هلِ اكتحلت ْ عيناكَ بالقدس مرة
وهل لامست منك الشَّغاف شغافها
إذن لرأيت الطهر في كل بقعة
وأقبلت تستجدي بشوق سُلافَها
مررتُ بها طيفاً أعلل خاطري
أداري تباريحي وأرجو انكشافها
شددتٌ لها رحلي محباً لقربها
وأنزلت روحي في اشتياقٍ مَضَافَها
أغرد نشواناً كما الطير حبَّها
وأرشفٌ من نبعِ الجلال ارتشافَها
ولو جعلت سِفرا ـوللقدس سفرها ـ
تمنيت ُألّو كنت يوماً غلافها
لو اكتحلت ْ عيناكَ بالقدس مرة
لأعرضت عن دنياك حتى تعافَها
أحب وما في الحبِّ للقدس ريبةٌ
وأصغي فلا ألتذ إلا هتافَها
سأعلنُ عشقي ما حييتُ لقدسنا
فما يؤنس ُ الأرواح َ إلا اعترافَها
أقبلتنا الأولى ومسرى نبِّينا
أألفيتَ مسرىً للنبيّ خلافَها
أراد عداها أن تكون سبيةً
ويعلو عليها من أراد اختطافها
إذا رجعتْ دار السلامِ فإنها
ستقتص ـ إي والله ـ ممن أخافها