حمدي كوكب
10-06-2006, 02:26 AM
رفاعة الطهطاوي
( الشيخ الأزهري ) ، ( المرجع الفقهي لبعثة محمد علي )
رفاعة رافع الطهطاوي من أسرة متوسطة الحال من طهطا يرجع نسبه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وهو السيد الشريف / رفاعة بن بدوي بن علي بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وأمه السيدة / فاطمة بنت الشيخ أحمد فرغلي الأنصاري المتصل نسبه بالأنصار الخزرجية ، وهو من أبرز رواد النهضة العربية الحديثة ورائداً للتنوير .
ولد رفاعة الطهطاوي في مدينة طهطا بمديرية جرجا ( سوهاج حالياً) من الإقليم المصري وكانت ولادته في بداية القرن الثامن عشر في 15 أكتوبر سنه 1801 من الميلاد وعاش طفولته متنقلاً من قرية إلى أخرى من قرى الصعيد مع والده الذي سعى لتحفيظه القرآن الكريم وتعلمه المتون والأحاديث حتى أصبح متقناً لها ، ولما توفي والده السيد / بدوي جاء رفاعة الطهطاوي إلى القاهرة وعمره خمس سنوات ودخل الأزهر وكان من المجدين في تحصيل العلم ، وما لبث سنوات قليلة حتى أصبح من أهل العلم وكان من اشهر أساتذته في الأزهر الشريف الذين تلقى العلم على أيديهم هو الشيخ / حسن العطار ، الذي كان شيخاً للجامع الأزهر الشريف في ذلك الوقت ، وقد أولى اهتماماً بالغاً بتلميذه رفاعة الطهطاوي لما لمسه فيسه من حدة الذهن والدأب المتواصل في تحصيل العلم ، واستمرت دراسة رفاعة الطهطاوي في الأزهر الشريف لمدة ثماني سنوات ، وقد عاشها في بؤس وضنك مما تنفقه عليه والدته ببيع ما تملكه من مصاغ وأثاث حتى يتم دراسته وتخرجه من الأزهر الشريف وبعد أن أتم دراسة الأزهر الشريف درس سنتين أخرتين وعين إمامًا وواعظاً لإحدى كتائب الجيش سنة 1824 م. .
وهو من رواد التنوير في عصره مع كل من الكواكبي ومحمد عبده .
البعثة العلمية الكبرى إلى فرنسا
سافر رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا بترشيح من الشيخ / حسن العطار في عهد محمد علي وكان آنذاك في الخامسة والعشرين من عمره ، وذلك ليكون المرجع الفقهي للبعثة ، سنة 1826 ، وكان على رأس البعثة التي تضم 44 طالباً مصرياً ، ذهبوا لمختلف التخصصات العلمية . ولكنه لم يتفرغ للوعظ والإرشاد والإشراف الديني فقط بل اعتبر نفسه طالباً موفداً لمتابعة التحصيل العلمي فدرس الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والأدب والرياضيات والهندسة والفلك والزراعة ، وسارع رفاعة الطهطاوي إلى تعلم الفرنسية لكي يتعلم العلوم والآداب وعكف ليلة ونهاره على تعلم العلوم من علم إلى علم في التاريخ وتقويم البلدان وأصول القوانين والهندسة والمعادن وغيرها ومنذ أن وصل الشيخ رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا وأصبح ذهنه مشغولاً بكلمات خمس : مصر ، الإسلام ، فرنسا ، العرب ، العلم . وكان البرنامج الذي وضعه الشيخ رفاعة شاقاً ، لأنه أعد من الترجمة الفرنسية إلى العربية للعلوم المختلفة في الجغرافيا والتاريخ والطب والهندسة والتعاليم العسكرية وعليه أن يتم برنامجه في خمس سنوات ، وفي نهاية السنوات الخمس عقد للشيخ الامتحان النهائي وتقدم للجنة ومعه اثنتي عشر كتاباً أو رسالة ترجمها من الفرنسية إلى العربية والقد أعجب الجميع بتفوق الشيخ الجليل رفاعة الطهطاوي .
وتأثر الطهطاوي بجان جاك روسو وفولتير ومونتسيكو .
وحينما عاد رفاعة الطهطاوي إلى مصر سنة 1831 م. كان أول مترجماً مصرياً يجيد العربية والفرنسية وله إلمام بالطب ، وقد تولى الإشراف على مدرسة الألسن وأعمالاً أخرى وقد ملئت نفسه بالهمة والعزيمة والحماس والإقدام وأخرج هو وتلاميذه ألفي كتاب في عشر سنين وتقلب الشيخ رفاعة الطهطاوي في عهد محمد علي منذ عودته من فرنسا في عدة مناصب تولى تدريس اللغة العربية وتدريس اللغة الفرنسية في مدرسة الطب وترجمة العلوم المختلفة ، ولبث رفاعة الطهطاوي رئيساً لمدرسة الألسن لمدة 17 عاماً حتى أغلقت المدرسة في عهد عباس الأول ، وكان له فضل الإسهام في إنشاء أول جريدة عربية في المشرق كله وهي " جريدة الوقائع المصرية " .
رفاعة الطهطاوي رائداً للنهضة الحديثة 1801 ـ 1873
كان الشيخ رفاعة الطهطاوي رائداً للنهضة الحديثة ورائداً للتنوير ولم يكتف شيخنا الجليل بقراءة ما يقع تحت يده من مؤلفات المفكرين الاجتماعيين بل إنه إلى جانب انشغاله بالقراءة والترجمة قد استطاع ملاحظة دقائق الحياة الاجتماعية من حوله وتغلغل في صميم الحياة الفرنسية من جميع نواحيها السياسية والاجتماعية . وتم نفيه إلى السودان في عهد الخديوي عباس وعاد منها في عهد سعيد.
رده على الغربيين :
يرد رفاعة الطهطاوي في كتابه ( تخليص الإبريز ) على مقولة الغربيين بأنهم أساتذتنا في سائر العلوم يقول : ( إننا كنا في زمن الخلفاء العباسيين أكمل سائر البلاد تمدناً ورفاهية ، وتربية زاهرة زاهية ، وسبب ذلك أن الخلفاء كانوا يعينون العلماء وأرباب الفنون ..... وغيرهم ، على أن منهم من كان يشتغل بها نفسه ، فانظر إلى المأمون بن هارون الرشيد فإنه كان يشغل بنفسه بتعلم الفلك وقد حرر ميل دائرة فلك البروج على دائرة الاستواء فوجد ثلاثاً وعشرين درجة وخمساً وثلاثين دقيقة ميلاً ).
وقد رأى الطهطاوي أن القيمة العليا في الحضارة العربية والإسلامية تكمن في العدالة .
فالطهطاوي مغترباً وليس مستغرباً ، فقد اغترب ولم يتغرب ، اغترب فذهب إلى فرنسا ولكنه لم يغترب عن وطنه مصر ، فلم تمح شخصيته تحت وطأة الحضارة الأوربية بل حافظ على أصالته العربية .
وإنه صاحب فكر رابح في ديننا وتراثنا ثم هو مفكر متفتح قبل ما لدى الآخرين ويفهمه بعمق ولا يستعلى عليه بالانغلاق ولا يتهافت أمامه بالدونية ،إنما يتحسس منه الحس ويستأصل منه القبيح . إن فكر رفاعة يضع أساساً حقيقياً لنهضة المجتمع العربي الإسلامي ويقوم على ثلاثة أعمدة هي :
1ـ الإيمان بالله والاستمساك بديننا .
2ـ إعلان شأن العلم وإنه هو السبب المتين للتقدم .
3ـ الحرية .
