السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مدحتكَ قال الوشاة كذبتَ *** و في الصدق مندوحةٌ عن كذِبْ
ألست الذي لمَّ شمل البلادِ *** و قد كان للنارِ فيها حطَبْ
هل جائزٌ هذا، كذِب ثم حطَب؟ و هل تجوز القافية الساكنة هنا؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مدحتكَ قال الوشاة كذبتَ *** و في الصدق مندوحةٌ عن كذِبْ
ألست الذي لمَّ شمل البلادِ *** و قد كان للنارِ فيها حطَبْ
هل جائزٌ هذا، كذِب ثم حطَب؟ و هل تجوز القافية الساكنة هنا؟
سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك
و صلِّ سلِّم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد الرسول الصادق الكريم الأمين، و على آله و أصحابه أجمعين و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أكاد أجزم أنها صحيحة، لكن هل من أحد يقطع الشك باليقين؟
و جزاكم الله خيرا
سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك
و صلِّ سلِّم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد الرسول الصادق الكريم الأمين، و على آله و أصحابه أجمعين و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،بداية يجب التفريق بين القافية والروي وهما مصطلحان عروضيان .فالروي الحرفالأخير من البيت وتنسب إليه وهو هنا الباء .أما القافية(من أخر البيت إلى أول متحرك بينهما ساكن)وعلى هذا فالبيت صحيح لأن رويه الباء الساكنة . هذا والله أعلم(د محمد علي الشافغي)
عليكم السلام ورحمة اللهالمشاركة الأصلية كتبها الأحمدي
فلا بأس فيما كتبت بفتح ٍ ** وكسر ٍ وضم ٍ قُبيل الروي
الأخ الغامدي .. الإخوة المشاركون .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..المشاركة الأصلية كتبها الغامدي
كتبت بالأمس تعقيبا لم أجده اليوم فلعلي أخطأت في تثبيته ..
في المنتدى موضوع عن حروف القافية وآخر عن حركاتها .. وأظن من المفيد الاطلاع عليهما ..
إن الحرف الذي يسبق القافية المقيدة في بيت الأخ الأحمدي ليس له اسم محدد بين حروف القافية.. ولكن حركة هذا الحرف تسمى ( التوجيه ) فيجوز في التوجيه أن يجتمع الضم والكسر، أما الضم والفتح أو الكسر والفتح ، فيعد عيبا من عيوب القافية يدعى ( السناد ) وهو هنا يسمى سناد التوجيه .. وإذا قلنا إنه عيب ، فهو جائز عند الضرورة ولكن على الشاعر أن يحاول تجنب تلك العيوب ؛ لأنها مآخذ تسيء إلى صفاء الشعر ، ويقف عندها الناقد العروضي .. فيجوز ( كذِبْ .. صعُبْ ) ويقبح ( كذِبْ .. كتـَبْ ) ويقبح ( صعُبْ .. ذهـَبْ ) فهل قطعت لك الشك باليقين يا أخي الأحمدي ؟.
هذا وللسناد أنواع تتعلق بمخالفات بين أنواع حركات أو حروف القافية وكل أنواع السناد هي عيوب ، مثل سناد التأسيس وسناد الحذو وسناد التوجيه وسناد الردف وسناد الإشباع .. فلتراجع في كتب العروض .. وشكرا ..
سبق أن كتبت دراسة ً عن قوافي الخليل ،ولكنها لم تكتمل بعد ، اقتبس لك منها ما يخص حركة ( التوجيه ) وهي احدى حركات القافية :
- التوجيه : حركة الحرف الذي قبل الرويّ المقيّد . قال الاخفش : ( ولا يجوز مع الفتح غيره ) ثمّ قال : ( ويجوزُ الكسر مع الضمّ في قصيدة واحدة ٍ ...... وقد أجازوا الفتح مع هذا ....... وليس هذا كالألف والياء والوا التي في الردف لأن تلك حروف ٌ فقبحَ جمعها في قصيدة واحدة ٍ وهذه حركات فكانت أقلّ من الحروف وأضعف ....... وقد جعلت الشعراء المفتوح مع المكسور والمضموم فأكثرت من ذلك ) (14) .
وليس هذا الكلام من التناقض في شيء ٍ لأن السماح بالجمع بين الكسرة والضمة وعدم جمعهما مع الفتحة هو رأي الخليل وبقية الكلام هو من تعليق الاخفش ومناقشته لرأي استاذه الخليل ، وقد أشار الاخفش الى ذلك بعد عدّة صفحات ٍ ، فقال : ( ومن السناد قول رؤبة في قول الخليل :
وقاتم ِالأعماق ِ خاوي المُخـْـتـَرَقْ
ألـّف َ شتـّى ليسَ بالراعي الحَمِـقْ
فجاء بالكسر مع الفتح . وهذا عندنا جائزٌ لكثرة ما جاء منه ) (15) .
