بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
تحية طيبة إلى مقامكم الكريم في هذا المنتدى العريق.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فهذه نواة أولية لمشروع علمي مداره على اختصار كتاب: (العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده) لمصنفه: ابن رشيق القيرواني (ت 456هـ).
وهذا الاختصار هو على هيئة منظومة رجزية؛ على غرار كثير من منظومات العلم.
وقد ابتدأته من باب التجربة في لحظة صفاء خاطر واعتدال مزاج؛ ثم بدا لي ـ لما رأيت ما حصل فيه من تسهيل وتيسير بتوفيق الله ـ بدا لي أن أمضي في هذا الأمر. وقد أنجزت ـ بحمد الله وتوفيقه ـ شطرًا لا بأس به من نظمه.
سأنشرها هنا في هذا المتصفح على مدار أسابيع، أكمل في أثنائها نظم الشطر الآخر من الكتاب إن شاء الله تعالى.
مع ملاحظة أن هذا العمل ما زال نواة أولية لم ينتظم جميع أبواب الكتاب؛ بل كان جل تركيزه في هذه المرحلة على ما يتصل بشكل مباشر بقضايا البلاغة والنقد التي تقع من هذين العلمين في الصميم.
ولذلك فسيلحظ القارئ قفزا على بعض أبواب الكتاب وطيا لبعضها الآخر مما لا يتصل بشكل مباشر بموضوع النظم.
والمأمول ـ إن شاء الله ـ إتمام الكتاب بحده بجميع أبوابه التي وضعها مصنفه رحمه الله تعالى وأجزل ثوابه.
وتلك مرحلة أخرى تالية للمرحلة الأولى لها وقتها وأوانها بإذنه تعالى.
ولأن المقصود في النظم هو الإيجاز والإشارة؛ فلعلي أعود من بعد ـ بإذن الله ـ شارحا لتلكم الإشارات في شرح موجز موضح إن شاء الله تعالى.
وقد يتبع ذلك ـ إن بارك الله في العمر والعمل ـ شرح موسع يكون فيه كتاب العمدة في ضوء نظمه منطلقا لكتاب شامل يتناول قضايا النقد قبل ابن رشيق وبعده.
ولعل هذا من باب الأمنية والأمل؛ كما قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها * ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
وقد قال الشاعر قبل هذا البيت:
حب السلامة يثني عزم صاحبه * عن المعالي ويغري النفس بالكسل
وقد سميت هذا المنظوم بـ:
(مفتاح العُدَّة في نظم كتاب العُمدة لابن رشيق القيرواني)
ولا غنى عن توجيهكم وإرشادكم ونقدكم؛ فإن ذلك مما يستقيم به العمل، وهو غاية المراد والمطلوب.
واللهَ أسال التوفيق إلى إتمامه والتيسير فيه، وأسأله ـ جل وعلا ـ القبول والسداد، وأن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
والحمد لله أولا وآخرا،،،