( مصطفى محمود / حوار مع د. محمد رفاعة ، صـ 19 الأربعاء 28 صفر 1424هـ،10 أبريل 2003 م، السنة 36 ، العدد 12369 ، السياسة ، الكويت )
المرأة عند الطهطاوي
المرأة في فكر رفاعة الطهطاوي كما يقول د. محمد رفاعة : حاضنة الحضارة ومستودع فضائل الأمة . وكان رفاعة يقول : إن مقياس تمدن الأمم هو درجة احترامها للمرأة ، فكلما كانت الأمة متقدمة زاد احترامها للمرأة والعكس بالعكس ، ونادى بأهمية تعلم المرأة في كتابه ( المرشد الأمين لتعليم البنات والبنين ) .
وقد أصدر الشيخ رفاعة الطهطاوي المطبوعات الآتية :
1ـ القول السديد في الاجتهاد والتجديد
2ـ البدع المتقررة في الشيع المتبررة .
3ـ متن الأجرومية .
4ـ التحفة الملكدية لتعريب اللغة العربية .
5ـ منظوم في مصطلح الحديث .
6ـ نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز .
7ـ تلخيص الإبريز في تلخيص باريز
8ـ مناهج الألباب المصرية في مناهج الآداب المصرية .
9ـ المرشد الأمين للبنات والبنين . ( أصدرها المجلس الأعلى للثقافة الطبعة الأولى بنفس شكله سنة 1289هـ، 1877م، وهو من تقديم الدكتور / عماد بدر الدين أبو غازي ).
11ـ الكواكب المنيرة في ليال افراج العزيز المقمرة .
11ـ التعريفات الشافية لمريد الجغرافيا .
12ـ قلائد المفاخر في غريب الأوائل والآواخر .
13ـ من كتاب مباديء الهندسة .
14ـ القانون الفرنساوي المدني .
15ـ نظم العقود في كسر العود .
16ـ مواقع أملاك في وقائع تليماك .
17 ـ ترجم السيرة الذاتية للأسكندر الأكبر .
18ـ ترجم بعض كتب ملثبيرون في الجغرافيا .
19ـ ترجم دستور فرنسا .
20 ـ كتاب ( الديوان النفيس في إيوان باريس ) وهو سيرة ذاتية لرفاعة ، وقد صدر ضمن سلسلة كتب عن أدب الرحلات والنصوص العربية المجهولة ، عن دار السويدي للنشر في أبي ظبي بالتعاون مع المؤسس العربية للدراسات والنشر .
لقد كان رفاعة الطهطاوي رائداً للنهضة العلمية والأدبية الحديثة مثالاً حياً للطالب النابغة الذي لم يدخر وسعاً في تحصيل العلوم والفنون والآداب فأصبح في قمة النابهين وكان نموذجاً كاملاً للمواطن الصالح الذي عمل جاهداً لنفع بلاده ونقل المعرفة ووسائل النهضة والحضارة إليها عن طريق التأليف والترجمة وأنشأ مدرسة الألسن بمصر ، وكان مقر مدرسة الألسن بسراي الدفتردار ، بحي الأزبكية ، وكانت تسمى أول إنشائها سنة 1835 من الميلاد مدرسة المترجمين ، ثم صارت مدرسة الألسن ، وكان الغرض من إنشائها تخريج مترجمين لمصالح الحكومة ثم اتجهت النية إلى أن يكون من خريجيها قلم الترجمة ، واستقر الرأي على أن يكون غرضها إعداد المترجمين.
لقد كان رفاعة الطهطاوي على جانب كبير من الذكاء وحدة الذهن وهذا ما نهض به من حضيض العسر إلى مراتب المجد والفخر حتى أصبح ممن يشار إليهم بالبنان .
ونظراً لأهمية الثقافة بالنسبة للمجتمعات فإنه تم تخصيص قطعة أرض بمدينة الكوثر بسوهاج لإقامة مركز ثقافي يحمل اسم رفاعة الطهطاوي ويضم مكتبة شاملة وقاعة للإطلاع ومسرحاً مفتوحاً وغرفة مجهزة للوثائق والمحفوظات وربطها بشبكة الإنترنت .
