من رحمِ الألم[CENTER]
يكابدُ لوعةً ويبوحُ عزفا
ويَخنُقُ في حنايا الصدرِ نزفا
تراه مُهللاً سَمْح السجايا
ويرتشفُ الجَوَى في الصَّمتِ رَشفا
يواري تحت نيرِ البينِ بَثَّا
ويدعو ربَّهُ رَغَباً وَخَوفا
ويرجوهُ الملاذَ بهِ انتحابا
ليرفعَ إصرَه رُحماً ولُطفا
وإنْ يَلقى علي الشَوقِ الصِحابا
يَفيضُ عُذُوبةً وَيَطيبُ عُرفا
ويَفرشُ راحَتَيهِ بكلِّ وُدٍ
وَيُرخي من جَناحِ النفسِ إلفا
فتهرُعُ في تَحيَّتهِ أَكُفٌ
ويَلثُمُ مَنْ يُصافِحِهُ الأكُفَّا
وإنْ تَرْقبْهُ مِنْ شَزَرٍ يُعاني
بداءٍ يَعصِفُ الأكبادَ عَصفا
فما بَرحَتْ سَنَاياهُ المعاني
تخاطِبُ مَجدَه حرفَاً فحرفا
وَتَنسِجُ أَيكَهُ فوقَ الأعالي
وَتَجعَل مِنْ لَجينِ السُّحْبِ شُرْفا
وَإنْ تَجثو لَهُ الدنيا قَلاها
وَيَقذِفُها إلى الأدبارِ قَذفا
ولا يُلقي لِفِتنتها ببالٍ
فلا تَحظى من الألحاظِ طرفا[/CENTER]
شعر:محمد عبد الله