المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : المرأة والرجل ( ما لم يكتشفه العلم بعد...)



هيفاء العرب
23-10-2002, 10:19 AM
أشكركم على هذا الموقع المميز الذي أرشدني إليه عاشق الخيمياء...

هذه المقالة هي دراسة نقدية حول كتاب

"المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيرك"


كتاب: "المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيرك"

تتميز سلسلة علوم الايزوتيريك عن سواها بأنها تتخذ من الإنسان محوراً… ولا تعالج أي موضوع لا يفيد تطور الإنسان. وكتاب " المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيريك " هو كتاب المرأة-الإنسان، والرجل-الإنسان في مسار التطور. فلكلمتيْ المرأة والرجل أبعاد تجعل الفكر يغوص عميقاً في كل ما كتب و يكتب عن علاقة هي في الأصل أساس بناء الحياة أولا والمجتمع ثانياً. خاصة أن واقع تلك العلاقة يضع المرأة في موقف غير متكافئ، تتنازعه الحيرة والأسى والشد العكسي. وهو واقع حال الجمعيات النسائية ولجان الدفاع عن حقوق المرأة اذ تخوض صراع التحرر، صراع المساواة الكاملة بين المرأة والرجل. فالمرأة التي كانت تمثل العنصر الضعيف على مر العصور ( بحسب التاريخ الذي كتبه الرجل عنها ) ما فتئت تطالب بحقوقها إلى حد الثورة على الرجل ومحاولة التسلط عليه، إن لم نقل الثأر منه أحيانا… والرجل من ناحيته، والذي كان يمثل الحاكم المطلق داخل العائلة وخارجها، بات يجد في المرأة منازعاً يهدد وجوده وسلطته وتاريخه. فهل المرأة محقة بثورتها للمطالبة بحقوقها إسوة بالرجل ؟ وهل الرجل عادل في تصلبه؟ ولاسيما أننا وسط هذه الصراعات نشهد العائلة كمؤسسة تتضعضع أو تنهار وبالتالي تتصدع البنية التحتية للمجتمع.
الإجابة عن هذه الطروحات تستلزم الوعي في تحليل أسباب صراع المساواة بين الجنسين الذي زُرِعَت بذوره مع بدء التاريخ المكتوب، وتمتد جذوره في أعماق حاضرنا، ويكاد يهدد ظلامه مستقبل الأجيال الصاعدة من خلال تبادل الأدوار…فمرة الظالم هو الرجل ومرة المرأة، فتتفاقم سوء المعاملة ويعود العنف إلى الواجهة.
في خضم هذا الواقع المهين من جانب الرجل والمرأة معاً، ظهر كتاب "المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيريك" (تأليف د. جوزيف مجدلاني - منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء) ملقياً بصيصاً من نور، من وعي ومعرفة وتخطيط وتصميم مستقبلي، ومن دون مفاضلة بين جنس وآخر. يسلط الكتاب الضوء في دقة وشفافية وحكمة على الإنطلاقة الأولى للمرأة والرجل معاً … تكرست أو بالأحرى تقدست بالمساواة التامة بينهما، والمساواة أساس العدل، عدل الخلق.
ويسترسل الكتاب " ناكشاً " ماضي باكورة البدايات وصولاً إلى الحاضر، ومنتهياً في المستقبل… واصفاً علاقة المرأة والرجل بالمقدسة. لان وجودهما هو الأقوى تقديساً لفعل الخلق!
