يالِأيامٍ خَلَتْ أذكُرُها
زارَني فيها غزالٌ مَقْدِسي
مَرّبي مِثلَ غَمامٍ مُغْدِقٍ
وسقى قَلبَ العليلِ اليائسِ
خدُّهُ مزّقَ أستار الدُّجى
فاستوى بدرًا لِليْلٍ بائسِ
فِتنةٌ، أجْحَفُ أوصافٍ لهُ
أنّهُ شَهْدٌ، إذا الشَّهْدُ احتُسي
ماسَ في غُنجٍ شَهِيٍّ آسِرٍ
وسبى اللُبَّ بِلحْظٍ ناعسِ
وَدَنا حتى إذا صافَحَني
صِحْتُ أفديكَ بكلِّ الأنفُسِ
وانثَنَتْ أعطافُهُ فوْقَ يدِي
فَجَرى ريقي بِمَجْرى نَفَسي
وسقاني خمرةً مِن ثَغْرِهِ
وجَنى خدٍّ أسيلٍ أمْلسِ
فثَمِلْنا ساعةً مِن ليْلِنا
ذكّرَتْني الأُنسَ بالأندَلُسِ
وتغاضى الليلُ عنّا حينَها
وغَفا الفجرُ زمانًا أوْ نَسي
يالِريقٍ مِنْهُ أروى ظَمَئي
آهِ ما أروَعَ وَصلَ المَقْدِسي