وتضم مكتبة رفاعة الطهطاوي بسوهاج 1067 مخطوطاً وتحتوي المكتبة على 1437 عنواناً بعضها ترجم إلى الفرنسية .
من الدراسات التي تناولت الطهطاوي :
أعد د. أنور لوقا رسالة الماجستير، عن كتاب ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز) ، وكتب رسالة الدكتوراة بعنوان ( رحالة وكُتّاب مصريون في فرنسا في القرن التاسع عشر ) وقد أعد هذه الرسالة في جامعة السربون ( 1950ـ 1957) وخصص قسماً خاصاً في الرسالة تحدث فيه عن رفاعة الطهطاوي .
وقام بترجمة كتاب ( تخليص الإبريز ) وأعد كتاب بعنوان ( ربع قرن مع رفاعة الطهطاوي) صدر في القاهرة عام 1985 م، وأعيد طبعه مع إضافات في تونس عام 1977م وبعنوان جديد هو ( عودة رفاعة الطهطاوي ) .
توفي شيخنا الجليل رفاعة الطهطاوي في 27 مايو سنة 1873 من الميلاد عن عمر يناهز السبعين عماً .
وكان رحمه الله قصير القامة واسع الجبين متناسب الأعضاء ، أسمر اللون ، حازماً مقداماً على ذكاء وحدة عالية . وكان يلبس اللباس العربي الخاص من الجبة والعمامة والقفطان ، ثم ارتدى بدلة باللباس الإفرنجي المشهور .
رحم الله شيخنا الجليل رفاعة الطهطاوي .
(خاص/ م . ف )
بل كان رائدًا للتغريب الحديث, عفا الله عنه.
وقد قام بالدور الأول في طمس معالم الحضارة الإسلامية وتحويلها إلى مسخ من الحضارة الغربية، وكلنا يعرف وزر من سن في الإسلام سنة سيئة, والله المستعان.
رفاعة الطهطاوي: رائد التغريب. (http://www.islammemo.cc/historydb/one_news.asp?IDnews=435)
( الشيخ الأزهري ) ، ( المرجع الفقهي لبعثة محمد علي )
رفاعة رافع الطهطاوي من أسرة متوسطة الحال من طهطا يرجع نسبه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وهو السيد الشريف / رفاعة بن بدوي بن علي بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وأمه السيدة / فاطمة بنت الشيخ أحمد فرغلي الأنصاري المتصل نسبه بالأنصار الخزرجية ، وهو من أبرز رواد النهضة العربية الحديثة ورائداً للتنوير .
ولد رفاعة الطهطاوي في مدينة طهطا بمديرية جرجا ( سوهاج حالياً) من الإقليم المصري وكانت ولادته في بداية القرن الثامن عشر في 15 أكتوبر سنه 1801 من الميلاد وعاش طفولته متنقلاً من قرية إلى أخرى من قرى الصعيد مع والده الذي سعى لتحفيظه القرآن الكريم وتعلمه المتون والأحاديث حتى أصبح متقناً لها ، ولما توفي والده السيد / بدوي جاء رفاعة الطهطاوي إلى القاهرة وعمره خمس سنوات ودخل الأزهر وكان من المجدين في تحصيل العلم ، وما لبث سنوات قليلة حتى أصبح من أهل العلم وكان من اشهر أساتذته في الأزهر الشريف الذين تلقى العلم على أيديهم هو الشيخ / حسن العطار ، الذي كان شيخاً للجامع الأزهر الشريف في ذلك الوقت ، وقد أولى اهتماماً بالغاً بتلميذه رفاعة الطهطاوي لما لمسه فيسه من حدة الذهن والدأب المتواصل في تحصيل العلم ، واستمرت دراسة رفاعة الطهطاوي في الأزهر الشريف لمدة ثماني سنوات ، وقد عاشها في بؤس وضنك مما تنفقه عليه والدته ببيع ما تملكه من مصاغ وأثاث حتى يتم دراسته وتخرجه من الأزهر الشريف وبعد أن أتم دراسة الأزهر الشريف درس سنتين أخرتين وعين إمامًا وواعظاً لإحدى كتائب الجيش سنة 1824 م. .
