إخواني أعتذر عن الغيبة ولكنني مشغول قليلاً بالعمل (الذى فى غير تخصصى للأسف ولكن مشيئة الله فوق كل شىء والحمد لله)
إخوانى أنا حريص جداً على النهوض بمستوى معلمى اللغة العربية وأظن بعض أعضاء المنتدى لاحظوا ذلك!
أتعرفون لماذا ؟؟؟
لأنه للأسف يوجد الكثيرين من معلمى اللغة العربية الذين لا يجيدون نطقها صحيحة بمخارج حروفها الصحيحة وعندما يُولى أمر الصلاة يظهر العيب وهذا على سبيل المثال لا الحصر فنجد من تلك الأناس غير العارفين بأصول وقواعد اللغة العربية من يُعدلون لمعلم العربية ولكنه ليت الأمر كذلك بل منهم من يسخروا من معلم العربية الذى حدث معه الامر ويعمم هذا الشخص رأيه وتجاهه فى هذا المعلم على جميع معلمى اللغة العربية وهذا واضح جداً فى مجتمعاتنا وأنا أقول إنا لله وإنا إليه راجعون
أود أن أقول لكم إخوانى أن ما أقول نصيحة للجميع وأنا أولكم لاننا كل يوم نتعلم شيئاً جديداً ولكن بديهى هناك أساسيات لا يمكن التهاون فى تعلمها......وهى كثيرة.
ولكنكم لازلتم تتسائلون عما حدث للغتنا العربية؟
وهل تحتاج اللغة العربية إلى إعادة اعتبار؟
إنها بالفعل تحتاج إلى رد إعتبار ولكن لماذا؟ ؟ ؟ ؟......
تعالوا لنتعرف معاً عما حدث للغتنا العربية لكي تصل إلى هذا المستوى ويُرد إعتبارها ! ! !.
أولاً: كانت السلطة السياسية بيد العرب قبل حكم المماليك، وكان المسؤولون يتفاخرون بالفصاحة، و كذلك كان القادة العسكريون والإداريون والخلفاء وموظفو الدواوين. وعندما أصبحت السلطة بيد المماليك، تراجع ذلك الاهتمام لدى موظفي الدواوين باستثناء القضاة الشرعيين، وأدّى هذا إلى ضعف اللغة مع أنّ المماليك مسلمون. وحين وصل العثمانيون إلى السلطة استمر ضعف اللغة العربية لأن العثمانيين لا يتقنونها، وكانت لهم لغتهم اليومية التركية ـ العثمانية (غير اللغة التركية الحالية). فعلى الرغم من أنهم مسلمون، ودافعوا عما تبقى من أرض الإسلام بعد سقوط الأندلس، إلاّ أنهم لم يساهموا بشكل فاعل برفع الضعف عن اللغة العربية والاعتناء بها. وكان بعض القضاة من الأتراك (حتى في مدن مثل مكة والمدينة)، وبعض الموظفين والقادة العسكريين الأتراك، حين يحتاجون إلى تعلم العربية، يتعلمونها بالتركية، ولديّ كتاب تركي لتعليم اللغة العربية حتى في مدن مثل دمشق. وازداد الأمر استفحالاً مع استشراء الضعف في الدولة العثمانية ومع مجيء القوى التركية الطورانية (حزب الاتحاد والترقي).
ثانياً: حين سقطت الخلافة العثمانية سنة 1917 ودخلت قوات الاستعمار الأوروبي، بدأت مرحلة جديدة أشد وطأة على اللغة العربية بالتوازي مع التحكم الاستعماري في المجالات المختلفة.
وهكذا بدأت مرحلة جديدة من المؤامرات على العرب واللغة العربية، فاستُغلّت بعض النـزعات المحلية الضعيفة مثل الفرعونية والفينيقية لتكريس اتجاهات ومحاور ضد العرب والعربية. وتمثّلت خطورة هذه الاتجاهات والمحاور في اعتمادها على "عناصر" محلية حاقدة أو مضلًّلة. وهكذا زاد العمل ضد العرب والعربية عمقاً واتساعاً وخطورة، وساعد هذا الاتجاه على توسع السيطرة الاستعمارية الفرنسية في سورية ولبنان وفي المغرب العربي من أقصاه إلى أقصاه وسيطرة الاستعمار البريطاني على الخليج العربي من عدن إلى الكويت، وعلى العراق وفلسطين ومصر. إن هذه السيطرة ساعدت بعض الاتجاهات المحلية الضعيفة المتغربة على التنمر والبروز ومحاولة استغلال الموقف بينما كان الوضع العربي يعاني من أزمات حادّة.
ولقد ساهم العثمانيون بوقوفهم أمام الغزو الاستعماري، مع ضعفهم وتراجعهم في العقود الأخيرة من حكمهم، بالحفاظ على بقاء اللغة العربية في المغرب العربي عامة، بالرغم من الاحتلال الاسباني والفرنسي والايطالي. ذلك أن قوة الإسلام، من قوة العرب وقوة العرب من قوة الإسلام. وهذه المعادلة يجب أن تُدرس جيداً ويُعملعلى مراعاتها.
