معجم القنفذة
من كلامنا :
(بَسْ بَسْ)
نقول بَسْ بَسْ بمعنى كفى أو قف، ولعله من الأضداد، الكلمة تقال في المعنى وضده، جاء في القاموس المحيط :
(وقال الكسائي: أَبْسَسْتُ بالنعجة إِذا دعوتها للحلب؛ وقال الأَصمعي: لم أَسمع الإِبْساسَ إِلا في الإِبل؛ وقال ابن دريد: بَسَسْتُ الغنم قلت لها بَسْ بَسْ)
فبقي في لغتنا معنى ومات المعنى الآخر.
( الصَّعْفَةُ )
في لغتنا بمعنى الرائحة الكريهة القوية، وصعفت الرائحة فاحت فوحا شديدا، وليس في المعاجم القديمة ما يفيد هذا المعنى، جاء في القاموس المحيط : والصَّعْفَةُ: الرِّعْدَةُ من فَزَعٍ أو بَرْدٍ وغيرِهِ.وقد صُعِفَ، كعُنِيَ، فهو مَصْعُوفٌ.)
والذي أرأه أن صعف و صعفة فيه قلب مكاني، وأصل صعف عصف و صعفة عصفة.
وعصفت الرائحة عصفة أي فاحت فوحا.
ويدعون بالصعفة فيقولون :عسى البعيد بالصعفة، لعلها ما ذكره صاحب القاموس المحيط الذي ذكرته لك آنفا.
الطُفْيُ
وهو خوص الدوم، والدوم هو المُقل يشبه النخل، واحدته طُفْيَةٌ، جاء في الصحاح في اللغة :
(الطُفْيُ بالضم: خوص المُقل. قال أبو ذؤيب:
وأَقْطاعِ طُفْي قد عفتْ في المنازِلِ
عَفا غيرَ نؤْيِ الدارِ ما إن تُبـينُـهُ
ويروى: المناقل، الواحدة طَفْيَةٌ.
وفي الحديث: "اقتلوا من الحيّات ذا الطُفْيَتَيْنِ والأبتر"، كأنّه شبّه الخطّين على ظهره بالطُفْيَتَيْنِ. قيل لهذه الحية طُفْيَةٌ على معنى ذات طُفْيَةٍ. قال الهذلي:
وهُمْ يُذِلُّونَها مِنْ بَعْدِ عِزَّتِها ..
. كَمَا تَذِلُّ الطُّفَى مِنْ رُقْيَةِ الرَّاقِي
أي ذوات الطفى.
وقد يسمّى الشيء باسم ما يجاوره.)
(الوضِين)
هو الطفي * الموضون، وهي حبال من الطفي موضونة، تفتل بعضها على بعض، و تحبل بها السرر والكراسي، أي تنسج ، قال تعالى : (على سرر موضونة).
جاء في لسان العرب :
(وَضَنَ الشيءَ وَضْناً، فهو مَوْضُونٌ ووضِينٌ: ثنى بعضه على بعض وضاعَفَهُ.
ويقال: وَضَنَ فلانٌ الحَجر والآجُرَّ بعضه على بعض إِذا أَشْرَجَه، فهو مَوْضونٌ. نسْجُ السريرِ وأَشباهه بالجوهر والثياب، وهو مَوْضونٌ. شمر: المَوْضُونةُ الدِّرْع المنسوجة.
وقال بعضهم: دِرْعٌ مَوْضونةٌ مُقارَبَةٌ في النسج، مثل مَرْضُونةِ، مُداخَلَةُ الحِلَقِ بعضها في بعض.
وقال رجل من العرب لامرأَته: ضِنِيه يعني متاعَ البيت أَي قاربي بعضه من بعض، وقيل الوَضْنُ النَّضْدُ.
وسرير مَوْضونٌ: مضاعَفُ النسج.
وفي التنزيل العزيز: (على سُرُرٍ مَوْضونةٍ)؛ المَوْضونةُ: المنسوجة أَي منسوجة بالدُّرِّ والجوهر، بعضها مُداخَلٌ في بعض.)
......
*تكلمت عن الطفي آنفا.
