الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين..
أرجو أولا البدء قبل الدرس باختبار التهيئة لمن لم يجربه..
بعد أن تعرفنا على مستويات الفهم القرائي الأربعة, نتعرف في هذا الدرس إن شاء الله على القراءة وفق تلك المستويات ومنها "القراءة التحليلية" ..
لكن من الضروري قبل هذا: أن نتناول "كفاءة القراءة "
القراءة نشاط بصري وعقلي ، فالبصري التقاط الكلمات , والعقلي فهم معانيها وتوظيف المخزون المعرفي في قراءتها جيدا.
ومع التدرب وكثر القراءة ستكتشف حقا أن عقلك الذي يقرأ وليست عيناك
مهارة القراءة مثل مهارة الكتابة على الآلة الكاتبة فالكاتب الجيد لا يحتاج النظر إلى لوحة المفاتيح بل يركز الكاتب على الأفكار التي يريد نقلها وكذلك مهارات القراءة أمر تلقائي فأنت لا تحتاج قدراتك البصرية بقدر ما تحتاج قدراتك العقلية ..
وهذه المرحلة "القراءة العقلية " أكثر من مجرد عمل شجاع؛ فهي عمل مهم يقوم به القارئ الخبير من أول نظرة على الفقرة إلى أعمق نقطة في النص –ليس بالضرورة الأدبي الإنشائي- بل حتى الخطابات الرسمية, المذكرات, المقترحات, المقالات , البريد الإلكتروني "العقل المتفحص السريع هو القارئ الحقيقي" ..
كيف أقرأ بكفاءة وفاعلية؟
سواء قراءة الكتب, أو الصحف, أو القراءة على الشبكة العنكبوتية..
لتقرأ بكفاءة يجب أن تحرص على تقوية هذه العناصر الأربعة لديك وتطويرها وتكثيف مهاراتها:
1- مهارات الفهم الأساسية "التحليل, النقد, الاستنتاج, التعرف على المفردات وتنمية المخزون اللغوي" وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بقدرات القارئ التراكمية من المعرفة "كل معلومة معرفية تفيدك هي رصيد ولو بطريقة غير مباشرة لكفاءة قراءتك"
2- الغرض من القراءة" كل قراءة بلا هدف هي رحلة سفر إلى مجهول لا تكترث لنهايتها ولا لظروفها" إهمال تحديد الهدف من القراءة يضر بالقارئ ويضيع فرصته في المزيد من الاطلاع: و يمكن تحديد الهدف والتعامل معه بطريقتين مزدوجتين: –بصفة عامة-: قراءة متأنية للأفكار الرئيسة, - قراءة سريعة للتفاصيل ..
اسأل نفسك قبل كل قراءة:لماذا أقرأ؟ ماذا أريد من هذا المقال أو الكتاب؟
3- تحسين المعدل للسرعة والتفاعل مع المقروءحسب جودته و أهميته .: ومنه التدريب على سرعة القراءة واللمح البصري للكلمات وليس نطقها همسا أو بصوت داخلي ..
4- المران على المرونة في القراءة :المرونة بالتدريب , مثل سائق سيارة مرن يعرف جيدا متى يسرع ومتى يبطئ ومتى يتوقف ويحذر ويتأمل هذا السائق يملك لمركبته محركا قويا يستطيع السير بسرعة عالية في الطرق السريعة "سقف أعلى للقراءة" لكنه لا يستخدمه في كل الطرقات" سرعة افتراضية للقراءة حسب المقروء و الهدف منه".. القارئ الكفء هو قارئ مرن تنمو معدلات قراءته بين أرضية السرعة الطبيعية و سرعة التفكير اليقظ ؛ لذا عليك من الآن البدء بزيادة الفارق بين سرعة قراءتك و سقفها الأعلى .. وكلما ارتفع سقفك الأعلى زادت مرونتك وبالتالي جودة قراءتك ..
أولا : القراءة التحليلية :
القراءة بحسب المستويات : القراءة الحرفية تحدد بنية النص وهيكلته: مقال, قصة , تنظيمه على شكل حوار, سؤال و جواب , سرد , تعداد , أسباب و نتائج... الخ
القراءة التحليلية مستوى أعلى ..
