بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أنني لم انتبه إلى شعر بو حمد إلا مؤخرا إما لإهمالي ـ ومثله لا يهمل ـ أو لأنه لا ينشر أكثرها في مواضيع مستقلة ، وإنما يقوم بإدراجها ضمن ردوده ، واليوم تفرغت لها وبحثت عنها واختصرت الرد عليها في موضوع واحد ، لتكون الصورة أوضح ، فلا يسعنا أبدا أن نحكم على شاعر من خلال قصيدة أو أبيات
ولقد لمست من خلال قراءتي لقصائده التزامه بالأصالة واعتماده على جزالة الألفاظ
كما في قصيدته أشعارنا كذبا
مَـا عَابَهَـا قَلَـمٌ شَْرقـاً iiولاغَْربـا قَولاً ولا عَمَـلاً سِلْمَـا ًوَلا iiحَربَـا
هِيْ قُدسُنَا، أمَلٌ، حُبٌّ، وَمَـا iiوَثَـنٌ مَا قُدْسُنا سَكَـنٌ بَـلْ تَسْكُـنُ القَلْبـا
أسْعَى وَأحْلاميَ ألعُمْـيَ iiتُنَاشِدُنِـي فيْ كُلِّ دَرْبٍ لَهَا لَمْ أسْلُكُ، iiالدَّربَـا
ضِيْقٌ وَمَـا كَدَرٌ،هَـمٌّ وَمَـا iiسَبَـبٌ أحْيَا بِـلا أمَـلٍ مُسْتَوطِنـا ً iiغُربَـا
لَو تَعْلَمُ النَفْسُ مَا بالنَفْس ِمِن شَجَن iiٍ مَا ضَاقَ مَا لَمْ يَكُنْ بالأصْلِ هُْو رَحْبَا
ويلاحظ أيضا التزامه المطلق بمبادئه ، فلا نراه يدعو إلى شيء يظن انه لا يليق به هو ، فقد طبع شخصيته في شعره وهذا هو الشعر ،
ضِيْقٌ وَمَـا كَدَرٌ،هَـمٌّ وَمَـا iiسَبَـبٌ أحْيَا بِـلا أمَـلٍ مُسْتَوطِنـا ً iiغُربَـا
فهذا البيت ذكرني ببيت البحتري
بلغ من صبابة الدهر عندي طففتها الأيام تطفيف بخس
وببيت المتنبي : قليل عائدي سقم فؤادي * كثير حاسدي صعب مرامي
ولعل القارئ يرى أنني قد بالغت أو تكلفت ، ولكن على العكس فلو دقق في كل منها لوجد الشكوى من الزمان والغربة ( وبيت البحتري يليه بيت في ذكر الغربة ولكن الذاكرة لم تصنه ))
وقد أعجبني البيت ، والصدق أنني كنت اقرأ أبيات بو حمد دون ان يخطر ببالي انه قائلها ، كنت لأنها تتميز بقوة غريبة لا نراها في الشعر الحديث
وهناك ميزة أخرى وهي انه يحكي تجربته التي أظنها مليئة بالخبرة ،، فوالله لا تخرج هذه الحكم إلا من شخص مجرب خبير
أوطَانِـيَ عَبَـثٌ أحْلامِـيَ iiتَـعَـبٌ أشْجَانِـيَ بَلَـدٌ قُـدْسِـيَ iiخَْـربَـا
أحْـفَـاديَ عَــدَمٌ أولادِيَ iiيُـتُـمٌ آبَائِـيَ خُمُـلٌ أجْــدَادِيَ iiتُْـربَـا
رَدَّتْ وَمِنْ خَلْـفِ أسْتَـار iiٍكَرامَتُنَـا قَدْ ضَيَّعُونِي فَمِثْلِكْ كَانَ لِـي iiقُْربـى