يخبرنا الكتاب أن المرأة والرجل انطلقا معاً في مرحلة ما من مفهوم الإنسان كوجود، وهذا الوجود هو حقيقة وحدةٍ انعكست من الإنسان الكامل في رجل وامرأة، وهذا الانعكاس امتداد، والامتداد مساواة أطلقها النظام الكوني العادل الحكيم. فهو ( أي الكتاب ) " محاولة تتصدى لأعتق مشكلة في التاريخ، ألا وهي الثنائية " ( على ما تذكر السيدة عايدة نصرالله الحلواني نائبة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية في مقدمتها للكتاب ). لكن لماذا تهتم علوم الايزوتيريك بهذه المسالة؟ يجيبنا الكتاب نفسه بالقول إن " مهمة الايزوتيريك جلاء الغموض وإزالة الغبارعن كل ما يفيد الإنسان ويفتح وعيه. لان الايزوتيريك كما وصف البعض مؤلفاته هو" تاريخ وجود الإنسان وأصالته وإطلالة معرفته ونهج تطوره في الحاضر… نحو المستقبل البهي".
السر، كل السر يكمن في الوعي، لأنه المحور الذي يرسم بموجبه الإنسان دائرة وجوده ضمن مسار التطور والارتقاء صعداً نحو الأصل، نحو الوحدة الأولى، نقطة الانطلاق والهدف في آن واحد. "والصعود هو الاسم الروحي للتطور" على ما يذكر الأب يوسف يمين في مقدمته للكتاب. يبدأ الكتاب بالقول "اكثر ما يلفت الانتباه في واقع مجتمعنا هو التمييز المجحف بين المرأة والرجل… واكثر ما يلفت الانتباه على مسار الباطن الإنساني - الايزوتيريك، هو تساويهما اللأساسي".
لعله من الواضح أن التمييز بين المرأة والرجل في المجتمعات الشرقية خاصة، بدأ من أسطورة آدم وحواء. فحواء خلقت من ضلع آدم ثم أغوته فحرمته نعيمه في الجنة وكانت سبب خطيئته - بحسب الأسطورة.
فلنتوقف هنا قليلاً ولنفكر في عمق ونتمعن… فتقويم الواقع في تجرد يجعلنا نلمس أن المجتمعات البدائية تبنَّت المفهوم الحرفي لتلك الأسطورة، علماً انه لا مفكر على وجه الأرض( رجلاً أو امرأة ) إلا يدرك حق الإدراك ان للأسطورة، كل أسطورة، رموزاً هي كالقشور التي تحجب حقائق إنسانية كبرى… فهل نتبنى القشور وننسى الحقائق؟
يوضح الكتاب حقيقة أسطورة آدم وحواء بالعودة إلى الاستيمولوجيا وعلم الكِلَم بدءاً برمز كلمة آدم، يوضحها على النحو الآتي:" وجود الإنسان على الأرض لم يكن وجود فرد واحد. فالمقصود بالإنسان (آدم) هو شعب آدم ". أي شعب الإنسان الكامل في الزمن الذي كانت فيه الأرض تجسد الكمال الإلهي – أي الأرض-الجنة. ويوضح في مكان آخر" فالكمال لا يعي نفسه إلا بالنقصان… والثنائية هي العنصر الفاعل الذي سيدفع الإنسان ليسعى… والسعي هو سبيل الاكتساب، سبيل التقدم والتطور. يسعى الإنسان نحو الجزء الآخر ليكمل النقصان في نفسه. بذلك يتفهم النقصان ويتقدم نحو الكمال الذي انتقَص منه، الذي كان هاجعاً فيه ". ولعل ذلك ما يفسر حقيقة التجاذب والانجذاب بين الجنسين. فالانجذاب هو الذي يتطور إلى حب بين الرجل والمرأة. لكن أي انجذاب هو المقصود، وأي حب؟!
إن الثنائية التي تتوق إلى وحدتها، إلى كمال صفات تلك الثنائية المتمثلة بأجهزة أو بأبعاد الوعي السبعة(أو كما اصطلح على تسميتها بالأجسام الباطنية) التي يتألف منها كل إنسان كما توضحها علوم الايزوتيريك في الرسم البياني المرفق. فالجسد المادي أدنى تلك الأبعاد وأكثرها كثافة، أما أعلاها واشدها شفافية فهي الروح. فحين ازدوج الإنسان الكامل إلى رجل وإمرأة، تمدد الرابط الروحي بين النصفين فيما ازدوجت الأجسام الستة الباقية، فبات الرجل يحوي سبعة أجسام باطنية لكن الصفات الأكثر قوة واشد قابلية للاكتمال هي صفات وخصائص الأجسام الباطنية الثلاثة التالية: الجسم الأثيري (الوجود)، الجسم العقلي، وجسم الإرادة، وعليه تفعيل الأجسام الثلاثة الأخرى المتبقية. كذلك الآمر بالنسبة للمرأة فهي تحوي سبعة أجسام باطنية، لكن الأكثر فاعلية فيها هي الجسد المادي، المشاعر والتطبيق، وجسم المحبة، وعليها تفعيل الأجسام الثلاثة الأخرى، (الاثيري والعقلي والارادة).
