مما يدرس في علم المعاني البلاغي تقديم اللفظ وتأخيره ، لم تقدم ولم تأخر ؟ وهل يجوز عكس الوضع دون تغيير المعنى أو اختلاله ؟ وهل التقديم في وضعه الطبيعي بتقديم العامل على المعمول ( أي المبتدأ على الخبر ، والفعل على الفاعل والمفعول ) أو هو تقديم عكسي ، وما الداعي لكل حالة ؟ وما الذي تضيفه للكلام ؟
وفيما يلي عرض بسيط لبعض تلك الأحوال :
تقديم المبتدأ : مما يفيده تقديم المبتدأ
1ـ تمكين الخبر في ذهن السامع : أحق الناس في الدنيا بعيب ... مسيء لا يبالي أن يعابا
2ـ تعجيل المسرة : ( النجاح حليفك )
3ـ بناء الفعل عليه : " إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين "
4ـ الدلالة على العموم : ما كل رأي الفتى يدعو إلى رشد ... فإن بدا لك رأي مشكل فقفِ
تقديم الخبر : مما يفيده تقديم الخبر
1ـ قصر المبتدأ على الخبر أي إفادة التخصيص : " لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون "
2ـ التشويق : ثلاثة ليس لها إياب ... الوقت والجمال والشبابُ
3ـ تأكيد الاهتمام به : " أفي الله شك ؟"
4ـ إبداء التعجب : " قال أراغب أنت عن آلهتي با إبراهيم "
تقديم المعمول على العامل
الأغلب فيه أن يكون لإفادة التخصيص وإبداء الاهتمام
وأوضح مثال عليه قوله تعالى : "إياك نعبد وإياك نستعين "
قدم إيا وهو ضمير المفعول على الفعل نعبد والفعل نستعين ، والمعنى : نخصك بالعبادة لا نعبد غيرك ، ونخصك بالاستعانة ، ولو كانت الآية هكذا ( نعبد إياك ) لاحتمل المعنى التوحيد واحتمل إشراك غيره معه أي نعبدك ونعبد غيرك ، أو نعيدك كما نعبد غيرك
والآن سؤال : قال تعالى : " اهدنا الصراط المستقيم "
هل يمكن أن يقول : إيانا اهد الصراط المستقيم ؟ ولماذا ؟