السلام عليكم:
هل يصح جمع قرآن؟ ولمَ؟
وهل تعد (قرآن) مصدرًا؟
السلام عليكم:
هل يصح جمع قرآن؟ ولمَ؟
وهل تعد (قرآن) مصدرًا؟
لا تنس ذكر الله
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
"ومعنى القُرآن معنى الجمع وسمي قُرْآناً لأَنه يجمع السُّوَر فيَضُمُّها"
لسان العرب لابن منظور
والله أعلى وأعلم
التعديل الأخير من قِبَل راغب إلى ربى ; 14-11-2012 في 11:48 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ....أما بعد :
العزيزة : غاية
* أهلا وسهلا بكِ ، حيّاكِ الله وبيّاكِ .
* بالإضافة لما تفضل به الأستاذ الفاضل : راغب إلى ربي .
* هذه فوائد يسيرة كذلك ....
الكتاب: المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره / بالضغط هنا
المؤلف: الدكتور محمد علي الحسن، كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الإمارات العربية المتحدة
1 - المعنى اللغوي:
أ- يرى بعض علماء اللغة أن كلمة (القرآن) هي مصدر على وزن (فعلان) كالغفران والرجحان والشكران، فهو مهموز اللام من قرأ يقرأ قراءة وقرآنا، بمعنى تلا يتلو تلاوة، ثم نقل في عرف الشرع من هذا المعنى وجعل علما على مقروء معين، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر، وقد ورد بهذا المعنى في قوله تعالى:
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: 16 - 18].
وقد روى الشيخان رضي الله عنهما في سبب نزولها ما يفيد هذا المعنى، عن ابن عباس أنه قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعالج من التنزيل شدّة، فكان يحرك به لسانه وشفتيه مخافة أن ينفلت منه، يريد أن يحفظه فأنزل الله: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ ..
الآية».
فكان النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد ذلك إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، وفي لفظ «استمع» فإذا ذهب قرأه كما وعده الله (1). فهذا الأثر عن ابن عباس يدل بجلاء ووضوح على المعنى المذكور.
وقد روعي في تسميته قرآنا كونه متلوّا بالألسن، كما روعي في تسميته كتابا كونه مدونا بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه (2).
__________
(1) صحيح البخاري. كتاب بدء الوحي. باب كيف كان بدء الوحي ح (5)، ومسلم في صحيحه.
كتاب الصلاة، باب الاستماع للقراءة 1/ 330، ح (448) (148).
(2) النبأ العظيم. لمحمد عبد الله دراز، ص 12، دار القلم- الكويت.
ب- وذهب الشافعي ورجح قوله السيوطي إلى أن (القرآن) علم غير مشتق فهو اسم لكتاب الله مثل سائر الكتب السماوية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن مجموع فتاوى ابن تيمية هنا
ولفظ القرآن يراد به المصدر ويراد به الكلام، قال الله تعالى: { إِنَّ علينا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ علينا بَيَانَهُ } [3]، وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: إن علينا أن نجمعه في قلبك، وتقرأه بلسانك. وقال أهل العربية: يقال: قرأت الكتاب قراءة وقرآنا، ومنه قول حسان:ضحّوا بأشمط عنوان السجود به ** يقطّع الليل تسبيحا وقرآنا .
المجلد السابع عشر
مقتطف يسير لأحد طلبة العلم جمع ما قيل ردا على سؤال / ورد بالضغط هنا:
السؤال هو :
كلمة قرآن، هي مصدر -كما كلمة قراءة- فكلاهما مصدر للفعل قرأ لكن هل من دلالة تميّز المصدر (قرآن) عن المصدر (قراءة)؟
هل هناك قاعدة يتم من خلالها معرفة دلالة الكلمة بناءً على وزن الكلمة؛ أي هل هناك علاقة تربط بين دلالة الكلمة و وزن الكلمة؟ فكلمة قرآن على وزن فُعلان
هل دلالتها الجمع؟
الإجابة :
في المسألة أن العلماء من قديم اختلفوا على كلمة ولفظ القرآن في قولين لهذه المسألة :
الأول : يرى أن لفظ (القرآن) غير مشتق ، وعلى رأسهم الإمام الشافعي رحمه الله.
ولذلك فهو لا يهمز (القرآن) ، ويقرأ بقراءة أهل مكة وهي قراءة ابن كثير المكي رحمه الله وهو يقرأ بغير همز. ولذلك كان الشافعي يهمز الفعل (قرأ) ولا يهمز القران. كما نقل عنه البيهقي. لأنه يرى أنه علم غير مهموز.
ويرى أهل هذا الرأي أن القران عَلَمٌ على الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أن التوارة علم على الكتاب الذي أنزل على موسى ، والإنجيل على عيسى.
الثاني : أنه مشتق ، وعلى هذا الجمهور من العلماء من اللغويين وأهل التفسير. لكنهم اختلفوا في المشتق منه على أقوال :
1- أنه مشتق من (قَرَنَ) ، بمعنى ضم ، كما تقول قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه ، وسمي القرآن بذلك لقرنه السور والآيات والحروف فيه. وهذا قول الأشعري .
2- أنه مشتق من القرائن ، جمع قرينة ؛ لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً ، ويشابه بعضها بعضاً ، وهذا قول الفراء اللغوي رحمه الله.
