أنــوار الأمــل
09-11-2004, 12:32 AM
اليوم نطالع كتاباً من هذه الكتب التي تعنى بالدراسات القرآنية، يحث في هذا الكتاب المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي لن يتأتى للثقلين ان يأتوا بمثله، قال تعالى: “قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا” الإسراء - الآية 88 اذن فالقرآن اعجازه متعدد الجوانب، وكتابنا الذي بين يدينا معني بتلمس وجه واحد من وجوه اعجازه الكثيرة، وهذا الوجه هو الوجه البلاغي، فلنستعرض ونحاول ان نقدم ملخصاً مفيداً لهذا الكتاب:
اسم الكتاب: في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم
المؤلف: الاستاذ الدكتور وليد قصاب
تاريخ النشر: الطبعة الاولى: 1421 ه-2000 م
الناشر: دار القلم للنشر والتوزيع - الامارات العربية المتحدة - دبي الكتاب من القطع المتوسط ويقع في 210 صفحات، الى جانب المقدمة قسمه المؤلف الى ثمانية فصول على النحو التالي:
الفصل الاول: بعنوان الإعجاز والتحديد والمعارضة تناول فيه الكاتب، المعجزة لغة واصطلاحاً ومعجزات الانبياء عليهم السلام، والقرآن معجزة. وتحدث عن التحدي والمعارضة: صفات التحدي، وآيات التحدي ومراحله، وصفة المتحدي، والمعارضة والصرفة، وتناول في هذا الفصل ايضا وجوه الإعجاز القرآني الإعجاز الغيبي - الإعجاز التشريعي- الإعجاز العلمي-الإعجاز البياني.
أما الفصل الثاني وهو بعنوان: أبرز الخصائص العامة للأسلوب القرآني، فتحدث فيه الكاتب عن: اسلوبه الفريد - عدم تفاوته - تأثيره النفسي - عدم الملل منه - المناسبة بين المعاني والسور (الترابط).
والفصل الثالث بعنوان: بلاغة اللفظ القرآني المفرد وقد تناول فيه الدارس: اهمية اللفظ المفرد ثم خصائص اللفظ القرآني المفرد: أ- الدقة في التعبير وحسن انتقائه، ب- الترادف في اللفظ القرآني وساق امثلة لذلك، ج- ايجاز اللفظ، د- جرس اللفظ (صيغته).
وفي الفصل الرابع وهو بعنوان: بلاغة النظم القرآني، وتحدث في ذلك عن التقديم والتأخير والحذف والذكر، واساليب اخرى مع نماذج تطبيقية.
وفي الفصل الخامس بعنوان: الفاصلة القرآنية، تحدث المؤلف عن جمال الفاصلة القرآنية واشكالها وحروفها.
وفي الفصل السادس بعنوان: بلاغة التصوير الفني، وتناول فيه التصوير اسلوباً قرآنياً وتحدث عن اشكال التصوير الفني في الفصل السابع بعنوان: الامثال في القرآن، قدم المؤلف لمحة عامة ثم الحكمة والمثل ومن ثم انواع المثل القرآني كالمثل الصريح والمثل الكامن والمثل المرسل.
في الفصل الثامن والاخير بعنوان: القصة القرآنية، تحدث عن اغراض القصة القرآنية وانواعها وخصائصها الفنية
تدبر كتاب الله
هذا استعراض موجز لمحتويات هذا الكتاب، ونقدم ملخصاً موجزاً كذلك لما فصله الكاتب في هذا المحتوى.
أولاً نتساءل: لماذا اختار الاستاذ الدكتور وليد قصاب الوجه البلاغي دون اوجه الإعجاز القرآني الكثيرة؟ ويجيبنا الدكتور قصاب نفسه في مقدمة كتابه بقوله: “لأنه وجه وقع به تحد واضح زاجر في امة عرفت بالبيان، واشتهرت بالفصاحة، وأشير اليها بالبنان في البلاغة واللسان، ولكنها لم تستجب لهذا التحدي، اذ لم تقدر عليه فوقفت - وهي الاستاذة في ما تتحدى به - امام النص القرآني عاجزة ذاهلة مبهورة”.
