أهل الشَّعر أعلى كعبا من أهل المدر .
رأى بعض النقاد في عصرنا ، أن أهل المدر وبخاصة أهل الحجاز من أهل يثرب ومن أهل مكة كانوا أعلى كعبا في رؤيتهم لفن الشِّعر من أهل الشَّعر أي أهل البادية .
فهل هذا الكلام صحيحٌ ؟
إن هذا الرأي يتجاوز واقع الإنتاج الأدبي الرفيع في العصر الجاهلي ، لأننا نعلم أن شعراء البوادي في الجاهلية كانوا أعلى كعبا في شعرهم من أهل المدن الحجازية , وحتى الناس في يثرب ومكة كانوا لا يزالون ، في صورة قبلية تعامل معها الإسلام حين جاء بغاية الدراية والحكمة .
ونرى كذلك أن شعراء يثرب في الجاهلية كانوا قبليين مسرفين في قَبَلِيَتِهم ، قبل الإسلام ، إذا ما ذكرنا ( قيس بن الخطيم ، وحسان بن ثابت ) مما يجعل النظر إليهم نظرة لا تساوي النظرة إلى أعلام الشعر في البوادي ، أمثال :
طفيل الغنوي
امرئ القيس
زهير بن أبي سلمى
الأعشى
النابغة
عبدة بن الطيب . وغيرهم كثير .
وحتى الذين ذكروا في الأسواق وخاصة سوق عُكاظ ، في الشعر الجاهلي تناقضوا مع أنفسهم حين أنيطت الحكومة ( للنابغة الذبياني )
ليحكم بين الخنساء وحسان بن ثابت .فحكم للخنساء وللأعشى قبل حسان ..
وكانت هذا صورة من صور إعلاء شأن البوادي على المدن الحجازية في صناعة الشِّعر .
-----------------
فما رأيكم ؟