وحين قامت ثورة الثالث والعشرين من تموز/يوليو في مصر وأيقظت جذوة وحدة العرب من المحيط إلى الخليج، تنبـّهت القوى الصهيونية والامبريالية إلى أن الخطر ما زال قائماً، فبدأت هذه القوى، بعد انتقال القيادة العالمية من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية، بإتّباع سياسة جديدة لإضعاف العرب واللغة العربية. وتمثّلت هذه السياسةبالتالي:
ـ بدء العمل على برنامج جديد يتبنّى النخب المحلية المعادية المنسلخة من جذورها في المشرق والمغرب. كما استخدام سلاح الطائفية والجهوية لشق المجتمع العربي إلى طوائف وإثنيّات وقوميّات (ما يحدث في العراق مثال واضح). ذلك أنّ الانتماء للحضارة الإسلاميّة – العربية والتمسّك باللغة العربية هو ما يجمع الشيعة والسنّة، والعرب والعجم، والمسلمين والمسيحيين، ولكن يُراد من وراء الطائفية والجهويّة وانفراط عقد اللغة العربية الجامعة الدفع باتجاه المزيد من تفتيت الوضع العربي ليصبح فسيفسائيّاً بحسب التوصيف الصهيوني المزعوم.
ـ ومع قيام حركات الاستقلال عن الاستعمار الغربي، أخذت تبرز الهيئات المعنية باللغة ومنها المجامع والمجلات والمعاجم الجديدة، وهو ما كان قد بدأ في عهد محمد علي باشا. ولكن إلى جانب ذلك أخذ يبرز تيار محلي يعمل على جبهتين:
الأولى: اعتبار اللغة العربية جامدة وميتة.
الثانية: تكريس أهمية اللغات الأجنبية والدعوة إلى تعليمها وتعلمها والحديث عن مزاياها مثل المرونة والغنى ولغة المدنية والتكنولوجيا، وكل ذلك لصرف اهتمام العرب عن العربية.
فكيف نواجه إذن هذا التيّار إن لم نواجه مشكلة تدهور وضع اللغة العربية؟ هذا الأمر يتطلب أن تُبذل جهودٌ كبيرة، منها على سبيل المثال:
-----------------------------------
ـ مطالبة وزارات التربية والتعليم العربية والجامعات ومراكز الأبحاث بوضع تصوّر للتحدّيات التي تواجه اللغة العربية واقتراح برامج لحلّها.
-----------------------------------
ـ الإعداد لبرنامج واسع شامل في كل البلاد العربيةلتصفية بؤر الأمية، ومنع هذه البؤر من التوسع بسبب التسرب الحاصل في أعداد صغار السن الذين لا تتوافر لهم الدراسة الابتدائية لعدم قدرة المدارس على الاستيعاب أو اضطرار بعض الأهالي إلى الاستعانة بأبنائهم للعمل بسبب سوء الأوضاع المعيشية. وهذا يعني المطالبة بالتطبيق الصارم لإلزامية التعليم الابتدائي ومجانيته.
--------------------------------------
ـ الإعداد لحملة شاملة تؤكد أهلية العربية وقدرتها على التكيف والتطور كما حدث في القرون الوسطى حين لم تكن الإمكانيات العلمية متوافرة كما هي اليوم، وذلك يوم احتضنت العربية الثقافات المعاصرة وأثّرت فيها وأغنتها حتى أصبحت العربية لغة الثقافة العالمية. وهذا ما يمكن أن يحصل الآن إذا توافرت البرامج والقرارات السياسية والجهد المنسّق.
---------------------------------------------
ـ إعادة النظر في طرائق تدريس اللغة في كل المراحل، من الروضة إلى الجامعة بما يسهّل على الطالب تملّكها وإتقانها.
---------------------------------------------
ـ إعادة تأهيل معلمي اللغة العربية في كل المراحل، من الحضانة إلى الجامعة عبر دورات مكثفة وشاملة تهدُف إلى إتقان تعليم اللغة العربية بطرق ووسائل سهلة تُحبّبها لطلابنا.
---------------------------------------
ـ تأهيل الآباء والأمهات عبر دورات شاملة للمساهمة، إلى جانب المدرسة، بمساعدةأبنائهم على تذوّق اللغة العربية.
---------------------------------------
ـ إعادة النظر في برامج القبول بالجامعات، بحيث تأخذ اللغة العربية حقها في تحديد الطلاب المتفوقين. كما الاهتمام ببرامج تعريب الجامعات.
--------------------------------------
ـ إعداد مختارات دورية من جيد الشعر والنثر وتعميمها في الوطن العربي لقراءتها وإبراز غنى العربية وقدرتها على التعبير، بما في ذلك التعبير العلمي.
--------------------------------------------
ـ القيام بحملات مضادة للحملات المعادية والشبهات التي تثار حول اللغة العربية وكشف تضليلها ومخاطرها.
--------------------------------------
أخيراً، إنّ النهوض باللغة وإعادة الاعتبار لها، يعتبر من العوامل الأساسية للنهوض السياسي والاقتصادي والثقافي. بل النهوض الحضاري بأسره. الأمر الذي يقتضي ربط مسألة النهوض باللغة العربية بقضايا مقاومة الاحتلال والاستعمار والتغلغل الأجنبي المعادي والسيطرة الصهيونية والامبريالية كما ربطها بتعزيز السيادة والاستقلال وتحقيق التضامن العربي والسوق المشتركة والتشديد على روح التوحّد إن لم يكن من المتاح حالياً تحقيق الوحدة.
-----------****---------------****------****-
للأمانة العلمية : نُقل المقال المناقش حول رد إعتبار اللغة العربية من هنا.
أرجو المناقشة والرد وانتظروا تكملة السلسلة على نفس المقال فكونوا معنا يداً بيد حتى لأننا نلتقى لنرتقى فهيا بنا لنرتقى.