الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ....أما بعد:
هذه إطلالة على مقال رائع يحوي نصائحا قيمة !
يقول أ . محمود قحطان " صاحب المقال " هنا وهذا مقتطف :
الكاتبُ مرآةُ نفسه. بمعنى أنَّ عليه أن يُدقِّقَ بنفسه ما يكتب، أن يكون ناقدًا أمينًا للذَّات. ولكن المشكلة عند تدقيق أو تحرير الكتابة الخاصَّة بنا، أنَّنا نميل إلى قراءتها كما نعتقد أنَّها ينبغي أن تكون ، أي قراءتها بكلِّ أخطائها المطبعيّة والإملائيّة والنَّحوية والصّرفيّة وعلامات التَّرقيم،إضافة إلى اختيارِ الكلمات المُناسبة وبناء الجمل؛ لذا من الأفضلِ -دائمًا- الاستعانة بصديقٍ أو بأحد أفراد الأسرة ممن لديه مهارات لغوية ونحوية جيَّدة أو الاستعانة بأحد متخصصي التدقيق والتحرير ولو بمقابل مادي،للوثوق من خلو كتاباتنا من الأخطاء، وذلك قبل إرسالها للنشر.
التدقيق اللغوي مُكلِّف –عادةً تُحسبُ 500 كلمة بمبلغِ خمسِ دولارات- ولأنّ بعض الكتّاب يصعبُ عليهم تحمّل نفقات التدقيق اللغوي، لذا -وفي معظم الأحيان ـ فإنَّ الخيارَ الوحيد المُتاحُ لك، هو أن تُدقق بنفسك.
إليك بعض النصائح التي يمكن وضعها موضع التنفيذ لتدقيق كتاباتك وتلميعها:
1 ـ تدقيقُ كلَّ فقرةٍ من فقراتِ كتابك وتحريرها قبل عرضها على الآخرين، حتَّى ولو كُنت ستستعين بأحدِ المُختصِّين، يجب أن تتحقَّقَ أنت أولًا من مستوى كتابتك.
2 ـ فهمُ الفرقِ بين التدقيق اللغوي والتَّحرير. التدقيق: مُراجعة الكتابة والتَّأكد من خلوها من الأخطاءِ الإملائية والطِّباعية والنَّحويةِ واللغوية، في حين التَّحرير مرتبة أعلى من التَّدقيق، تشمل حذف وإضافة كلمات وجمل لتغيير المعنى أو تصحيحه.
3 ــ في برنامجِ مُحرِّرِ النُّصوص Microsoft Word، استخدم تعقُّب التَّغييرات Track Changes3 ــ عند تدقيقِ أو تحريرِ كتاباتك. هذه الميزة مُفيدة لمعرفة أين تمَّ التَّصحيح، ويُعطيك مجالًا لقبولها أو رفضها. ويُفيدك عندما تودُّ إرسال الكتابة إلى أحدِ المُتخصِّصين أو غيرهم، ليعرف أين بالضبط قُمت بالتَّعديل، ليقوِّمَ عملك.
4 ــ فرِّق بين الكتابات الطَّويلة والكتابات القصيرة. أعطِ كلَّ كتابةٍ فترة من الزَّمنِ قبل البدء في تدقيقها. مثلًا الرِّوايات، لا تدِّققها مباشرةً، خُذ فترة شهر على الأقل ثُمَّ ابدأ في تدقيقها. بالنِّسبةِ للتَّدوينات، يُمكنك تدقيقها في ليلةٍ واحدة.
5 ـ أوَّلُ عملٍ عليك القيام به عند بدء التَّدقيق. هو تشغيلُ المُدقِّق الإملائي في برنامجِ مُحرِّرِ النُّصوص Microsoft Word. المُدقِّق النَّحوي في الغالبِ سيء. هذا الإجراء يُساعدك في اكتشاف الكلماتِ التي تحتاجُ إلى تعديل، كخطأ مطبعي وإملائي. ومع ذلك، لا تعتمد كثيرًا على المُدقِّق الإملائي، فهو لا يضمنُ لك السَّلامة والأمان التَّام، لكنَّهُ مُفيدٌ بنسبةٍ كبيرة.
6 ـ قراءةُ الكلماتِ بصوتٍ عالٍ. نطقُ كلّ كلمةٍ ببطءٍ ووضوح. للتَّحقُّقِ من وجودِ أخطاءٍ قد لا تُلاحظها أثناء القراءة الصَّامتة السَّريعة.
7 ــ مشكلة الكاتب التَّسرع. رغبتهُ في نشرِ كتاباتهِ مباشرةً بعد إنهائها وتدقيقها. التَّدقيقُ يأخذُ وقتًا، لا تُدقِّق وأنت مُستعجل، ولا تُرسل كتابتك إلى العالمِ الخارجي بعد أوَّل تدقيق. ينصحُ الخُبراء أن تُدقِّق كلَّ شيءٍ وتُراجعهُ ثلاث مرَّاتٍ على الأقل.
8 ــ إن كان موضوعك يحوي أسماءَ أشخاصٍ أو مُصطلحاتٍ علمية وتقنية. عليك التَّأكُّد تمامًا من تهجئتك للاسم أو المُصطلح بشكلٍ صحيح.
9ــ وأنت تُدقِّق، بالتَّأكيد ستُصادفك كلماتٍ تحتارُ في تشكيلها، لا تعد مُتأكِّدًا هل هي نعتٌ أم حال؟ وهكذا. لذا لا تفترض أو تُخمِّن إذا كنت غير مُتأكِّد من شيء، انتظر حتَّى تتمكَّن من إصلاحِ الخطأ، سواء بالتَّعلُّم أو بتصحيحهِ عن طريقِ آخرين.
