على المطيري
16-08-2004, 06:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
خَليلايَ لا تشكو الصَّبابةَ من فَقْدي=تدورُ رَحَى الأيامِ والحِرْصُ لا يجدي
وذو الجَدِّ والأشياعِ والصَّحِبُ كُلُّهُمْ=وذو الشَّرِفِ المَحْسُودِ يَوماً إلى اللَّّحْدِ
وذو المُلْكِ لمْ يشْفَعْ لهُ الملكُ ساعةً=وذو الطَّبِّ لمْ تَشْفَعْ لهُ حِرْفةُ اليَدِّ
أبَعْدَ رَسولِ الله يا قومي حُرْقَةٌ=وَذاكَ لَعَمْرُ اللهِ في القلبِ كَالوَقدٍ
تَمادى بهِ الداءُ العصي وغالَهُ=فَكَفَّنَهُ الأصْحابُ كالسَّيفِ في الغِمْدِ
وَأظلمَ وجهُ الأرضِ وانثالَ دَمْعُها=وَطَوَّحَتِ الأنواءُ من حُرْقةِ الوِجْدِ
فَتِلْكَ يدُ الأقدارِ تَسْري على الْفَتى=على فُسْحَةِ الأفراحِ أو ظَنَكِ الوَبَدِ
بَوادِرُ لا تَدْري على أيْ بُقْعَةٍ=أفي الوَهْدِ أو في البَحْرِ أو قُنَّةُ النَجْدِ
وهذي رِكابُ العُمْرِ تَجْري وَرََكْبُها=على ذِلَّةِ الأهواءِ أو رِفْعَة المجْدِ
فذاكَ طوى الأيامَ في اللَّهْوِ وانْتَهى=و ذو المَجْدِ يَحْيا ذِكْرُهُ الغَضُّ بالحمْدِ
يَفوحُ شذا الأهواءِ كالوردِ عابِقاً=وتختبئُ الرقطاءُ تحت رؤى الورْدِ
رأيتُ سِنيَّ العمرِ تمضي وَخَلْفَها=طَوَتْ صَفْحَةَ الأيامِ بالحُزْنِ والسَّعْدِ
فلا تُسْهِدِ الطَّرْفَ الخَليَّ تَذَكُّرَاً=لِمَا اغْبَرَّ في الأعْماقِ من سالِفِ العَهْدِ
وبادرْ ثواني العُمْرِ من قبل أن تُرَى=رَواعٍ على فَوَديكَ والداءُ كالقيدِ
وَقَدْ حَدُبَ الظَّهْرُ السَويُّ كأنما=أفانينُ زَرْعٍ قَدْ ثَقُلّْنَ بلا حَصْدِ
فلا زادَ بعدَ الموتِ للمرءِ حينما=يُسائِلِهُ الملكانِ غيرَ ندى الهَوْدِ
خليلايَ لا تألوا عن الخيرِ إنما=ثوانٍ فأيامٌ فغائلةُ العبدِ
ولا تَطْلُبوا الإحسانَ بالدمعِ إنما=أَسِحُّوا من الدعواتِ والنَّاسُ في هَجْدِ
و يا ربُّ إنْ ضاقتْ على المرءِ نَفْسُهُ=وحشرجتِ الأنفاسُ في لحظةِ الفَقْدِ
وَسالَ من الزوجِ الحَنونِ دموعها=من الحُزْنِ وانثالتْ على النَّحْرِ والخَدِّ
وقَدْ هَرَعَ الأحبابُ وازّْدادَ عُوَّدي=وَغارَتْ رؤى الأبناءِ إذْ أيَّسوا عَوْدي
وَبادَرَني المَلَكُ المُوَكَّلُ ِنَزْعَةً=وأسّْلَمَتِ الأطرافُ كالطِّفْلِ في المَهْدِ
وفاضتْ إلى الرحمنِ روحي وحالُها=إلى حُفْرَةِ النيرانِ أو جَنةُ الخُلْدِ
فما لي رجاءٌ غيرَ عفوكَ منقذٌ=من النَّارِ إنْ ثارَتْ على قبحِ ما عِندي
وَذَنْبي وإن أعْظَمْتُ يا ربُ قُبْحُهُ =فعفوكَ يا رحمنُ مُلْتَجأُ العبْدِ
.
