المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : الدرس الرابع: تقسيمات الفعل (2)



أحمد سالم الشنقيطي
26-01-2009, 03:21 AM
:::


الدرس الرابع: تقسيمات الفعل(2)



ينقسم الفعل من حيث التجريد والزيادة إلى قسمين: مجرد، ومزيد(1).

فالمجرد: ما كانت حروفه كلها أصلية(2)، لا يسقط منها حرف في تصاريف الكلمة إلا بعلة تصريفية(3)؛ نحو: جلسَ، وكتبَ.

والمزيد: ما زيد على حروفه الأصلية حرفٌ أو أكثر مما يَسقط في بعض تصاريف الكلمة لغير علة تصريفية؛ نحو: كاتبَ، أجلسَ.


الفعل المجرد: أبنيته وأوزانه

والمجرد قسمان: ثلاثي، ورباعي.

القسم الأول: المجرد الثلاثـي

أبنيته وأبوابه:
المجرد الثلاثي، يتكون من ثلاثة أحرف(4)،
ولماضيه – بالنظر إليه منفردًا - ثلاثةُ أبنية بحسب حركة العين؛ وهي: فعَل، فعِل، فعُل.

وللماضي مع المضارع ستة أبوابٍ، بحسب حركة العين فيهما(5):

أ- فعَل(6)، وهو مع مضارعه ثلاثة أبواب:
- فعَل يفعَل(7)، نحو: ذهَب يذهَبُ.
- فعَل يفعِل، نحو: ضرَب يضرِب.
- فعَل يفعُل، نحو: نصَر ينصُر.

ب- فعِل(8)، وله مع مضارعه بابان فقط:
- فعِل يفعَل(9)، نحو: فرِح يفرَح.
- فعِل يفعِل(10)، نحو: حسِب يحسِب.

ج-فعُل، وله مع مضارعه باب واحد فقط:
-فعُل يفعُل(11)، نحو: شرُف يشرُف.

وإليك ترتيبَ هذه الأبواب الستة بحسب الكثرة:

1- فعَل يفعُل (بفتح فضم)، ويُدعى: بابَ "نصَر".
2- فعَل يفعِل (بفتح فكسر). ويُدعى: بابَ "ضرَب".
3- فعَل يفعَل (بالفتح فيهما)، ويُدعى: بابَ "ذهَب".
4- فعِل يفعَل (بكسر ففتح)، ويُدعى: بابَ "فرِح".
5- فعُل يفعُل (بالضم فيهما)، ويُدعى: بابَ "شرُف".
6- فعِل يفعِل (بالكسر فيهما)، ويُدعى: بابَ "حسِب".

********************************

القسم الثاني: المجرد الرباعي

ويتكون من أربعة أحرف، وله بناءٌ واحد فقط، هو:
- فعْلَل(12)؛ نحو: زلْزل، دحْرج، زخْرف.
ومنه أفعالٌ نحتتْها العرب من مركبات؛ نحوُ:
بسمل: أي قال: بسم الله.
وحوقل: أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وحسبل: أي قال: حسبُنا الله.

ملحقات الرباعي المجرد

وللرباعي ملحقاتٌ(13) سبعة، وهي:

1- فعلل، نحو: جلببه: أي ألبسه الجلباب.
2- فوْعل، نحو: جوربه: أي ألبسه الجورب.
3- فعوَل، نحو: رهوَك في مشيه: أي أسرع.
4- فيْعل، نحو: بيْطر: أي أصلح الدوابَّ.
5- فعيَل، نحو: شريَف الزرعَ: أي قطع شِريافَه، وهو ورقُ الزرع إذا كثُر وخِيف فسادُ الزرع.
6- فعلَى، نحو: سلقَى: أي استلقى على ظهره.
7- فعنَل، نحو: قلنَس: أي ألبسه القلنسوة.


المصادر والمراجع

- الممتع في التصريف، ابن عصفور الإشبيلي.
- شروح شافية ابن الحاجب، الأستراباذي، والبغدادي، واليزدي.
- شذا العرف في فن الصرف، الشيخ أحمد الحملاوي.
- دروس التصريف، الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
- الصرف الكافي، أيمن أمين عبد الغني.
- وشاح الحرة بإبراز اللامية وتوشيحها من أصداف الطرة، الشيخ محمد محفوظ الشنقيطي.