ان المؤلف - جزاه الله خيراً عن لغة القرآن - اراد بهذا الجهد المبارك باذن الله، ان يحمل قارئه على ان يتدبر كتاب الله وان يتلوه على مهل، متسائلاً عن كل لفظة فيه، وعن كل تركيب: لم ورد على هذا الشكل؟ ما الحكمة، وما الغاية من هذا التعبير دون ذاك، ومن هذا الاسلوب دون غيره؟ وقد يتضح له بعد التأمل والتدبر- المدعومين بملكة مدربة مرهفة - وجه حكمة، وقد لا يتضح، ولكنه - في جميع الحالات - لا ينبغي ان يشك في وجود هذه الحكمة التي قد تخفى عليه وعلى ابناء جيله، ولكنها قد تنكشف امام بصائر من يأتي بعدهم. هذا ما جاء في مقدمة الكتاب على لسان المؤلف نقلنا جزءاً منه.
ان هذا القرآن هو المعجزة الكبرى الخالدة لخاتم الانبياء وامام المرسلين، ونقول بانه المعجزة الكبرى الخالدة لأن المعجزات المادية تنتهي بوقتها، ولكن القرآن ظل خالداً مخلداً وكان كفار قريش لا يؤمنون إلا بتلك المعجزات المادية التي كانت للرسل السابقين، ولذلك - من قصر تفكيرهم - سألوا عن مثلها - كما اخبر القرآن بذلك، قال تعالى: “وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه، قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين. أو لم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم، إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون” العنكبوت الآيتان 50-51. قال الباقلاني (في اعجاز القرآن) “أخبر ان الكتاب آية من آياته، وعلم من إعلامه، وان ذلك يكفي في الدلالة ويقوم مقام معجزات غيره وآيات سواه من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم” وقال الفيروزابادي “في بصائر ذوي التمييز): “وافضل معجزاته وأكملها وأجلها وأعظمها القرآن الذي نزل عليه بأفصح اللغات واصحها”.
اللفظ القرآني المفرد
الواقع ان كل فصل من فصول هذا الكتاب جاء فيه ما يدل على ان المؤلف اجهد نفسه ليقدم لنا دراسة قرآنية في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم عميقة.. عميقة يخرج منها القارئ بفائدة عظيمة، لم يترك جانبا إلا وبحث فيه، وفي تجوالي مع فصول الكتاب الثمانية احترت بحق ماذا اعرض وماذا ألخص منها فكلها تستحق العرض والتلخيص، فعن اسلوب القرآن دعونا نأخذ شيئا مما كتبه المؤلف عن تأثيره النفسي يقول من حديث طويل: “وقد اخبر الله تعالى عن هذه المهابة وهذه الروعة اللتين للقرآن الكريم ووصف تأثيره في النفوس في اكثر من موضع نكتفي منها بقوله تعالى: “لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله” الحشر الآية 21 بل ان الله تعالى أخبر ان الجن تأثرت به، ولم تتمالك عندما سمعته ان قالت “انا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي الى الرشد فآمنا به” الجن - الآيتان 1-2.
وعن بلاغة اللفظ القرآني المفرد نقتطف خلاصة القول مما سرد المؤلف: “ان اللفظ القرآني المفرد وجه من وجوه الاعجاز البلاغي في القرآن الكريم، ذلك ان لكل معنى اكثر من لفظ ليعبر عنه، وهذه الالفاظ ليست جميعها على درجة واحدة من الحسن والفصاحة بل منها ما هو ارفع وافصح والقرآن لا يختار الا الارفع الاسمى دائما”.
وعن بلاغة النظم القرآني يقول المؤلف: “انه نمط فريد من تأليف الكلام، يقع فيه كل لفظ في موقع مناسب لا يمكن معه اي تغيير والا فقد الكلام دلالته التي يساق من اجلها”.
وبعد، ماذا نعرض وماذا نترك؟ أنعرض شيئا مما كتب عن الفاصلة القرآنية وجمالياتها؟ أم عن الامثال في القرآن وانواعها واهميتها والاعتبار بها؟ أم عن القصة القرآنية وعناية القرآن بها كلون من الوان التعبير الذي له قدرته على الانسراب في النفس والتأثير فيها؟
انه كتاب في الاعجاز البلاغي للقرآن الكريم ممتع والاطلاع فيه مفيد من الجلدة الى الجلدة كما يقولون.
