علم الدلالة جانب من الدراسات اللغوية بل هو [U]قمة الدراسات اللغوية
والدلالة هي المعنى وإن كان لفظ دلالة هو الشائع في الدراسات الحديثة
والدرس الدلالي قديم في تراثنا العربي ن فقد نال اهتماما كبيرا من العلماء في كل لامجالات لارتباطه بفهم الكلام، وكان للغويين القدح المعلى فيه
تجلى ذلك في إنشاء المعاجم التي بدأت بمعاجم الألفاظ وأولها العين للخليل الفراهيدي
ثم صناعة معاجم المعاني التي بدأت على شكل رسائل وفق ترتيب معين في موضوع واحد
ثم تطورت إلى أنظهرت عندنا المعاجم المتخصصة وأشهرها الخصائص لابن سيده
كما ظهر عندنا نوع جديد من المعاجم هو المعاجم المؤلفة على طريق الاشتقاق وكان ابن فارس صاحب هذا الميدان بكتابه مقاييس اللغة الذي يعنى بتوضيح المعاني الأصلية للكلمات
ثم كان عندنا تأليف المعاجم على أساس التمييز بين الحقيقة والمجاز ، والسبق هنا للزمخشري بكتابه أساس البلاغة
ثم كان هناك وجه جديد هو الدراسات اللغوية المستقلة لبعض الظواهر اللغوية مثل التضاد والترادف والاشتراك، وتتبع تطور الدلالة عبر العصور
كما برزت مشاركة علماء الأصول للتوضيح الدقيق لمعاني الألفاظ خوفا من الخطأ في فهم الكتاب والسنة
كما ظهر نوع خاص من الدراسات هو ما يمكن أن يسمى بالدراسات الفنية التي برع فيها ابن فارس وابن جني مثل محاولة ربط المعاني بالأصوات كذلك الباب الشهير في كتابه الخصائص: تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني
وجانب مهم جدا عني ب ه العلماء وكان لهم فيه جهد كبيرهو العناية بالأدوات النحوية لتوضيح معانيها، وأبرز هذه الكتبالجنى الداني للمرادي وفصل كبير في مغني اللبيب
فإن جئنا إلى العصر الحديث وجدنا أن (ميشيل بريل) الفرنسي هو أول من خطا في هذا الطريق، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر
ثم ظهرت كتب أخرى ككتاب (معنى المعنى) لـ (أوغدن) و (رتشاردز) ومن هذا الكتاب انتقل العلم إلى الولايات المتحدة، وظهرت مؤلفات عديدة لتتبع ظواهر لغوية معينة ككتاب فولكلور الرأسمالية الذي تتبع بأسلوب ساخر طائفة من الألفاظ السياسية والإدارية التي تسيطر على العقول وهو لثورمان أرنولد
وكتاب العلم وسلامة العقل لـ ( ألفرد كورتسببسكي) حيث بحث فيما يتركه الاستعمال المغلوط للألفاظ من آثار سيئة في التفكير
إعداد: أنوار الأمل
انظر: في علم اللغة للدكتور غازي مختار طليمات