بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعاني إلى منتداكم الكريم أخي الكريم أبو بدر فله مني الشكر.
وقد أعجبني ما فيه من التزام بالفصحى فرغبت بالتشرف في مرافقتكم فيه.
وآثرت أن تكون قصيدة (عرس الحبيب) على تقادم الزمن عليها أولى مشاركاتي.
عرس الحبيب
سلاف
_________
فـي يـومِ عـرسكَ ياعظيمَ الشانِ *** كـلُّ الأعـنةِ لـن تـحوشَ لساني
أثـنيه عـن بـوحٍ فـلا أسـطيعهُ *** كـيـف احـتواءُ تـدفق الـجرِيانِ
مـجدي يـطالبني بـنظم قـصيدةٍ *** أبـشـرحـبيبي إن عُـرْسكَ دانِ
يـطبي خـيول الـشعر نحوك زاخرٌ*** مــن نـيـلنا بـالحبِّ والـتّحنانِ
يجري على الحاسوبِ فيضُ خواطري*** فـيـه الـمـؤشر سـابق لـبناني
تـستافه شـوقاً عـلى طول المدى *** لـم تـنس روعـته عـلى الأزمانٍ
أوّاه لــو لــم تـكتنفني حَـيْطةٌ *** لأتـتـكمو مــن ثـورةِ الـبركانِ
حـمَمٌ يـكاد الـنجم يـصلى نارها *** فـيفرَّ فـي هـلعٍ مـن الـجَيَشانِ
حـتى اسـتحالت وهـي تأكل ذاتها *** بـحـراً يـموجُ بـزاخر الـنيرانِ
غـرثى ولـيس الأفْـقُ يملأ جوفها *** إن لـم تـعانق نـفسَ كـلِّ جـبانِ
والــذلّ يـأبـاه الـفـتى لـكنما *** لـذّ الـخضوعُ لـذي هوىً ولهانِ
إنــي أهـددكم بـنيران الـهوى *** وبـمـا سـيـأتي دونـما أيـمانِ
إيـمـاننا بـالـغيب سـرّ حـياتنا *** غـيـبٍ يـفوق صـلابة الـصوّانِ
هـذي أغـاني العرس خيرُ أغانِ *** قـامـت عـروستنا مـن الأكـفانِ
مــا صـدّهـا حـدٌّ ولا تـأشيرةٌ *** جـمحت بـما فـرضوه من بهتانِ
أحـيـيتها اللهم بـعـد مـمـاتها *** فـكأن هـذا الـقرنَ بـعضُ ثـوانِ
بـعثت كـأجمل كـاعبٍ ونـضارها *** أحـلى مـن الـياقوتِ والـمرجانِ
فـحنت لها الخودُ الحسانُ رؤوسها *** إذ غـاب مـن ألَـقٍ لـها القمرانِ
وقـصائدٍ لـلمجد وشّـت جـيدَها *** حـسناً بـه يـسموعـلى العقيانِ
غـزلت مـلايين الـعذارى ثـوبها *** فـأتى كـذات الـنهج فـي الإتقانِ
لا تُـخـفِيَنْ وجْـداً وقـد كـابدتَهُ *** تـسـعينَ عـامـا دائـمَ الـخفقانِ
فـألذّ مـن زهـرالرياضِ وعطرها *** نـفْـحٌ يـهبّ عـليك مـن أردانِ
بـل جُـنّ َقـلبكَ إذ بدت لكَ دارُها *** جـزعاً وكـدتَ تـبوح بـالكتمانِ
فـاصدحْ ولا تخْشَ الملامَ فأنت في *** كـنف الـحلالِ ونـشوة الإعـلانِ
مـن كـان مـثلك بـالجمالِ متيماً *** خـطب الـمليحة دونـما الـعرسانِ
أتـراحـنا عـصفت بـها أفـراحنا *** قـد كـان ذا الـناعي على الأحزانِ
والـزغـرداتُ تـرددت أصـداؤها *** مــا بـين تـمبكتو إلـى جـيّانِ
والـراقصون أتـوا وهـدر طبولهم *** مـا بـين طـهرانٍ إلـى تـطوانِ
والـوُرقُ فـي يـمنٍ عـلى أفنانها *** تـشدو ورجـع الـشدو فـي لبنانِ
أوراسُ فـي طـربٍ ويثربُ والصفا *** والـمسجد الأقـصى مـن الألحانِ
وعـلـى ربـوع الـرافدين تـرنمٌ *** مـن رجـع لحن الصِّيد في أسوانِ
