السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرف معظم دول العالم ظاهرة باتت تستفحل وتتخذ أشكالا تهدّد مستقبل التربية والتعليم ، إنّها السلوكات العدوانية لدى طلبة المدارس سواء من خلال استعمال العنف اللفظي أو الجسدي.
هي ظاهرة لابدّ من الوقوف على أسباب انتشارها في بعض المجتمعات العربية التي تختلف بيئتها عن البيئة الأوروبية وعقيدتها.
وخاصة اقتراح حلول لها بعدما صرنا نسمع عن حوادث الاعتداء الجسدي على المعلمين تصل في بعض الأحيان إلى القتل.
- تمّ عرض هذا الموضوع سابقا للنقاش هنا ، ويمكن لنا رصد أهم ما تمخّض عنه في نقاط أهمها:
يتحمل المعلّم مسؤولية انتشار مثل هذه الظواهر باعتباره المسيّر الرئيسي لما يحصل داخل الصف، فحسن تعامله مع طلبته وكسب ثقتهم وحبهم ،وتقديم المادة العلمية التي من شأنها جذب اهتمام المتعلم وجعله يشارك بفاعلية ،كل ذلك يحد من استفحال الظاهرة ،بدليل أن المتعلّم نفسه يتخذ سلوكا عدوانيا مع أستاذ معين بينما نلحظ هدوءه وانضباطه في باقي الحصص .
***
تعتبر الأسرة والتنشئة غير السويّة للابن من أهم أسباب انتشار ظاهرة العنف في المدارس ، وخاصة من التلميذ تجاه أستاذه لا سيما في فترة المراهقة ،فانقطاع عرى التواصل بين الأبوين والابن سواء بسبب انفصال الوالدين،انشغالهما الدائم خارج البيت،لجوء الأب الى استعمال العنف ضد زوجته وأبنائه..كلها عوامل تجعل التلميذ يميل الى استخدام العنف ضد زملائه وخاصة أستاذه.
***
خطر وسائل الإعلام التي تبث كل ما يشجع مظاهر العنف من أفلام ومسلسلات ،حتى أفلام الكرتون التي تقوم على أساس القتل والتدمير والترغيب في استعمال الأسلحة.. مما يتيح للطفل في مختلف مراحله العمرية الرغبة في تقليد ما يشاهده وتخزين كل الإشارات السلبية في اللاوعي ..تزداد حدتها مع بلوغ فترة المراهقة.
***
صمت الإدارة أمام مثل هذه الظواهر ووضع تبعات المسؤولية كاملة على عاتق الأستاذ ،مما يفسح المجال أمام المزيد من أشكال التمرد داخل الحرم المدرسي.
***
خصوصية فترة المراهقة ،من خلال رغبة التلميذ في إظهار رجولته ،تمرده على القوانين،الرغبة في الاستقلالية بالرأي والتحرر من كل أشكال السلطة.. لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.
إضافة الى ما يميزه من العصبية وحدّة الطباع ،فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
***
كل هذا وأكثر يفرض على المعلم الناجح الإحاطة أولا بكل هذه العوامل ومحاولة التفاعل معها بشكل عملي ممنهج ودقيق يفضي إلى نجاح العملية التعليمية من خلال حكمته وخلقه لأجواء فاعلية في الصف تثير انتباه التلميذ وتسعى به الى المشاركة الإيجابية .وهذا ما سيعكس بالضرورة كفاءة الأستاذ خاصة.
أهمية إعادة النظر في المناهج التعليمة من خلال بث روح الشريعة الاسلامية التي تنبذ كل أشكال العنف
الاهتمام بتخصيص الاستشاريين النفسانيين داخل كل مؤسسة تعليمية لضمان متابعة الحالة النفسية للتلاميذ الذين يلجأون الى استخدام العنف .
***
هذا غيض من فيض..
ويمكنكم الاستعانة بهذا الرابط الذي يتضمن الدليل الارشادي لمواجهة السلوك العدواني لدى طلبة المدارس
خالص عبارات التقدير والشكر والامتنان لكل من ساهم في إثراء هذا الموضوع سابقا حين طرح للنقاش..