إخواني الكرام .. أيام وتطل علينا ذكرى من الذكريات الخالدة .. إنها ذكرى الإسراء والمعراج
وأرض الإسراء أسيرة وأهل الإسراء أسرى .. أنرضاها يا أهل الإسلام ؟ أنفهم معنى كلمة أرض الإسراء أو أننا نرددها هكذا دون أن نشعر بمعانيها كعهدنا بكثير من الأمور التي نرددها ولا نفقهها؟
إخواني وأخواتي هل منكم من لا يحب الأقصى أو لا يفكر فيه ؟
لا .. ذلك مستحيل بالتأكيد … ونعلم أن هناك حبا كامنا في النفوس لأرض أسيرة ومسجد جريح قصّرنا كلنا في حقه وفرطنا فيه
فهل من كلمة ولن تجدي الكلمة ؟ هل للأقصى أن يسمع نبض قلوبكم بكلمة توجهونها له أو لأهله أو حتى لعدوه ؟ وهل يستحق صاحب الرحلة الفريدة في الكون كلمة ووقفة ؟
ها أنا أبدأ فأقول :
درى القلب من يهوى فطاب له الهوى
ومن كان يهوى سيد الرسل يسعـدُ
دمــاء مـزجـنـاها بحـب محـمـد
وأكبـادنـا من شوقــه تـتـوقــــدُ
-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0
يا أقصى .. يا ملتقى السماء والأرض .. يا أرض الإسراء .. يا سُـلّم المعراج .. يا مربط البراق .. يا أرض البركات ..
يا أقصى .. الأشواق عارمة والنيران مضطرمة .. الأفئدة معلقة والأحزان متعمقة .. العيون ترنو والقلوب تهفو .. ودونك المسافات تطول والحواجز تحول ..
انظر يا أقصى .. أتراهــا ؟ أترى تلك الحواجز اللعينة تحول بيننا وبينك ؟
انظر إلى ذلك الحاجز هناك .. إنه حاجز الظلم .. يمنعنا عنك .. يحجزنا هنا مكبلين .. ويستفرد بك من يريد
وانظر إلى الآخر .. إنه سد المؤامرات .. أنه التحالف العالمي ضدك .. إنه التعاطف المجحف مع عدوك .. إنه كيل المكيالين والثلاثة والأربعة ..
والآن تأمل ما بعده .. ذلك المزين المزخرف .. إنه الدنيـــا .. آه ما أشد وثاقها ! وما أذل أسرها !
وانقل بصرك إلى ما يليه .. أتراه ؟ .. إنه أشدها قوة .. إنه المصيبة العظمى .. إنه حاجز الذنوب .. يرتفع عاليا .. ويكبر ويشتد يوما بعد يوم
أعرفته يا حبيبي ؟ ذلك هو أقوى ما يمنعنا عنك
لو استطعنا تحطيمه ليسّـر الله السبل إليك .. وجئناك نسعى بل نهرول .. نطفئ غلة القلوب الصادية ووهج الأشواق المتقدة .. فتبرد حرارة نار الغضب في نفوس الغيورين … ويهدأ تأجج عواطف قلوب العاشقين … وتُشفى صدور قوم مؤمنين
وإن كنا نعلم أننا لن نروى ولن تخمد أشواقنا أو تُطفأ جذوة حبنا .. بل ستزيدها رؤياك وحريتك انتعاشا وتمنحها روحا وحياة .. كريمة .. عزيزة
إنها الحواجز .. ترى هل سنستطيع يوما تحطيمها واحدا تلو الآخر ؟ هل سننطلق إليك ؟ هل سنشم طيب هوائك ؟ هل سنلمس تربتك ؟ هل سنحظى بركعة في أرضك ؟
سنطيل الأمل يا أقصى على كونه مذموما .. من أجلك يا أقصى سنطيله .. ليس تقاعسا عن العمل بل محاولات جادة لتحرير أنفسنا من الأغلال التي توثقها والحواجز التي تمنعها .. لننطلق نحوك ونحن أهل لذاك الانطلاق
[l]مُحبتك الخجلة منك : أنوار الأمل [/l]