فالخليل يعدّ ذلك سناداً لأنه لا يجيزُ الفتح مع الكسر أو الضم ويجيزهما معاً ، قال د. صفاء خلوصي : ( أجاز الخليل الجمع بين الضمة والكسرة فقط لما بينهما من تقارب من حيث كونهما صوتاً ضيقاً وأباح الاخفش الجمع بين الحركات الثلاث في حين أن كراع رأى الجمع بين الفتحة والضمة ونحن على رأي الخليل لقيامه على على أساس ٍ معقول ٍ في علم الأصوات ) (16) .
وقال في صفحة ٍ اخرى حكاية ً عن العروضيين : ( وأجازوا للشاعر أن يقول في قصيدة واحدة : فَعَـلْ ، فُعُـلْ ، وينْفَعِـلْ ) (17) .
أما نحنُ فعلى رأي الاخفش في جواز الجمع بين الحركات الثلاث لأن الشعراء أكثرت من ذلك ،
قال السيد أحمد الهاشمي : ( وهذا السناد قذ أجازوه لكثرة وقوعه في أشعار العرب )(18) ، وعليه لا داعي لدراسة التوجية ومعرفته ، وإن كان الاتفاق أحلى وأحسنُ وأدلّ على قدرة الشاعر وبراعته وتمكـّنه من الفاظه .
وهذا يجوز قياساً على الرويّ المطلق لأنهم لم يلتزموا قبلهُ حركة ً معينة ً ، وان كان الرويّ المطلق يعتمد على حركته مما يعطيه قوة ً وايقاعاً موسيقياً وخاصة ً اذا كان موصولاً بهاء ٍ ، أما الرويّ المقيّد فيعتمد في ايقاعه ِعلى حركة الحرف الذي قبله ُ ، ولذلك كان الأحسنُ اتفاقُ حركته ِ ،غيرَ أن القوافي المقيدة بحُسن وجمال القوافي المطلقة ، ومن أراد الجمال في شعره تجنـّبها الا في حالات ٍ نادرة ٍ ، وانّ ما يدعو الشعراء الى استخدام القوافي المقيدة هو إما تمام أجزاء الوزن الشعري بحيث لو حرّكَ الحرف الساكن ( حرف الروي ّ) لخرج عن الوزن الشعري كقول لبيد : ( إنّ تقوى ربـّنا خيرُ نَفـَـلْ ) فلو قال ( نفـَـل ِ ) لصارت التفعيلة ( فعلتن ) وهذه لا تجوز في الرمل وليست من وزنه ، وهنا يشعر السامعُ بأن الكلام قد وقفَ قسراً ، فيغفرُ للشاعر استخدام الحركات المختلفة قبل الروي ّ لأنّ الوزن قيـّد كلامهُ فإن ْ اطلقهُ كان خارجاً عنه ، وإما تخلصاً من الإعراب ِ حيث يجوز الجمع بين المرفوع والمنصوب والمجرور والمجزوم وكذلك المخفـّف والمشدّد ، ومن جاز له الهروب من حركة الرويّ تلافياً لوقوع الخطأ الإعرابيّ ، جاز له من باب التساهل ِ والتسهيل الجمع بين الحركات المختلفة قبل الرويّ المقيّد .
___________________________________________
(14) - القوافي / الاخفش / ص 31-32 .
(15) - القوافي / الاخفش / ص54.
(16) - فن التقطيع الشعري / د. صفاء خلوصي / هامش ص 218 .
(17) - فن التقطيع الشعري / ص 282.
(18) - ميزان الذهب في صناعة شعر العرب/ السيد احمد الهاشمي / ص 127.
الوزن سليم, ما دمت تسكن الحرف الأخير وليس هاء الضمير.
لي ملحوظة معنوية:
قلت: وفي الصدق مندوحة عن كذب.
يسمى هذا "تضمينا" لحديث هذا نصه:
صحبت عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا أنشدنا فيه شعرا وقال إن في المعاريض مندوحة عن الكذب
الراوي: مطرف بن عبدالله بن الشخير - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/638
والمندوحة هي الفسحة أو الاتساع, والمعاريض هي التورية في القول دون كذب, كأن تقول بدلا من فلان مريض, هو في حفظ الله...
ولهذا قيل: المعاريض مندوحة عن الكذب لأنها تفسح وتوسع الأمر أمام القائل.