إن ضرورة توعية الصفات الكامنة في كل من المرأة والرجل يوضح حقيقة التداخل بين الكيانين، أو ما يسمى بالتجاذب الذي لا يجد له المرء عادة التفسير في الحياة اليومية العادية. لكن المرأة والرجل عمل كلاهما على تنمية التجاذب الجسدي من دون مكونات الكيان الأخرى إلا في شكل سطحي أحياناً، مما أدى إلى خلل في العلاقة بينهما، وظهر عدم التوازن في المعاملة وانكفأ جوهر الحب كنتيجة تفاعل بين الكيانين. فالحب على عكس ما يعتقد الكثيرون، لا ينحصر في الجاذبية الخارجية بين الرجل والمرأة، ولا ينمو بها. الحب تعلّم، أي أن كلا الرجل والمرأة ينبغي أن تكون علاقتهما سعياً الى التعامل الفكري والعاطفي والجسدي الواحد مع الآخر وذلك، بغية تحويل الانجذاب إلى انسجام، فينمو الحب وتقوى جذوره في تربة الوعي ويتجه نحو الحب الكبير من خلال التجدد الدائم وصولاً إلى العلاقة المتوازنة والمساواة التامة ومداها حرية وعي يتنامى يوماً بعد يوم.
قد تبدو هذه الصورة شبيهة بالمعادلات العلمية الجافة.فقد جرت المعادلة على وصف الحب بذلك الشعور العفوي الفطري الذي يتماوج فرحاً وتلذذاً… ولا يملك المرء حياله إلا الانجراف فيه والانصياع له. لكن بعدما يستفيق الحب من هيامه، وتصبح العلاقة تحديد مسؤولية وقرار ارتباط بالزواج، ألا يلزم إيقاظ الإرادة الفردية ووضع الحب في الإطار الفكري اللازم الذي يحدد مستقبل المرأة والرجل ومسؤوليتهما معاً؟! ذاك ما يستدعي تقويم الحب وتطويره أو تضميخه بالوعي ليتنامى نضجاً وادراكاً متوسعاً في حياة مشتركة. أما، لو اتجه الهوى والهيام إلى الارتباط بالزواج بلا تخطيط واضح وتنظيم في توزيع المسؤوليات على الطرفين، والسعي إلى بناء اسرة إلى جانب المشاركة في كل ما يتطلبه الواقع الحياتي… ففي غياب كل ذلك ينذر الواقع بخطورة الخلل الذي يهدد العلاقة بين الزوجين جراء المفاهيم التقليدية المتوارثة والتي مر عليها الزمن. وهذه حال المجتمعات الشرقية عامة، وجراء حرية هوجاء هي أشبه بالانفلات في المجتمعات الغربية. وفي الحالتين يفتر شعور الحب بعد وقت ليس بطويل، وتبدأ النزاعات وتتفاقم وقد ينتهي الأمر بالطلاق أو بالهجر.فتجارب فشل الزواج تثبت ذلك، ومستشارو علم النفس يؤكدونه. لكن لسوء الحظ، احياناً كثيرة يسبق السيف العدْل. فبأية مساواة ترانا نطالب؟!
في المجتمعات الغربية أدت انطلاقة الثورة الجنسية التي شهدتها الفتاة (الغربية) في الستينات، إلى الاعتقاد أنها ستساويها بالرجل، أو بالأحرى ستحررها من "استعباد" الرجل لها! لكنها أوقعتها في صراع التخبط والعشوائية بسبب إذلالها للحب. ظنت كأنها بتحرير جسدها حررت فكرها…فيما العكس هوالصحيح. فالمسالة فكرية أولا وأخيرا، مسالة اقتناع ذاتي يستند الى تحرر اقتصادي، يتقوى بالتعلّم والانفتاح، ويكتمل بهدف الحب. وها نحن نرى اليوم ازدياد عدد المرأة العاملة والمتحررة اقتصادياً في مجتمعنا الشرقي ايضاً. نراها نداً للرجل، تنافسه في الوظائف وفي معظم الأعمال التي كانت وقفاً عليه، تعيل عائلتها وتعيل الرجل في بعض الأحيان.
