..
*إصرار البعض على الفصل بين واو العطف والمعطوف!*
بقلم : أبو ريان - محمد الحربي
حديثي في هذه العجالة عن منحى ينحاه البعض وهو أنه يفصل بين حرف العطف الواو والمعطوف، ويرون أنهم بذلك يصيبون الحق، ويقولون بوجوب ذلك؛ ويعللون لذلك بأن حرف العطف الواو هو بمثابة كلمة مستقلة عن الكلمة المعطوفة فلذلك يجب الفصل بينهما بمسافة!
أنا عن نفسي أتذكر أني أيضاً لما انتبهت لهذه الملاحظة لأول مرة في حياتي قبل سنوات تحمست بشدة للفكرة، وبادرت للعمل بها بكل اقتناع.. لا أدري لماذا!.. كنت أعتقد أنها عين الصواب.
ولم يمر بي إلى الآن من تكلم عن هذا الأمر -الذي وإن كان يعد هيناً وأمراً واسعاً إلا أن له أهميته- أقول لم يمر بي من تكلم عن صوابه من خطئه.
لكني الآن وبعد تأملي الشخصي الطويل في ذلك أرى بأن الصواب مع الأشهر والأكثر استعمالاً وهو: وصلُ حرف العطف الواو بالمعطوف.
وعادة ما يكون الصواب مع الأشهر استعمالاً، والرسول عليه السلام يقول: لا تجتمع أمتي على ضلالة.
والسبب أننا لو لم نقل بهذا للزم من ذلك أن نفصل بين حرف العطف الآخر الفاء وبين المعطوف -حتى وإن كان الفاء من الأحرف التي نستطيع وصلها بالكلمة-، ولزمنا كذلك أن نفصل بين كاف التشبيه وما يأتي بعدها وأيضاً تاء القسم... وقس على ذلك.
ومع قولي بخطأ من يفصل بين واو العطف والمعطوف إلا أني أعترف أنه لو عمل الناس بذلك (في واو العطف بالذات) فإنّ لهذا حسنة واحدة -بغض النظر عن كون ذلك خطأ- وهي أننا إذا بحثنا عبر مواقع البحث في النت كموقع قوقل عن كلمة محددة نريد أن نرى كل ما كتب عنها فلن يفوتنا أي مقال احتوى تلك الكلمة! بخلاف لو أن الناس اعتاد أغلبهم أنه يشبك واو العطف مع المعطوف (كما هو الواقع) فإننا سنضطر للبحث عن الكلمة من غير الواو والكلمة بالواو لنحصل على كل ما قد كتب عنها.
مثال : (أوزان الشعر) ، (وأوزان الشعر) .
وهناك مشكلة أخرى في فصل الواو عن المعطوف وهي أنه في الكتابة بلوحة المفاتيح الالكترونية سيحدث أحياناً أن يكون واو العطف في سطر أعلى والمعطوف في السطر الأسفل منه؛ وسنضطر في كل مرة لدفع الواو حتى يسقط بجانب صاحبه المعطوف، وهذه (شُغلانه) كما ترى!
..
( المقال من إنشائي )