قنابل العامية تدك حصون الفصحى
إن من أبرز الدعوات الهدامة للغة العربية في هذا العصر هي الدعوة إلى استخدام اللهجات العامية ، لأنها – كما يقولون – أسهل من اللغة الفصحى ، وهي اللغة التي يفهمها كل الناس من مثقفين وعوام ، ومما زاد المشكلة تعقيداً قيام الشعراء بكتابة قصائدهم باللهجة العامية وقيام أصحاب الجرائد والمجلات بفتح المجال لهم لنشرها ، مما أدى إلى انتشار ما يسمى بالقصائد العامية أو النبطية ، ومع مرور الوقت شاعت هذه الطريقة في كتابة القصائد حتى إنك لا تفتح جريدة أو مجلة إلا وتجد القصائد العامية فيها تطغى على الفصيحة ، بل لقد تم تأسيس مجلات وجرائد متخصصة في هذا المجال فقط .
ثم يأتي دور التلفاز فيزيد من انتشار هذه المشكلة ، حيث ازداد عدد المذيعين الذي يستخدمون العامية في برامجهم بعد أن كان عددهم محدوداً ، بل لقد صارت العامية هي الموضة الجديدة المنتشرة بينهم . خصوصاً برامج التسلية والمسابقات .
وإن مما يدعو إلى التعجب أن ترى بعض من يدّعون الثقافة و الأدب – ومنهم معلمون ومربون – ينكرون ما للعامية من أثر خطير وضرر كبير على اللغة العربية الفصحى ، بل ترى فيهم من يدافع عن اللهجة العامية باعتبار أنها – كما يقولون – فن من الفنون وأدب من الآداب لا ينبغي أن يندثر ، هل يدرك أولئك المصفقون للعامية نهاية الطريق التي يريدون أن يدفعوا الناس إليها ، هل يعلم أولئك المطبلون والمزمرون للعامية النتيجة التي قد تصل إليها لغة القرآن الكريم بعد فترة من الزمن .
إذا استمر الوضع على هذه الحال ، فإننا لا نستغرب أن يأتي يوم نرى فيه اللغة العربية الفصحى وقد صارت طلاسم ورموزاً غامضة ، لا يفهمها إلا رجال الدين ومدرسو اللغة العربية وهذا ما يريده أعداء الإسلام .
ونحن إذا أردنا حل هذه المشكلة والمحافظة على لغتنا التي هي مصدر فخرنا نجد أنه يجب على كل فرد منا أن يبذل أقصى ما بوسعه للحد من هذه المشكلة والقضاء عليها .
أخوكم / زكي