قصيدة المرقش الأكبر : خلل في الوزن أم ماذا؟
هـل بالـديـارأن تـُجـيـبَ صـمـمْ = لــو كـان رسـمٌ ناطـقـاً كَـلـّـمْ
ــ ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ب ــ = ــ ــ ب ــ / ــ ــ ب ــ / ــ ــ
مستفعلن متفعلن فَعِلن = مستفعلن مستفعلن فـَعْـلن
الـدارُ قــفـرٌ والـرســومُ كــمـا = رَقــّشَ فـي ظهر الأديم قـلـمْ
ــ ــ ب ــ /ــ ــ ب ــ / ب ب ــ = ــ ب ب ــ / ــ ــ ب ــ / ب ب ــ
مستفعلن مستفعلن فـَعِـلن = مستعلن مستفعلن فـَعِـلن
وديـارُ أسـماءَ الـتـي تــبَـلــتْ = قـلـبـي فـعـيـني ماؤُها يُسجََمْ
ب ب ــ ب ــ/ ــ ــ ب ــ/ب ب ــ = ــ ــ ب ــ / ــ ــ ب ــ / ــ ــ
مـُتـَفاعلن مستفعلن فـَعِلن = مستفعلن مستفعلن فـَعـْلن
مـاذا عـلـيـنـا أن غــزا مـلــكٌ = مـن آلِ جـفـنـةَ ظـالمٌ مُـرغـمْ
ــ ــ ب ــ / ــ ــ ب ــ / ب ب ــ = ــ ــ ب ــ / ب ب ــ ب ــ / ــ ــ
مستفعلن مستفعلن فـَعِلن = مستفعلن مـَتـَفاعلن فـَعْلن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
عدَ العروضيون القدماء قصيدة المرقش الأكبر من السريع ، ولكن الأبيات المذكورة منها أعلاه احتوت على التفعيلة : " مُتـَفاعلن " كما يتضح من التقطيع العروضي لها . وغنيٌّ عن القول أن السريع من البحور التي لا تحتمل دخول " مـُتـَفاعلن " عليها ، فما عسانا قائلين ؟ . ومن الجدير بالذكر أن قصيدة الأعشى التي هي من نفس وزن قصيدة المرقـّش ، والتي مطلعها :
أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ إنْ لمْ يَكُنْ عَلى الحَبِيبِ عِوَلْ
قد احتوت ، أيضا ، على بيت أتت فيه التفعيلة : " مـُتـَفاعلن " واضحة لا لبس فيها ، وذلك في البيت التالي :
لا طائشٌ عندَ الهياجِ، ولا رَثُّ السّلاحِ مُغَادِرٌ أعْزَلْ
ــ ــ ب ــ / ــ ــ ب ــ / ب ب ــ = ــ ــ ب ــ / ب ب ــ ب ــ / ــ ــ
مستفعلن مستفعلن فـَعِلن = مستفعلن مـُتـَفاعلن فـَعـْلن
لا يمكننا ، في هذه الحالة ، الحكم باختلال الوزن على ما تقتضيه قوانين عروض الخليل ـ عليه سحائب الرحمة ـ إذ أن المرقش والأعشى شاعران جاهليان ، ولا يُعقل ، في مثل هذا الحال ، أن نحكم على السابقين بقانون اللاحقين ، والأحرى بنا أن نحاول فهم الأمر وتعليله من طريق آخر .
بعد هذه العُجالة ، التي تحفز كل من يهمه الأمر على البحث والتنقيب ، أرى أن نجعل نتائج مجهوداتنا ، نحن أعضاء الفصيح ، تأتي في مقالة ثانية بعون الله .