(شَبْوَةٌ)
الشَّبْوَةُ الفتاةُ الجريئةُ كثيرةُ الحرَكة ، تقال على صيغة الذم ، جاء في مقاييس اللغة:
( والشَّبْوَةُ اسم للعقرب، وإِنّما سمِّيت بذلك لِشَبَاةِ إِبْرَتها. قال: اللِّحياني أنَّ الجاريةَ الفحّاشة يقال لها شَبْوة.وإِنّما سمِّيت بذلك تشبيهاً لها بالعقرب)
وفي لسان العرب :
( جاريةٌ شَبْوَةٌ: جريئة كثيرة الحركة فاحشةٌ. )
وقال أستاذي أبوبكر بن محمد الصحبي:
( يقال للكلبة شبوة.)
وشَبْوَة محافظة في جنوب الجمهورية اليمنية إلى الشرق من عدن بحوالي 385 كيلو متر وإلى الغرب من المكلا بحوالي 300 كيلو متر
(خَجّ)
خَجّ دفع بشدة وسرعة مثل رَجَّ، خج العلبة أي هزَّها بقوة ليتمازج ما بداخلها، وخجَّتنا السيارة إذا مشت بسرعة على خط غير مستوٍ، ومن المجتز قولهم : خجَّني فلانٌ ،أي أفزعني. جاء في لسان العرب :
( خَجَّت الريح في هبوبها تَخُجُّ خُجُوجاً : الْتَوَتْ .
وريح خُجُوج : تَخُجُّ في هبوبها أَي تلتوي .
قال : ولو ضوعف وقيل : خَجْخَجَتِ الريح ، كان صواباً .
والخَجُوج من الرياح : الشديدة المَرِّ ، وقد خَجْخَجَتْ ؛ قال ابن سيده : وقيل هي الشديدة من كل ريح ما لم تُثِرْ عَجاجاً .
وخَجِيج الريح : صوتها .
شمر : ريح خجُوح وخجَوْجَاةٌ : تَخُجُّ في كل شَقٍّ أَي تشقُّ .
قال وقال ابن الأَعرابي : ريح خَجَوْجاةٌ طويلة دائمة الهبوب .)
(كَبَع)
كبعه أي قمَعه و منعه ، قال ابن دريد في جمهرة اللغة :
(والكَبْع ذكر الخليل أنه المنع كَبَع عن كذا وكذا إذا منعته عنه.)
(عالَ)
عال ماء السيل إذا خرج عن مجراه المعتاد، وعال الرجل كثر عياله.
جاء في القاموس المحيط :
(عالَ: جارَ ومالَ عن الحَقِّ،و عالَ الميزانُ: نَقَصَ وجارَ، أو زادَ، يَعولُ ويَعيلُ،و عالَ أمْرُهُم: اشْتَّدَ وتَفاقَمَ،عالَ الشيءُ فلاناً: غَلَبَهُ، وثَقُلَ عليه، وأهَمَّهُ،و عالَت الفريضَةُ في الحِسابِ: زادَتْ وارْتَفَعَتْ، وعُلْتُها أنا وأعَلْتُها.و عالَ فلانٌ عَوْلاً وعِيالَةً: كَثُرَ عِيالُهُ،كأعْوَلَ وأعْيَلَ،و عالَ عِيالَهُ عَوْلاً وعُؤُولاً وعِيالَةً: كفاهُم ومانَهُم،كأعالَهُم وعَيَّلَهُم.)
مَلَا ثيابي
مَلَا هي مَـلَأَ، سهلت الهمزة، و ملَا أو مَلَّا ثيابي يقال إذا رششت على أحدهم ماء أو طينا أو دما أو حبرا أو ما شابه، وهذا تعبير قديم، قال الزمخشري في أساس البلاغة :
(وسمعتهم يقولون : فلانٌ مَلأَ ثيابي إذا رشَّشَ عليهِ طينَاً أو دَمَاً أو غيره ما)
السلام عليكم
مثل هذه المعاجم تحفظ تراثنا اللغوي في علم اللهجات العربية، وتصون تاريخ اللغة في جانب من جوانبه، وتفيدنا في معرفة التطور اللغوي في مواقف ما.
شكرا لك أخي الكريم
التسامح مع الأديب ـ وذلك بتعليل مواقف العدول في نصوصه ـ من صميم عمل الناقد ومن أخلاقيات النقد الأدبي
جزاك الله خيرا، وبإذن الله يكون ما وجهتِ به قريبا .