====================

الحواشــي

(1) يُعبر بعضهم عنهما بقوله: ((مجردٌ من الزيادة، ومزيدٌ فيه)). وهو التعبير الأفصح؛ لكن اقتُصِر على اسمي المفعول دون متعلـَّقيْهما اختصارا، لكثرة الاستعمال.
(2) الحرف الأصلي هو ما يَثبت في جميع تصاريف الكلمة ولا يسقط إلا لعلة تصريفية، مثل الجيم واللام والسين من "جلس". ومثالُ الحرف الأصلي الذي يسقط لعلة تصريفية: الواوُ من "وعَد" في المضارع والأمرِ (يعِدُ، عِدْ).
أما الحرف الزائد فهو ما أضيفَ إلى الكلمة لغرض ما، ويَسقط في بعض تصاريفها دون علة تصريفية، نحوُ الألف في "جالسٌ" فقد أضيفتْ لغرض الدلالة على اسم الفاعل.
(3) يحذف حرف العلة الأصلي بداعي التخفيف (كحذف فاء المثال في المضارع والأمر: يَقف، قِفْ)، أو التخلص من التقاء الساكنين (كحذف عين الأجوف المسند إلى ضمير رفع متحرك: قمتُ، يَقمْن)، وهو ما يُدعى (الإعلال بالحذف).
(4) أولُه مفتوح دائما، وآخرُه مبني على الفتح لفظا أو تقديرا، ووسَطُه هو المتغيرُ؛ فتبويبُه تابعٌ لحركة عينه فتحًا وضمًّا وكسرًا.
(5) سقطتْ ثلاثة أبواب من القسمة العقلية، وهي: فعِل يفعُل (بكسر فضم)، وفعُل يفعَل (بضم ففتح)، وفعُل يفعِل (بضم فكسر)، وهذه الثلاثة ممتنعة.
(6) حاول الصرفيون جمعَ المعاني التي يدل عليها بناءُ "فعَل" المفتوح العين بأبوابه الثلاثة، وأهمُّها: (الجمع والتفريق، والإعطاء والمنع، والامتناع، والإيذاء، والغلبة، والدفع، والتحويل والتحوُّل، والاستقرار، والسيْر، والسَّتْر، والتجريد، والرمي، والإصلاح، والتصويت...).
ويَنوبُ عن بناء "فعُل" المضمومِ العين في المضعف، واليائي العين مما دل على المعاني اللازمة؛ نحو: عزَّ، وشحَّ (في المضعف)؛ وطاب، ولان (في الأجوف اليائي).
كما يُصاغ من أسماء الأعيان الثلاثية للدلالة على معانٍ متعلقة بها؛ ومنها:
- الإصابةُ (رأَسَه وبطـَنه: أي أصاب رأْسه وبطْنَه).
- والإنالة (نحو: تَمَره، ولبَنه: أي أطعمَه تمرًا، وسقاه لبنًا).
- والأخذُ (ثلَثَ المالَ: أي أخذ ثلثَه).
- والاتخاذُ (جدَر: أي اتخذَ جدارًا).
- والعملُ بها (رمَحه، وسهَمه: أي ضربه بالرمح، والسهم).
(7) ولا يجيءُ إلا حَلقيَّ العين أو اللام (وحروف الحلق هي: الهمزة والحاء والخاء والعين والغين والهاء)، وما جاء منه خلاف ذلك فهو شاذ؛ نحو: أبى يأبى.
(8) وتغلبُ صياغته للمعاني الدالة على الأعراض (مرِض، فرِح، حزِن)، والخلو والامتلاء (شبِع، عطِش، روِي)، والحلى والعيوب والألوان (شنِب، عمِي، حمِر)، وكِبَر الأعضاء (كبِد،: كبُرتْ كبِدُه، جبِه: عظمتْ جبهتُه).
كما يَكثر مجيئُه لمطاوعة فعَل المتعدي لواحد، نحو: جدعتُه فجَدِع؛ قال الحسن بن زين الشنقيطي في توشيحه للامية ابن مالك:

وجاء ثالثُها مطاوعًا، ويجي = مُغن لزوما ونقلا عن بنا "فعُلا"
والطبعُ واللونُ والأعراضُ جاءَ لها = وللجسامةِ، والتقصيرُ فيه علا
والمراد بالإغناء اللزومي: أنه يُغني عن بناء "فعُل" لزومًا في ما هو يائي اللام، نحوُ: حيِي، عيِي؛ لأن "فعُل" لا تُبنى مما هو يائي اللام، ولم يجئ من ذلك إلا فعلٌ واحد شاذٌّ هو "نَهُوَ"، وأصله "نهُيَ"، قُلبت الياءُ واوًا لوقوعها لامَ فعل بعدَ ضم.
والمراد بالإغناء النقلي: نيابتُه عن بناء "فعُل" سماعًا لا لزومًا، سواءٌ في صحيح اللام نحوُ: سمِن، أو معتلها بالواو نحو: قوِي (أصلها: "قوِوَ"، قلبت الواو المتطرفة ياء لتطرفها بعد كسرة).
والمراد بقوله: "والتقصير فيه علا" أن اللزومَ في بناءِ "فعِلَ" أغلبُ من التعدي.
(9) وهو كثير في المعلِّ، قليل في الصحيح.
(10) ولم يرد منه مما يجب فيه الكسر في الماضي والمضارع إلا ثلاثةَ عشرَ فعلا، وهي: (وثِق، وجِد عليه: غضب، ورِث، ورِع، ورِك: اضطجع، ورِم، وري المخ: اكتنز، وعِق عليه: عجل، وفِق أمرَه: صادفه موافقًا، وقِه له: سمع، وكِم: اغتمَّ، ولِي، ومِق: أحبَّ).
وورد فيه أحد عشر فعلا يجوز في مضارعها الكسر والفتح، وهي: (بئِس يبئِس ويبأَسُ، حسِب يحسِب ويحسَب، وبِق يبِق ويوْبَق، وحِمت تحِم وتوْحَم، وحِر يحِر ويوْحَر، وغِر يغِر ويوْغَر، ولِغ يلِغ ويوْلَغ، ولِه يلِه ويوْلَه، وهِل يهِل ويوْهَل، يئِس ييئِس وييأَس، يبِس ييبِس وييبَس).
(11) ولا يكون إلا لازمًا، وما سُمع منه متعديا فعلى التوسع والإشراب، نحو: رحُبتك الدار، أي: وسِعتك.
ولا يأتي إلا في أفعال الغرائز والطبائع، أو ما أشبهها من الأفعال المكتسبة الملازمة؛ نحو: أدُب، وصلُب، وفصُح.
يقول الحسن بن زين الشنقيطي في توشيحه للامية ابن مالك:

وهْو لمعنى عليه مَن يَقوم به = مجبولٌ اَوْ كالذي عليه قد جُبِلا
ومعناه: أن هذا البناء يأتي للمعاني الجِبِلِّيَّة نحو: جبُن، وطال ؛ والمعاني الملازمةِ التي صارت كالجِبِلِّيَّة نحو: شعُر، وفصُح، لمن صار هذان له كالطبع.
ويُصاغ هذا البناء من جميع الأبوابِ للتعجب، فيخرجُ عن معنى الحدث؛ نحو: "ضرُب فلانٌ"، للتعجب من ضربه.

تنبيهان:
1- لم يأت من المضعف على بناءِ "فعُل" إلا فعل واحد، هو: لبُبَ يلَبُّ فهو لبيب. وقد نظمه أحدهم بقوله:

ولم يجئ مضمومَ عيْنٍ في الوسَطْ = مضاعَف فيما عدا "لبُبْ" فقطْ
2- وكذلك لم يُسمع في هذا البناء يائيُّ العين إلا في كلمة واحدة، وهي: "هيُؤَ"، ولا يائيُّ اللام إلا في كلمة واحدة، وهي: "نهُوَ"، ونظمهما بعضُهم بقوله:

فعُلتُ بضم العيْنِ لم يأتِ عينُه = ولا لامُه ياءً سِوى "هيُؤتْ" "نَهُو"
(12) ويُصاغ هذا البناءُ "فعلل" من أسماء الأعيان للدلالة على معان متعلقة بها؛ وهي:
- اتخاذُها وصنعها، نحو: قرمطت الكتابَ: أي صنعت له قِمَطْرًا، وهو وعاءُ الكتب.
- تشبيهُ المفعول بها، نحو: عقربتْ صدغَها: أي جعلتْه ملتويا كالعقرب.
- جعلُها في المفعول به، نحو: زعفرتُ الثوب: أي صبغتُه بالزعفران، ونحو: فلفلتُ الطعام: أي جعلتُ فيه فلفلا.
- إصابتُها، نحو: عرقبتُه: أي أصبته في عُرقوبه.
- جعلُها آلة للفعل، نحو: عثكلتُه، وعرجنتُه: أي ضربته بالعِثكال، والعُرجُون.
- ظهورُها في الفاعل، نحو: عسلجَت الشجرة، وبرعمَتْ: أي ظهرت عساليجُها، وبراعمُها.
كما يصاغ من المركبات لاختصارها، والدلالة على حكايتها؛ نحو: بسمل، وحسبل. وهذه الصياغة تدعى بالنحت، ويشترط فيه الأخذ من كل الكلمات والمحافظة على الترتيب.
(13) الإلحاق: أن تزيدَ في البناء زيادة لتُلحقَه ببناء آخر أكثرَ منه، فيتصرفَ تصرفَه.