محمد الطيب عربي
مجلة الصائم ـ صحيفة الخليج الإماراتية
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=118375
منقول.. سامحوني على الهمزات (المأكولة)
اسم الكتاب: في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم
المؤلف: الاستاذ الدكتور وليد قصاب
تاريخ النشر: الطبعة الاولى: 1421 ه-2000 م
الناشر: دار القلم للنشر والتوزيع - الامارات العربية المتحدة - دبي الكتاب من القطع المتوسط ويقع في 210 صفحات، الى جانب المقدمة قسمه المؤلف الى ثمانية فصول على النحو التالي:
الفصل الاول: بعنوان الإعجاز والتحديد والمعارضة تناول فيه الكاتب، المعجزة لغة واصطلاحاً ومعجزات الانبياء عليهم السلام، والقرآن معجزة. وتحدث عن التحدي والمعارضة: صفات التحدي، وآيات التحدي ومراحله، وصفة المتحدي، والمعارضة والصرفة، وتناول في هذا الفصل ايضا وجوه الإعجاز القرآني الإعجاز الغيبي - الإعجاز التشريعي- الإعجاز العلمي-الإعجاز البياني.
أما الفصل الثاني وهو بعنوان: أبرز الخصائص العامة للأسلوب القرآني، فتحدث فيه الكاتب عن: اسلوبه الفريد - عدم تفاوته - تأثيره النفسي - عدم الملل منه - المناسبة بين المعاني والسور (الترابط).
والفصل الثالث بعنوان: بلاغة اللفظ القرآني المفرد وقد تناول فيه الدارس: اهمية اللفظ المفرد ثم خصائص اللفظ القرآني المفرد: أ- الدقة في التعبير وحسن انتقائه، ب- الترادف في اللفظ القرآني وساق امثلة لذلك، ج- ايجاز اللفظ، د- جرس اللفظ (صيغته).
وفي الفصل الرابع وهو بعنوان: بلاغة النظم القرآني، وتحدث في ذلك عن التقديم والتأخير والحذف والذكر، واساليب اخرى مع نماذج تطبيقية.
وفي الفصل الخامس بعنوان: الفاصلة القرآنية، تحدث المؤلف عن جمال الفاصلة القرآنية واشكالها وحروفها.
وفي الفصل السادس بعنوان: بلاغة التصوير الفني، وتناول فيه التصوير اسلوباً قرآنياً وتحدث عن اشكال التصوير الفني في الفصل السابع بعنوان: الامثال في القرآن، قدم المؤلف لمحة عامة ثم الحكمة والمثل ومن ثم انواع المثل القرآني كالمثل الصريح والمثل الكامن والمثل المرسل.
في الفصل الثامن والاخير بعنوان: القصة القرآنية، تحدث عن اغراض القصة القرآنية وانواعها وخصائصها الفنية
تدبر كتاب الله
هذا استعراض موجز لمحتويات هذا الكتاب، ونقدم ملخصاً موجزاً كذلك لما فصله الكاتب في هذا المحتوى.
أولاً نتساءل: لماذا اختار الاستاذ الدكتور وليد قصاب الوجه البلاغي دون اوجه الإعجاز القرآني الكثيرة؟ ويجيبنا الدكتور قصاب نفسه في مقدمة كتابه بقوله: “لأنه وجه وقع به تحد واضح زاجر في امة عرفت بالبيان، واشتهرت بالفصاحة، وأشير اليها بالبنان في البلاغة واللسان، ولكنها لم تستجب لهذا التحدي، اذ لم تقدر عليه فوقفت - وهي الاستاذة في ما تتحدى به - امام النص القرآني عاجزة ذاهلة مبهورة”.