التعديل الأخير من قِبَل هدى عبد العزيز ; 03-02-2019 في 08:58 PM
(البُوح)
في كلامنا وسط البحر، سمعته، ونقول لطير (مالك الحزين) طير البوح، قال ابن منظور في لسان العرب :
(والباحة: عَرْصة الدار، والجمع بُوحٌ)
فاستعاروا البُوح لعرض البحر.وعرض البحر واسع، قال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة :
(الباء والواو والحاء أصلٌ واحد، وهو سَعَة الشيء وبروزُه وظهورُهُ، فالبُوحُ جمع باحَةٍ، وهي عَرْصَة الدار.)
وربما سموا ذلك الطير بطائر البوح نسبت للشمس، فقد ورد أن من أسماء الشمس عند العرب البوح، كناية عن هجرته و أنه يأتي من جهة الشمس، وقد اختلف العلماء في تسمية الشمس بالبوح و باليوح اختلافا كبيرا، أورده ، قال ابن منظور في اللسان :
(الشمسُ، معرفة مؤنث، سمِّيت بذلك لظهورها، وقيل: يُوحُ، بياء بنقطتين.)
وفي القاموس المحيط :
(وبُوحُ: اسمُ الشَّمْسِ.)
وقال صاحب اللسان في موضع آخر من لسانه :
ابن سيده: يُوحُ الشمسُ؛ عن كراع، لا يدخله الصرف ولا الأَلف واللام، والذي حكاه يعقوب: بُوحُ. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئاً وقد جاءَ منه قولهم يُوحُ اسم للشمس؛ قال: وكان ابن الأَنباري يقول: هو بُوحُ بالباءِ، وهو تصحيف، وذكره أَبو علي الفارسي في الحَلَبِيَّات عن المبرد، بالياءِ المعجمة باثنتين؛ وكذلك ذكره أَبو العَلاءِ بن سليمان في شعره فقال: وأَنت مَتى سَفَرْتَ رَدَدْتَ يُوحا قال: ولما دخل بغداد اعترض عليه في هذا البيت فقيل له: صحفته وإِنما هو بوح، بالباءِ، واحتجوا عليه بما ذكره ابن السكيت في أَلفاظه، فقال لهم: هذه النسخ التي بأَيديكم غيّرها شيوخكم ولكن أَخرجوا النسخ العتيقة، فأَخرجوا النسخ العتيقة فوجدوها كما ذكره أَبو العلاء؛ وقال ابن خالويه: هو يُو حُ، بالياء المعجمة باثنتين، وصحفه ابن الأَنباري فقال: بُوح، بالباء المعجمة بواحدة، وجرى بين ابن الأَنباري وبين أَبي عمر الزاهد كل شيءٍ حتى قالت الشعراء فيهما، ثم أَخرجنا كتاب الشمس والقمر لأَبي حاتم السجستاني فإِذا هو يوح، بالياء المعجمة باثنتين؛ وأَما البُوحُ، بالباءِ، فهو النَّفْس لا غير؛ وفي حديث الحسن بن علي، عليهما السلام: هل طلعت يُوحِ؟ يعني الشمس، وهو من أَسمائها كبَراحِ، وهما مبنيان على الكسر. قال ابن الأَثير: وقد يقال فيه يُوحى على مثال فعلى، وقد يقال بالباء الموحدة لظهورها من قولهم: باحَ بالأَمر يَبُوحُ.)
وقول أهل الأدب في عصرنا : سلم بوحك، كلمة استحسان ، يعنون بالبوح ما باح به عن نفسه شعرا أو نثرا.
(وحف)
وحف شعره أي أخذ منه وقصه إذا كثر ، وغالبا يشددون الحاء المفتوحة من الفعل (وحف) ، ولعله من الأضداد الكلمة تقال في المعنى وضده،والشعر الموحف أي الذي أخذ منه و حسن وزين، جاء في الصحاح في اللغة :
(عُشبٌ وَحْفٌ وواحِفٌ، أي كثير. الجناح الكثير الريش.
وشَعْرٌ وَحْفٌ، أي كثيرٌ حسنٌ، ووَحَفَ أيضاً بالتحريك.
وقد وَحُفَ شعرُه بالضم، والاسمُ الوُحوفَةُ والوَحافَةُ.)
وجاء في مقاييس اللغة عبارة عن الموحف تؤكد صحة كلامنا فقال ابن فارس:
(الواو والحاء والفاء: كلمةٌ تدلُّ على سَوادٍ في شيء.
وشعرٌ وحفٌ: أسوَدُ ليِّن. أرضٌ فيها حجارةٌ سود.
وعُشْب وَحْف: كثير، وإذا كَثُر تبيَّنَ أسودَ.ومما شذ عنه كلمتان: المُوَحَّف، يقولون: البعير المهزول. قال:والواحِفُ: الغَرْب الذي ينقطع منه وَذَمَتان ويتعلَّق بوَذَمَتَيْن.)
فقوله : (المُوَحَّف، يقولون: البعير المهزول)
والمهزول الذي ذهب بعض صحته و نضارته وسمنه، فيكون الشعر الموحف من باب الاستعارة المكنية.
وفي القاموس المحيط :
(والمُوحِفُ: الذي ليس له ذُرىً)
فهذه أدلة يشد بعضها بعضا.
(الوَحى)
كلمة تقال لتستعجل بها من أرسلت، فنقول لمن أرسلت : الوَحى الوَحى أي البدَارَ البِدَارَ،
قال ابن دريد في جمهرة اللغة :
(الوَحاء، ممدود: السرعة)
ولكن ابن منظور في اللسان يذكر صحة ( الوحى)، قال :
(والوَحى: العَجَلةُ، يقولون: الوَحى الوَحى والوَحاء الوَحاء يعني البِدارَ البِدارَ، والوَحاء الوَحاء يعني الإِسراع، فيمدُّونهما ويَقْصُرونهما إِذا جمعوا بينهما، فإِذا أَفردوه مدّوه ولم يَقْصروه؛ قال أَبو النجم: يَفِيضُ عَنْهُ الرَّبْوُ من وَحائه التهذيب: الوَحاء ممدود، السُّرْعة، وفي الصحاح: يمدّ ويقصر، وربما أَدخلوا الكاف مع الأَلف واللام فقالوا الوَحاك الوَحاك، قال: والعرب تقول النَّجاء النَّجاء والنَّجى النَّجى والنَّجاك النَّجاك والنَّجاءك النَّجاءك.)
فالوحى تمد وتقصر.
وذكر لي صديقي الأستاذ محمد خلوفة المرحبي أن وحى كفعل : علم، بلسان أهالي محافظة القنفذة، وفلان عنده وحى الأمر أي علمه،جاء في لسان العرب :
(قال العجاج: وحَى لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ، وشَدَّها بالرّاسِياتِ الثُّبَّتِ وقيل: أَراد أَوْحى إِلا أَنَّ من لغة هذا الراجز إِسقاط الهمزة مع الحرف، ويروى أَوْحى؛ قال ابن بري: ووَحَى في البيت بمعنى كتب.
ووَحَى إِليه وأَوْحَى: كلَّمه بكلام يُخفِيه من غيره.ووَحى إِليه وأَوْحى: أَوْمَأَ.وفي التنزيل العزيز: فأَوْحى إِليهم أَنْ سَبِّحوا بُكْرَة وعَشِيّاً؛ وقال:
فأَوْحَتْ إِلينا والأَنامِلُ رُسْلُها
وقال الفراء في قوله، فأَوْحى إليهم: أَي أَشار إِليهم، قال: والعرب تقول أَوْحى ووَحَى وأَوْمى ووَمى بمعنى واحد، ووَحى يحِي ووَمى يَمِي. الكسائي: وَحَيْتُ إليه بالكلام أَحي به وأَوْحَيْتُه إِليه، وهو أَن تكلمه بكلام تخفيه من غيره)
(حالٌ أَحْوَلُ)
الحال تذكر وتؤنث والتأنيث أفصح، وقولهم: (حالٌ أَحْوَلُ) على المبالغة، أي شدة الحال ولا يعنون بأحول من الحَوَل المرض يصيب العينين ، ذكر هذا الأسلوب ابن منظور في لسان العرب عند حديثه عن قولهم : (عَامٌ أَعْومٌ)، أورده بكماله ففيه فرائد فوائد :
( العامُ : الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة ، والجمع أَعْوامٌ ، لا يكسَّرُ على غير ذلك ، وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة .
قال ابن سيده : وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه ، وكذلك أَعْوامٌ عُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل ، ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ ، وقيل : أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ ، يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة ، فواحدها على هذا عائمٌ ؛ قال العجاج :
من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم
من الجوهري : وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم ، وإنما هو توكيد،...)
أعتقد أن كلمة : (بَسْ) ـ بمعنى: (كفى) أصلها فارسي. ولعلها من قديم ما دخل في اللغة العربية. والله أعلم!المشاركة الأصلية كتبها عبده فايز الزبيدي
بوركت الجهود يا أبا فايز!
التعديل الأخير من قِبَل أحمد بن يحيى ; 03-02-2019 في 06:23 PM
وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحمِينَ
بارك الله في جهودكم يا غالي.
(سحك)
مثل سهك، سحك خدش أو قشر، وسحك الشيء سحقه، ونحن نستعمله ثلاثيا، وزعم سيبويه أنه لا يستعمل إلا مزيدا ، ولعل سيبويه لم يسمع من العرب سحك ثلاثيا مجردا، وأثبته الأزهري صاحب (تهذيب اللغة)، و الأزهري احتجز عند القرامطة مدة ليست باليسيرة، وكانوا يتحدثون الفصحى، فأفاد منهم لغة كثيرة، جاء في لسان العرب :
(المُسْحَنْكِكُ من كل شيء : الشديد السواد ، قال سيبويه : لا يستعمل إلا مزيداً ، وفي حديث خزيمة والعِضاه مُسْحَنْكِكاً .
واسْحَنْكك الليلُ إذا اشتدت ظلمته ، ويروى مُسْتَحْنِكاً أي مُنْقَلِعاً من أَصله .
وشعَر سُحْكوك : أسود ؛ قال ابن سيده : وأَرى هذا اللفظ على هذا البناء لم يستعمل إلا في الشعر ؛
قال : تَضْحَكُ مني شَيْخةٌ ضَحُوكُ واسْتَنْوَكَتْ ، وللشَّبابِ نُوكُ ، وقد يَشِيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوك ؟
قال ابن الأعرابي : أسودُ سُحْكوك وحُلْكوكٌ .
قال الأزهري : ومُسْحَنْكك مُفْعَنْلِلٌ من سَحَك .
واسْحَنْكَك الليلُ أَي أَظلم .
وفي حديث المُحْرَقِ : إذا مت فاسْحَكوني أَو ، قال اسْحَقوني ؛ قال ابن الأثير : هكذا جاء في رواية وهما بمعنى ، وقال بعضهم : اسْهَكوني بالهاء ، وهو بمعناه ؛ الأَزهري : أَصل هذا الحرف ثلاثي صار خماسيّاً بزيادة نون وكاف ، وكذلك ما أشبه من الأَفعال .)
(سَهَكَ)
أي قشر وسهك الشيء مثل سحكه، وسهك الشيء مثل دهكه ورهكه أي سحقه ، قال أحمد بن فارس في مقاييس اللغة :
(السين والهاء والكاف أصلان: أحدهما يدلُّ على قَشْر ودقٍّ، والآخر على الرَّائحة الكريهة.فالأوّل قولُهم: سَهَكَت الرِّيحُ التّرابَ، وذلك إذا قَشَرتْه عن الأرض. الذي يشتدّ مرُّ الرّيح عليه.
ويقال سَهَكْتُ الشّيءَ، إذا قشرتَه، وهو دونَ السَّحْق. الدَّوابُّ، إذا جرت جرياً خفيفاً.)
( صَكَعَ )
وصَكَعَ الشيء أي ضربه على رأسه خاصةً،
وتصاكع الرجلان ضرب كل واحد رأسه برأس صاحبه خطأ
وأصله صقع بالقاف ولكن أبدلت الكاف من القاف ، لقرب مخرجيهما،
جاء في القاموس المحيط : ( صَقَعَهُ، كمنَعه: ضَرَبَهُ، أو على رأسِه )
وجاء في لسان العرب :
( صَقَعَه يَصْقَعُه صَقْعاً: ضربه بِبَسْطِ كفِّه.وصَقَع رأْسَه: علاه بأَيِّ شيءٍ كان؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وعَمْرُو بنُ هَمّامٍ صَقَعْنا جَبينَه = بشَنْعاءَ، تَنْهَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ
المُتَظَلِّمُ هنا: الظالِمُ.)
تعليمات المشاركة
رد باقتباس