هذه ترجمة متواضعة للفصل الرابع من كتاب الباحثة جوان مالينج :
The theory of classical arabic metrics
بعنوان : الرباعي، وهو وزن من الشعر عرفه العرب بمسمى عربي فارسي هو الدوبيت.
سوف أنشر فيما يلي أجزاء هذا البحث مقسمة على فقرات، وسأحاول من ثم أن أعلق على بعضها، مع العلم أنني لم أتمكن من نشر أصل الكتاب على هذا الموقع، ومع ذلك فقد جعلته مرفقا في إيميل لي ليسهل علي أن أعيد إرساله لمن يشاء من المهتمين.
الرباعي
د. جوان ماتيلدا مالينج
مما لا شك فيه أن الشكل الشعري المعروف بحق لدى العالم الغربي هو الرباعي. والرباعي ببساطة عبارة عن أربعة أشطار، تعرف بالرباعية، وقد نظمت في واحد من عدد من الأوزان الثابتة بصورة عامة (عددها أربعة وعشرون وزنا تضمهم شجرتا الأخرم والأخرب كما سنرى فيما بعد)، وحيث القافية المتبعة فيه هي من النمط: ا ا ب ا، أو بشكل أكثر ندرة: ا ا ا ا. ويعتبر أصل الرباعي موضع خلاف علمي: فهل الرباعي الفارسي مشتق من الرباعيات العربية أو التركية، أو أنه مصدر هذا الأخير؟ أهو ابتكار فارسي مستقل جديد، أم هو تطور لأشعار "البالاد" الشعبية في الفارسية الوسطى؟
ومسألة الأصل هذه تبدو شديدة التعقيد لكي يتعين الإجابة عليها بشكل حاسم هنا (ربما حتى غير ذات صلة)، لكن ثمة بعض الملاحظات حول التحليل التقليدي للرباعي والبحور الفارسية الأخرى ضمن إطار الشعر العربي، يمكن لنا إبداؤها. فعلى الرغم من أن الرباعي يكاد يكون شكلا شعريا عالميا (ماير، 1963 ، ص 1)، وبينما يبدو أنه من الصعب إثبات وجود علاقة جينية، بين الرباعي وبحر الهزج العربي، فإن هناك مع ذلك أوجه شبه رسمية بينهما لا يمكن إلا أن تكون موحية ببعض الصلة التاريخية. والسؤال الحقيقي هو ما إذا كانت أوجه الشبه هذه تعد مؤشرا على التأثير العربي في الشعر الفارسي، أم أنها مجرد أداة لفرض نظرية العروض العربي بالقوة على الشعر الفارسي. وعليه، فسوف نبدأ بعرض أشكال مختلفة من وزن الرباعي ثم نقارنها بكل من الهزج العربي والهزج الفارسي.