن يكون مبتدأ فهو أول أحوال الاسم، والعامل فيه الابتداء، وهو أن تذكر الاسم لتخبر عنه، والخبر مرفوع بالمبتدأ لأن المبتدأ يطلبه، فإذا دخلت على المبتدأ عوامل أخرى زال عنه حكم الابتداء، فقد يرفع بفعل وقد ينصب بفعل أو حرف، وقد يجر، فنقول: زيد منطلق، بالرفع فيهما، فتدخل كان فترفع الأول وتنصب الثاني، فتقول: كان زيد منطلقا، وتدخل (ظن) فتنصب الأول والثاني، فتقول: ظننت زيدا منطلقا، ويدخل الفعل التام نحو (ذهب) فتقول: ذهب زيد منطلقا، ويدخل حرف الجر على المبتدأ فتقول: مررت بزيد منطلقا.
فالنحويون جميعا على أن الرفع والنصب والجر لا يكون إلا بعامل، والاسم خارج التركيب المفيد ساكن الآخر قابل للإعراب، وليس مرفوعا ولا منصوبا ولا مجرورا.
هذا هو الصواب، ومن ادعى غير ذلك فليس بمصيب وإن أوتي من الشهرة أوفر نصيب:).
مع التحية الطيبة.
إضافة:
ويزيد الأمر وضوحا أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أدخل هذه الأسماء في سياق جملة مفيدة أعربها فقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ.
مع التحية الطيبة.