غُروبٌ آسف
خَجْلى تلملمُ شعرَها المَجدولا
وترومُ خِدرَ العاشقين أفولا
هل راقها الإغفاءُ بعد عَنائها
لتغضَّ طَرفاً ناعساً مكحولا ؟
أتبادل السُّحْبَ العِناقَ توددا ؟
هيهات أن يبقى العناقُ طويلا
رَحَلتْ سوى شَفَقٍ يُخضِّبُ بالجما
لِ إزارَها , ويخُصُّها تبجيلا
ترنو إلى الأفقِ البعيدِ بمقلةٍ
حوراء تنعي في الغروبِ أصيلا
وفلول ضوءٍ في السماءِ توسَّدتْ
وَجَنَاتِ مُزنٍ قد جَمُدنَ ذُهُولا
وَمَدَامعٌ حَرَّى تَقُصُّ شُجُونَها
تُرثي سناها إذْ أُحيل خيالا
قدْ شَابَه الإعياءُ في تَرْحَالِهِ
بينَ الورى ، يتجرع التضليلا
غَشيَ الأصيلُ عرى المروجِ مُوَدِّعا
والضوءُ يُسْلِمُ روحَه ليزولا
قالتْ سئمتُ فلم يعُدْ حَرِّي بِذي
وَهَجٍ , وقدْ خَفَتَ الأتونُ ذليلا
لم يبقَ في عيني ضياءٌ ساربٌ
إلا بَصيصاً كالسرابِ هزيلا
أمسيتُ نَجْماً باهتا بين السرى
أردَتْهُ أســـتارُ الظلامِ قتيلا
أبكي ذَهاباً يحتفيه الظالمو
نَ ليملؤوا ليلَ العبادِ عَويلا
ألِفوا العَدَاءَ ويرقصونَ على صلـيـ
لِ سيوفهم, واستعذبوا التنكيلا
قد غرَّهم في مريةٍ إغفاءتي
فتقاســـموا أضغانهم ترتيلا
وتسابقوا مثل العناكبِ يحتسو
ن دمائَـهم يتَنـشَّـقونَ غليــلا
ما نَسْــجُهم إلا هُراءً واهيـاً
فالفجـرُ آتٍ لن يغيبَ طويلا
الفجرُآتٍ سَوفَ أنضو عنه ليـ
لي,سوف أشْرِقُ حُرةً وبتولا
عذراءُ لم يطمس نضارتها دجىً
بل زادها قبل الشــروق قبولا
شعر : محمد عبد الله