وهو من رواد التنوير في عصره مع كل من الكواكبي ومحمد عبده .
البعثة العلمية الكبرى إلى فرنسا
سافر رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا بترشيح من الشيخ / حسن العطار في عهد محمد علي وكان آنذاك في الخامسة والعشرين من عمره ، وذلك ليكون المرجع الفقهي للبعثة ، سنة 1826 ، وكان على رأس البعثة التي تضم 44 طالباً مصرياً ، ذهبوا لمختلف التخصصات العلمية . ولكنه لم يتفرغ للوعظ والإرشاد والإشراف الديني فقط بل اعتبر نفسه طالباً موفداً لمتابعة التحصيل العلمي فدرس الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والأدب والرياضيات والهندسة والفلك والزراعة ، وسارع رفاعة الطهطاوي إلى تعلم الفرنسية لكي يتعلم العلوم والآداب وعكف ليلة ونهاره على تعلم العلوم من علم إلى علم في التاريخ وتقويم البلدان وأصول القوانين والهندسة والمعادن وغيرها ومنذ أن وصل الشيخ رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا وأصبح ذهنه مشغولاً بكلمات خمس : مصر ، الإسلام ، فرنسا ، العرب ، العلم . وكان البرنامج الذي وضعه الشيخ رفاعة شاقاً ، لأنه أعد من الترجمة الفرنسية إلى العربية للعلوم المختلفة في الجغرافيا والتاريخ والطب والهندسة والتعاليم العسكرية وعليه أن يتم برنامجه في خمس سنوات ، وفي نهاية السنوات الخمس عقد للشيخ الامتحان النهائي وتقدم للجنة ومعه اثنتي عشر كتاباً أو رسالة ترجمها من الفرنسية إلى العربية والقد أعجب الجميع بتفوق الشيخ الجليل رفاعة الطهطاوي .
وتأثر الطهطاوي بجان جاك روسو وفولتير ومونتسيكو .
وحينما عاد رفاعة الطهطاوي إلى مصر سنة 1831 م. كان أول مترجماً مصرياً يجيد العربية والفرنسية وله إلمام بالطب ، وقد تولى الإشراف على مدرسة الألسن وأعمالاً أخرى وقد ملئت نفسه بالهمة والعزيمة والحماس والإقدام وأخرج هو وتلاميذه ألفي كتاب في عشر سنين وتقلب الشيخ رفاعة الطهطاوي في عهد محمد علي منذ عودته من فرنسا في عدة مناصب تولى تدريس اللغة العربية وتدريس اللغة الفرنسية في مدرسة الطب وترجمة العلوم المختلفة ، ولبث رفاعة الطهطاوي رئيساً لمدرسة الألسن لمدة 17 عاماً حتى أغلقت المدرسة في عهد عباس الأول ، وكان له فضل الإسهام في إنشاء أول جريدة عربية في المشرق كله وهي " جريدة الوقائع المصرية " .
رفاعة الطهطاوي رائداً للنهضة الحديثة 1801 ـ 1873
كان الشيخ رفاعة الطهطاوي رائداً للنهضة الحديثة ورائداً للتنوير ولم يكتف شيخنا الجليل بقراءة ما يقع تحت يده من مؤلفات المفكرين الاجتماعيين بل إنه إلى جانب انشغاله بالقراءة والترجمة قد استطاع ملاحظة دقائق الحياة الاجتماعية من حوله وتغلغل في صميم الحياة الفرنسية من جميع نواحيها السياسية والاجتماعية . وتم نفيه إلى السودان في عهد الخديوي عباس وعاد منها في عهد سعيد.