الميمان النجدي
15/6/1425
خَليلايَ لا تشكو الصَّبابةَ من فَقْدي=تدورُ رَحَى الأيامِ والحِرْصُ لا يجدي
وذو الجَدِّ والأشياعِ والصَّحِبُ كُلُّهُمْ=وذو الشَّرِفِ المَحْسُودِ يَوماً إلى اللَّّحْدِ
وذو المُلْكِ لمْ يشْفَعْ لهُ الملكُ ساعةً=وذو الطَّبِّ لمْ تَشْفَعْ لهُ حِرْفةُ اليَدِّ
أبَعْدَ رَسولِ الله يا قومي حُرْقَةٌ=وَذاكَ لَعَمْرُ اللهِ في القلبِ كَالوَقدٍ
تَمادى بهِ الداءُ العصي وغالَهُ=فَكَفَّنَهُ الأصْحابُ كالسَّيفِ في الغِمْدِ
وَأظلمَ وجهُ الأرضِ وانثالَ دَمْعُها=وَطَوَّحَتِ الأنواءُ من حُرْقةِ الوِجْدِ
فَتِلْكَ يدُ الأقدارِ تَسْري على الْفَتى=على فُسْحَةِ الأفراحِ أو ظَنَكِ الوَبَدِ
بَوادِرُ لا تَدْري على أيْ بُقْعَةٍ=أفي الوَهْدِ أو في البَحْرِ أو قُنَّةُ النَجْدِ
وهذي رِكابُ العُمْرِ تَجْري وَرََكْبُها=على ذِلَّةِ الأهواءِ أو رِفْعَة المجْدِ
فذاكَ طوى الأيامَ في اللَّهْوِ وانْتَهى=و ذو المَجْدِ يَحْيا ذِكْرُهُ الغَضُّ بالحمْدِ
يَفوحُ شذا الأهواءِ كالوردِ عابِقاً=وتختبئُ الرقطاءُ تحت رؤى الورْدِ
رأيتُ سِنيَّ العمرِ تمضي وَخَلْفَها=طَوَتْ صَفْحَةَ الأيامِ بالحُزْنِ والسَّعْدِ
فلا تُسْهِدِ الطَّرْفَ الخَليَّ تَذَكُّرَاً=لِمَا اغْبَرَّ في الأعْماقِ من سالِفِ العَهْدِ
وبادرْ ثواني العُمْرِ من قبل أن تُرَى=رَواعٍ على فَوَديكَ والداءُ كالقيدِ
وَقَدْ حَدُبَ الظَّهْرُ السَويُّ كأنما=أفانينُ زَرْعٍ قَدْ ثَقُلّْنَ بلا حَصْدِ
فلا زادَ بعدَ الموتِ للمرءِ حينما=يُسائِلِهُ الملكانِ غيرَ ندى الهَوْدِ
خليلايَ لا تألوا عن الخيرِ إنما=ثوانٍ فأيامٌ فغائلةُ العبدِ
ولا تَطْلُبوا الإحسانَ بالدمعِ إنما=أَسِحُّوا من الدعواتِ والنَّاسُ في هَجْدِ
و يا ربُّ إنْ ضاقتْ على المرءِ نَفْسُهُ=وحشرجتِ الأنفاسُ في لحظةِ الفَقْدِ
وَسالَ من الزوجِ الحَنونِ دموعها=من الحُزْنِ وانثالتْ على النَّحْرِ والخَدِّ
وقَدْ هَرَعَ الأحبابُ وازّْدادَ عُوَّدي=وَغارَتْ رؤى الأبناءِ إذْ أيَّسوا عَوْدي
وَبادَرَني المَلَكُ المُوَكَّلُ ِنَزْعَةً=وأسّْلَمَتِ الأطرافُ كالطِّفْلِ في المَهْدِ
وفاضتْ إلى الرحمنِ روحي وحالُها=إلى حُفْرَةِ النيرانِ أو جَنةُ الخُلْدِ
فما لي رجاءٌ غيرَ عفوكَ منقذٌ=من النَّارِ إنْ ثارَتْ على قبحِ ما عِندي
وَذَنْبي وإن أعْظَمْتُ يا ربُ قُبْحُهُ =فعفوكَ يا رحمنُ مُلْتَجأُ العبْدِ
.
الميمان النجدي
15/6/1425