السلام عليكم
بسم الله وبه نستعين
لقد وضع الجمال بن هشام مقدمتين في النحو توسم الأولى بـ(قطر الندى) والثانية بـ(شذور الذهب)، ومن يقارن بينهما يرى أن شذور الذهب قد اعتمد التبويب والتصنيف الحاجبي من ذكر المرفوعات فالمنصوبات فالمجرورات وهذا يوقع طالب العلم في التشوش لأنه يفصل بين مسائل الباب الواحد فباب النواسخ مثلا جاء مقسما على باب المرفوعات والنواصب، وقد وجه هو هذه الطريقة بكون المرفوعات عمد، والمنصوبات فضلات، والمجرورات تابعة، ولكنه استقل عنها في مقدمته الأخرى (قطر الندى).
ويمتاز شرحه لمقدمة الشذور بغزارة المصطلح العلمي، بينما ربما عدل عنه في شرحه على قطر الندى مثل تعبيره عن الاسناد بالحديث عنه وتعبيره عن ذي الأداة بالألف واللام، ولعله يلاحظ المتبدئ، وكذا يمتاز شرح الشذور بإعراب الآيات والشواهد وقيمتها من جهتين
الأولى أنها دروس إعرب
الثانية أنها من اعراب ابن هشام فإن اعراب كل عالم بقدر معرفته فيدقق ويلفت إلى ما لا يلفت إليه غيره.
فصل في بعض الأبواب كما صنع في باب البناء.
وزاد في مسائل بعضها كما صنع في باب النكرة وقد يكون العكس نلاحظ ذلك في باب العلم فقد فصله في قطر الندى واختصره في الشذور.
ومما يعد في ميزان شرح الشذور أنه أكثر تنبيها على الأصول كالاجماعات والقياس كما صنع في مبحث(هن) وغيره العديد.
ومما اختص الشذور بطرحه أفعال المقاربة.
وأيضا تراه يذكر بعض النقولات حتى ممن لم يصنف على الأدباء كابن تيمية، بل ويفرج السطور لنقل بعض القصص ذات الصلة، كما ينبه على بعض الأخطاء الشائعة لدى الفقهاء مثلا.
ملاحظة:
سبق ان نشرت هذه السطور في قسم آخر من المنتدى قبل ان اتفطن للقسم الخاص بالكتب.