من أصول علم العروض: علة القطع في الجزئين الخماسي والسباعي
ينص هذا الأصل على أن القطع لا يكون في الحشو والعروض من البيت، ولكنما يقع في الضرب فقط، أو في العروض إذا جاء مصرّعا، لأن هذا يعدّ كالضرب سواء بسواء. وكذلك يقف هذا الأصل بالمرصاد لمن يحاول التجرؤ على انتهاكه، فيعاقبه بالإنكار لما ارتكبه وإهمال ما جنته يداه من تعدّ عليه.
أما الجزء الخماسي، فإن أقدم من حاول قطعه في الحشو والعروض قد عدّه منسوبا إلى الخليل وذلك في رواية تبدو متهالكة النسب نقلها أبو الطيب اللغوي، وهذا محال لأن الخليل لم يجعل في دائرة المتقارب إلا بحرا وحيدا لا ثاني له، تاركا من ثمّ لأبي الحسن العروضي فرصة استداركه بالبحر الذي أسماه هذا بالغريب. والواقع أن استدراك أبي الحسن لم يكن ليختلف في قليل أو كثير عن الرواية المنسوبة للخليل، فكلا الراويين إنما كان يتوهم في روايته بحرا له وتد (المتدارك) في حين أن البحر الذي كانا يعالجانه بدا خاليا تماما من الوتد (الخبب)، وبالتالي فلا قطع هنا ولا يحزنون.