لـحـنٍ تـرجّعه الـملائكة الـعُلى *** فـيه مـن الـذكر الـحكيم مـثاني
طـارت مـن الـقوقاز بيض حمائمٍ *** وبـمـأمَنٍ حـطت عـلى الـبلقانِ
هـذي ورود الـعرسِ يعبقُ عطرها *** واظـنـها جـاءتـك مـن بـيسانِ
أنّـى نـظرت تر الدموعَ سواجِماً *** مـن عـين أقـصانا وعـين الداني
هـي أدمـع الـتاريخ لـملم نفسه *** فـيضاً مـن الأفـراحِ والأشـجانِ
الله أكـبـر يـالـه مـن مـوكبٍ *** جـمع الـعروبةَ مـعْ بـني عثمانِ
والـترَّهاتُ ومـا افـتروه وما بغَوْا *** ومـحـاكم الـتـفتيش لـلـنسيانِ
بـوركتَ مـن عُرُسٍ وبورك جمْعُهُ *** فـالـجمعُ فـيهِ مـلائكُ الـرحمنِ
الله أكـبـر ذا الـحـبيب مـحـمدٌ *** ويـحـفّه مــن حـوله الـعمرانِ
عـثـمانُ جــاءَ وسـيِّدٌ ومـعالمٌ *** هــذاعـلـيٌّ جـاءَ والـحسنانِ
هـذا صـلاح الـدين فـي رايـاته *** ويـلـيه فـخر الـفاتحين الـثاني
وأبـو عـبيدة هـا هنا مـع جعفرٍ *** حـسناً أرى يـستصحب الـنبهاني
أعـريـسَنا يـامـرحبا بـعريسنا *** سـبْـقاً مــن الأرواح لـللأبدانِ
عـرْسـاً أذلّ َاللهُ فـيـهِ قـيصراً *** واقـتصّ مـن كـسرى أنو شروانِ
حُـرّاسُ إخـوان الـقرود تـشتتوا *** مـا بـين مـخصيٍّ إلـى عِـلماني
هــذا مـسـيلمةٌ يـبوءُ بـخزيهِ *** وبـما افـترى إفـكاً عـلى الرحمنِ
هـذا أبـو جـهلٍ يـطأطئ رأسـهُ *** وعـلـيه تـهوي حُـطَّمُ الأوثـانِ
أبـنـاءُ تـنمية الـفتاوى أُبـلِسوا *** يـسـتذكرون حـبـائل الـشيطانِ
والـرهطُ مـن عشرات أشباه الدمى *** خُـشُـبٌ مـسنّدةٌ عـلى الـجدرانِ
أسـيادهم ولّـوا وهـم ظـلّوا هنا *** هــلا تـذكـرتم مـدى الـطغيانِ
هـل نـحن مـن سقط المتاع لديكمُ *** جـيـلٌ يـسـلمنا لـجـيلٍ ثــانِ
بالله مـا الـصكّ الـذي جـئتم به *** حـشد مـن الـتسعات دون ثمانِ ؟
أمرايــة مـصنوعةٌ مـن ذلّـنا *** افـضى لـها سـيكيسُ بـالألوانِ؟
وسـعت أسـاطيلَ الـغزاة بلادنا *** لـكـنها ضـاقت عـلى الـقرآنِ
الـتبنُ أغـلى عـندكم مـن فكرنا *** تـتـشدقون بـشـرعة الإنـسانِ؟
هـي شـرعةٌ ترعى اليهود بحدبها *** ولـهـا عـلـينا حـدةُ الأسـنانِ
نـكـباتُنا كـثرت وأوسـمةٌ لـكم *** تـغـني عـن الـتفصيل والـتبيانِ
لـكـنما الـجـبّارُ أذهـب ريـحكم *** عـيشوا بـخزيٍ سـادة الإذعـانِ
فـبرحمةٍ مـنكَ اغـتفر إجـرامهمْ *** طـلـقاءَ ألـحـقهم أبـا سـفيانِ
أنـعـم بـإكـليل عـلى أطـرافهِ *** بــدمِ الـشهيدِ زخـارفٌ ومـعانِ
بـشرى مـن الإنـجيل عن أفراحنا *** وكــذاك فـي الـتوراة والـقرآنِ
الـنـجم والـشجر الـلذان يـصليا *** ن اسـتـبشرا وكـذلـك الـثقلانِ
نـحيا عـلى هذاالنشيد وإن نمت *** فـهـو الـنشيد لـنا بـعمرٍ ثـانِ
أنـا مـن أنا إن لم تصلك قصائدي *** فـي يـومِ عـرسكَ ياعظيم الشانِ
إن لـم يُـصِخْ دهـرٌ وتنهضْ أُمَّةٌ *** إنــي إذن بـالشعرِ مـا أشـقاني