بارك الله فيكم
نافذة ممتعة وأصل متعتها إعمال العقل في فهم معانيها
إن أذنتم لي أن أوشي مختاراتكم الشعرية بنص نثري
كانت بين أبي إسحاق بن خفاجة وبعض إخوانه مقاطعة، فاتفق أن ولي ذلك الصديق حصناً، فخاطبه أبو إسحاق برقعة، منها:
أطال الله بقاء سيّدي النبيهة أوصافه النزيهة عن الاستثناء، المرفوعة إمارته الكريمة بالابتداء، وما انحذفت ياء يرمي للجزم، واعتلت واو يغزو لموضع الضم، كتبت عن ودّ قديم هو الحال، لم يلحقها انتقال، وعهد كريم هو الفعل لم يدخله الاعتلال، والله يجعل هاتيك من الأحوال الثابتة اللازمة، ويعصم هذا بعد من الحروف الجازمة، وأنا أستنهض طولك إلى تجديد عهدك بمطالعة ألف الوصل، وتعدية فعل الفصل، وعدولك عن باب ألف القطع، إلى باب الوصل والجمع، حتى يسقط لدرج الكلام بيننا هاء السكت، ويدخل الانتقال حال الصمت، فلا تتخيّل أعزّك الله أن رسم إخائك عندي ذو حساً قد درس عفاء، ولا أن صدري دار مية أمسى من ودّك خلاء ، وإنّما أنا فعلٌ إذا ثنّي ظهر من ضمير ودّه ما بطن، وبدا منها ما كمن، وهنيئاً أعزّك الله أن فعل وزارتك حاضر لا يلحق رفعه تغيير، وأن فعل سيفك ماضٍ ما به للعوامل تأثير، وأنت بمجدك جماع أبواب الظّرف، تأخذ نفسك العلية بمطالعة باب الصرف،ودرس حروف العطف، وتدخل لام التبرئة على ما حدث من عتبك، وتوجب بعد النفي ما سلف من قربك ، وتدع ألف الألفة أن تكون بعد من حروف اللين، وترفع بالإضافة بيننا وجود التنوين، وتسوم ساكن الود أن يتحرّك ومعتلّ الإخاء أن يصح، وكتابي هذا حرف صلة فلا تحذفه حتى تعود الحال الأولى صفة، وتصير هذه النكرة معرفة، فأنت أعزّك الله مصدر فعل السرور والنبل، ومنك اشتقاق اسم السؤدد والفضل، وإنّك وإن تأخّر العصر بك كالفاعل وقع مؤخراً، وعدوك وإن تكبر كالكميت لم يقع إلاّ مصغّراً، وللأيّام علل تبسط وتقبض، وعوامل ترفع وتخفض، فلا دخل عروضك قبض، ولاعاقب رفعك خفض، ولا زلت مرتبطاً بالفضل شرطك وجزاؤك، جارياً على الرفع سروك الكريم وسناؤك، حتى يخفض الفعل، وتبنى على الكسر قبل، إن شاء الله. اهـ
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب