السلام عليكم
أود أن أطرح قضية يكثر الحديث عنها عند الجميع ألا وهي خطورة العاميات على العربية ومع أن هذه القضية نوقشت كثيرا إلا أن غياب الخصم لم يغن أي حوار بالمعلومات المفيدة حول هذا الموضوع بل كل ما تراه تخمينات وتوقعات قد تفتقر إلى الإثبات.
أنا اليوم أتبنى رأيا مخالفا لهذا الرأي وبوسعي أن أكون الطرف الآخر المفقود لأني أتبني رأيا مختلفا يمكنني أن أوجزه في نقاط هي :
1- العربية لا نواجه أي خطر على الإطلاق بل إن أي لغة أخرى حين تزاحم العربية تحاول الانتحار.
2- ارتقت العربية من كونها لغة بشرية إلى لغة إلهية بنزول القرآن لذا فإن مخاوف اللغويين العرب لا يوجد لها ما يبررها وقد تكفل الله تعالى بحفظها
3- اللغة ( أي لغة ) كائن لا يمكن السيطرة عليه بأدوات البشر
4- العاميات لا تملك الأدوات اللازمة للقضاء على أي لغة فضلا على القضاء على اللغة العربية
5- ساحة المعركة الوحيدة في البلاد العربية هي لغة العامة والحديث اليومي وهنا انسحبت العربية من هذه الساحة لعدة عوامل لكنها حصنت ما استولت عليه من سوى ذلك بحصون لا يمكن اختراقها.
6- من المنطقي استحالة إزالة لغة صمدت 1500 عام أمام لغات قوية وقهرتها وأزالتها من الوجود من قبل عاميات هي أصلا استمدت جميع عناصرها اللغوية تقريبا من العربية.
والآن أريد ممن يظن أن العاميات أو اللغات الأعجمية تهدد الفصحى أن يطرح ما لديه على طاولة الحوار لنناقشه بالحجة والمنطق بعيدا عن الافتراضات العقلية التي لا أساس لها من الصحة أو الا ستشهاد بأحداث لا نلم بجميع جوانبها في لغات أخرى.
بل بالحجج والبراهين القوية التي لا افتراض فيها على أساس قوانين التطور اللغوي
ولا نتأثر بعاطفتنا وحبنا للعربية ثم نسيء توجيه أفعالنا لمجرد التعصب بلا دليل.
والحق في رأيي أنه من الإهانة للعربية أن نتوهم وجود خطر عليها من قبل لغات تزول بزوال متكلميها.
أنتظر من يتبنى رأيا مخالفا أن يدلي بدلوه معي في هذا الحوار الذي أقطع بيقين تام أن نتيجته ستكون مريحة جدا
وللاتفاق على المسميات أضع هذا التعريف للمصطلحات التي ربما ترد في الحوار
العربية أو الفصحى أو الفصيحة: نقصد بها لغة القرآن الكريم وعصور الاحتجاج اللغوي فقط
العاميات: هي تلك اللغات أو اللهجات التي يستخدمها الناس في أحاديثهم اليومية والتي لا تستخدم لكتابة النظم والقوانين والعقود والمؤلفات المدرسية والرسائل الجامعية والتعليمات ولوحات الإرشادات والإعلانات الرسمية والقرارات الإدارية ونحو ذلك.
اللغات الأعجمية: هي اللغات التي لا يتكلم بها العرب إلا لدواعي غير لغوية كالتعلم والترجمة ونحو ذلك.
اللغة الأم: هي اللغة التي نتعلمها من الأسرة ونتحدث بها قبل أي لغة أخرى ونفكر بها ونحلم بها.