ان المؤلف - جزاه الله خيراً عن لغة القرآن - اراد بهذا الجهد المبارك باذن الله، ان يحمل قارئه على ان يتدبر كتاب الله وان يتلوه على مهل، متسائلاً عن كل لفظة فيه، وعن كل تركيب: لم ورد على هذا الشكل؟ ما الحكمة، وما الغاية من هذا التعبير دون ذاك، ومن هذا الاسلوب دون غيره؟ وقد يتضح له بعد التأمل والتدبر- المدعومين بملكة مدربة مرهفة - وجه حكمة، وقد لا يتضح، ولكنه - في جميع الحالات - لا ينبغي ان يشك في وجود هذه الحكمة التي قد تخفى عليه وعلى ابناء جيله، ولكنها قد تنكشف امام بصائر من يأتي بعدهم. هذا ما جاء في مقدمة الكتاب على لسان المؤلف نقلنا جزءاً منه.
ان هذا القرآن هو المعجزة الكبرى الخالدة لخاتم الانبياء وامام المرسلين، ونقول بانه المعجزة الكبرى الخالدة لأن المعجزات المادية تنتهي بوقتها، ولكن القرآن ظل خالداً مخلداً وكان كفار قريش لا يؤمنون إلا بتلك المعجزات المادية التي كانت للرسل السابقين، ولذلك - من قصر تفكيرهم - سألوا عن مثلها - كما اخبر القرآن بذلك، قال تعالى: “وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه، قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين. أو لم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم، إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون” العنكبوت الآيتان 50-51. قال الباقلاني (في اعجاز القرآن) “أخبر ان الكتاب آية من آياته، وعلم من إعلامه، وان ذلك يكفي في الدلالة ويقوم مقام معجزات غيره وآيات سواه من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم” وقال الفيروزابادي “في بصائر ذوي التمييز): “وافضل معجزاته وأكملها وأجلها وأعظمها القرآن الذي نزل عليه بأفصح اللغات واصحها”.
اللفظ القرآني المفرد
الواقع ان كل فصل من فصول هذا الكتاب جاء فيه ما يدل على ان المؤلف اجهد نفسه ليقدم لنا دراسة قرآنية في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم عميقة.. عميقة يخرج منها القارئ بفائدة عظيمة، لم يترك جانبا إلا وبحث فيه، وفي تجوالي مع فصول الكتاب الثمانية احترت بحق ماذا اعرض وماذا ألخص منها فكلها تستحق العرض والتلخيص، فعن اسلوب القرآن دعونا نأخذ شيئا مما كتبه المؤلف عن تأثيره النفسي يقول من حديث طويل: “وقد اخبر الله تعالى عن هذه المهابة وهذه الروعة اللتين للقرآن الكريم ووصف تأثيره في النفوس في اكثر من موضع نكتفي منها بقوله تعالى: “لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله” الحشر الآية 21 بل ان الله تعالى أخبر ان الجن تأثرت به، ولم تتمالك عندما سمعته ان قالت “انا سمعنا قرآنا عجبا. يهدي الى الرشد فآمنا به” الجن - الآيتان 1-2.
وعن بلاغة اللفظ القرآني المفرد نقتطف خلاصة القول مما سرد المؤلف: “ان اللفظ القرآني المفرد وجه من وجوه الاعجاز البلاغي في القرآن الكريم، ذلك ان لكل معنى اكثر من لفظ ليعبر عنه، وهذه الالفاظ ليست جميعها على درجة واحدة من الحسن والفصاحة بل منها ما هو ارفع وافصح والقرآن لا يختار الا الارفع الاسمى دائما”.
وعن بلاغة النظم القرآني يقول المؤلف: “انه نمط فريد من تأليف الكلام، يقع فيه كل لفظ في موقع مناسب لا يمكن معه اي تغيير والا فقد الكلام دلالته التي يساق من اجلها”.
وبعد، ماذا نعرض وماذا نترك؟ أنعرض شيئا مما كتب عن الفاصلة القرآنية وجمالياتها؟ أم عن الامثال في القرآن وانواعها واهميتها والاعتبار بها؟ أم عن القصة القرآنية وعناية القرآن بها كلون من الوان التعبير الذي له قدرته على الانسراب في النفس والتأثير فيها؟
انه كتاب في الاعجاز البلاغي للقرآن الكريم ممتع والاطلاع فيه مفيد من الجلدة الى الجلدة كما يقولون.
محمد الطيب عربي
مجلة الصائم ـ صحيفة الخليج الإماراتية
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=118375
منقول.. سامحوني على الهمزات (المأكولة)