إنها الغوص في النص على ثلاثة مستويات من العمق : حرفي/ تفسيري/ نقدي إبداعي (أرجو الضغط على الصور لتكبيرها ودراستها)
مثال 1- :
"المريض المصاب بحساسية الجهاز التنفسي تتهيج وتزداد لديه الأعراض عند استنشاق بعض المواد الصناعية أو الطبيعية التي يتفاعل معها الجهاز التنفسي كجسم غريب وينتج عن ذلك أعراض الحساسية" د/ أحمد باهمام استشاري صدرية
هذا المقال العلمي لا يمكن أن يحلل لأعمق من المستوى الحرفي لأنه واضح الهدف والأسلوب..
مثال 2-
لا تقرأ مثل الإسفنجة , تنتظر بشكل سلبي حتى تمتلئ بالمعلومات, بل اقرأ مثل لاعب كرة القدم الماهر , وتعامل مع المقروء بندّية وأقحم نفسك داخلها موافقا أو مخالفا أو مضيفا أو معدّلا أو مقدِّرا , وتعلم إضافة الملحوظات الهامشية لحظات القراءة فهي لا تتكرر وتعكس مهاراتك العالية في التحليل و التركيب" فيليس مندل "كتاب القراءة الصحيحة"
في التحليل الحرفي يمكن أن نقول:
نصيحة الكاتبة للقارئ بالتفاعل مع المقروء .
في التحليل التفسيري:
-كيف يمكن أن يكون القارئ مثل لاعب كرة القدم؟
-ما المقصود بالملحوظات الهامشية؟
- كيف يكون تحليل النص وتركيبه؟
إذن هذا النوع من الكتابة قابل للتحليل الحرفي و التفسيري ولا يحتمل التحليل النقدي أو الإبداعي ..
مثال3-
أصبحت عبارة (الشعر الحُرّ) مصطلحا محدد المعنى , يدل على ما ينشر هذه الأيام من الكلام العجيب الذي تكثر فيه الفواصل, وإشارات الاستفهام وعلامات التعجب, والتفعيلات المختلفة الوزن المتباينة الأشكال بلغة يلفها الغموض و يسري فيها الرمز الذي لا يعرفه حتى صاحبه.
إن دعاة التجديد في الشعر العربي أرادوا أن يقلدوا الغرب دون أن يعرفوا أدب الغرب, و دون أن يفقهوا أن شعر الغرب جاء نتيجة الحياة المضطربة, والقلق النفسي, وانفصام الشخصية لدى الإنسان الغربي" د.يوسف عز الدين
التحليل الحرفي:
- ما الفكرة الرئيسة في الفقرة الأولى , وفي الفقرة الثانية؟
- ما الذي يكثر في الشعر الحر.؟
- ما معنى متباينة, يلفها.؟
التحليل التفسيري:
-ما موقف الكاتب من الشعر الحر؟
كيف تتوقع أن تكون ردة فعل الشعراء من هذا المقال.؟
ما مغزى النص؟
التحليل النقدي:
-ما الدلالة البلاغية لكلمة "سرى"؟
-تشير بعض عبارات الكاتب إلى حقائق في الشعر الحر وبعضها إلى آراء شخصية.. بعضها منصف والآخر تعميمي ..
- ما موقفك الشخصي؟ مؤيدا أو معارضا؟
ومن هنا نجد أنه يمكن تناول هذا المقال بمختلف المستويات .
نحو قراءة تحليلية جيدة :
لن يكون التحليل جيدا إلا بتوفر عناصر الفعل القرائي جميعها, وأي خلل في أحد العناصر يبتر التحليل و يجعلها قراءة حرفية لفك الرموز ليس إلا..
عناصر الفعل القرائي خمسة :
1- الكاتب: قدرته, مهاراته, الكاتب يرغم القارئ ويحفزه و هو مصدر العمل القرائي برمته.