وعلى هذين الرأيين فالقران غير مهموز ، ونونه أصلية ، لأنه من (قرن). وهذان الرأيان فيهما ضعف.
3- أنه مشتق من (قرأ) كما سألت يا أخي الكريم ، وهذا رأي جمهور كبير من العلماء رحمهم الله. منهم ابن فارس صاحب (مقاييس اللغة) ، بل هو يرى أن (قرى) و (قرأ) بمعنى واحد ، وهو يدل على جمع واجتماع ، ومن ذلك القرية ، سميت بذلك لا جتماع الناس فيها ، ويقولون : قريت الماء في المقراة ، جمعته... ويقولون : ما قرأت هذه الناقة سلىً كأنه يراد (أنها ما حملت قط... قال ومنه القرآن ، كأنه سمي به لجمعه ما فيه من الأحكام والقصص وغير ذلك. مقاييس اللغة 5/78-79
ويرى الراغب الأصفهاني في المفردات أن القرآن في الأصل مصدر ، مثل الكفران والرجحان ، وهو بمعنى القراءة.
ويرى بعض العلماء أن القرآن مشتق من قرأ بمعنى أظهر وألقى ، لا بمعنى جمع.
ولذلك يقول الزركشي : وقال بعض المتأخرين : لا يكون القرآن وقرأ بمعنى جمع ، لقوله تعالى -إن علينا جمعه وقرآنه) فغاير بينهما ، وإنما مادته (قرأ) بمعنى (أظهر أو بين).
والقارئ : يظهر القرآن ويخرجه. والقرء : الدم ، لظهوره وخروجه.
والقرء : الوقت ، فإن التوقيت لا يكون إلا بما يظهر.
ومثل هذا القول حكي عن قطرب قال : إنما سمي القرآن لأن القارئ يظهره ويبينه من فيه ، أخذاً من قول العرب : ما قرأت الناقة سلى قط ، أي ما رمت بولد ، أي ما أسقطت ولداً ، أي ما حملت قط.
والقرآن يلفظه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآناً.
ومما تقدم يظهر أن بعض العلماء يرجح كون لفظ القرآن مشتقاً من قرأ بمعنى جمع.
في حين يرجح البعض الآخر كونه مشتقاً من قرأ بمعنى ألقى وأظهر وتلا.
والذي عليه الأكثر أن مادة (قرأ) في اللغة إنما تفيد الجمع الذي يعقبه إلقاء أو ظهور ، كما في قول عمرو بن كلثوم :
هجان اللون لم تقرأ جنينا
وهذا الشاهد الشعري لا يخلو منه كتاب في التفسير!
أي لم تحمل جنينا ، ولم تلق ، أي لم تجمع رحمها على ملقوح ولم تلد. وراجع كلام الراغب الأصفهاني في معنى القرء تجد تفصيلاً جيداً.
وبناء على ما تقدم تكون القراءة من الجمع الذي يتلوه الإلقاء أو الظهور ، أو التلاوة ، وذلك لأن التلاوة مرحلة تالية للجمع. سواء كانت هذه القراءة بعد الجمع في الصدر أو في الكتاب.
ولعل هذا هو مراد الأصفهاني بقوله-والقراءة ضم الحروف بعضها إلى بعض في الترتيل ، وليس يقال ذلك لكل جمع.
خلاصة القول: أن كلمة (القرآن) من حيث الاشتقاق وعدمه مسألة خلافية ، وإن كنت أرى أنها مشتقة من (قرأ) بمعنى جمع وأظهر وتلا معاً. لأن طبيعة القرآن كذلك ، فبداية نزوله -اقرأ باسم ربك الذي خلق). وللأمر بتلاوته وترتيله في أكثر من موضع ، ولمساعدة كلام العرب على هذا الاشتقاق. ولكن يبقى في الأمر سعة ولله الحمد.
والله أعلم بالصواب
التعديل الأخير من قِبَل زهرة متفائلة ; 14-11-2012 في 01:11 PM
أشكرك أخي الفاضل راغب على مشاركتك المفيدة وأشكرك أختي الغالية زهرة الفصيح على هذه الفوائد الجمة أيتها المبدعة وجزاك الله كل خير
لا تنس ذكر الله
بارك الله فيكم على الفائدة العظيمة
وجعلها في ميزان حسناتكم
لا يصح جمع كلمة قرآن، مصدرا كانت أم غير مصدر، وسواء أعتبرت علما أم اسما غير علم.
والسبب أن ليس ثمة إلا قرآن واحد.
وأما الذي يثنى ويجمع فالمصحف، والفرق بين القرآن والمصحف كبير.
..........
ولا تجمع التوراة المنزلة من عند الله كذلك، وإنما يجمع السفر.
...................
والأصل ألا يجمع الإنجيل المنزل من عند الله كذلك، ولكنهم لما ضيعوا الإنجيل، وجمعوا ما وجدوه مفرقا بين الناس وقد اختلفت رواياته وزيد فيه ونقص، ودخله كلام الرواة فما يقوله (متى) غير ما يقوله (مرقس) وما يقوله (لوقا) غير ما يقوله (يوحنا)، وهذه الأربعة مختارة من مئات غيرها، لذا جاز جمعها باعتبار اختلافها نسبة ومقالا.
الإنجيل الإلهي لا يجمع، والأناجيل البشرية تجمع.
والله أعلم.