رده على الغربيين :
يرد رفاعة الطهطاوي في كتابه ( تخليص الإبريز ) على مقولة الغربيين بأنهم أساتذتنا في سائر العلوم يقول : ( إننا كنا في زمن الخلفاء العباسيين أكمل سائر البلاد تمدناً ورفاهية ، وتربية زاهرة زاهية ، وسبب ذلك أن الخلفاء كانوا يعينون العلماء وأرباب الفنون ..... وغيرهم ، على أن منهم من كان يشتغل بها نفسه ، فانظر إلى المأمون بن هارون الرشيد فإنه كان يشغل بنفسه بتعلم الفلك وقد حرر ميل دائرة فلك البروج على دائرة الاستواء فوجد ثلاثاً وعشرين درجة وخمساً وثلاثين دقيقة ميلاً ).
وقد رأى الطهطاوي أن القيمة العليا في الحضارة العربية والإسلامية تكمن في العدالة .
فالطهطاوي مغترباً وليس مستغرباً ، فقد اغترب ولم يتغرب ، اغترب فذهب إلى فرنسا ولكنه لم يغترب عن وطنه مصر ، فلم تمح شخصيته تحت وطأة الحضارة الأوربية بل حافظ على أصالته العربية .
وإنه صاحب فكر رابح في ديننا وتراثنا ثم هو مفكر متفتح قبل ما لدى الآخرين ويفهمه بعمق ولا يستعلى عليه بالانغلاق ولا يتهافت أمامه بالدونية ،إنما يتحسس منه الحس ويستأصل منه القبيح . إن فكر رفاعة يضع أساساً حقيقياً لنهضة المجتمع العربي الإسلامي ويقوم على ثلاثة أعمدة هي :
1ـ الإيمان بالله والاستمساك بديننا .
2ـ إعلان شأن العلم وإنه هو السبب المتين للتقدم .
3ـ الحرية .
( مصطفى محمود / حوار مع د. محمد رفاعة ، صـ 19 الأربعاء 28 صفر 1424هـ،10 أبريل 2003 م، السنة 36 ، العدد 12369 ، السياسة ، الكويت )
المرأة عند الطهطاوي
المرأة في فكر رفاعة الطهطاوي كما يقول د. محمد رفاعة : حاضنة الحضارة ومستودع فضائل الأمة . وكان رفاعة يقول : إن مقياس تمدن الأمم هو درجة احترامها للمرأة ، فكلما كانت الأمة متقدمة زاد احترامها للمرأة والعكس بالعكس ، ونادى بأهمية تعلم المرأة في كتابه ( المرشد الأمين لتعليم البنات والبنين ) .
وقد أصدر الشيخ رفاعة الطهطاوي المطبوعات الآتية :
1ـ القول السديد في الاجتهاد والتجديد
2ـ البدع المتقررة في الشيع المتبررة .
3ـ متن الأجرومية .
4ـ التحفة الملكدية لتعريب اللغة العربية .
5ـ منظوم في مصطلح الحديث .
6ـ نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز .
7ـ تلخيص الإبريز في تلخيص باريز
8ـ مناهج الألباب المصرية في مناهج الآداب المصرية .
9ـ المرشد الأمين للبنات والبنين . ( أصدرها المجلس الأعلى للثقافة الطبعة الأولى بنفس شكله سنة 1289هـ، 1877م، وهو من تقديم الدكتور / عماد بدر الدين أبو غازي ).
11ـ الكواكب المنيرة في ليال افراج العزيز المقمرة .
11ـ التعريفات الشافية لمريد الجغرافيا .
12ـ قلائد المفاخر في غريب الأوائل والآواخر .
13ـ من كتاب مباديء الهندسة .
14ـ القانون الفرنساوي المدني .
15ـ نظم العقود في كسر العود .
16ـ مواقع أملاك في وقائع تليماك .
17 ـ ترجم السيرة الذاتية للأسكندر الأكبر .
18ـ ترجم بعض كتب ملثبيرون في الجغرافيا .
19ـ ترجم دستور فرنسا .