ألم تحصل هذه المرأة العاملة ( في أي مجتمع كان ) ذات الحضور الفاعل في المجتمع على حقوق مساواتها بالرجل؟ لقد اكتسبتها، بل عرفت كيف تنتشلها من بين أنياب الرجل…فبدّلت نظرة الرجل إليها وجعلته يفرض احترامه لها، خاصةً إذا كانت تفوقه رتبة وراتباً. امرأة من هذا النوع لا مشكلة لديها في حرية القرار، ولا في الحقوق والواجبات والمساواة مع الرجل، فها هي تمارسها بتعلمها ومهارتها، اللذين فرضا وجودها ووضعاها في المكان المناسب ، وحرراها من "شوفينية" الرجل!… فالتحرر بلا هدف يفسد الشخص الجاهل…والحرية من دون وعي تؤدي إلى انفلات… والكبت يولد عقداً نفسية ويؤدي إلى ثورة… ولا فرق إن كان الشخص رجلاً أو امرأة!
معلوم أن الدول الغنية باقتصادها هي صاحبة الشأن وصاحبة القرار( الآمر الناهي) على الدول النامية التي لا بد من ان ترضخ لكل متطلبات الدول الغنية للحصول على مساعداتها. واذا كان هذا الواقع حال الكثير من الأزواج على الزوجات العاطلات عن العمل، فإلى أي حد ينبغي أن نلومهم ( الرجال) أو نلقي اللوم عليهن (النساء)؟!علماً أن الكثير من النساء راضيات بهذا الواقع الذي لا مفر منه في نظرهن. ولو تجرأنا وعكسنا الصورة… أي لو كانت الزوجة هي العاملة والزوج هو العاطل عن العمل، ألا نرى الزوج يشتكي من تصرفاتها لأنها هي الآمرة في المنزل؟!
من جانب آخر، المساواة في الحقوق والواجبات كالاستقلال تؤخذ ولا تعطى. أي امرأة كأي رجل، إن أحرزت العلم من غير أن تعمل وتتحرر اقتصادياً، فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تنتظر "دولة" الرجل وحدها لتمنحها حقوقها كاملة! المساواة في الحقوق والواجبات عمل فردي يسهل على كل امرأة تحقيقه وحدها إن استكملت المستلزمات… وفهمت دور الرجل في مشاركتها الحياة. وذاك ما نراه لدى رئيسات الجمعيات واللجان النسائية للدفاع عن حقوق المرأة، ولدى الأعضاء التنفيذيات في مجالس الإدارة، وهن مشكورات على كل ما يقمن به.
لكن، من ناحية أخرى، فان المرأة ، اي امرأة، لا تسعى بنفسها، ولا تناضل ولا تكافح من اجل حقها، من العبث أن نطالب لها بحقها ومساواتها بالرجل. فالعديد من النساء لسن على قدر المسؤولية، بل مكتفيات بما هن عليه من رضوخ لمطالب الرجل. قد يكن غير كفؤات لأي عمل، أو قد يؤثرن تمضية الوقت في الزيارات والاسراف على حساب الزوج، وربما يتحملن منه الكثير على مضض أو عن طيب خاطر. أما مطالبتهن بالمساواة والحقوق فلن تتجاوز كونها مجرد أحاديث اجتماعية ضمن جدران الصالونات! فقد أسرَّت لي إحداهن بأنها، شخصياً، لا تحبذ مبدأ المساواة. فالرجل (بحسب مفهومها) سيتوقف عن فتح باب السيارة لها… ولا يعود يساعدها في ارتداء معطفها… أو يقدم لها مقعده… أو يفسح لمرورها قبله احتراما لها… الخ… وتلك التصورات اقل مما توصف بأنها أضغاث أحلام أنوثة واهية!!! ولنعترف بصراحة، بان هذا حال عدد لا يستهان به من النساء، على هذا النحو أو ذاك… فاحترام الرجل لأنوثة المرأة تستشفه المرأة في الدقائق الأولى من أول لقاء… في حين أن إعجاب المرأة بالرجل لا يكتشفه الرجل إلا بعد لقاءات عدة. عدا أن تقدير الرجل للمرأة الواعية يضفي حباً متزايداً واحتراماً اضافياً لها. والعكس صحيح كذلك.