10 ــ لا تنسَ تدقيق العناوين الرَّئيسية، والعناوين الفرعية، والحواشي. وأوَّل ما تفعلهُ في الهوامش هو مطابقة الأرقام والتَّأكُّد من تسلسُلها في المَتْن، والمَتْنُ هو النَّصُّ الأصلي للكتاب.
11 ــ تعلَّم من أخطائك. عندما ترتكبُ خطأً ما، يعني تكرارهُ في بقيَّةِ القطعة أو المقال أو الكتاب. لذا؛ تعلَّم من أخطائك، وتجنَّبها في المُستقبل.
12 ــ للتَّدقيقِ والتَّحريرِ، تحتاجُ إلى إجادة علم النَّحو ومعرفة الأخطاء الشَّائعة والأخطاء الإملائية. اقرأ وتدرب على ذلك في أوقاتِ فراغك.
13 ــ مقولة تبنَّاها بعض الكُتَّاب: "خطأٌ شائعٌ، خيرٌ من صوابٍ مهجور". وهذا يؤدِّي إلى إشاعةِ اللحنِ في العامةِ وإبعادهم عن لغتهم، فتضيع. لا تكسر قواعد النَّحو أو تنزلق إلى طريقِ الخطأ دون سببٍ وجيه. لا بأس أن تكسرَ القواعد، إذا كُنت تعرفُ لماذا تكسرها.
14ــ اهتم كثيرًا بالتَّنسيق. لا تُكثر من أنواعِ الخطوط، بلا سبب. ولا تستخدم الألوان بلا هدف. استخدم نفس التَّنسيق على كافةِ الفقراتِ والعناوين. في برنامجِ مُعالجِ النُّصوصِ Microsoft Word العديد من التَّنسيقات الجاهزة المُميَّزة، تعلَّم كيفية استخدامها.
15 ــ لا تبدأ التَّدقيق وأنت مُتعب أو مُشتَّت الذِّهن. كُن دائمًا واعيًا ونشطًا.
16 ــ التَّدقيقُ المُستمر والمتواصل يبعثُ على المللِ. وعندما يتمكَّنُ منك الملل، تفقد تركيزك. لذا؛ وزِّع التَّدقيق على عدَّةِ جلساتٍ، وبين كلِّ جلسةٍ وأُخرى امسح عقلك بممارسة رياضة، الذَّهاب في نزهة، الاستماع إلى الموسيقى، مُشاهدة فيلم، أيُّ شيءٍ من المهامِ أو النَّشاطاتِ التي تُساعدك على تجديدِ نشاطك.
17ــ انتبه! ليس كل من يعرف اللغة العربية يصلح للتَّدقيق اللغوي. حتَّى ولو كان لديك دكتوراة في اللغةِ العربية. فالتَّدقيق اللغوي يحتاجُ إلى مهاراتٍ أُخرى منها ثراء المعلومات اللغوية.
18 ــ ليس هناك عدد مرَّات للتَّدقيق، دقِّق حتَّى تشعر أنَّهُ لم يعد هناك أخطاء.
19 ــ يفقدُ بعض المُدقِّقين اللغويين تركيزهم بعد عشرِ صفحاتٍ. وإن لم يكن لديك قوَّة تريكز لن تنجح في التَّدقيق.
20 ــ يجب أن يكون لديك سُرعة بديهة. فالمُدقِّق الجيِّد يحتاج من (5-7) دقائق لتدقيق صفحة مكوَّنة من 250 كلمة.
21 ــ فرِّق بين المصدر والمرجع. المصدر هو الذي يأتي بعلمٍ جديد. المرجعُ أيُّ كتابٍ استندَ على كتاب.
22 ــ من الجميلِ أن تمتلكَ مهاراتٍ أُخرى بجانبِ التَّدقيق، كالطِّباعة، التَّنسيق، التَّحرير، الفهرسة، وكيفيةُ كتابةِ الرَّسائلَ الجامعية.
23 ــ التَّدقيقُ إمَّا على الورقِ أو على الحاسوب. نفِّذ ما يُناسبك وترتاحُ إليه. وعادةً الحاسوب أفضل؛ لأنَّهُ أسرع وأوفرُ مالًا.
24 ــ علاماتُ التَّدقيق: (الحذف، الإضافة، الاستبدال، التَّقريب، الابعاد). فتعلَّم كيف تضعها.
بعضُ الكُتَّابِ يُحبِّون عمليةَ التَّدقيقِ والتَّحرير، وبعضهم لا. إن كُنت جيِّدًا في النَّحو ولديك مهاراتٍ لغوية عالية، عندها ستكون عملية التَّدقيق اللغوي والتَّحرير سهلة وأكثر امتاعًا. المُهم أن لا تنظر إلى التَّدقيق على أنَّهُ وظيفة يجب إنهاؤها سريعًا. فهو الشَّيءُ الذي يسيرُ جنبًا إلى جنبٍ مع كونك كاتبًا. ولا تنسَ بعد انتهائك من التَّدقيقِ أن تتأكَّد من عودتك إلى الكتابة. أ . هــ
* * *
إضـــاءة
يقول أحدهم :ليس عيبًا أن تقع في الخطأ وتقف وأنت مصححه ، العيب أن تقع في الخطأ وتستمر دون تصحيح .
والله الموفق