20 ـ كتاب ( الديوان النفيس في إيوان باريس ) وهو سيرة ذاتية لرفاعة ، وقد صدر ضمن سلسلة كتب عن أدب الرحلات والنصوص العربية المجهولة ، عن دار السويدي للنشر في أبي ظبي بالتعاون مع المؤسس العربية للدراسات والنشر .
لقد كان رفاعة الطهطاوي رائداً للنهضة العلمية والأدبية الحديثة مثالاً حياً للطالب النابغة الذي لم يدخر وسعاً في تحصيل العلوم والفنون والآداب فأصبح في قمة النابهين وكان نموذجاً كاملاً للمواطن الصالح الذي عمل جاهداً لنفع بلاده ونقل المعرفة ووسائل النهضة والحضارة إليها عن طريق التأليف والترجمة وأنشأ مدرسة الألسن بمصر ، وكان مقر مدرسة الألسن بسراي الدفتردار ، بحي الأزبكية ، وكانت تسمى أول إنشائها سنة 1835 من الميلاد مدرسة المترجمين ، ثم صارت مدرسة الألسن ، وكان الغرض من إنشائها تخريج مترجمين لمصالح الحكومة ثم اتجهت النية إلى أن يكون من خريجيها قلم الترجمة ، واستقر الرأي على أن يكون غرضها إعداد المترجمين.
لقد كان رفاعة الطهطاوي على جانب كبير من الذكاء وحدة الذهن وهذا ما نهض به من حضيض العسر إلى مراتب المجد والفخر حتى أصبح ممن يشار إليهم بالبنان .
ونظراً لأهمية الثقافة بالنسبة للمجتمعات فإنه تم تخصيص قطعة أرض بمدينة الكوثر بسوهاج لإقامة مركز ثقافي يحمل اسم رفاعة الطهطاوي ويضم مكتبة شاملة وقاعة للإطلاع ومسرحاً مفتوحاً وغرفة مجهزة للوثائق والمحفوظات وربطها بشبكة الإنترنت .
وتضم مكتبة رفاعة الطهطاوي بسوهاج 1067 مخطوطاً وتحتوي المكتبة على 1437 عنواناً بعضها ترجم إلى الفرنسية .
من الدراسات التي تناولت الطهطاوي :
أعد د. أنور لوقا رسالة الماجستير، عن كتاب ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز) ، وكتب رسالة الدكتوراة بعنوان ( رحالة وكُتّاب مصريون في فرنسا في القرن التاسع عشر ) وقد أعد هذه الرسالة في جامعة السربون ( 1950ـ 1957) وخصص قسماً خاصاً في الرسالة تحدث فيه عن رفاعة الطهطاوي .
وقام بترجمة كتاب ( تخليص الإبريز ) وأعد كتاب بعنوان ( ربع قرن مع رفاعة الطهطاوي) صدر في القاهرة عام 1985 م، وأعيد طبعه مع إضافات في تونس عام 1977م وبعنوان جديد هو ( عودة رفاعة الطهطاوي ) .
توفي شيخنا الجليل رفاعة الطهطاوي في 27 مايو سنة 1873 من الميلاد عن عمر يناهز السبعين عماً .
وكان رحمه الله قصير القامة واسع الجبين متناسب الأعضاء ، أسمر اللون ، حازماً مقداماً على ذكاء وحدة عالية . وكان يلبس اللباس العربي الخاص من الجبة والعمامة والقفطان ، ثم ارتدى بدلة باللباس الإفرنجي المشهور .
رحم الله شيخنا الجليل رفاعة الطهطاوي .
(خاص/ م . ف )
بل كان رائدًا للتغريب الحديث, عفا الله عنه.
وقد قام بالدور الأول في طمس معالم الحضارة الإسلامية وتحويلها إلى مسخ من الحضارة الغربية، وكلنا يعرف وزر من سن في الإسلام سنة سيئة, والله المستعان.
رفاعة الطهطاوي: رائد التغريب. (http://www.islammemo.cc/historydb/one_news.asp?IDnews=435)