فيا أيها الرجل، نحن بنات حواء الواعيات، نعلم علم اليقين أن المساواة الكاملة لا نتوقعها منك هبة… ولا هي تؤخذ بعقد المؤتمرات والقاء الخطابات الرنانة والتظاهرات الصاخبة ورفع الشعارات… هي دليل كفاءة ونتيجة مسؤولية تحقق طموحات حقوقنا؛ والمسؤولية وعي في تطور ذاتي، والوعي عقيدة إيمان ودستور فردي على أساسه تشرع دساتير الدول وتسن أنظمتها… ثم يصار إلى تعديلها أو تغييرها إلى الأفضل مع ارتقاء وعي الشعوب.
آنئذ سنفرض وجودنا الفاعل على دولة الرجل، وسنحصل على المساواة الكلية والاستقلالية التامة عن طيب خاطر الرجل، بل أن دولة الرجل ستقدمها لنا بامتياز! لأننا نكون قد برهنا بالوعي والتطور عن جدارتنا واستحقاقنا. وسنعيد النظر معاً(رجالاً ونساءً) في قوانين الأحوال الشخصية وفي جميع الأنظمة الاجتماعية والأعراف والتقاليد… إلى جانب كل ما يحد من انطلاقة المرأة- نصف الحياة- انطلاقتها بحكمة الوعي وهدف الحكمة في حرية القرار.
صحيح أن لا سعادة تضاهي سعادة الحب إن تحول إلى شعور بالانسجام الداخلي. فالحب من غير الانسجام (كما يقول كتاب "المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيريك") يبقى مشاعر نفس وأحاسيس جسد… فيما الانسجام سعي فكر وإرادة وعي. فانسجام الحبيبين ينعكس تلقائياً بين أفراد العائلة، ويتوسع في المجتمع. انه شعور بالاكتفاء والثقة، الأمر الذي يطلق الفكر في أبعاد جديدة مبتكرة، ويحرره من أوهام المشاعر. كذلك المشاعر ترتقي بالحب فتستكين وتصفو وتحقق ما يسمى السلام الداخلي. ولولا معرفة الايزوتيريك للكيان الإنساني حق المعرفة لما أمكنه وضع أسس المساواة والعلاقة السليمة بين المرأة والرجل تحضيراً لمستقبل متطور انسانياً.
ويتوسع الكتاب في أسباب ظهور عقدة المفاضلة لدى الرجل… وكيف نشأ توهمه بتفوقه…كذلك التكوين الجسدي والنفسي والباطني لدى الرجل والمرأة، موضحاً أسباب اختلاف وعي الباطن لدى كل منهما… وملقياً الضوء على الصفات الإيجابية والصفات السلبية لديهما، إلى ما هنالك من مواضيع حياتية وعملية تهم كليهما في أصول الحياة الزوجية والتربية السليمة لبناء الأجيال الصاعدة. ثم ينتهي الكتاب إلى المستقبل، مستقبل الوعي… مسلطاً أضواء كاشفة، وغريبة في الوقت عينه… لم يجرؤ أحد على تناولها من قبل.
اقل ما يقال في كتاب "المرأة والرجل في مفهوم الايزوتيريك" انه تطرق إلى مواضيع دقيقة لم يسبقه أحد إليها… بسّطها وعالجها في منطق الوعي وفي أسلوب عملاني حياتي "… النقص في الوعي هو الذي أوجد عقدة المفاضلة والتفوق الذكوري، مما سبب خللاً في التوازن البشري". على ما يذكر الأب يوسف يمين في مقدمته الأولى للكتاب، مضيفاً "… الوعي هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى التكامل فالكمال". ولا تتحقق المساواة إلا بالوعي، وعي المرأة لدورها إلى جانب الرجل، ووعي الرجل لدوره إلى جانب المرأة. وهذا الوعي يكتسب بالتعلم والتثقيف والانفتاح الفكري على حس العدالة، لفهم المساواة وصولاً إلى حرية القرار، مقومات الشخصية الواعية هدفها في الحياة.
المهندسة هيفاء العرب