محمد مشرف اشرف
26-01-2009, 07:56 AM
أنا أتابع

طالبة_ماجستير
26-01-2009, 08:04 AM
جزاك الله خير الجزاء أستاذنا الفاضل،،

وإليك ترتيبَ هذه الأبواب الستة بحسب الكثرة:
- فعَل يفعُل (بفتح فضم)، ويُدعى: بابَ "نصَر"....الخ

لماذا هذا التخصيص في تسمية الباب بفعل معين دون غيره؟؟

السؤال الثاني:

- فعلل، نحو: جلببه: أي ألبسه الجلباب.
2- فوْعل، نحو: جوربه: أي ألبسه الجورب.
فعلل ألا يجب أن تكون جلبب بدون الهاء؟<<< يبدو أنني عرضت نفسي للإحراج
ربما الهاء للدلالة على من قام بعملية الإلباس؟؟؟

أحمد سالم الشنقيطي
26-01-2009, 08:30 AM
جزاك الله خير الجزاء أستاذنا الفاضل،،

وإليك ترتيبَ هذه الأبواب الستة بحسب الكثرة:
- فعَل يفعُل (بفتح فضم)، ويُدعى: بابَ "نصَر"....الخ

لماذا هذا التخصيص في تسمية الباب بفعل معين دون غيره؟؟

السؤال الثاني:

- فعلل، نحو: جلببه: أي ألبسه الجلباب.
2- فوْعل، نحو: جوربه: أي ألبسه الجورب.
فعلل ألا يجب أن تكون جلبب بدون الهاء؟<<< يبدو أنني عرضت نفسي للإحراج
ربما الهاء للدلالة على من قام بعملية الإلباس؟؟؟

أما الجواب عن سؤالك الأول:
اختار اللغويون والصرفيون لكل باب من أبواب الفعل الثلاثي فعلا لتسمية بابه، بحيث أصبح علما على ذلك الباب.
وتبرز أهمية ذلك في المعاجم القديمة عند تصنيفها للأفعال الثلاثية، فيقولون مثلا: فعل كذا من باب كذا..
وأيضا لذلك فائدة في الاختصار والتسهيل على طلاب العلم؛ فقولنا: (باب فعل يفعل بالفتح فيهما)، أسهل منه قولنا: (باب ذهب).
ولا أعلم سبب اختيارهم أو تخصيصهم تسمية الأبواب بهذه الأفعال. وأغلب ظني أنه لا سبب لذلك، حيث لا مزية تختص بها هذه الأفعال المتخذة أعلاما على الأبواب دون غيرها.

وأما الجواب عن سؤالك الثاني:
فالهاء في "جللببه" وفي "جوربه" ليست من الفعل، بل هي ضمير المفعول به، جيء بها لأن الفعل متعد، فاحتيج لبيان معناه إلى إيقاعه في المفعول به، وهو الضمير، أما الفاعل فيمكن استتاره.

أحمد سالم الشنقيطي
26-01-2009, 09:06 AM
ربما الهاء للدلالة على من قام بعملية الإلباس؟؟؟
بل هي للدلالة على من وقع عليه الإلباس، أي المفعول به.

أم عائشة
26-01-2009, 09:46 AM
درس دسم ما شاء الله
أصعب ما فيه هو الشرح بالهامش
سأحتاج لقراءته أكثر من مرة حتى أستوعبه






ويَنوبُ عن بناء "فعُل" المضمومِ العين في المضعف، واليائي العين مما دل على المعاني اللازمة؛ نحو: عزَّ، وشحَّ (في المضعف)؛ وطاب، ولان (في الأجوف اليائي).




أحتاج لمزيد توضيح لهذه النقطة




كما يُصاغ من أسماء الأعيان الثلاثية للدلالة على معانٍ متعلقة بها؛ ومنها:
- الإصابةُ (رأَسَه وبطـَنه: أي أصاب رأْسه وبطْنَه).
- والإنالة (نحو: تَمَره، ولبَنه: أي أطعمَه تمرًا، وسقاه لبنًا).
- والأخذُ (ثلَثَ المالَ: أي أخذ ثلثَه).
- والاتخاذُ (جدَر: أي اتخذَ جدارًا).
- والعملُ بها (رمَحه، وسهَمه: أي ضربه بالرمح، والسهم).