حَتَّى عِتَابٌ، يَضِيْعُ العَتْبُ مِنْ iiكَـدَرٍ أنَّى لِيَسْمَعْ وَضِيْـعٌ مِنَّـيَ iiالعُتْبَـى
البيتان الأول والثاني من هذه المقطوعة يعيداننا إلى البيت
ضِيْقٌ وَمَـا كَدَرٌ،هَـمٌّ وَمَـا iiسَبَـبٌ أحْيَا بِـلا أمَـلٍ مُسْتَوطِنـا ً iiغُربَـا
ونفس الشيء أراه في البيت
رَدَّتْ وَمِنْ خَلْـفِ أسْتَـار iiٍكَرامَتُنَـا قَدْ ضَيَّعُونِي فَمِثْلِكْ كَانَ لِـي iiقُْربـى
وترصيعه
وليسمح لي بو حمد ، أن أقول ما ارتأيته في البيت
أوطَانِـيَ عَبَـثٌ أحْلامِـيَ iiتَـعَـبٌ أشْجَانِـيَ بَلَـدٌ قُـدْسِـيَ iiخَْـربَـا
فقد رأيت انكسارا بسيطا في الوزن وربما لو أضاف واوا أمام قدسي لتصبح ( وقدسي ) سيصبح حال البيت أفضل
ونفس الكلام أقوله في البيت
رَدَّتْ وَمِنْ خَلْـفِ أسْتَـار iiٍكَرامَتُنَـا قَدْ ضَيَّعُونِي فَمِثْلِكْ كَانَ لِـي iiقُْربـى
الشطر الثاني مكسور الوزن وبعد إذن بوحمد (قَدْ ضَيَّعُونِي وأنت كنت لي قربا )
حَتَّى عِتَابٌ، يَضِيْعُ العَتْبُ مِنْ iiكَـدَرٍ أنَّى لِيَسْمَعْ وَضِيْـعٌ مِنَّـيَ iiالعُتْبَـى
في هذا البيت ضعف في الأسلوب ففي الشطر الثاني اضطر شاعرنا لجزم المضارع يسمع بلام الأمر وذلك حفاظا على الوزن ولكنه سبقه باسم استفهام أنى فإذا كان بمعنى كيف لم يستقم الأسلوب فكيف تستفهم كيف يسمع الوضيع ؟ وتأمره بالسمع ، علما بأن الاستفهام إنكاري أي لن يسمع الوضيع
وقد استعصى علي تصحيحه
أما إذا كانت أنى بمعنى أين ، فالمعنى في قلب بو حمد
بَلْ قَدْ تَرِيْ صَخْرَة ًصُلْداً iiيُحََُّركُهَـا هَتْكُ العَذارى جهاراً وَالنِسَا iiضَْربَـا
إذ نَاظِرينَ وَمَا اهتزت جّوانِحَهُـم بَلَى:لَقَدْ نَالَنِي مِـنْ عَطْفِهِـمْ iiشَجْبَـا
أخْيَارُهُـمْ سَبَقُـوا بِالعِـزِّ iiلِلْشَـرفِ وَخَلَّفُـوا بَعْدَهُـمْ أشَْرفْهُـمُ iiالذِئبَـا
مَا كَانَ مَن مِثْلِهِـمْ بِالقُْـدس iiِمَنْزِلَـةً تَعْلوا بِهِمْ شَرَفَاً بَل هُـمْ لَهَـا iiسُبَّـا
بَلْ قَدْ تَرِيْ صَخْرَة ًصُلْداً iiيُحََُّركُهَـا هَتْكُ العَذارى جهاراً وَالنِسَا iiضَْربَـا
بيت رائع وصورة بليغة
إذ نَاظِرينَ وَمَا اهتزت جّوانِحَهُـم بَلَى:لَقَدْ نَالَنِي مِـنْ عَطْفِهِـمْ iiشَجْبَـا
بيت بليغ جدا لان فيه حذف فقد حذف المسند إليه ( المبتدأ ) هم
