المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : سؤال في الاستثناء



حذيفة معتصم
15-05-2016, 10:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
قال الشاعر :
"وليس وراء الشيء شيءيرده ...........عليك اذا ولى سوى الصبر فأصبر "

اذا قلنا " و ليس وراء الشيء من شيء يرده ........عليك اذا ولى سوى الصبر فأصبر"

فكيف سيكون اعراب سوى اذا اردنا ان نعربها بدل لان الاستثناء هنا تام متصل منفي و له حالتيان لهذا اذا اردت ان اعربها بدل
أ أقول ( سوى : بدل مجرور لفظا مرفوع محلا )على اعتبار سوى بدل من (شيء الذي اعربه: اسم ليس مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا لان مسبوق بحرف جر زائد)

أم أقول ( سوى : بدل مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر )

وشكرا جزيلا.

زهرة متفائلة
17-05-2016, 03:04 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ....أما بعد :

هذه بعض الفوائد !

ورد في كتاب " خزانة الأدب " للبغدادي هنا (http://www.mojtamai.com/book/almaktabah/book25/home/4/96-c5/67418--------2068)في ص : 2068

وهذا مقتطف :

وهذا البيت أحد أبيات أربعة لمسافع بن حذيفة العبسي مذكورة في باب المراثي من الحماسة وهي :

( أبعد بني عمرو أسر بمقبل . . . من العيش أو آسى على إثر مدبر )
( وليس وراء الشيء شيء يرده . . . عليك إذا ولى سوى الصبر فاصبر )
( سلام بني عمرو على حيث هامكم . . . جمال الندي والقنا والسنور )
أولاك بنو خير . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . البيت )

قوله : أبعد بني عمرو الخ الهمزة للاستفهام الإنكاري وأسر بالبناء للمفعول من السرور ومقبل بمعنى آت ومدبر بمعنى ذاهب وآسى : مضارع أسي من باب تعب بمعنى حزن .
وقوله : سوى الصبر استثناء منقطع لأن الصبر ليس من الشيء الراد الفائت في شيء . يقول : أأسر بعيش مقبل أو زمن مساعد بعد أن فجعت بهؤلاء أو أحزن في إثر فائت أو أجزع لتولي مدبر وليس وراء الشيء الفائت شيء يرده عليك فالأولى أن تتمسك بالصبر وتعتصم وقوله : سلام بني عمرو الخ سلام مبتدأ وجاز الابتداء به لتضمنه الدعاء . وخبره قوله : على حيث هامكم .

شرح الحماسة المرزوقي هنا (http://islamport.com/w/adb/Web/521/307.htm) وهذا مقتطف :

وقال مسافع العبسي
أبعد بني عمرو أسر بمقبل ... من العيش أو آسى على إثر مدبر
وليس وراء الشيء شيء يرده ... عليك إذا ولى سوى الصبر فاصبر
قوله أبعد بني عمرو أسر بمقبل كأنه قال منكراً مستقبحاً. يريد أسر بعد أ، فجعت بهؤلاء القوم بقدر يساعد، أو عيش يقبل، أو زمان يطاوع، أو أحزن في إثر فائت، أو أجزع لتولي مدبر. والمعنى: أن السرور كان يتصل بحياتهم، والغم كان يحذر مخافة أن يكون فيهم، وإذا قد مضوا لسبيلهم فلا شيء من أعراض الدنيا يلحق له حبور إذا نيل، ولا شيء من أعلاق المنى يحزن له إذا أفيت.
وقوله وليس وراء الشيء شيء يرده عليك أي يرجعه إليك. فالاعتصام بحبل الصبر هو الأولى؛ والأحب ديناً ودنيا، فاصبر وقوله سوى الصبر موضعه من الإعراب استثناء خارج، لأن الصبر ليس من الشيء الراد الفائت في شيء، فقد انقطع مما قبله..

نبذة عن الاستثناء المنقطع !

مقتطف من دراسة بعنوان : "الاستثناء بين النحويين و البلاغيين " لأروى عجولي هنا (http://alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=70459) :

الحالة الرابعة من حالات الاستثناء " المنقطع " : وأما المنقطع فالمراد به ألا يكون المستثنى بعضا من المستثنى منه ، و إذا كان المستثنى بإلا منقطعا ، فليس فيه غلا النصب بـ "إلا " سواء أتقدم على المستثنى منه أم تأخر عنه ، و سواء أكان الكلام موجبا أم منفيا .
وصل المسافرون إلا أمتعتَهم .. الأمتعة مستثنى وليست يعضا من المستثنى منه ، وعليه فالاستثناء منقطع والنصب واجب لأن حكم المستثنى النصب لوقوعه بعد تمام الكلام لموجب ، ولا غضاضة بكون المستثنى متصلا أو منقطعا
أما إذا وقع بعد تمام الكلام المنفي فيتعين النصب عند جمهور العرب ولا يجوز الإتباع ، وأجازه بعضهم وهم بنو تميم فهم يجيزون البدلية فيه ، إن صح تفرغ العامل قبله له و تسلطه عليه . فيجيزون القول :" ما وصل المسافرون إلا أمتِعَتُهم" .(3)
أمتعتَهمْ / عند الجمهور – مستثنى منصوب ، و أمتِعَتُهمْ / عند بعضهم – بدل مرفوع على التجوز .
و يرى سيبويه أن المستثنى المنقطع المنصوب بعد " إلا" إنما هو منصوب بعامل ، شانه في ذلك شان المستثنى المتصل . فما بعد إلا عند سيبويه مفرد سواء أكان متصلا أم منقطعا . و هي بمعنى " لكن " العاطفة التي لا يقع المعطوف بعدها إلا مفردا،غير أن إلا ليست حرف عطف،وهي عند أكثر النحاة بمعنى "لكنّ " المشددة النون ، فكون إلا بمعنى لكن يقتضي بعدها جملة اسمية الأصل تنصب المبتدأ و ترفع الخبر ،سواء كان خبرها مذكورا أم محذوفا فلو قلنا " نام أصحاب البيت إلا عصفرا مغردا " ، فكأنّ التقدير : "نام أصحاب البيت لكن عصفورا مغردا يقظ ، أو لم ينم" .(4)

أحكام المستثنى بغير وسوى :

(غير و سوى ) من أدوات الاستثناء، وهما اسمان معربان، ويعاملان معاملة الاسم الواقع بعد ( إلا ) في الحكم.
والاسم بعدهما ليس له إلا ضبط واحد ، و إعراب واحد ، هو ضبطه بالجر مجرورا بالإضافة دائما ويعرب " مضافا إليه " دائما ، و لابد ان يكون مفردا و الاداة الاسمية هي المضافة ، و أما ضبط " غير وسوى" فيختلف باختلاف حالة الكلام ، وحكمهما:
1- النصب: إذا كان الاستثناء تاما مثبتا.
2- جواز النصب على الاستثناء أو الإتباع على البدل من المستثنى منه، إذا كان الاستثناء تاما منفيا.
3- النصب دائما إذا كان الاستثناء منقطعا.

* * *

ــ تعرب " سوى " بحركات مقدرة على الألف .
ــ يمكن الاستفادة حول مسألة الإبدال في المستثنى هل يكون على اللفظ أو المحل من خلال ما :

ورد في كتاب النحو الوسيط 233 هنا (https://www.google.ae/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwikw_2wiOHMAhUMaxQKHdGdC0UQFggcMAA&url=http%3A%2F%2Fwww.uobabylon.edu.iq%2FuobColeges%2Fad_downloads%2F5_2916_695.doc&usg=AFQjCNH3LiwF-GO9oISeACHNirR65qKC4A&sig2=IyCnpB8qPENPEW0aeW4IZQ&bvm=bv.122129774,d.d24) من خلال الآيات الكريمة وهذا مقتطف :

يجب نصب المستثنى اذا جاء الاستثناء منقطعاً فالنصب واجب عند الحجازيين وراجح عند التميميين كقوله تعالى: )مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ ( (النساء/157) بنصب (اتبّاع) بتوجيه الحجازيين أما التميميون فعلى أنه بدل من العلم (أُبدِلَ على المحل ) لأن لفظة (علم) مجرورة لفظاً مرفوعة محلاً وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
.........
وانصب ما انقطعْ وعن تميم فيه ابدال وقعْ( 2)
الثاني: جواز النصب على الاستثناء والإعراب على البدل من المستثنى منه وهذا يحصل إذا كان الكلام تاماً لكنه غير موجب كقوله تعالى: )مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ( (النساء/66) فـ (قليل) بدل مرفوع أُبدِلَ من (الواو) في (فعلوه) ويجوز نصب (قليل) على الاستثناء وكذلك قوله تعالى: )وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ( (هود/81) برفع (امراتُك) على البدلية من (أحد) لانه فاعل مرفوع ويجوز نصب (امرأتك) على الاستثناء.
من الملاحظ أنه أحياناً لا يأتي الإعراب على البدلية من لفظ المستثنى منه ، وذلك لحصول إِشكال ما : كقوله تعالى: )لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ( (الصافات/35) فلفظ الجلالة (الله) أُبدِلَ من محل (لا واسمها) لان محله الرفع بالابتداء ولايجوز ابداله من لفظ اسم (لا) لان (لا) الجنسيّة لا تعمل في معرفة ولا في موجب. كذلك القول: (ما فيها من احدٍ الا زيد) فـ (زيد) ابدل من محل (احد) لان محله الرفع على انه مبتدأ مؤخر ولا يجوز جر (زيد) حملاً على لفظ (أحد) لانها موجبة بعد دخول (إلاّ) عليها و (مِن) الزائدة لا تعمل في موجب( 3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 2)حاشية الخضري: 1/459.
( 3)ينظر: شرح قطر الندى /246 والهمع: 2/190.



إذا قلنا " و ليس وراء الشيء من شيء يرده ........عليك إذا ولى سوى الصبر فأصبر"
فكيف سيكون إعراب " سوى " إذا أردنا أن نعربها " بدلا " لأن الاستثناء هنا ( تام متصل منفي ) و له حالتان :

ــ الصحيح أن الاستثناء هنا منقطع ! هكذا وجدتُه في أكثر من مرجع ! أي نوعه " تام منفي منقطع "
ــ حكمه : واجب النصب عند الحجازيين وراجح عند التميميين ( ومع النصب يجيزون الإبدال ) !
ــ ولكن الغريب أن الإجابة في الأسئلة الامتحانية للمناهج الدراسية لدولة العراق تقول بأن نوعه : استثناء منفي متصل ؟

لهذا إذا اردت أن أعربها بدلا
أأقول ( سوى : بدل مجرور لفظا مرفوع محلا )على اعتبار سوى بدل من (شيء الذي اعربه: اسم ليس مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا لان مسبوق بحرف جر زائد)
أم أقول ( سوى : بدل مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر )

* * *

نقول : سوى : بدل مرفوع من ( محل اسم ليس المؤخر )وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر




والله أعلم

حذيفة معتصم
17-05-2016, 03:36 PM
شكرا جزيلا على هذه الجهود القيمة .