يعني يجوز أن نقول "عيَنه" أو "رَجَلَهُ" لمن أصاب عين فلان أو رجله؟
فيجوز صياغتها من أي عضو من أعضاء الجسم بمعنى أصاب ذلك العضو؟

وكذلك الإنالة
هل يجوز أن أقول "ماءَهُ" بمعنى سقاه ماءً؟




كما يَكثر مجيئُه لمطاوعة فعَل المتعدي لواحد، نحو: جدعتُه فجَدِع؛

أحسن الله إليكم
هل من أمثلة أخرى لهذا؟



قال ابن مالك في لاميته:


وجاء ثالثُها مطاوعًا، ويجي = مُغن لزوما ونقلا عن بنا "فعُلا"
والطبعُ واللونُ والأعراضُ جاءَ لها = وللجسامةِ، والتقصيرُ فيه علا



والمراد بالإغناء اللزومي: أنه يُغني عن بناء "فعُل" لزومًا في ما هو يائي اللام، نحوُ: حيِي، عيِي؛ لأن "فعُل" لا تُبنى مما هو يائي اللام، ولم يجئ من ذلك إلا فعلٌ واحد شاذٌّ هو "نَهُوَ"، وأصله "نهُيَ"، قُلبت الياءُ واوًا لوقوعها لامَ فعل بعدَ ضم.
والمراد بالإغناء النقلي: نيابتُه عن بناء "فعُل" سماعًا لا لزومًا، سواءٌ في صحيح اللام نحوُ: سمِن، أو معتلها بالواو نحو: قوِي (أصلها: "قوِوَ"، قلبت الواو المتطرفة ياء لتطرفها بعد كسرة).


لم أفهم هذه المسألة، فأرجو المزيد من التوضيح أحسن الله إليكم
وما معنى "نهُوَ" ؟



(10) ولم يرد منه مما يجب فيه الكسر في الماضي والمضارع إلا ثلاثةَ عشرَ فعلا، وهي: (وثِق، وجِد عليه: غضب، ورِث، ورِع، ورِك: اضطجع، ورِم، وري المخ: اكتنز، وعِق عليه: عجل، وفِق أمرَه: صادفه موافقًا، وقِه له: سمع، وكِم: اغتمَّ، ولِي، ومِق: أحبَّ).

لاحظت أن كلها مثال تبدأ بحرف الواو.




وورد فيه أحد عشر فعلا يجوز في مضارعها الكسر والفتح، وهي: (بئِس يبئِس ويبأَسُ، حسِب يحسِب ويحسَب، وبِق يبِق ويوْبَق، وحِمت تحِم وتوْحَم، وحِر يحِر ويوْحَر، وغِر يغِر ويوْغَر، ولِغ يلِغ ويوْلَغ، ولِه يلِه ويوْلَه، وهِل يهِل ويوْهَل، يئِس ييئِس وييأَس، يبِس ييبِس وييبَس).


كلها معتل سوى "حسِب"



ويُصاغ هذا البناء من جميع الأبوابِ للتعجب، فيخرجُ عن معنى الحدث؛ نحو: "ضرُب فلانٌ"، للتعجب من ضربه.

هل من أمثلة أخرى أحسن الله إليك





(12) ويُصاغ هذا البناءُ "فعلل" من أسماء الأعيان للدلالة على معان متعلقة بها؛ وهي:
....
- جعلُها في المفعول به، نحو:... ونحو: فلفتُ الطعام: أي جعلتُ فيه فلفلا.


هل حصل خطأ في الطباعة؟ (لام ناقصة؟)
أليست الكلمة "فلفلتُ"

وإذا أردت أن أقول بأنني جعلت في الطعام قرفة فهل أقول "قرْفَتُّ الطعام" ؟
أم هو توقيفي ولا يجوز أن نصيغ من عند أنفسنا؟




(13) الإلحاق: أن تزيدَ في البناء زيادة لتُلحقَه ببناء آخر أكثرَ منه، فيتصرفَ تصرفَه.

لم أستوعب هذه النقطة


وأعتذر إذا أثقلت عليكم بكثرة الأسئلة

ولادة الأندلسية
26-01-2009, 09:51 AM
أستاذي الفاضل جزاك الله خيراً
كيف يمكنني معرفة أن هذا الفعل من باب نصر، أو فرح، أو ضرب.....
فمثلا كنت أقرأ مرة فقلت حمَد الله ،فعِيب علي ذلك لأن الصواب حمِد،هل يعتمد على كثرة المطالعة ،أو أن هناك قاعدة تمكننا من معرفة ذلك.
مع خالص شكري وتقديري.

معلمة طموحة
26-01-2009, 11:16 AM
أستاذي الفاضل جزاك الله خيراً
كيف يمكنني معرفة أن هذا الفعل من باب نصر، أو فرح، أو ضرب.....
فمثلا كنت أقرأ مرة فقلت حمَد الله ،فعِيب علي ذلك لأن الصواب حمِد،هل يعتمد على كثرة المطالعة ،أو أن هناك قاعدة تمكننا من معرفة ذلك.
مع خالص شكري وتقديري.

نفس السؤال
وإن كنت أعتقد بأنه ليس هناك طريقة معينة لمعرفة ذلك إلا بالاستماع للكلام الفصيح والقراءة في المعاجم وكتب اللغة...