2- القارئ : ثقافته و وعيه و خبراته, مهما كان الكاتب جيدا والقارئ لا يقدر فإن التحليل ضعيف و العكس صحيح لو كان القارئ جيدا لكتابة ضعيفة.
3- ظروف النص القرائي:
كلما كانت ظروف القراءة متشابهة بين الكاتب والقارئ كان التحليل و التأثر عميقا, قصيدة وطنية قد لا يلقي لها الشعب بالا لكن إن مسّتهم ظروف وطنية صار تحليلها و الشعور بها أعمق.
وقس على ذلك : قصيدة الرثاء لمن ذاق مرارة فقد, وقصيدة فكر و غربة أو غزل او حكمة لمن يعيش ظروفا مشابهة , فتحليل النص من شخص بعيد عن الظرف غالبا يأتي أقل ممن ظروفه مواتية للنص.
4- اللغة: وهي ثلاثة أقسام :لغة المجال: البعيد عن الرياضيات لن يفهم كتابا فيها وكذلك البعيد عن الشعر الجاهلي, ولغة الكاتب: الكاتب الذي يعتمد لغة يتعب القارئ إن لم يتمكن منها, لغة المعجم : مثل الشعر الجاهلي أو الكتابة بلغة أخرى أو لهجة عامية, كل خلل في اللغة يعطل عملية التحليل ..
5- النص: نوعه : من لا يعرف مبادئ الشعر أو طريقة الرواية أو بناء المقال العلمي أو الخطاب الرسمي لا يستطيع تحليله جيدا, محتواه : الغموض والوضوح أو الحقيقة والخيال, تنظيمه: حوار أو سرد أو تعداد أو سؤال و جواب ...إلخ
كل هذا يساهم في نجاح إو إخفاق عملية التحليل ..
ثانيا : تنمية المهارات اللفظية "القياس و القدرات "
القياس اختبار يقوم به خريجو الثانوية العامة في المملكة عند رغبتهم في الالتحاق بالتعليم الجامعي , أو الطلبة الجامعيين لمواصلة التعليم العالي.. وهو شبح يرعب الطلاب, ويكشف التباين بين معدل التحصيل الدراسي والقدرات الحقيقية لهم..
القياس مقسوم إلى جزأين لفظي و كمي , والدراسات للسنوات السابقة تكشف أن النقص الأكبر في الجزء اللفظي ..
على أنه قائم على الخبرات اللغوية :القراءة’ النحو , الإملاء, ولا علاقة له بالثقافة الأدبية أو البلاغية مثلا لأنها من شأن الاختبار التحصيلي.
ما علاقة القياس بدورة مهارات القراءة؟
لأنه يعتمد على هذه المهارات .. وكم سيكون رائعا لو تدرب عليه المعلم ليدرب طلابه أو الأب لأبنائه أو الأخت لإخوتها !
وهو أروع حين نملك نحن قدرات لفظية عالية ..
القياس ستة مستويات متدرجة , 26 سؤالا لفظيا , 22 كميا رياضيا ..
يشمل الجزء اللفظي :
1- المفردات ومعانيها :معرفة حرفية معجمية.
2- إكمال الجمل: فهم النصوص القصيرة الناقصة واستنباط ما تحتاج إليه من تتمات صحيحة .
3- التناظر اللفظي : معرفة العلاقة بين زوج من المفردات و تحديد ما يماثلها من الاختيارات
4- استيعاب المقروء : فهم النصوص فهما عميقا وتحليل معانيها والإجابة عن مضمونها.
للتوضيح هذا المقطع يعرض طريقة اختبار القياس اللفظي حاول و أنت تشاهده إيجاد الأجوبة قبل إعلانها :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن يمكنك إعادة اختبار التهيئة للتأكد من نمو المعلومات لديك بعد الدرس..
أو ابدأ مباشرة باختبار الاستيعاب ..
بعدها تفضل بالدخول إلى الاختبار التطبيقي.. ويوجد صفحة لنماذج الإجابة..
رد باقتباس
المشاركة الأصلية كتبها [نقرأ لنرتقي]