إذ هم ناظرين , وعليه فناظرين حال ، وخبر المبتدأ الجملة الفعلية (( اهتزت جوانحهم ))
ويجوز القول برفع ناظرين على الخبرية
أخْيَارُهُـمْ سَبَقُـوا بِالعِـزِّ iiلِلْشَـرفِ وَخَلَّفُـوا بَعْدَهُـمْ أشَْرفْهُـمُ iiالذِئبَـا
يا سلام كنت قد أصدرت حكما عليه بانكسار الوزن ،، ولكنني رجعت إليه مرارا إلى أن انتبهت إلى السكون على فاء (( أشرفهم ))
ورغم أنني لم افهم معناه
مَا عِنْدَهُمْ مِنْ رِجَالٍ تَفْخَرِيْـن بِهِـم بَلْ كُلهُمْ مِنْ خِنَاثٍ اشْرِبُـوا شُُربَـا
جُهََّالُهُـمْ عَلَـمٌ، أشْيَاخُـهُـمْ تَـبَـعٌ قُوَّادُهُـمْ سُكُـرٌ، حُكَّامُهُـمْ iiرَبَّــا
رَأتْ وَلِـي قَلَمَـاً دَمْعَـاً iiأُسَطُِّـرهُ ألا فَكُفَّ الَذِيْ سَطَّْـر بِـيَ iiالعَيْبَـا
بَلْ إنَّهَا نَصُـوحٌ وَالله قَـدْ iiصَدقَـتْ أعْيَـا سَقِيْـمُ هَـوان ٍدَائَـهُ iiالطّبَّـا
عَلْيَـاءُ تُعْجِزُنَـا، الجُبْـنُ iiيُنْـذِرُنَـا مُنَافِـقٌ دَمْعُنَـا، أشْعَارُنَـا iiكِْـذبَـا
صدقت والله في البيت الأول
جُهََّالُهُـمْ عَلَـمٌ، أشْيَاخُـهُـمْ تَـبَـعٌ قُوَّادُهُـمْ سُكُـرٌ، حُكَّامُهُـمْ iiرَبَّــا
عدت إلى الترصيع ما أروعك
آخر كلمة ربا ((( لم افهم معناها )))
رَأتْ وَلِـي قَلَمَـاً دَمْعَـاً iiأُسَطُِّـرهُ ألا فَكُفَّ الَذِيْ سَطَّْـر بِـيَ iiالعَيْبَـا
قلما ودمعا كان الأولى رفع احدهما على انه مبتدأ ( خبره شبه الجملة لي )) ونصب الثاني على المفعولية للفعل (( رأت ))
فإذا كان قصدت أنها رأت دمعا (( وهو الأرجح )) يجب رفع قلما
فيكون المعنى رأت ـ ولي قلم ـ دمعا ،، أي أنها رأت دمعا , ولي قلم جملة اعتراضية وهو الأفضل في نظري
عَلْيَـاءُ تُعْجِزُنَـا، الجُبْـنُ iiيُنْـذِرُنَـا مُنَافِـقٌ دَمْعُنَـا، أشْعَارُنَـا iiكِْـذبَـا
لا فض فوك
أعجزتنا العلياء ، وانذرنا الجبن ،،، ونافق دمعنا ،،،،،، وكذبت أشعارنا
هذا ما رايته وهو قابل للخطأ قبل قبوله الصواب لأنه رأي شخصي لا يستند إلى الموضوعية ، وأرجو ألا يغضب ، بوحمد مني لجرأتي على أبياته
وأتمنى أن أكون قد أفدته ولو بحرف
والآن أتذكر إنني كنت بصدد استعراض شعر بو حمد في هذا الموضوع ،ـ،، ولكن موضوعي لم يف بحق قصيدة واحدة ،،،،،
آسف لتشتت أفكاري ولي عودة مع إبداع بو حمد
مع محبتي
محمد