بَحْرُ الرَّمَل
26-01-2009, 12:25 PM
ربما أصوغ سؤال الأختين بطريقتي ويخامرني ذات السؤال

هل معرفة الباب الصرفي مسألة قياسية أم تتعلق بالسماع والحفظ ..؟

أحمد سالم الشنقيطي
26-01-2009, 03:17 PM
أحتاج لمزيد توضيح لهذه النقطة


يعني يجوز أن نقول "عانه" (يجب إعلالها بالقلب) أو "رَجَلَهُ" لمن أصاب عين فلان أو رجله؟
فيجوز صياغتها من أي عضو من أعضاء الجسم بمعنى أصاب ذلك العضو؟

نعم، لأن هذا البناء مطرد في هذه المعاني.

**********

وكذلك الإنالة
هل يجوز أن أقول "ماءَهُ" بمعنى سقاه ماءً؟

بل نقول: ماهَه، برد الهمزة إلى أصلها، وهو الهاء، بدليل جمع "ماء" إلى "أمواه" في القلة و"مياه" في الكثرة.
فأصل "ماء": موَه، أعلت فيه الواو بالقلب، وأبدلت الهاء همزة

**********

أحسن الله إليكم
هل من أمثلة أخرى لهذا؟

إليك أمثلة أخرى لمجيء "فعِل" لمطاوعة "فعَل" المتعدي إلى واحد:
كسرته فكسِر، وعقرتُه فعقر، وثلَمته فثلِم.

**********

لم أفهم هذه المسألة، فأرجو المزيد من التوضيح أحسن الله إليكم
وما معنى "نهُوَ" ؟

دعي عنك بحث الإغناء اللزومي أو النقلي ، فسأفرد له مشاركة تزيده بيانا -إن شاء الله-.

أما "نهُو" فمعناها: صار ذا نُهية وهي العقل. والواو فيه منقلبة عن ياء.

**********

هل من أمثلة أخرى أحسن الله إليك

أكـُل فلانٌ، وشرُب، وضحُك، ورمُوَ: للتعجب من أكله وشربه وضحكه ورميه؛ وهكذا...

**********

هل حصل خطأ في الطباعة؟ (لام ناقصة؟)
أليست الكلمة "فلفلتُ"

نعم، وقد صحح.

**********

وإذا أردت أن أقول بأنني جعلت في الطعام قرفة فهل أقول "قرْفَتُّ الطعام" ؟
أم هو توقيفي ولا يجوز أن نصيغ من عند أنفسنا؟

ليس توقيفيا، بل لقائل أن يقول: زعفرتُ الطعام، وكزبرتُه: أي جعلتُ فيه زعفرانا، وكزبُرًا.

أما (القِرفة) فهي ثلاثية، لا تصلح صياغة معنى جعلِها في المفعول على بناء "فعلل". وإنما القياس فيها أن يُقال: "قرَّفتُ الطعامَ" بالتضعيف.

**********

لم أستوعب هذه النقطة

سندرُس الإلحاق بمزيد من البيان والشرح في الدروس القادمة.



أتمنى أن تحقق هذه الإجابات الفائدة المرجوة.

أحمد سالم الشنقيطي
26-01-2009, 03:50 PM
كيف يمكنني معرفة أن هذا الفعل من باب نصر، أو فرح، أو ضرب.....


نفس السؤال


هل معرفة الباب الصرفي مسألة قياسية أم تتعلق بالسماع والحفظ ..؟

المعول عليه في معرفة أبواب الفعل الثلاثي هو النقل والسماع، وإن كانت هناك ضوابط وقواعد معينة على معرفة بعض الأبواب، لكنها لا تكفي وحدها دون معرفة السماع.
ومنها: معرفة ما يَكثر في كل باب، أو يغلب فيه، كالمعاني التي تصاغ ببناء معين مثلا.
وينبغي مراعاة صورتي الماضي والمضارع معا، وهو ما يعرف بالباب؛ لاختلاف صور المضارع للماضي الواحد.

ومعرفة الأبواب إذن تقتضي من طالب العلم المطالعة الدائبة في المعاجم وكتب اللغة والأدب، مع دراسة قواعد الصرف المعينة على ضبط هذه الأبواب.

وربما تكون لي عودة لمزيد بحث في المسألة.

أم عائشة
27-01-2009, 09:11 AM
أتمنى أن تحقق هذه الإجابات الفائدة المرجوة.

اتضحت سوى السؤال المتعلق بالقرفة
أليست رباعية؟ أم التاء المربوطة حرف زائد؟

ولدي سؤال آخر في الدرس

قلت:

ويَنوبُ عن بناء "فعُل" المضمومِ العين في المضعف، واليائي العين مما دل على المعاني اللازمة؛ نحو: عزَّ، وشحَّ (في المضعف)؛ وطاب، ولان (في الأجوف اليائي).


