[poem font="Simplified Arabic,7,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عودة بلفور[/poem]
[poem font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
شعر د. جمال مرسي[/poem]
[poem font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/20.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بُلْفُورُ عادَ إلى الدُّنا من قبرِهِ=بوعودِهِ لِبَنِي اليهودِ و سِحرِهِ
مِنْ بَعْدِ أعوامٍ عِجافٍ قَدْ مَضَتْ=عاَد اللئيمُ بِخُبثِهِ وَ بِمَكْرِهِ
أَرَأَيْتمُ مَيْتاً قضى في سالفٍ=قد جاءنا مُتَبَخْتِراً في سَيْرِهِ ؟
وَجْهٌ عَبُوسٌ قد تَغَشّاهُ البِلَى=و رُكامُ سنواتِ الأسى في شَعرِهِ
قَلْبٌ تَغَشّاهُ السَّوادُ ، فَلَمْ يَزَلْ=كالصَّخْرِ أعيى عُصْبَةً في كَسْرِهِ
وَ يَكادُ يُشْبِهُ في رَدَاءَةِ طَبْعِهِ=فِرْعَوْنَ في جَبَرُوتِهِ ، في كِبرِهِ
انظرْ إلى كَفَّيْهِ و اْلمحْ فيهما=دَمَ مَنْ قَضَوْا عمداً بِخِنْجرِ غدرِهِ
كالأُفْعُوانِِ يبُثُّ سُمّاً قاتلاً=و تُعينُهُ عَضَلاتُهُ في نَشْرِهِ
وَ لَهُ لسانُ خديعةٍ ، لا يرعوي=عن إفكِهِ ، ذَاقَ الوَرَى مِنْ جَمْرِهِ
إنْ قالَ يُعْجِبْكَ الكلامُ ، وَ خَلْفَهُ=حِقْدٌ توارى في اْبتسامةِ ثغرِهِ
وَ يَدٌ تُلوِّحُ بالسلامِ ، و تختفي=أخرى بسكينٍ ثوى في طِمْرِهِ
قد كانَ إمَّعةَ اليهودِ ، و لم يزلْ =هذا الدعيُّ مُهروِلاً في إثرِهِ
جَحَدَ الحقوقَ مُسَفِّهاً أَصْحَابَهَا=و الحقُّ أبلجُ يُستضاءُ بِبَدْرِهِ
لا يُنْكِرُ الحقَّ المُبينَ سوى اْمْرِئٍ=وَثَبَ الأبالسُ فوقَ صَهْوَةِ ظَهْرِهِ
نَحْوَ اليمينِ يُوَجِّهُونَ زِمَامَهُ=فإذا عصى وضعوا العصا في ( نَحْرِهِ)
و إلى اليسارِ إذا أرادوا بالورى=شَرّاً أراقوا للورى مِنْ شَرِّهِ
كَالدُّمْيَةِ الحمقاءِ في أَيْمانِهِمْ=للرقْصِ تَصْلُحُ ، لا تُفِيدُ لغَيْرِهِ
يا أيها ( البُلْفُورُ ) أنت مُسَيَّسٌ=كالجَدِّ ( بُلْفُوُرَ ) الكبيرِ بِقَبْرِهِ
لا فَرْقَ بَيْنَكُمَا سِوَى فِي سَحْنَةٍ=وَ كِلاكُما مُتفرِّدٌ في عُهْرِهِ
هُوَ قَدْ تَبَوَّأَ فِي الجَحِيمِ مَكَانَهُ=و أراكَ تَنْتَهِلُ اللَّظَى مِنْ بِئْرِهِ
أوَ كانَ إِرْثَ أبيكما لِتُوَزِّعَا=بِحَمَاقةٍ ما شِئْتُمَا مِنْ خيرِهِ
هُوَ سَلَّمَ الأقصى لأنجاس الدُّنا=كي يعبثوا بوقارِهِ و بِطُهْرِهِ
وَ أَتَيْتَ بِالقَوْلِ المُشِينِ مُؤَيِّداً=أَفْعَالَهُ ، فَسَقٌيْتَنَا مِنْ مُرِّهِ
وَ زَعَمْتَ أَنَّ اللاّجِئِينَ مَكَانُهُمْ=مَنْفىً،يَهِيمُ شِرَاعُهُمْ فِي بَحْرِه
فطَمَسْتَ تاريخاً عظيماً خَطَّهُ=شَعْبٌ أَبِيٌّ في دَفَاتِرِ عُمْرِهِ
كيما تنال رضا اليهودِ وَ مَالَهُمْ=و يُقالُهذا الغِرُّ فارسُ عصرِهِ)
لكَ يا (ابنَ بلفورَ) اللظى ستذوقهُ=فلتنتظرْ يوماً تموتُ بِحَرِّهِ
لا تحسبنْ ربَّ البرايا غافلاً=عن ظلمِ خنزيرٍ طغى في فُجْرِهِ
سيصبُّ في عينيك جامَ عذابِهِ=و الله غالبُ لا مردَّ لأمْرِهِ [/poem]