أدعوكم إلى اللقاءات الأسبوعية في بيروت، الأردن أو الإمارات حول علوم الإنسان، علوم الإيزوتيريك.

حياكم الله...

المهندسة هيفاء العرب

د.محمد الرحيلي
23-10-2002, 03:20 PM
أرحب بك أختي هيفاء العرب أجمل ترحيب في بيت العرب " الفصيح "

وحيهلاً بمشاركاتك الفاعلة في منتدى الكتاب

وعندي تساؤل يسير :

ماذا نستفيد من علوم الإيزوتيريك؟

أليس في دراسة القرآن من خفايا النفس الانسانية ما يغني عن هذه العلوم ؟؟

هيفاء العرب
31-10-2002, 09:44 AM
حضرة الأخ الكريم
أشكر لك ترحيبك بي في منتدى الكتاب.
بالنسبة لسؤالك أجيبك بشكل مختصر في شقين:
- الشق الأول يتعلق بسؤالك عن الإفادة من علوم الإيزوتيريك مع الإشارة إلى أنه هناك إثنان وثلاثون مؤلفاً باللغة العربية – تاليف مؤسس معهد علوم الإيزوتيريك الاول من نوعه في لبنان والعالم العربي، الدكتور جوزيف مجدلاني وهو يوقع مؤلفاته بالأحرف الثلاثة الأولى من إسمه (ج ب م)- جميع الكتب تقدم علوم الإيزوتيريك وتشرح كيفية الإفادة منها. أما أنا فأفيدك بإختصار أن هذه العلوم هي عبارة عن نظام حياتي متكامل يرتكز على تطبيق ما تقدمه مؤلفات الإيزوتيريك عملياً للإفادة منها حياتياً وبالتالي توسيع الوعي الفردي على أساس أن الإنسان في هذه العلوم هو المُختَبَر و المُخْتًبِر في آن. فكتب الإيزوتيريك تعرِّف هذا العلم على أنه علم الوعي، وهو أيضاً تقنية إعرف نفسك في أسلوب حياتي عملاني تطبيقي... هذا وأدعوك للإطلاع وإكتشاف عالم الإيزوتيريك الرائع بنفسك...

- أما عن الشق الثاني فلا أعتقد أيها الأخ الكريم أنك لم تسمع بالقول العظيم " أطلبوا العلم ولو في الصين"... فالقرآن الكريم لا يتعارض مع رغبة أي فرد في تلقي العلم والإختصاص والتوسع في فهمه لنفسه وحياته ووجوده... وما من عائلة اليوم إلا وتعتبر العلم أولوية تقدمه لأبنائها، فكيف إذا ما كان هذا العلم هو علم بناء الشخصية القوية والواعية لحقوقها وواجباتها في محيط العائلة والمجتمع على حد سواء خصوصاً في أيامنا هذه التي تسودها الفوضى الفكرية والكثير من التفكك الإجتماعي والمشاكل الصحية والأمراض المستعصية، وإلى ما هنالك من هموم مشتركة بين الكثير من بني البشر في أقطاب الأرض. وإذا ما تمعنت في الموضوعات المتنوعة التي تطرحها علوم الإيزوتيريك تجد أنها تهم كل إنسان في تفاصيل حياته اليومية إذ تتنوع الطروحات وتتناول كل ما يفيد الإنسان ويوسع وعيه حياتياً فتجد على سبيل المثال لا الحصر موضوعات حول: كيفية تأثير الغذاء في النفس، علم الألوان وكيف تتواجد الألوان في الكيان الإنساني، علم الأرقام وعلاقته بوجود الإنسان، أمراض القلب والدماغ وكيفية تفاديها... الخ... الخ... الخ.
طبعاً يمكنك إكتشاف ذلك بنفسك.

وتفضلوا بقبول فائق الشكر والإحترام.
م. هيفاء العرب

مُبحرة في علمٍ لاينتهي
09-09-2009, 07:27 AM
لرفع ..