ما المقصود بنيابة بناء (فعَل) عن بناء (فَعُل)؟
ولماذا ناب عنه؟



كما يَكثر مجيئُه لمطاوعة فعَل المتعدي لواحد، نحو: جدعتُه فجَدِع؛ قال الحسن بن زين الشنقيطي في توشيحه للامية ابن مالك:

هل هذا في وزن (فعَل) الذي مضارعه (يفعِل) فقط، أم ليس لصيغة المضارع علاقة بها، فتنطبق على وزن (فعَل) مطلقا، طالما أنها متعدية لواحد فقط

أم عائشة
27-01-2009, 09:25 AM
سؤال آخر

هل تًحسب أحرف المضارعة من الزيادة في تصنيف الفعل من حيث التجريد والزيادة؟

بمعنى لو سألني شخص هل كلمة "يقول" مزيد أم مجرد
فهل أجيب "مزيد" بسبب حرف المضارعة؟ أم أقول بأنه فعل مجرد؟

أحمد سالم الشنقيطي
27-01-2009, 08:49 PM
اتضحت سوى السؤال المتعلق بالقرفة
أليست رباعية؟ أم التاء المربوطة حرف زائد؟

بل هي ثلاثية، والتاء لا تحتسب، لأنها للتأنيث.
***********************
ولدي سؤال آخر في الدرس
ما المقصود بنيابة بناء (فعَل) عن بناء (فَعُل)؟
ولماذا ناب عنه؟

المقصود به أن بناء (فعَل) ينوب عن بناء (فعُل) في المضعف، واليائيِّ العين، في المعاني الجِبِلية وما شابهها، وكان من حق هذه المعاني أن تصاغ ببناء "فعُل" لأنه مخصص لها.
ولكن لما كان بناء (فعُل) لا يأتي منه المضعف واليائي العين، فقد ناب عنه بناء (فعَل) فيها.
أمثلة على المضعف: (عز، شح، جل)، فهذه أفعال مضاعفة تدل على معان جبلية، وصيغت على بناء (فعَل).
أمثلة على اليائي العين (الأجوف اليائي): (طاب، لان)، فهذان فعلان يائيَّا العين يدلان على معان جبلية، وقد صيغا على بناء (فعَل).
*************************

هل هذا في وزن (فعَل) الذي مضارعه (يفعِل) فقط، أم ليس لصيغة المضارع علاقة بها، فتنطبق على وزن (فعَل) مطلقا، طالما أنها متعدية لواحد فقط

إن كنت تعنين الفعل المتعدي لواحد الذي يطاوعه (فعل) المكسور العين، فهو (فعَل) المفتوح العين، دون نظر إلى مضارعه.
فالأمثلة التي سقناها لمجيء (فعِل) دالا على مطاوعة (فعَل) جاء فيها مضارع الفعل المطاوَع (فعَل) على أكثر من باب: (كسَر يكسِر، جدَع، يجدَع).
والعبرة في الفعل المطاوَع هنا البناءُ، لا الأبواب (أي بناء الماضي فقط).

أحمد سالم الشنقيطي
27-01-2009, 09:04 PM
سؤال آخر

هل تًحسب أحرف المضارعة من الزيادة في تصنيف الفعل من حيث التجريد والزيادة؟

بمعنى لو سألني شخص هل كلمة "يقول" مزيد أم مجرد
فهل أجيب "مزيد" بسبب حرف المضارعة؟ أم أقول بأنه فعل مجرد؟

نقول: إنه فعل مجرد؛ لأن أحرف المضارعة لا تعد من أحرف الزيادة، وهي تلحق المضارع لتدل على معنى مستقل عن الفعل، فتأتي للدلالة على المتكلم، والمخاطب، والغائب: مذكرا أو مؤنثا، مفردا أو مثنى أو جمعا.

ولمعرفة أحرف الزيادة في المضارع من غيرها نرده إلى الماضي.
فلو رددنا المضارع "يجلس" مثلا إلى ماضيه نجده "جلس"، فهو إذن مجرد، لا مزيد.
ولو رددنا المضارع "أتساءل" إلى ماضيه لوجدناه "تساءل"، فهو إذن مزيد. وهكذا...
أي أن الزيادة التي يتحول بها الفعل من مجرد إلى مزيد تكون في جميع صيغ الفعل (أزمنته) من ماض ومضارع وأمر: استقام، يستقيم، استقم.

هشام محب العربية
27-01-2009, 09:16 PM
استاذنا الحامدي، باراك الله فيك:



ولو رددنا المضارع "أتساءل" إلى ماضيه لوجدناه "تساءل"، فهو إذن مزيد. وهكذا...



