المترادف :
أ - تعريفه :
لغة : التتابع .
اصطلاحًا : هو : ما اختلف لفظه واتفق معناه .
أو هو : إطلاق عدة كلمات على مدلول واحد .
مثل : الأسد والسبع والليث وأسامة بمعنى واحد ، والحسام والمهند والسيف واليماني بمعنى واحد ، والشهد والعسل والحميت والتحموت وقيء الزنابير وريق النحل بمعنى واحد .
يُقال بأن للسيف أكثر من ألف اسم ، وللأسد خمسمائة ، وللداهية أربعمائة ...
ب - موقف الباحثين منه :
- أنكر بعض العلماء وقوع الترادف في العربية ، والتمسوا فروقًا دقيقة بين الكلمات التي يُظن فيها اتحاد المعنى ، فكان ثعلب يرى أنّ ما يظنه بعضهم من المترادفات ، هو من المتباينات . والمتباين هو : ما اختلف لفظه واختلف معناه .
كذلك ذهب ابن فارس مذهب معلمه فأنكر وقوع الترادف ، والذي نقوله في السيف والمهند والحسام ؛ بأن الاسم واحد هو السيف وما بعده من الألقاب صفات .
اعتراض وجوابه :
أمّا قولهم إن المعنيين لو اختلفا لما جاز أن يعبّر عن الشيء بالشيء ؟
فإنّا نقول : إنما عبّر عنه عن طريق المشاكلة ، وإن في كل واحدة منهما معنى ليس في الأخرى .
رأي المؤلف :
- ويرى المؤلف أنه من التعسف الشديد إنكار وجود الترادف في العربية ، وإيجاد معنى اسم من أسماء الأسد أو السيف أو العسل ... مختلف عن غيره في بعض الصفات أو التفاصيل ، فالترادف ظاهرة لغوية طبيعية في ك لغة نشأت من عدة لهجات متباينة في المفردات والدلالة . وليس من الطبيعي أن تسمى كل القباائل العربية الشيء الواحد باسم واحد . وعليه نرى أن الترداف واقع في اللغة العربية الفصحى .
ج - أسبابه : منها :
1 - انتقال كثير من مفردات اللهجات العربية إلى لهجة قريش .
2 - عدم تمييز واضعي المعجمات بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي .
3 - انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت إلى معنى الاسم الذي تصفه .
4 - إن كثيرًا من المترادفات ليست في الحقيقة كذلك ، بل يد كل منها على حالة خاصة . فمثلا : رمق ولحظ وشفن ورنا يُعبر كل منها عن حالة خاصة : فرمق يدل على النظر بمجامع العين ، ولحظ على النظر من جانب العين ، وشفن يدل على نظر المتعجب الكاره ، ورنا يفيد إدامة النظر في سكون .
5 - كثرة التصحيف في الكتب العربية القديمة ، وخاصة عندما كان الخط العربي مجردًا من الإعجام والشكل .
من كتاب : فقه اللغة العربية وخصائصها . د. إميل بديع يعقوب