لماذا لا نجرب حرف مضارعة آخر "أتساءل" ->"يتساءل"، فهو يظهر كما لو كان ليس بمزيد في هذه الحالة!
أرجو التوضيح بمثال آخر.

أحمد سالم الشنقيطي
29-01-2009, 09:07 AM
استاذنا الحامدي، باراك الله فيك:



لماذا لا نجرب حرف مضارعة آخر "أتساءل" ->"يتساءل"، فهو يظهر كما لو كان ليس بمزيد في هذه الحالة!
أرجو التوضيح بمثال آخر.

أخي هشامًا، بارك الله فيك.

لا أثقُ في فهمي لمضمون تساؤلك؟؟

لعلك تعيد فكرتك بشكل أوضح، ليتسنى لي التعليق عليها إن كانت رأيا، أو الاجابة عنها إن كانت سؤالا.

هشام محب العربية
29-01-2009, 06:15 PM
أخي هشامًا، بارك الله فيك.

لا أثقُ في فهمي لمضمون تساؤلك؟؟

لعلك تعيد فكرتك بشكل أوضح، ليتسنى لي التعليق عليها إن كانت رأيا، أو الاجابة عنها إن كانت سؤالا.

أستاذنا الكريم:
لقد التبس علي الأمر ولم أفهم إجابتك الأصلية، الأن أفهمها وأرى لا معنَى لسؤالي.

جزيت خيراَ.

ولادة الأندلسية
30-01-2009, 12:20 PM
أستاذي الفاضل :
عندما نرغب في معرفة تجرد وزيادة الفعل ننظر في تصاريفه المختلفة هل من بينها الرجوع إلى المصدر أو ازمنة الفعل الثلاثة فقط .

أحمد سالم الشنقيطي
30-01-2009, 08:33 PM
أستاذي الفاضل :
عندما نرغب في معرفة تجرد وزيادة الفعل ننظر في تصاريفه المختلفة هل من بينها الرجوع إلى المصدر أو ازمنة الفعل الثلاثة فقط .

لا تقيُّدَ بعدد أو نوع معين من التصاريف، بل نبحث في تصاريف الكلمة كافة، فإذا وجدنا حروفا لا تسقط في أي منها، نعدها أصول الكلمة.

والتصاريف المقصودة عند الصرفيين هي الفعل، والمصدر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وصيغ المبالغة، وأفعل التفضيل، واسم المكان، واسم الزمان، واسم الآلة، واسم المرة، واسم الهيئة، والجموع، والتصغير، والنسب.

الباحثة عن الحقيقة
31-01-2009, 06:14 AM
أستاذي الحامدي:

أذكر أننا في المرحلة الإعدادية تعلمنا بيتاً من الشعر يجمل الحالات الست للفعل الثلاثي للمساعدة على حفظها وهو:


فََتْحُ ضَمٍ، فَتْحُ كَسرٍ، فتحتان ***** كسرُ فتحٍ، ضَمُ ضَمٍ، كسرتان

أحمد سالم الشنقيطي
01-02-2009, 12:18 AM
نعم، هذا البيت مشهور جدا.

وقد جُمعت فيه الأبواب الستة للفعل الثلاثي بطريقة سهلة، قصْدَ حفظها.

والجميل أنه رتبها حسب ترتيب الصرفيين، أي بحسب الكثرة.

أحمد سالم الشنقيطي
03-02-2009, 12:09 AM
استعدوا إخوتي وأخواتي، فالتدريبات ستطرح مساء اليوم، إن شاء الله.

الساحلي 2
03-02-2009, 05:19 PM
نحن مستعدون أخي الحامدي ..

بانتظارك

أحمد سالم الشنقيطي
04-02-2009, 10:29 AM
تدريبات الدرس الرابع (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=316133#post316133)

سما الإسلام
02-03-2009, 12:30 AM
تأخر الدرس الخامس كثيرا
و طال غياب أستاذنا الحامدي
عل المانع خيرا أستاذنا

أحمد سالم الشنقيطي
02-03-2009, 01:35 AM
تأخر الدرس الخامس كثيرا
و طال غياب أستاذنا الحامدي
عل المانع خيرٌ أستاذنا
المانع خير، فقد شُغلت ببعض الأمور.
وسأقدم الدرس الخامس مساء غد إن شاء الله.
فأرجو أن تكونوا في الموعد.

سما الإسلام
02-03-2009, 01:54 PM
بارك الله فيك أستاذنا
نحن في الانتظار


المانع خير، فقد شُغلت ببعض الأمور.
وسأقدم الدرس الخامس مساء غد إن شاء الله.
فأرجو أن تكونوا في الموعد.